الاثنين، نوفمبر 22، 2010

Panic Before Drowning

التضبيش قبل الغرق ... و الاستفتاء اللي اتسرق

بينما يستطيع سباح مبتدئ عمره خمس سنوات أن يشق صفحة ماء المحيط بسلاسة وثقة، يغرق البكاش في شبر ميه! ومصيبة البكاش إنه يقنعك أولاً بأنه عويم، وإنه سبق أبو هيف ومندور وعبر المانش دون أن يبتل. وطبعاً هو عبر المانش فعلاً دون أن يبتل، ربما من خلال النفق بين فرنسا وبريطانيا وربما فوق الخريطة وربما في خياله.

ينزل البكاش المياه، وهي – أي المياه - بالمناسبة مغرمة بتكذيب البكاش وفضح الفشار، وما أن تأتى موجة عابثة، حتى تسحب البكاش حيث لا طول له ولا عرض، وما أن يشعر بغياب الأرض من تحت قدميه حتى يبدأ في التضبيش، ويصاب بكرشة نفس ويبدأ في الغرق والصياح الهستيري، وأنت طبعاً تقع على ظهرك من الضحك في البحر، تضحك علي خفة دمه وقدرته علي تمثيل دور الغريق بطلاقة، لأنك ساذج وصدقت أن البكاش عويم، وبالتالي أنت لا تتجه لنجدته، وتخبط كفاً على كف وأنت تكاد تموت غرقاً بدورك - من الضحك طبعاً، وفجأة يختفي البكاش ويغطس تحت سطح الماء دون أن يقب، وتكتشف أنت أن الموضوع جد، وأن البكاش الذى ظن أنه خدعك لم يخدع في النهاية سوى نفسه.

هذا هو حال الحزب الوطني الذي كان يدعو نفسه حزب الأغلبية سابقاً واتضح أنه ليس حزب الأغلبية ولا حاجة، فلم يستطع أن يجمع 100 مؤيداً في مظاهرة في شارع عبد الخالق ثروت أو عند ضريح سعد، واضطر إلى استئجار البلطجية والمسجلين خطر والمسجلات آداب أو قلة آداب.

وبسبب التضبيش، غرقت الحكومة في شبر ميه، بل غرقت في كنكة الاستفتاء. الحكومة التي طالما تشدقت بالأغلبية الساحقة والشعبية الماحقة وهدوء الأعصاب والثقة، اهتزت ثقتها أمام بضع مئات من المتظاهرين في نقابة الصحفيين وعند ضريح المغفور له سعد زغلول، الذي امتلك حب الناس بعكس الحكومة، التي استأجرت مئات البلطجية وعتاة الإجرام، ووقف أشاوس الحزب الوطني في وسط المعركة الحربية يضبشون بشجاعة عظيمة، يشرفون بأنفسهم على الكر والفر، ويوجهون الميمنة والميسرة والإبهام والسبابة والوسطي، ليديروا عملية هتك أعراض الرجال والنساء، حتى الصحفيين والمراسلين الأجانب لم يسلموا من الاعتداءات البدنية والتحرشات الجنسية الفاضحة علي قارعة الطريق.

وبعد اليوم الأسود يأتي التليفون الأبيض، وتبشرنا صحف الحكومة بأن البيت الأبيض مبسوط مننا خالص ونهارنا أبيض وفل الفل، وكله أبيض في أبيض، بينما نرى عكس ذلك في الإذاعات الأجنبية، التي نسمع فيها احتجاجات ومطالبات من المعلم الكبير البيضاوي بتقديم فرج (الكرنك) وزبانيته للمحاكمة، والإصرار على أن تأتي الانتخابات القادمة حرة ونزيهة ...

الانتخابات القادمة حرة ونزيهة؟ ... الله الله الله ... يعني الانتخابات والاستفتاءات السابقة كانت مزورة ولا إيه؟ ولو هيه مزورة طب مين الناس اللي قاعدين دول؟ أنت مين يا حاج؟ وإنت مين يابا؟ يعني هوه – موش هوه؟ واحنا مش احنا؟ الله؟ أمال إنتو مين؟ ومين اللي سلمكوا مفـتاح الكرار؟ وتزعق ... إمسك يا بوليس ... إلحق يا شاويش ... لكن لا فيه بوليس يمسك ... ولا فيه شاويش يلحق ... ليه؟ لأنهم كلهم جماعة واحدة. تقول أصحاب ... تقول قرايب، تقول نسايب، تقول نصايب، تقول زي ما تقول، المهم لا شاويش حيرد ولا تسمع سارينة سيارة الشرطة في ليلتك السودة! طيب وإيه العمل؟

ماذا نفعل مع الجماعة الذين اغتصبوا الحكم من خلال الاستفتاءات المزورة – باعترافهم عندما سكتوا علي اتهامات الرجل البيضاوي وباعتراف وزراء تزييف الاستفتاءات؟ نسأل "الجماعة" ... بالذمة ما تعبتوش من التضبيش؟ إحنا تعبنا. والشعب تعب قوي قوي.

موش كفاية بكش بقى؟؟ والله أنا شايف إنه كفاية قوي والطمع وحش! موش تبطلوا بقى قبل ما تتقلب جد وتغرقوا وتغرقونا معاكم؟ يا نهار أبيض ... إيه ده؟ سامع صوت سارينة ... وشايف عربية بوليس بيضا جاية من بعيد قوي ... قوي قوي.

ليست هناك تعليقات:

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook