Saturday, November 08, 2008

Torching Opposition

الفكر الجديد

وأسلوب جديد حاسم في مواجهة المعارضة





هكذا يتعامل الفكر الجديد مع المعارضة.

هذه هي ملامح الإصلاح السياسي طبقاً لوعود مبارك الانتخابية.

هذه هي ثالث مرة يتعرض أحد مقرات حزب الغد للحرق المتعمد. تم حرق مقر باب الشعرية مرتين من قبل وهذه هي المرة الثالثة، بحرق مقر الحزب في ميدان طلعت حرب في وسط النهار، تحت سمع وبصر رجال الأمن المتخفين في ملابس مدنية، ولا ننسى محاولات اغتيال أعضاء الغد في كفر صقر وفي بنها والتعدي عليهم في فندق بيراميزا.

لقد تقدمت جميلة اسماعيل ببلاغ رسمي في قسم شرطة قصر النيل قبل الحادث بيومين، بناء على تهديدات نشرها موسى موسى في البديل، وسجلت هذا في محضر شرطة رسمي، بعدم تعرض موسى مصطفى موسى للجمعية العمومية لحزب الغد التي دعا إليها مجلس حكماء الحزب. ولكن الشرطة بدلاً من أن تبعث بقواتها، سحبت حتى خدمة حراسة ميدان طلعت حرب، ووقف رجال المرور يفسحون الطريق للبلطجية ليقوموا بمهاجمة وحرق مقر حزب الغد بقيادة موسى موسى. وموسى موسى لمن لا يعلم هو أخو على موسى عضو لجنة السياسات والصديق الصدوق لجمال مبارك.

ورفيق موسى في تدبير الهجوم هو رجب هلال حميدة، الذي لعب نفس الدور في تفتيت حزب الأحرار، ورجب أصبح بهذه الخدمات الجليلة للنظام حبيب الحكومة، فأهدته الحكومة مقعداً في مجلس الشعب في عام 2005، وأصدر مبارك قرارا بعلاجه على نفقة الدولة، موسى ورجب هما اللذان أوقفا نشر جريدة الغد وأقصيا إبراهيم عيسى من رئاسة تحرير الغد إبان سجن أيمن نور. موسى كما نعلم لا لوم عليه، لأنه مجرد عميل للأمن، واللوم كله، والمسئولية كلها يتحملها النظام من بدايتها لنهايتها.


لا يمكن أن نتصور أن أي مسئول مهما علا شأنه كان يتحمل وحده إمكانية اشتعال وسط القاهرة كلها لأننا نعلم أن الحرائق لا يمكن التأكد من السيطرة عليها، لا يمكن أن أتصور أن رأس النظام لا يعلم، فإن كان لا يعلم، فهي كارثة، وإن كان يعلم وسعيد وراض بهذا الأسلوب في التعامل مع المعارضة بالحرق، فالكارثة أعمق والصدمة أكبر.

إذا كان مبارك لا يعلم، فها هو نحن نعلمه، أن بعضاً من رجالك، رجال الأمن المحسوبين عليك، قد خططوا لقتل وحرق أعضاء حزب سياسي معارض، ونرجو أن نعرف رد فعلك أنت كرئيس لدولة نفترض أن القانون يحكمها، على هذه المسخرة الدامية المليئة بالحريق والدخان والتي حدثت في وسط البلد جهاراً نهاراً على مرأى ومسمع من الجميع، وسجلت أحداثها الصور والأفلام رغم أن رجال الأمن المتخفين منعوا رجال الإعلام من التصوير.



ما هو الهدف من حرق مقر حزب الغد؟

الهدف الأكيد هو القضاء على الحزب المعارض الوحيد الباقي في مصر.
الهدف الأكيد هو إرهاب المعارضين من قيادات الغد بتهم ملفقة، إما أن تصمتوا وتنصاعوا، أو تتعرضوا للسجن والعقوبات الأخرى.

هو إظهار الأمور بأن الأحزاب جميعاً تعاني من الخلافات ومليئة بالبلطجة، وخاصة بعد الموقف المشابه في حزب الوفد، وأنه من الأفضل للمواطن العادي أن يلزم بيته ويبتعد عن المشاكل ويكتفي بأن يفوض الحزب الوطني في إدارة شئون البلاد بالطريقة التي يراها.

الهدف من حرق حزب الغد في هذا التوقيت بالذات أن هذه الجمعية العمومية تحسم الوضع القانوني في الحزب وتقضي على الحجج الواهية التي يتمسح بها عملاء الأمن ممثلي لجنة السياسات في أحزاب المعارضة. الهدف من حرق حزب الغد في هذا الوقت بالذات أن الحزب كان قد اكتسب أرضية واسعة في الشارع بعد أحداث 6 إبريل ونشاط شباب الحزب على الفيس بوك والمدونات.

عندما أتى المحامي العام ليعاين الحزب والمبنى، شاهد آثار الطوب والزجاج والتكسير داخل حزب الغد وداخل النادي اليوناني الذي يقع أسفل الحزب، وسمع بنفسه من العمال الذين كانوا يقومون بطلاء النادي اليوناني كيف أتت مجموعة من البلطجية وحاولت اقتحام المبنى، ولما فشلت في ذلك قامت بحرق بوابة المبنى ثم حرق مقر الغد.

وأمام المحامي العام ونحن في النادي اليوناني، سألت مأمور شرطة قسم قصر النيل، كيف طاوعك ضميرك أن تتقاعس عن حمايتنا وتتركنا نتعرض للحرق والقتل؟ فنظر في الأرض ولم يقو على أن ينظر في عيني.


ذهبنا لنشكو من الهجوم وندلي بأقوالنا فتحولنا من مجني عليهم لمتهمين بأننا نحن الذين قمنا بحرق المبنى على أنفسنا! وأن المهاجمين كانوا في مسيرة سلمية ضد إسرائيل، وبالصدفة أن تلك المسيرة حاولت اقتحام مقر الغد.

وأنه بالصدفة أن مقر الغد حرق من قبل مرتين في باب الشعرية.

وأنه من باب الصدفة أن رجال الأمن اختفوا من المنطقة لساعتين كاملتين رغم أننا أبلغنا قسم شرطة قصر النيل، ومديرية الأمن ولجنة شئون الأحزاب بمجلس الشورى. كل هذا من باب الصدفة.



وتذكرت مواقف سابقة في كفر صقر وفي أثناء انتخابات الرياسة، عندما كان يطرق المسئولون وينظرون في الأرض والشعور بالخجل بل بالعار يفضح الضغط الذي تعرضوا له من رؤسائهم.


من الممكن أن يحرقوا مقار الغد وسجلاته. من الممكن أن يحرقوا أجسادنا. ولكنهم لن يستطيعوا أن يحرقوا أحلامنا أو مبادئنا.


2 comments:

Anonymous said...

طظ فى سعادتك

Wael Nawara said...

It is always intriguing, why would people spend time and effort to insult others?

Is this a pyschosemantic illness?

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook