‏إظهار الرسائل ذات التسميات الاحتلال الأمريكي للعراق. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الاحتلال الأمريكي للعراق. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، يوليو 04، 2008

Secular Debate




حوار مع علمانى



بقلم
دينا عبد الحميد







بعد فترة من توقفى عن الكتابة استفزنى حوار مع احد اصدقائى العلمانيين فقررت ان اكتب عنه لانه وغيره من اصدقائي المؤمنين بالعلمانية اتهمونى بأنى دخيلة على الفكر العلمانى او انى مدعية انى علمانية وانا لست بعلمانية وفى الحقيقة انهم على حق لانى لست علمانية ولا شيوعية ولا ليبرالية ولا ماركسية ولا قومجية ولا قرآنية ولا سنية ولا شيعية


انا " دينا عبد الحميد": إنسانة.

الشئ الوحيد الذي من الممكن ان اؤكده لكم هو انتمائى للانسانية ... اما كل المذاهب والتيارات التى ذكرتها، ربما اعجبنى بعضها وربما آمنت ببعضها، ولكن لا احب التصنيف او الانتماء لاي منها. ولأنى اعشق الحرية لدرجة الجنون لا يمكن ان اضحي بحريتى واكون عبدة لاى من تلك التيارات الفكرية، لانها تفتقد للكمال وبها نواقص وعيوب لا أستطيع تقبلها، فكيف أنتمى لها الا اذا كنت مؤمنة بكل ما تدعو له من افكار؟

أيمانى بمعظم أفكار العلمانية هو ما جعلنى اعتقد انها الحل لجميع مشكلات مجتمعاتنا المتخلفة، فهى تحمينا من بعض ومن التعصب والجهل وتكفل حرية الفرد وحقه في عبادة اى اله يريده مهما كان هو ومهما كان اسمه .. فحرية العقيدة هى من اسمى الحريات التى يجب علينا وعلى كل فرد الدعوة لها. ولانى من المعتقدين تماما ان تدخل الدين في حياتنا بشكل مبالغ فيه هو سبب تخلفنا فأنا ممن يؤيدون العلمانية في فصل الدين عن الدولة وأن يكون الدين في الاماكن المخصصة له سواء كان في الجامع او الكنيسة او المعبد او في بيتك ولا يجوز على اى احد فرض دينه او معتقده مهما كان على الآخريين. أما عن الإتهامات التى وجهت لى من أصدقائى العلمانيين هي كما بلى:

أولا : ان في بعض كتاباتى استعين بآيات من القرآن الكريم لإثبات وجهة نظري في موضوع ما وأن الخطاب الدينى يتعارض مع العلمانية...!

طبعا أنا اوافقهم جدا في ذلك، ولكن أن تكون مؤمن بالعلمانية شئ وان تكون في مجتمعات علمانية شئ اخر! هذا الاتهام يكون صحيحا إذا كنا بالفعل في مجتمعات علمانية يسمعون لصوت العقل والمنطق ويؤمنون بالحريات. ولكن للاسف نحن لسنا كذلك مازالت تحكمنا العقلية الوهابية القبلية القديمة التى لا تسمع الا صوت عقلها وفكرها هي، فيجب ان تخاطبهم بنفس فكرهم ولغتهم، وبما يجعلونه عليك حكم ويكفرونك به او يدخلونك الجنة به حسب اهوائهم ...

اما الاتهام الثانى وكان بسبب رأى في سياسات أمريكا ورفضى للإحتلال الاسرائيلى لفلسطين ... فمن اهم شروط العلمانية في نظرهم انك يجب ان تكون موال لامريكا واسرائيل في السراء والضراء، وان ما تفعله امريكا فينا حلال وإننا نستحق الموت لكوننا متخلفين جهلاء وان امريكا يجب عليها ان تبيد المنطقة بأكملها حتى تخلصها من الارهاب والتخلف وتبدأ على مية بيضاء .

طبعا ان لا استطيع ان اقول ان كل العلمانيين يفكرون بنفس الطريقة، ولكن بعضهم. ويجب ان اوضح ان موقفى السياسي ضد امريكا واسرائيل ليس بدافع دينى ولكن بدافع انسانى، وبدون الخوض في تفاصيل انتم اعلم منى بها انا ضد قتل الابرياء باسم الحرية حتى ان كانوا متخلفين ... واكييد انتم تعرفون جيدا ان امريكا لم تأتى الى العراق حتى تخلص شعبها من التخلف وتعطيهم الحرية التى افتقدوها في عهد صدام فالحرية لا تعطى ولكنها تؤخذ .. وللحرية ثمن غال جدا لا يدفعه الا من يؤمن بها ويكون مستعدا للدفع حتى لو كانت حياته هى الثمن، لكن ما يحدث في العراق غير ذلك تماما ...



في النهاية انا مع كل رأى حر حتى ولو اختلفت معه وضد فرض اى رأى أو عقيدة او مذهب وضد فرض حتى الحرية ... والعلمانية هى فكر انسانى لحماية القانون الانسانى على الأرض وليست لنبذ العقائد او الاديان او فرض الحرية بالقتل وسفك الدماء.

دينا عبد الحميد
كاتبة مصرية

موقع دينا عبد الحميد على الحوار المتمدن http://www.ahewar.org/m.asp?i=963


My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook