Showing posts with label NDP. Show all posts
Showing posts with label NDP. Show all posts

Monday, September 12, 2011

نطالب بمرسوم يمنع قيادات الحزب الوطني بالاسم من ممارسة السياسة لمدة 5 سنوات - دخول قيادات الحزب الوطني الانتخابات القادمة استهزاء بالثورة


دخول قيادات الحزب الوطني المنحل الانتخابات القادمة استهزاء بالثورة 

الحجج عن أن صدور قرارات تمنعهم من ممارسة حقهم السياسي هي اجراءات استثنائية قمعية هو من التلاكيك والعبث 

هناك 12 ألف مصري حوكموا عسكريا استثنائيا بتهمة أنهم بلطجية - ولم نر المجلس العسكري يتردد قبل اتخاذ هذه الإجراءات الاستثنائية - لماذا يقوم ويقعد الآن عندما نطالب بمعاقبة من قامت الثورة للإطاحة بهم من الأساس ؟ ماذا عمن أفسدوا الحياة السياسية لمدة 30 عاما ؟

أنا لا أطالب بمنع 2 مليون من الأعضاء كما يدعون لأنني أعلم أن الحزب الوطني المنحل سجل مئات الآلالف من المصريين الشرفاء كأعضاء لديه دون أن يعلموا

لكن يجب حرمان عدة آلاف من القيادات المركزية وقيادات المحافظات وأعضاء مجلس الشعب والشورى السابقين

تأسيسا على حيثيات حكم المحكمة الإدارية بحل الحزب الوطني - ومشاركة هؤلاء في تزوير الانتخابات من خلال عضويتهم في منظمة إجرامية - مارست التزوير والتزييف السياسي والإعلامي والفساد بصورة ممنهجة




Wednesday, February 23, 2011

عاجل-حملة لملاحقة نواب ومرشحي وقيادات الحزب الوطني قضائيا بتهم الإفساد السياسي والاقتصادي - انشر

أحد أهم آليات مواجهة الثورة المضادة


ندعو جميع المرشحين السابقين ،  شعب -  شورى - محليات

و النشطاء والمجتمع المدني - ومن قاموا بمراقبة أي انتخابات ماضية ولديهم مستندات أو صور أو شهادات شهود وأدلة على الفساد السياسي والمالي لأعضاء الحزب الوطني 

بالتقدم فورا ببلاغات للنائب العام
حول الإفساد السياسي

  • تزوير الانتخابات
  • رشوة موظفي لجان الانتخابات
  • تجاوز سقف الانفاق
  • سوء استغلال السلطة
  • البلطجة والعنف أثناء الانتخابات
  • الرشاوى الانتخابية
  • التآمر للتلاعب في نتائج الانتخابات
  • والتربح غير المشروع من المجالس النيابية أو المحلية أو الارتباط الحزبي
وكلها جرائم سياسية أو جنائية - على أن يتم رفع قضايا ضد مرشحي الحزب الوطني بالاسم - وذلك للطعن على ترشحهم فيما بعد تحت أي حزب آخر أو كمستقلين

ويجب متابعة هذه البلاغات في القضاء - وإبلاغنا بهذا فورا ليتم نشر قوائم بمن عليهم قضايا تزوير أو فساد سياسي

هذا الإجراء هام جدا لمنع من أفسدوا الحياة السياسية من الترشح فيما بعد وإعادة انتاج مشهد الفساد القديم تحت مسميات ولافتات حزبية جديدة

هذا الموضوع في غاية الأهمية والخطورة واقترح ان تتفرغ له مجموعة متطوعين من المحامين والجمعيات الأهلية

الثورة ليست فقط في الشوارع والميادين ولكن أيضا في ساحات الإعلام والقضاء

برجاء النشر
Sent using BlackBerry® from mobinil

Saturday, February 12, 2011

المصريون يزيحون الفرعون


Egyptians Unseat the Pharaoh





For the first time in their history, the people of Egypt remove their ruler through peaceful protests that lasted for 18 days. Having used the term peaceful, around 350 died and more than 5,000 were injuredas police used excessive force including tear gas bombs, rubber bullets and even live ammunition at many instances.
In a short televised address to the nation, Omar Suleiman, who was vice president for only a week and a half, announced that President Mubarak would step down, handing his authority to the army. The army had earlier announced that it supports and guarantees the demands and aspirations of the Egyptian people.


Barely before the statement was over, Egyptians took to the streets, waving Egyptian flags, cars blowing their horns, protesters jumping up and down in Tahrir Square, celebrating the achievements of the "revolution." The Egyptian people have made it. They challenged a formidable police state and a vicious security apparatus and came out victorious.
What comes next is crucial. Egyptians hope that the army will reiterate its commitment to giving the Egyptian people what they fought for, a civil state and democracy. Egyptians have asserted their power and the nature of the relationship between the people and the state will change forever. We hope that the army will learn from Mubarak's mistakes. Mubarak was consistently one week behind with his offers to the people. We hope the military will give the people exactly what they want -- dignity and self-rule.
Egyptians hope that the army will form a transition government of national unity and/or a presidential council of civilians and military people with a limited mandate and a clear timetable. The purpose of the transition is to draft a new constitution, amend political laws, dismantle the oppressive regime's arms and install new democratic institutions, where free and fair elections will mark successful completion of the transition and the revolution.
This is a historical moment. Egyptians, empowered by technology, Facebook, Twitter and mobile communication ended the 30-year-long regime of Mubarak in just 18 days! There have been many sacrifices, human, economic and social. But from this ordeal, Egypt was delivered, reborn and will hopefully emerge as a healthy nation with an awakened spirit. 

First Published in HuffPost 
 
Follow Wael Nawara on Twitter: www.twitter.com/wnawara

Thursday, February 03, 2011

البلطجة هي السلاح السياسي الأول للحزب الوطني منذ عقود




لمن يشكك في أن البلطجية تابعون للحزب الوطني والنظام - هم شركاء في إفساد الحياة السياسية منذ عقود

البلطجة هي السلاح السياسي الأول للحزب الوطني منذ عقود - يستخدمها في تقفيل الانتخابات والاعتداء على المظاهرات والمؤتمرات التي تقيمها المعارضة

عينة بسيطة


هذه هي صور حريق حزب الغد يوم 6 نوفمبر 2008 - والعالم مشغول في فوز أوباما في الانتخابات - في وضح النهار بتعليمات من مباحث أمن الدولة - في وسط البلد - تنطلق مسيرة "سياسية" للبلطجية مع أذناب النظام من المعارضة التعبيرية ويهاجمون مقر حزب الغد ويبدأون في حرق المبنى ورشقه بالحجارة وإتلاف السيارات بل والاعتداء على رجال الإطفاء الذين حاولوا إطفاء الحريق

نشرت البديل هذه الصور  - فتم إغلاقها بعد أسابيع قليلة 

حكمت المحكمة بمائتي ألف جنيها تعويض على حبيب العادلي والداخلية - لكن الحكم بالطبع لم ينفذ

البلطجية ليست جديدة على النظام بل هي أسلوب ممنهج احترافي - حيث يشارك أعضاء الحزب الوطني ومجلس الشعب المباحث والشرطة السرية والمسجونين في تخطيط وتنفيذ الاعتداءات












Sunday, January 09, 2011

Opinion Poll - 94% of Participants Vote Against NDP

94% يصوتون ضد الحزب الوطني

أتحدى أي جهة أن تعطينا نتائج أي

 استطلاع بديل بأية منهجية




كشف استطلاع للرأي على الإنترنت نتائج عكسية تماما للانتخابات البرلمانية ... حيث رفض 94% من المشاركين استمرار الحزب الوطني في الحكم - بينما وافق على استمراره 2% وقال 2% انهم لا يهتمون بالموضوع. ورغم أن هذا الاستطلاع محدود، حيث لم يشارك فيه سوى 238 شخص - على الإنترنت فقط - أي لم يأخذ طابع البحث الميداني - علاوة على أن قراء الموقع الذي أجرى الاستطلاع يمكن تصنيف معظمهم من المعارضين - إلا إنني أتحدى اية جهة بأية منهجية أن تعطينا نتائج أي استطلاع رأي بديل - يجيب على السؤال - هل المصريون يوافقون على استمرار الحزب الوطني في الحكم؟

وسبب التحدي ليس فقط أنني واثق من النتيجة بل لأنني بالفعل متشوق أن أعلم راي المصريين في هذه المسألة ... لأن جميع الاستفتاءات والانتخابات التي تمت في حياتي القصيرة (عمري 49 سنة) هي انتخابات مزورة وبالتالي لا أحد يعلم حقاً ماذا يريد الشعب المصري ...

عندما يأتي الرفض 55% أو 60% - عندها يمكن أن نقول أن نسبة الخطأ قد تعكس النتائج وتغيرها بصورة جوهرية - لكن أن تأتي النتيجة 94% - وحتى مع الاعتراف بوجود تحيز واضح نتيجة لأن طبيعة الموقع - هو موقع معارض للحزب الوطني - وبالتالي قراؤه أيضاً غالباً ينتمون لتيارات المعارضة - إلا أن هذا يفتح الباب لمثل هذا التحدي ...

نريد من اية جهة ... أن تخبرنا بأية نتيجة - فقط عليها أن تخبرنا بالمنهجية ...


جاء السؤال كالتالي - هل توافق على استمرار الحزب الوطني في الحكم - وكانت الإجابات المتاحة بالترتيب هي - نعم - لا - ولا أعلم / لا أهتم ... شارك في الاستطلاع 238 شخص من خلال هذه الصفحة على الإنترنت ...

مرة أخرى مصادر التحيز :
  • هذا التصويت لا يعبر إلا عن من شاركوا فيه
  • نسبة كبيرة من المصريين لا تستخدم الإنترنت
  • نسبة كبيرة من قراء وزوار هذا الموقع معارضون للنظام
  • عدد المشاركين (238 مشارك) صغير نسبياً 

كل هذه تحفظات واردة ... ولا أدعي دقة النتائج أو انها تعبر عن كل المصريين ...

ولكن  ... أتحدى الجهات التالية أن تقوم بمسح مشابه بالطريقة التي تناسبها

  • جريدة المصري اليوم على موقعها الإلكتروني
  • مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية - بحث ميداني

لماذا لا تقوم جريدة الدستور الإلكترونية بعمل مسح مشابه؟ أعلم أن زوار الدستور من المعارضة أيضاً ... لكن هي بداية - قد تستفز الآخرين أن يقوموا بمسح مشابه أو أكثر ... ومع تعدد القراءات ومقارنة المناهج وظروف البحوث - يمكننا أن نستخلص نتيجة نستفيد بها - ويستفيد بها النظام إن كان مهتما بمعرفة رأي المصريين في الموضوع السياسي ...

السؤال الأخير ... لو النتائج غير صحيحة - لماذا قاتل نواب وقيادات الحزب الوطني ضد تحويل نظام الانتخابات البرلمانية لنظام القائمة النسبية - الذي يتيح للمواطن اختيار المرشح وأيضاً اختيار الحزب ...

أليس لدى الحزب الوطني أي استطلاعات رأي تبين مدى رضا الشعب عن حكمه؟

هل يعقل أن يظل الحزب الوطني جاسماً على صدورنا لمدة 60 عاما (باعتباره حفيد المؤتمر القومي والاتحاد الاشتراكي ومنبر الوسط وحزب مصر العربي الاشتراكي ... بالمناسبة - أهم مقرات الحزب الوطني التي احتلها و يجتمع فيها ليست ملكا له - لأنها كانت ملكاً لحزب مصر العربي الاشتراكي - الذي راسه في البداية ممدوح سالم - إلى أن قرر الرئيس السادات - سامحه الله - أن ينشيء الحزب الوطني الديمقراطي - فكانت نهاية جنين التعددية الحزبية في مصر ووفاة الديمقراطية والعودة لنظام الحزب الواحد - ولكن تحت ستار مسرحي بنص مدار ومعد سلفاً - وهو الديمقراطية والتعددية المدارة ... ألا من ستار ينزل وينهي هذه المسرحية السخيفة التي ضيعت 33 عاما من عمر هذا الشعب ... )

عودة للتحدي ...

من يريد أن يكذب نتائج هذه الاستطلاع - عليه أن يقدم استطلاعا بديلاً - بأية منهجية يختارها

نحن في الانتظار ...





Friday, December 31, 2010

Amr Moussa May be Offering a Safe Exit for the Egyptian Regime

First Published in Huffington Post, December 30, 2010 17:43:14

Amr Moussa, Secretary General of the Arab League (AL), has made a surprising statement regarding his intentions to run as a candidate in Egypt's presidential race. "Every qualified Egyptian has the right to run for the presidency", said Moussa at an AL conference in Cairo on Monday. "As for my candidacy, I shall address it in due time," Moussa added. Moussa's short announcement, seemingly meant to keep his options open, may indeed be carrying a coded message for Mubarak himself; "I am here if you need me. I can provide a safe exit scenario for you and the regime. A safe exit from an unsustainable situation that can turn ugly."

In 2005, Mubarak explained that "existing" power was not an easy thing to do. Several analysts speculated what he had meant. But the now 82-year old man may have meant every word. He must have feared of what could happen to him, his family and "heads of the other families" which run the show in Egypt; politicians, security officials or business tycoons who are accused of profiteering from monopolies, illegal land appropriations and other corruption charges. Mubarak is unlikely to live forever, but there is no one else, by design, who could take his seat. Mubarak, and the regime, have become hostages of the very machine they had designed and operated.

A few months ago, Amr Adeeb, a popular Talk Show host, experienced a dangerous slip of the tongue when he talked about the need to explore a safe exit for the President. All hell broke loose in Adeeb's face and eventually his show was discontinued, although it was aired by a satellite channel owned by a foreign media group. Emad Eddin Adeeb, Amr's brother and a media mogul, re-opened the topic of the regime's safe exit in an interview on Dream TV a few days ago, saying that chances of a safe exit for the regime were now diminishing. State-owned media launched a vicious campaign of attacks against Emad, who had hosted Mubarak back in May 2005 in a special documentary designed to show the human side of Egypt's top man as a part of Mubarak's first ever Presidential Campaign. Mubarak has been President of Egypt since 1981.

The results of the Parliamentary Elections of November 2010 proved disastrous in further pushing Mubarak and his regime into a path with a dead end. After the first round of the Elections, the ruling Party, NDP, acquired 96% of the seats which came with massive claims, reports, photos and videos of wide irregularities. The Muslim Brothers and El Wafd withdrew from the second round, joining the Democratic Front Party, El Ghad Party and the National Assembly for Change which had called for boycotting the elections from the start.

Amr Moussa, 74, has been with the regime since his early days. He joined the Ministry of Foreign Affairs in 1958, successfully advancing through the ranks till he became Minister of Foreign Affairs in 1991, a position which he held for 10 years. Moussa became popular for his strong rhetoric on issues close to Egyptians' hearts, such as Palestine and the invasion of Iraq. When Shaaban Abdel Rehim, a popular local singer lovingly mentioned him in a song, a sign that he had become too popular for his own good, the regime kicked him to the Arab League, where he was appointed as Secretary General. None of the foreign ministers who succeeded him managed to fill his shoes, at least in the public eye. In 2007, a number of informal opinion polls demonstrated that Amr Moussa scored highly in the minds of Egyptians as a potential successor to Mubarak. Moussa was careful to choose his timing. Now, Moussa probably realizes that his time is drawing near. He knows that he has valuable political capital, and he may be willing to cash it in. But only in one condition, it seems. If he is asked by the President himself.

Why would Mubarak be willing to consider Moussa and not his own son, Gamal, who has been groomed for almost a decade for the position? Mubarak is a smart man. He realizes that despite the massive campaigns for his son, there is a wide public dissent against the idea. The military does not seem supportive either because Egyptians believe that "Egypt is not like Syria", where succession seemed to work for Al Asads. No one else has been prepared in the public eye for the position. It may be of little consequence to rig Parliamentary Elections because Mubarak himself is there providing legitimacy. But once Mubarak is out of the picture, the regime may collapse like a house of cards. Rigging elections for a presidential candidate who has no public support can spark unrests, instability and eventually mark the end of the regime. The regime it seems, is stuck and out of options. Moussa would not be the regime's favorite alternative. But he is now the only one who relates to the regime and in the same time commands sufficient public support to provide necessary stability.

Technically, the ruling party cannot nominate Moussa because he is not a member of the Party's Leading Council. But that obstacle could be overcome either by changing the constitution or by getting signatures from 250 parliamentary members, something only the NDP could do. The ironic twist is that ElBaradei, another potential candidate for the Presidency, is Moussa's cousin. In 2010, ElBaradei led a campaign which managed to collect one million signatures on a petition with seven demands of political reform including amendment of the constitution. When ElBaradei returned to Egypt beginning of 2010, he visited Moussa and no one knows the sort of discussion that went on that day. Anyone who comes after Mubarak will be bound to introduce a reform package to rebuild the regime's legitimacy and unite Egyptians with a national consensus around key political, social and economic issues. The extent and seriousness of these reforms will depend on how Egypt's opposition can stand united around basic reform demands. This is why initiatives like the "Alternative Parliament" or "Parallel Parliament" and the National Assembly for Change are important vehicles in the critical weeks and months to come in Egypt.



Sent using BlackBerry® from mobinil

Wednesday, December 01, 2010

Opinion Poll - Do you Vote for the NDP to Stay in Power


استطلاع رأي

Opinion Poll



DO YOU VOTE FOR THE NDP TO STAY IN POWER?


هل توافق على أن يستمر الحزب الوطني في حكم مصر؟


خيارات الإجابات المتاحة Possible Answers


Yes نعم

NO لا

I don't know / care لا أعلم / لا أهتم


Vote ends 31 Dec 2010 at 11:59pm

التصويت متاح حتى 31 ديسمبر 2010 - 11:59 مساء


Please Vote Only Once

برجاء المشاركة مرة واحدة


التصويت متاح للمصريين فقط

Only Readers with Egyptian Nationality are Invited to Vote



Egyptians Living outside of Egypt are Welcome to Vote
نرحب بمشاركة المصريين الذين يعيشون بالخارج في التصويت


Please Invite your Egyptian Friends
فضلاً ادع أصدقاءك المصريين

شكراً للمشاركة
Thank you for Participation



Please note that the results only represent the participants
We do not pretend that the Participants accurately represent the Egyptian People or Voters


برجاء ملاحظة أن النتائج تعبر فقط عن المشاركين وليس بالضرورة عن الشعب المصري ككل أو الناخب المصري في العموم

Sunday, September 19, 2010

Future in the Past Tense

تأريخ المستقبل

كتبت في يناير 2005

صالحة حتى اليوم في سبتمبر 2010 – وتمتد فترة الصلاحية للمستقبل المنظور طالما ظل النظام على حاله

قرأ المصريون جميعاً تصريح السيد أمين عام الحزب الوطني، الذي أعلن فيه عن تسمية مجلس الشعب للرئيس في مايو القادم، بحيث يجري الاستفتاء في شهر سبتمبر، وأعلن السيد الحزب، أن مجلس الشعب سوف يُدعى إلى الانعقاد لمدة يوم واحد عقب إعلان نتيجة الاستفتاء، موضحاً أن الرئيس مبارك سوف يقوم في تلك الجلسة "التاريخية" بحلف اليمين إيذاناً ببداية فترة رئاسية "جديدة". لم يقل الأمين المساعد أن "الرئيس المنتخب"، أو "الرئيس الفائز" في الاستفتاء سوف يقوم بحلف اليمين، بل أكد أن الذي سوف يقوم بحلف اليمين هو الرئيس مبارك. لم يستخدم الأمين المساعد أي ألفاظ محايدة أو عبارات غير مؤكدة، قد توحي – مجرد الإيحاء – بأن هناك فرصة أمام الشعب للاختيار، أو بأن هناك أدنى شك في نتيجة الاستفتاء، مما يؤكد فعلاً أن الجلسة "تاريخية"، وليست في علم الغيب أو قيد المستقبل، فقد تحددت نتيجتها مقدماً، بل لعلها حدثت بالفعل ونحن نيام.

لقد تحول المستقبل على يد الحزب الوطني ليصبح مجرد صفحة من نفس التاريخ الذي مضى. وهذا إنجاز عظيم يحسب للحزب الوطني، الذي نجح في عبور بوابات الزمن وكتابة الغيب عن طريق "تأريخ المستقبل"، وهي ريادة غير مسبوقة ولا ينكرها إلا جاحد. وبين "تأريخ المستقبل" و"تأخير المستقبل" علاقة وثيقة، لا يعرف أسرارها إلا الحزب الوطني بفكره الجديد. فقد نجح الحزب الوطني أولاً في تجميد الزمن لمدة ربع قرن، وأثناء تجمد الزمن ونوم الشعب في سبات عميق، يتسلل الفكر الجديد ليسرق المستقبل ويعيده إلى الماضي، ثم يروج لذلك الماضي ويحاول أن يبيعه للشعب باعتباره المستقبل. أي مستقبل يكون ذلك؟ بل هي بقايا كوابيس الماضي بكل أسف.

وفروا الجهود ودعونا ندخل في الموضوع

وأنا أتساءل هنا، فيم تضييع جهود وتكبد نفقات لا جدوى منها، في تسميات واستفتاءات و"حلفانات" إذا كانت النتيجة معروفة مسبقاً والأمور محسومة بصورة لا تدع مجالاً للشك؟ أليس من الأفضل أن نتفق على أن أسلوب اختيار رئيس الجمهورية طبقاً للدستور الحالي لا يسمح بأي تغيير، وهو ما عبر عنه السيد الأمين العام المساعد بواقعية وبلاغة شديدة، ويصبح من الأولى أن نوفر الوقت والأموال في شيء مفيد؟ كأن يطرح علينا السيد الأمين المساعد مثلاً رؤية حزبه في كيفية الوصول لعملية اختيار حقيقية، تضمن تداول السلطة بشكل سلمي، وتسمح للشعب باختيار من يحكمه، فيعود هذا الشعب المهمش للاهتمام بالشأن العام بصورة تدريجية، وتقوى خيوط انتمائه لوطن أصبحنا نشعر أننا فيه أغراب، ويبدأ المواطن المصري في احترام الدولة بمؤسساتها، عندما تحصل السلطة على شيء من الشرعية المكتسبة من اختيار الحاكم للمحكوم، والتفويض الذي يمنحه الشعب لمن يمثلونه.

إنني أدعو أصحاب القرار لمراجعة تصريحات السيد أمين مساعد الحزب الحاكم، واقترح عليهم تبني مشروع قرار بتجميد كل أشكال الانتخاب والاستفتاء لحين يريدون، بشرطين. الأول، أن تحتوي الانتخابات - وقتما يسمحون بها – على ضمانات تكفل أن تأتي هذه الانتخابات بنتائج غير "تاريخية" وغير محسومة مسبقاً لصالح الحزب الاحتكاري، والشرط الآخر، أن يتم إعلاننا بصورة رسمية بتوقيت حدوث ذلك، حتى نأخذ جميعاً أجازة من الاهتمام بالشأن العام، ونلتفت لأمور أكثر جدوى حتى ذلك "التاريخ".

Tuesday, February 23, 2010

Political Monopoly - Two

الاحتكار السياسي


منذ سنوات قليلة، ظهر في المظاهرات المصرية هتاف مكون من كلمة واحدة، هي "باطل". يصرخ قائد المظاهرة باسم الحزب الحاكم أو اسم أحد المسئولين أو الأجهزة أو المجالس وترد عليه الجماهير الغاضبة بكلمة واحدة هي "باطل"، وهو هتاف عبقري وسهل ويدل على أن هتافات الكلمة الواحدة مثل "كفاية" و"فضيحة" "ولسه" لها الغلبة في المرحلة القادمة، لأنها تلخص في أسبرينة أو طلقة واحدة أوجاع الشعب وهمومه ومواطن مرضه. وهذا الاتجاه يتوافق مع تطور أساليب الإعلان في تبسيط الرسالة واختزالها في كلمة واحدة يسهل على الناس تذكرها وترديدها وهذه هي عبقرية شعارات مثل "كفاية" وغيرها. ومما يلفت النظر أن الجماهير دائماً ما تصرخ بأعلى صوتها "باطل" بالذات مع ذكر "الحزب الوطني" مما يجعل قادة المظاهرات يكررون ذكر الحزب الحاكم عشرات المرات إرضاء لرغبة المتظاهرين في إضفاء البطلان عليه.


ولا ننسى ونحن إزاء عقود من اغتصاب السلطة مظاهرة الفلاحين الغاضبة التي أكدت أن "زواج عتريس من فؤادة باطل"، ونقول بدورنا أن اغتصاب بهية أيضاً باطل مهما حاولوا تجميل الاغتصاب باستئجار مأذون مزيف أو تزوير توقيع بهية على توكيل لأي مسئول أو غير مسئول بهدف تزويجها من أحد أرباب النظام.


وأحياناً أسأل نفسي، هل الحزب الوطني فعلاً هو المسئول الأول عن كل أوجاعنا وآلامنا؟ وهل هو حزب باطل، كما يصر المتظاهرون دوماً على وصفه؟ لا شك أن قيام الحزب الوطني في السبعينيات بقرار من الرئيس السادات وهو في أعلى مواقع السلطة ألقى ببذور من البطلان في أعماق جذور الحزب منذ قيامه، كما أن احتكاره السلطة وتزييف إرادة الشعب على مدى أكثر من ربع قرن أكد عدم شرعيته، ثم جاء عجزه عن النهوض بالأمة المصرية وفشله في توفير الحد الأدنى من العيش الكريم للمواطنين، ليؤشر بخاتم البطلان على عقود حكمه، فتصدع النظام وأصبحت شرعية الحكم تعاني من هشاشة خطيرة، وخاصة أن الحزب الأوتوقراطي قد ورث كل أوزار أجداده منذ هيئة التحرير والمؤتمر القومي، إلى الاتحاد الاشتراكي ومنبر الوسط وحزب مصر العربي الاشتراكي. ورث الحزب الحاكم كل تلك الأوزار – ربما ظلماً، مثلما ورث – زوراً - المقار والحسابات البنكية ومقاعد مجلس الشعب والسلطة كلها.


والأخطر من كل هذا، أن الحزب الوطني نتيجة لطبيعة ولادته من رحم سلطة شمولية – لا من رحم التجربة الشعبية، ولد كمسخ مشوه وككيان احتكاري، لا يقبل المنافسة ويحتال على آليات الديمقراطية للاستمرار في احتكار السياسة والاقتصاد، والإعلام والرأي والفكر، والثقافة والرياضة، والتعليم والتعتيم، حتى وصلنا لما نحن فيه الآن. والدليل على هذا الاحتكار، ما أعلنه رئيس وزراء مصر منذ سنوات قليلة، أن مصر تتجه للتحول من نظام الحزب الواحد لنظام التعددية الحزبية، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن 34 عاماً من ادعاء التعددية الحزبية، ويجعلنا نطالب بمحاسبة من أوهمونا بأننا نعيش أزهى عصور الديمقراطية، بينما هم كانوا يبيتون النية على الاستمرار في الاحتكار، والاستطراد في الاحتقار، احتقار الشعب وخداعه، ومنعه من حق الاختيار، بما أدى في النهاية للانهيار والاحتضار.


وإذا شبهنا الديمقراطية "بسوق حر للأفكار والرؤى والبرامج"، فإن الأحزاب تصبح بمثابة "البائع" الذي يتعين عليه أن يروج "لمنتجاته" من أفكار ومبادئ وبرامج "للمشترين" وهم في الواقع جماهير الشعب والناخبون، بحيث يلتزم الحزب أمامهم بتحقيق معدلات أداء معينة حال وصوله للحكم. وعندما تختفي التعددية الحزبية، تصبح النخبة الحاكمة بمثابة "التاجر الوحيد" الذي يحتكر الرؤية والسلطة، فلا يصبح أمام الناخبين سبيلاً سوى اختياره.


وللتخلص من هذا الوضع الاحتكاري، قد يكون أحد الحلول هو تفتيت الحزب الوطني لحزبين أو أكثر بصورة تطوعية، مثلما يحدث في عالم الاقتصاد بصورة جبرية، لأن وجود كيان ضخم احتكاري يجعل من الصعب تداول السلطة حتى في حالة ضعف هذا الكيان أو سوء إدارته، لأنه يستخدم حجمه الضخم في وأد و"تفطيس" المنافسين رغم أنهم قد يكونوا أفضل منه فكراً أو كفاءة. ورغم الأسباب الوجيهة التي تدل على بطلان الحزب الوطني، فقد يكون من الصالح العام أن يتم تفتيت – إذا لم يمكن تفكيك الحزب الوطني. فتفتيت الحزب الوطني لحزبين منفصلين مثلاً قد يقضي على هذا الوضع الاحتكاري، ويشبه ما فعله الرئيس الراحل أنور السادات عندما فتت الاتحاد الاشتراكي لثلاثة منابر تحولت لثلاثة أحزاب سياسية، رغم أن هذا لم ينجح في النهاية في الوصول بمصر إلى تعددية وديمقراطية حقيقية، ببساطة لأنه جاء بمبادرة من السلطة وليس من رحم العمل الشعبي، وعندما غيرت السلطة رأيها ولم يتحمل الرئيس السادات التعامل مع المعارضة، قام بوأد التجربة الديمقراطية في مهدها وأنشأ الحزب الوطني المسئول عن اغتيال التجربة الديمقراطية قبل أن تبدأ.


إن ما رأيناه من تعديلات دستورية مبتسرة مثل تعديل المادة 76 من الدستور لن تثمر كثيراً أو قليلاً إذا لم نتدارك مشكلة استمرار هذا الكيان الاحتكاري الذي يراه الكثيرون الآن كياناً قام على بطلان، وإصلاح الأحوال يقتضي أيضاً العمل على تفكيك شبكة الفساد التي استشرت في أوصال الدولة، عندما ناكحت السلطة الثروة واستغلال النفوذ حراماً، فأثمر هذا النكاح مولوداً غير شرعي ولد في بيئة فساد القوانين والتشريعات واللوائح وتضاربهم جميعاً، بما تسبب في النهاية في حالة انفصام بين القانون والواقع، فنشأت الدولة الموازية – أو الدول الموازية – وتحولت مصر لمجموعة من العزب والإقطاعيات شبه المستقلة، التي يعمل كل منها بمعزل عن القانون وعن المصلحة العامة للأمة.


الشرعية ... لابد أن نعود إلى الشرعية، لقد اضطررنا لقبول ما سموه بالشرعية الثورية وعانينا من جراء ذلك هزائم ونكبات وكوارث اقتصادية وسياسية واجتماعية، والآن، ورغم ما دعا إليه الرئيس السادات في بداية حكمه من التحول للشرعية الدستورية، فإن هذا "البطلان" الذي نعاني منه يشكك في وجود أية شرعية دستورية أو وجود أية شرعية من الأساس، وتصبح البلطجة والفساد وسوء استغلال السلطة والمال العام والخاص هي الشرعية الوحيدة الموجودة، وهو وضع جد مخيف، أتمنى أن نخرج منه بسرعة بالعودة فعلاً لشرعية الحكم المستمدة من الإرادة الحقيقية للناخبين بعيداً عن التزوير الصريح أو المستتر.


أتذكر الآن فيلم بداية ونهاية، عندما وقف الأخ الضابط يستنكر مسلك أخيه المجرم تاجر المخدرات ويطلب منه التوبة والتطهر، فصارحه الأخ المجرم برأيه، وهو أن التطهر يستلزم من الأخ الضابط أن يخلع أولاً الزي الميري، ويلقي بالرتب على الأرض، لأن تجارة المخدرات هي التي اشترت ذلك الزي وتلك الرتب.


أيها السادة الأعزاء، إن تريدوا التطهر، اخلعوا الزي والرتب، انزلوا من السلطة والأبهة، واعرضوا بضاعتكم وأفكاركم وبرامجكم ووعودكم على الشعب والناخبين بمنطق المنافسة لا الاحتكار، ودعوا مختلف الفصائل السياسية تعمل بصورة متكافئة لصالح هذا الوطن الذي يستحق مستقبلاً مختلفاً عما تصفون.

Political Monopoly - One

فنون الاحتكار السياسي

عندما تصبح "مسرحية" الديمقراطية

عملية بدون نتيجة


المعارضة تلعب حول المواسير والحاكم يمسك بكل المحابس
خلال العقود الماضية، قام النظام بجهد خارق تكلف المليارات وانشغل في تنفيذه مئات الآلاف من موظفي الدولة التي بدأت في عملية جديدة ومثيرة، انتخابات حرة ونزيهة وشفافة بإشراف القضاء في كل مراحلها بشرط واحد، أن تأتي بالنتائج التي رسمها النظام. سمح النظام للمعارضة باللعب بجوار المواسير ولكن النظام الخبيث قرر أن يتحكم في جميع المحابس. هذه هي ديمقراطية النظام. ديمقراطية المواسير. أما المحابس فتخضع كلها للتوجيهات المسبقة والتعليمات اللاحقة التي تهبط على القضاة كالقضاء والقدر بالمحمول. هناك بعض الماء الذي يتسرب من المحابس فيختلط بالتراب وتلهو المعارضة باللعب في الطين ثم تهيله على رأسها وتلطم عندما تنتهي المسرحية بالنهاية المعدة سلفاً.

من أجل عدة أيام إضافية في مقاعد الحكم، كلف النظام زبانية البوليس السياسي بتعقب أحزاب المعارضة وشقها بزرع العملاء وابتزاز قياداتها وتجنيدهم للعمل كمرشدين للأمن. وبدلاً من أن يقوم النظام بالعمل على تقوية الأحزاب المدنية انشغل بتلفيق التهم الكيدية لرموز المعارضة واجتهد في إسقاطهم والإساءة إليهم. اجتهد النظام في منع المعارضة من التوسع بتهديد أصحاب العمارات والشقق بعدم تأجيرها كمقرات لأحزاب المعارضة، وتهديد المعلنين في صحف المعارضة، مثلما حدث مع أحد المعلنين من أصحاب مصانع السيراميك بعد قيامه بوضع إعلان في صحيفة الغد قيمته عدة آلاف من الجنيهات، اضطر بعد التوبيخ والتهديد أن ينشر عدة إعلانات في الصحف القومية قيمتها مئات الآلاف من الجنيهات ينفي فيها وينكر ويتبرأ من وضع إعلان في صحيفة الغد المعارضة. ولا ننسى اختطاف الصحفيين المعارضين والاعتداء عليهم بالضرب واستخدام تجمعات من البلطجية لمهاجمة مسيرات ومؤتمرات المعارضة والأمثلة كثيرة في بيراميزا وكفر صقر وأمام نقابة الصحفيين وضريح سعد. بدلاً من أن تشجع الحكومة صعود قيادات شابة معارضة لديها الجرأة والقدرة على المنافسة وجذب الجماهير حول أحزاب مدنية، بذلت الحكومة كل جهودها في التشهير بتلك القيادات، وتلفيق التهم لها، وإنهاكها 24 ساعة في اليوم حول مختلف أقسام الشرطة والنيابات لاستجوابهم في تهم عبثية مثل سب الحزب الوطني بينما تقوم قوات الأمن بحماية البلطجية ذوي السيوف المشرعة وتكفل الدولة الحصانة لمسئولي الزراعات المسرطنة.

نجاح العملية بنجاة الطبيب رغم وفاة الجنين والأم
كل هذا الجهد الخارق كان الهدف منه اصطناع "عملية" ديمقراطية وفي نفس الوقت التحكم في نتائجها بالحفاظ على الوضع القائم دون أي تغيير. أي نجاح "العملية" بنجاة الطبيب - رغم وفاة الجنين والأم. كان الهدف هو التلاعب في إرادة الشعب بوسائل حديثة غير مباشرة، وبدلاً من التزوير المباشر قرر النظام أن يحصل على مبتغاه في بقاء الأوضاع على ما هي عليه من خلال اغتيال المعارضة وتفتيتها واتهامها بالعمالة والخيانة ثم اختيار مرشحي الحزب الوطني الذين يتمتعون بالقدرة على شراء الأصوات وتأجير البلطجية. ولكن في النهاية ورغم الجهد الخارق الذي تفرغ له آلاف من ضباط البوليس السياسي فشل النظام في الحصول على الأغلبية وسقطت رموزه سقوطاً مدوياً وكانت فضيحة بجلاجل. وفي النهاية اضطر النظام للتدخل المباشر والضغط على القضاة لتغيير نتائج الانتخابات في معظم الدوائر بدءاً بباب الشعرية مروراً بدمنهور وباقي الدوائر التي عانت من مهازل شهد بها القضاة ومنظمات المجتمع المدني وبعض عدسات الإعلام التي نجت من محاولات التحطيم والمصادرة. مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي يقوم فيها حزب الحاكم بخوض الانتخابات بتسمية 444 مرشح أصلي و4440 مرشح احتياطي "مستقل" بينما تقوم المعارضة بتسمية 500 مرشح! وعندما يقوم الشعب بإسقاط حزب الحاكم، لا يستقيل الحاكم، ولا يترك الحكم، بل يستقيل المستقلون من صفتهم المستقلة وينضمون لتجمع المصالح المسمى بحزب الحاكم. مصر هي البلد الوحيدة التي يبلغ فيها طول دكة الاحتياطي السياسي عشرات الكيلومترات.

قصور بدون مرايا
أحياناً أسأل نفسي: هل لا زال النظام يدعي أنه يتمتع بالأغلبية؟ إذا قمنا بمقابلة ألف مواطن وتوجيه سؤال بسيط وبعيد عن السياسة مثل: "هل تحب الحزب الوطني؟" كم مواطن سيجيب بالموافقة؟ خمسة مواطنين؟ سبعة؟ تسعة من ألف؟ هل يعقل أن يستمر النظام في الحكم "بأغلبية ساحقة" سبعة في الألف؟ أليس لديهم مخابرات أو مباحث أو كرة بللورية تخبرهم بأن رموزهم مكروهة والشعب يتوق للتخلص منها؟ كيف يستمرون في الحكم وهم يعلمون مدى كراهية الشعب لهم ورغبته العارمة في الإطاحة بهم؟ كيف يستيقظون كل يوم صباحاً ويواجهون أنفسهم ووجوههم في المرآة ثم يستمرون في الحكم بعد أن ينظروا في المرآة. بالطبع لابد من استخدام المرآة لحلاقة الذقن وتسريح الشعر وصبغه. ثم توصلت لاكتشاف عظيم يشرح سر بقاء النظام في الحكم. النظام لا ينظر في المرآة. هناك الحلاقون والسريحة ورؤساء التحرير ومسئولي التبرير وكلهم متخصص في مختلف فنون تجميل وجه النظام بحيث لا يضطر رموز النظام للنظر في المرآة أو رؤية الحقيقة أبداً. النظام لا يرى التجاعيد. ولا يرى السيوف. ولا يرى التزوير. النظام يرى التجاعيد مساحيق ملساء. والتزوير تجاوزات بسيطة لا تؤثر في نزاهة العملية الانتخابية. والسيوف يراها سيوف بلاستيك كده وكده، أما قيام مرشحي النظام بإنفاق المليارات في شراء الأصوات بإشراف أمن الدولة فالنظام يرى هذا لعبة بنك السعادة وليس هناك أكثر سعادة من النظام لأن اللعبة تنتهي بعدد لا بأس به من مقاعد الأصلي ومثلهم من المستقلين الاحتياطي. ويسعد النظام أنه احتال على الشعب وخدع العالم أجمع بمسرحية الديمقراطية بينما حصل في النهاية على بضعة أيام إضافية في الحكم. النظام لا يرى وجهه أبداً. قصور النظام لابد أنها تخلو من المرايا. ومكان كل مرآة تجد صورة في إطار فخم. إطارات بها صور قديمة لوجوه شابة وأحياء نظيفة وحكومة حقيقية. هذا هو سر بقاء النظام. الصور مكان المرايا. الوهم مكان الحقيقة.

محصلة كل الشرور
نتائج الانتخابات الماضية هي محصلة كل شرور وآثام الحزب الوطني. الانتخابات مثل الامتحان، تتحدد نتيجته طوال العام، كمحصلة للاجتهاد والتحصيل. الانتخابات لم تتحدد نتيجتها فقط أثناء جولات البلطجة وتزوير النتائج أو شراء الأصوات، بل تحددت أثناء إصرار النظام على التلاعب في كشوف الناخبين وقيد آلاف الموظفين على شقق وهمية تابعة لبعض الوزارات، أو تهديد أنصار المعارضة ومنعهم من الخروج من بيوتهم، أو بث الشائعات الكاذبة حول زعماء المعارضة وجرجرتهم في المحاكم والأقسام بتهم كيدية. نتيجة الانتخابات تحددت عندما احتكر الحزب الوطني المقرات ومئات الملايين من التمويل لحزبه وعشرات الصحف والقنوات في إعلام مزيف ومضلل. واليوم، وبعد ثلاثين عاماً من التعددية الحزبية على يد الحزب الوطني، لابد أن نجلس ونسأل أين هي الأحزاب؟ هل يعقل أن هذا تقصير من كل الأحزاب ومن كل المصريين وأن الحزب الوطني المسئول عن الحكم طوال هذه الفترة هو البريء من تهمة التآمر ضد الأحزاب والتجسس عليها وإضعافها بشتى الطرق؟

سقوط النظام في امتحان الانتخابات لم يتضح فقط من خلال سقوط رموزه، بل اتضح من خلال اختفاء المعارضة المدنية من النتائج. إن ضعف المعارضة هو دليل ونتيجة مباشرة لكل جرائم الحزب "الوطني" في حق هذا الوطن. هو دليل على الشر والأنانية التي يعاني منها النظام. النظام لا يهمه أن تسقط مصر في مستنقع الطائفية أو تنفرد "التيارات الدينية" بالساحة السياسية. المهم هو أن نحافظ على الكرسي الكبير لأطول فترة ممكنة وقد نستطيع تأمين كرسي الباشا الصغير أيضاً. وتولع البلد باللي فيها.

من يقف وراء النظام
النظام اليوم لا يمثل الشعب. ولا يمثل المؤسسة العسكرية. ولا يمثل رجال الأعمال. ولا يمثل الموظفين. ولا يمثل العمال أو الفلاحين. النظام اليوم يمثل نفسه وشخوصه فقط. يحمي مصالحه هو فقط. النظام اليوم تحول من أداة لخدمة الشعب والوطن، وأصبح جسماً سرطانياً يمتص كل موارد الوطن ويسخرها لصالح هدف واحد: بقاؤه هو في الحكم. وفي سبيل ذلك يعود السفراء إرضاء للخارج ويستمر الوزراء المكروهين من الشعب خوفاً من سطوتهم. تبرم المعاهدات وتخصص الأراضي والإقطاعيات والاحتكارات ويترك الفاسدون لينهبوا موارد البلاد لأنهم أركان النظام وأعمدته التي يقوم عليها. تتضخم حشود الأمن المركزي المكلف بحماية النظام وتتضخم أجهزة البوليس السياسي، ويتضخم الإنفاق على أمن النظام وعلى تزييف الإعلام، بينما يتدهور الأمن العام والوعي العام ولا حول للشرطة أمام البلطجة والإجرام والإرهاب، ولا حول للمواطن المصري أمام النصب السياسي بشعارات براقة مبهمة.

متى تحين ساعة الحساب
عندما وعد النظام بانتخابات نزيهة "هذه المرة" فقد اعترف ضمناً بتزوير عشرات الانتخابات والاستفتاءات. ولكننا لم نسمع عن النائب العام وقد قدم المسئولين عن هذا التزوير المستمر للمحاكمة. عندما اعترف النظام في مايو 2005 بأن مصر في سبيلها للتحول من نظام الحزب الواحد لنظام التعددية الحزبية، رغم مرور 30 عاماً على ذلك فقد اعترف بمخالفة الدستور لعقود طويلة. ولكننا لم نسمع عن مسئول أو غير مسئول يقدم للمحاكمة بتهمة خداع الشعب وتبديد موارده في مسرحية كاذبة. عندما حكم القضاء بشطب مئات آلاف الناخبين في دوائر السيدة زينب وباب الشعرية والمعهد الفني وهم ناخبون مسجلون على عناوين مصالح حكومية وهمية، لم نر من يحرك الدعوى الجنائية ضد السادة الوزراء المسئولين عن هذه الجرائم السياسية. عندما رفضت الحكومة تنفيذ أحكام القضاء، لم نر من يقدم الحكومة للمحاكمة. عندما فضحت عدسات الإعلام البلطجية ورأينا حشود الأمن تحميهم وتفسح لهم الطريق، لم نسمع عن أحد يسائل وزير الداخلية أو مدير الأمن أو حتى مأمور القسم! عندما انغمس مرشحي الحزب الوطني الأصلي والاحتياطي في شراء الأصوات بفجاجة رفعت الإنفاق الانتخابي من 70 ألف جنيهاً للمرشح حسب القانون إلى 15 مليون جنيهاً في بعض الدوائر تحت سمع وبصر وإشراف ضباط البوليس السياسي على تلك الجرائم الانتخابية التي تفسد الحياة السياسية لعقود طويلة قادمة، لم نسمع عن مرشح واحد من مرشحي الوطني تم تقديمه للنيابة العامة. لماذا تقتصر جرائم شراء الأصوات على مرشحي الوطني والمستقلين من احتياطي الوطني؟ هل لأنهم وحدهم حريصون على خدمة الجماهير أم لأنهم يعدون العدة للتربح من وراء الحصانة والتأشيرات والأراضي والامتيازات؟ لماذا تقترن كل تلك الجرائم بالحزب الوطني وتكاد تقتصر عليه ومع ذلك لا نسمع عن محاكمات أو عقاب أو حتى اعتذار أجوف رخيص؟

في سبيل التاج، من أجل الاحتفاظ بالمقعد لأيام قليلة إضافية، ضحى النظام بحاضر ومستقبل هذه الأمة. في سبيل التاج سقطت كل القيم والمثل العليا أمام شبق لا ينتهي للسلطة واحتكار الحكم. وفي النهاية، أصبح التاج مجرد قطعة صفيح لا قيمة لها بعد أن تدهورت أحوال الوطن - الذي يمثله التاج - في سبيل التاج.

The Show must Go on

المسرحية



عبر عقود طويلة، نعيش مسرحية عبثية مملة، تتكون من آلاف الفصول التي تتكرر كل يوم، دون أدنى أمل في نزول الستار إيذاناً بالنهاية. وهذه المسرحية تأتي تحت مسميات عديدة، مثل "أزهى عصور الديمقراطية" و"التعددية" و"التنمية"، وغيرها من الأسماء الهلامية، التي لا تجد لها في فصول المسرحية انعكاساً ولا صدى. وهي مسرحية من تأليف وتمثيل وإخراج شخص واحد هو الحزب الوطني، الذي يحاور نفسه طوال المسرحية، في مونولوج سخيف، لا يمتع ولا يضحك، ولا يغني ولا يسمن من جوع.

الفصل الأول من المسرحية هو فصل الإنجازات، الذي يتحدث عن تطور ضخم وتنمية يشهد لها الشرق والغرب، في عالم التصريحات والمليارات، المطعمة بما تيسر من إحصائيات، ومعظمها مضلل لا يصدقه الشعب، الذي عليه – رغم المسرحية - أن يعيش في العالم الحقيقي، وهو عالم لا وجود فيه للرخاء الحكومي، حيث الأسعار ترتفع بصورة مستمرة، بينما تعاني الأجور من الأنيميا الحادة، ويعاني الجنيه من البلاجرا المزمنة، بما يدفع الموظف المسكين إلى أن يمتهن أعمالاً أخرى، أو يطلب الإكراميات مقابل تأدية الخدمات وتمرير الاستثناءات، حتى صدرت فتوى شرعية بأن تقديم الرشوة حلال. الموسيقى التصويرية لهذا الفصل هي إحدى أغاني الإشادة، الذي تؤكد أن الشعب بكامل حريته قد اختار الحزب الوطني دون غيره، لحبه الشديد في الفقر وشظف العيش. خلفية المسرح عبارة عن لوحة ضخمة وردية، دون أي تفاصيل.

الفصل الثاني من المسرحية هو فصل الريادة والتفوق، والعالم الذي يشيد بنا في كل مناسبة وبدون مناسبة، بشهادة صحيفة فرنسية مجهولة تمتدح دوماً أداء الاقتصاد المصري. وتبحث عن تلك الصحيفة الفرنسية حتى تطمئن بنفسك على الأحوال، فتجد أنها صحيفة حائط في المدرسة التجارية الفرنسية بالظاهر. وبينما يشيد العالم بأدائنا المتميز، ولا ينام الليل من فرط حلاوتنا التي هي "زايدة حتة"، باعتبار أن الجريدة (الفرنسية) تصدر الساعة (ستة)، وبينما تحسدنا الصحيفة على الريادة التي لا مثيل لها، يصطدم الشعب بالواقع المرير، والأصفار التي نحصل عليها في كل مجال بجدارة وامتياز، حتى أصبحت تلك الأصفار مثل لعنة شريرة تطاردنا باعتبارنا من سلالة الفراعنة. وطوال هذا الفصل، تسطع أدلة الريادة في خلفية المسرح، التي تزدحم بمقتطفات من الصحف القومية التي تؤكد تفوقنا الملحوظ، بشهادة الخواجات الأجانب. والموسيقى التصويرية لهذا الفصل هي أغنية تتحدث عن فضائل الاستقرار، ومثالب التغيير الذي لا يعلم أحد ماذا يمكن أن يأتي من ورائه، من باب أن "اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش".

الفصل الثالث من المسرحية هو فصل "الاستثمار"، تبدأه حكومة الحزب الوطني بالتغزل في المستثمر، وغوايته بالامتيازات والإعفاءات والوعود لجلب أمواله. وما أن يأتي المستثمر المسكين بأمواله، حتى تطالبه الحكومة بقائمة من المستندات والتراخيص والتصاريح والموافقات، فيجتهد المستثمر في الحصول عليها إعلاء للشرعية وسيادة القانون، ويصطدم أثناء ذلك بالأدراج المفتوحة ونصف المفتوحة، والقرارات العشوائية المتلاحقة، وعدم سداد مستحقاته إن كان مورداً للحكومة، ثم ينتهي الفصل بالملاحقة البوليسية عندما يتعثر المستثمر المسكين ويصيبه الإفلاس، فيسجن أو يهرب خارج البلاد، وينتهي الفصل بخلفية ضخمة، تزينها أسماء المستثمرين بعد وضعهم على قوائم ترقب الوصول، والموسيقى التصويرية تنقلب من موسيقى رومانسية حالمة في البداية، إلى موسيقى رعب، ثم تنتهي بأصوات سارينة سيارات الشرطة، وصوت لطم وشق الهدوم، ونواح المستثمر وأسرته لحظة القبض عليه.

وهناك المزيد من الفصول مثل فصل الرعاية الاجتماعية، وهو فصل فعلاً لأنه ينتهي بنهب أموال التأمينات، وفصل انتشار الخدمات الصحية، الذي ينتهي بوفاة المريض بسبب عدم توفر الدواء، وفصل التنمية البشرية وتميز التعليم الحكومي الذي ينتهي بفاصل من التلقين في أحد الدروس الخصوصية، ثم مشهد لشباب يجلس على الرصيف نتيجة للبطالة المتفشية والمحسوبية في التعيين. أما الفساد والبيروقراطية، فلا يوجد لأي منهما فصل خاص، لأنهما يتجولان في أرجاء المسرح جيئة وذهاباً طوال الوقت وأثناء كل الفصول، ثم ينزلان من على خشبة المسرح، ليقوما بتقليب المشاهدين المساكين وشق جيوبهم بالأمواس والمشارط علناً، ويضحك المشاهدون باعتبار أن هذا هو جزء من المسرحية، رغم تأكدهم من استحالة عودة أموالهم إليهم، ويتذكرون فصل توظيف الأموال اللطيف، الذي انتهى بتوزيع "الحلل" البلاستيك على المشاهدين تعويضاً لهم عن مدخراتهم، بينما ازدانت الخلفية بأسماء كبار المسئولين فيما عرف بكشوف البركة.

وأثناء فصول المسرحية، ولأن الموضوع تمثيل في تمثيل، تتظاهر الحكومة بتقديم الخدمات للشعب، من تعليم وصحة وأمن وعدل ومرافق، وتعد الشعب بتوظيف أبنائه، وتمنح موظفيها المرتبات والعلاوات. تتظاهر الحكومة بذلك، وفي المقابل، وبعد تمرس طويل، يتظاهر الشعب بأنه يسمع كلام الحكومة ويحترم قوانينها، ويمصمص شفتيه ويهز رأسه تصديقاً لتصريحاتها، وهو يعلم تمام العلم أن تلك التصريحات (فشنك)، وأن تلك القوانين واللوائح قد عفا عليها الزمن ولم تعد تصلح للتطبيق على أرض الواقع، لتستمر المعاناة الشديدة والنفاق الجماعي.

وعندما يتململ بعض المشاهدين ويعلو صوت الشعب بالشكوى، ويصاب البعض بنوبات التشنج العصبي والصرع، تلقي الحكومة على المشاهدين خطبة عصماء كتبها أحد الفطاحل من المبرراتية، فحواها أن المسرحية رائعة دون شك، وأن المؤلف قدير، والمخرج متمكن وعتيد في الفن، وأن السبب في فشل المسرحية في الواقع إنما يقع على جماهير الشعب من المشاهدين، الذين لا يفهمون الحكمة العظيمة والفلسفة الرفيعة التي تكمن وراء فصول المسرحية، ويتسببون بجهلهم في إفساد الحبكة الدرامية، وبكثرتهم وتوالدهم المستمر في استنفاد كل كراسي المسرح، رغم أن معظم صفوف المقاعد خالية ومحجوزة نظراً لدواعي الأمن، وبينما يتزاحم السواد الأعظم من الشعب وقوفاً في الممرات الخلفية الضيقة، يتنافس المحظوظون من محاسيب الحكومة على الجلوس في الصفوف الأخيرة بعد سداد "المعلوم" للمسئولين عن تخصيص المقاعد، وهؤلاء المسئولون يعملون بالطبع لحساب حكومة الحزب الوطني الرشيدة.

ومشاهدة هذه المسرحية ليست بالأمر الاختياري، بل إنها إجبارية، لأن كل المسارح الموجودة في البلاد تعرض نفس المسرحية، وإن اختلف ترتيب الفصول. ويتساءل الشعب عن موعد انتهاء المسرحية وإسدال الستار، فتطمئنه السلطة بأن هناك مسرحية جديدة قادمة في الطريق، تحت اسم "مرحلة جديدة"، أو "صحوة كبرى"، أو "فكر عصري"، وغيرها من اللافتات والأفيشات. وينتظر الشعب على مضض، ولكنه يُصدم عندما تبدأ أي من تلك المسرحيات "الجديدة"، عندما يكتشف أن الممثل واحد مهما تلون وجهه بالأصباغ والأحبار، والمضمون مكرر ممجوج، وإن اختلفت ألفاظ الحوار.

كيف نتخلص من الحصار المفروض علينا من قبل تلك المسرحية التي لا تنتهي؟ هل يمكن أن نخرج من المسرح لنتنفس هواءً نقياً لا يلوثه فساد أو احتكار أو نفاق؟ وفي نفس الوقت، كيف يتوقع المشاهدون أن تنتهي المسرحية بينما هم يصفقون في نهاية كل فصل؟ ورغم أن الشعب يصفق استعجالاً لانتهاء المسرحية، إلا أن الحزب الوطني يأخذ هذا كعلامة أكيدة تدل على أن الشعب سعيد جداً بالمسرحية ولا يطيق انتهاءها، فتصدح أصوات الجوقة بأغاني التجديد والمبايعة. ألم يحن الوقت حتى يطالب الشعب الحزب الوطني بالنزول من على خشبة المسرح ويمنح فرقته التمثيلية أجازة بدون مرتب – أو بمرتب – بشرط أن يستمتع بالراحة بعد احتكار الأداء لعقود طويلة؟

متى نرى اليوم الذي يتقاعد فيه الحزب الوطني ويترك خشبة المسرح؟

أو على الأقل، متى يكتفي الحزب الوطني بمسرح واحد، ويترك باقي المسارح للفرق الأخرى؟

Tuesday, November 24, 2009

Administrative Court Rules for El Ghad Party


للمرة الثانية على التوالى..
القضاء الإدارى يؤيد شرعية "غد" أيمن نور

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009 - 15:18


كتبت سحر طلعت و نورا فخرى
أصدرت محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة، قرارها اليوم بقبول الاستشكال الذى تقدم به موسى مصطفى موسى على حكم القضاء الإدارى بالاعتداد بإيهاب الخولى رئيساً لحزب الغد، شكلاً ورفضه موضوعاً مع تغريم موسى مصطفى مبلغ وقدره 400 جنيه مصرى.

وطالب إيهاب الخولى رئيس حزب الغد جبهة "أيمن نور"، الرئيس مبارك بالتدخل شخصياً لتنفيذ الحكم القضائى فى مواجهة ما وصفه بـ"ظلم" لجنة شئون الأحزاب، مشيراً إلى أن عدم تنفيذ الأحكام القضائية هو خطأ فاضح ويسىء لسمعة مصر دولياً.

وأكد الخولى أنه سيقوم عقب عيد الأضحى بسحب الصيغة للحكم وإخطار الرئيس مبارك و لجنة شئون الأحزاب بها، مشيراً إلى أن الحكم الذى صدر اليوم هو تأييد لشرعية الغد "جبهة نور"، فيما قال موسى مصطفى موسى، أحد المتنازعين على رئاسة الغد، إنه لا يعنيه الرفض الذى أقرته المحكمة اليوم.

مشيراً إلى أنه بصدد حكم من المحكمة الدستورية العليا على الطعن الذى تقدم به، مردداً "إنه الحكم الذى سيقرر نهائياً الغد لصالح من"، إلا أن سمير عليوة، محامى موسى، قال إنهم تقدموا سابقاً باستشكال وتم رفضه متعجباً من الحكم الذى صدر اليوم.

يذكر أن موسى مصطفى موسى، قدم استشكالاً لوقف تنفيذ حكم عدم الاعتداد بالخولى رئيساً للغد، مشيراً إلى أن رفض استشكاله سيترتب عليه اهتزاز الحزب ومكانته والحكم فيه.

يعد الحكم الصادر اليوم هو الثانى من نوعه، بعدما أصدرت محكمة القضاء الإدارى سابقاً قرارها بالاعتداد بإيهاب الخولى رئيساً لحزب الغد.

For the second time, High State Commissioners (Administrative Court) rules for El Ghad Party, yet the Parties Committee, Chaired by the ruling party's (NDP) Secretary General (!), refuses to acknowledge the verdict! The NDP wants to choose both the government and also the opposition!

تعليق

ربنا يهدي - أو يلغي - لجنة شئون الأحزاب.

Friday, June 19, 2009

New Poll - Nomination of Gamal Mubarak


استفتاء جديد




هل توافق على أن يخوض جمال مبارك انتخابات الرئاسة في حياة والده أو بعده مباشرة؟

  • نعم أوافق على أن يخوض جمال مبارك الانتخابات

  • لا أوافق على أن يخوض جمال مبارك الانتخابات

  • لست متأكداً - غير مهتم


Do you think it is appropriate for Gamal Mubarak to run for the office of the Presidency while his father rules or directly after?

  • Yes.
  • No.
  • Not sure / not interested




Tuesday, June 16, 2009

Opposition is Dangerously Poisonous


المعارضة بها سم قاتل



الشباب العاقل اللي بيدور على مصلحة البلد ينتخب جمال مبارك، هذه هي الجملة التي ينسخها مجموعة من الشباب ذوي الصور المنمقة والشابات ذوات الصور المزوقة – جداً، ويتنقلون من جروب لجروب في الفيس بوك بدءاً من حوالي سنة عندما أدركت الأجهزة مدى انتشار الفيسبوك وتأثيره، ويبدو أنها – الأجهزة يعني - استخدمت مجموعة من الشباب ووظفتهم في هذا الغرض النبيل وهو الترويج للسيد جمال مبارك بطل الضربة الحزبية الخاصة بالفكر الجديد.


وقد قامت مجموعة من المجندين بعمل جروب للترويج للسيد جمال مبارك وقد وصلت العضوية فيه بسم الله ما شاء الله حوالي 4000 عضو بعد عام كامل من الكفاح والترهيب والترغيب، و4000 عضو طبعاً دا رقم ضخم جداً بالنسبة للأجهزة التي تعجز عن تأجير أنفار في أي مؤتمر للرئيس أثناء حملته الانتخابية رغم سداد المعلوم نقداً وفراخ، لكن 4000 عضو يعني على الفيس بوك لا مؤاخذة يعني أي حد يقدر يلمهم في أي موضوع مهم أوغير مهم في كام يوم.


المهم اتوزعت اللاب توبات ومعاها الرسالة المتينة، الشباب العاقل اللي بيدور على مصلحة البلد ينتخب جمال مبارك، الشباب العاقل اللي بيدور على مصلحة البلد ينتخب جمال مبارك ، الشباب العاقل اللي بيدور على مصلحة البلد ينتخب جمال مبارك ، هي كده 3 مرات مثل الأوراد، وتم لصقها على كل الجروبات التي بها نشاط بمعدل 3 مرات في اليوم بعد الأكل والقبض. ونشط المجندون في بيان الأسباب الهامة جداً والتي لا يمكن إغفالها في الحتمية التاريخية لانتخاب الأستاذ جمال مبارك، رغم أن جمال مبارك هو غير مرشح جداً وينفي الترشيح بكل الطرق الصوفية والقطنية. ومن أهم هذه الأسباب التي يسوقها المجندون كدليل على حتمية انتخاب مبارك - وأنا أنقل هنا من الجروب في بداياته: إنه تم إنشاء أنفاق بالفعل بالقرب من منزل السيد جمال مبارك بما يوفر على الدولة مبالغ طائلة عند توليه الحكم. شفت السبب العبقري. وبعدين اصحابهم الظاهر اتريقوا على السبب ده فغيروه إلى الآتي:



من حيث توفير الأعباء الماليه على دوله حين تولي استاذ جمال الرئاسه:


من المعروف تولى اى رئيس دوله يكون فيها صرف مبالغ طائله من ميزانية الدوله وهذا ماينص عليه الدستور والقانون من حيث:


  • تجهيز المقر الدائم الاقامه الرئيس واسرته فى المكان الذى يحدد ويليق بالسيد الرئيس
  • اجراءت الانشاء والديكور
  • خدمه وطقم حراسه وطقم سكرتاريه
  • تحويل خطه مروريه جديدة لتتلاءم مع مقر الجديد للسيد الرئيس
  • سيارات جديدة لموكب السيد الرئيس وحراسته


وهذا مانص عليه الدستور المصرى.................فى المادة 99 لسنه 1987. (!!!)


وتبين لنا ايضا من الناحيه الماليه حين تولى استاذ جمال الرئاسه سوف يقوم بتخفيف الاعباء الماليه على الدوله من كل تلك المصروفات.



وعندما فشلت الضربة اللابوتوبية الفيسبوكية، لأن العيال ما كانتش حافظة غير جملة واحدة هي الشباب العاقل اللي بيدور على مصلحة البلد ينتخب جمال مبارك، قالك طيب نجيب كده كام واحد كبار شوية يمكن يعرفوا يقولوا أيوتها حاجة ولا يسمعونا صلاة النبي. وفعلاً، استوظفوا كام واحد بمهايا معتبرة ودول دخلوا الأول اتسحبوا واتصاحبوا على كام بلوجر فيسبوكاوي، وبعدين شوية شوية هاتك يا شتيمة في المعارضة، المعارضة دي أغراضها دنيئة، المعارضة دي بتستقوى بالخارج، المعارضة دي بتعوم في التمويل الأجنبي بريست وكرول، المعارضة دي بتاعة مصالح، الوفد ده بتاع الباشوات وابن ستين في سبعين، الغد دا بتاع الاستشوار، التجمع دول شيوعيين وكفرة، الناصري دول متحجرين ومتعرعرين وجربة، وكفاية دول غوغائيين ورعاع، والجبهة دا حزب عائلي، آل يعني اسم النبي حارسه الحزب الوطني المونوجرافي حزب ألماظ أصلي عيار 200 قيراط وبدون خدوش.

ولما الموضوع ريحته طلعت، اتلم شوية تانيين من هنا ومن هناك وقال إيه، عايزين حقنا، قالولهم، طيب اثبتوا كفاءة، بينوا أمارة، اعملوا كرامة، فلقينا موجة جديدة فيها شوية محللين متحمسين جداً لأنهم نفسهم في التعيين، وهما محللين فعلاً، عايزين يعني يحللوا التوريث ويحرموا الديمقراطية، ويحللوا القرشين اللي حياخدوهم لما تفرج يعني، محللين على كيف كيفك يعني، وزاد الهجوم على المعارضة، بصورة نشيطة جداً، وكأن المعارضة هي المسئولة عن كل مشاكل مصر من أول المبيدات المسرطنة ولحد هزيمة 67 مروراً بغرق العبارة ووقوفنا في الصناعة عند السيارة 128 زاستافا ورمسيس الترامكو، وبالمرة المعارضة طبعاً مسئولة عن الفونزا الخنازير، وبأه الواحد من دول ماشي يوزع تحذيرات، المعارضة فاسدة، المعارضة دنيئة، المعارضة تستقوى بالخارج، المعارضة بها سم قاتل، لا تجلس جنب واحد معارض، وكده يعني.

طيب.


شوف هنا بأه.


المعارضة فعلأً سامة، وماسخة، وحواليها نار، وبتفصل الناس من شغلها، وبتحرق الطبيخ، وبتصرف فلوس المدارس على شغل الأحزاب والمؤتمرات والكلام الفارغ، والحزب الوطني ناعم وجميل وكميل وكله حنية، ولجنة السياسات حلوة وسنيورة وعسولة وكلها أراضي ب اتنين جنيه المتر في القطع المميزة، ومليانة احتكارات حديد واسمنت وعبارات وخلافه، ورحلات مجانية، وجواز بالراقصات وبالمغنيات الأحياء منهن يصبحن بعد شوية أموات على يد رجال الحزب الشرفاء الذين لم تلوثهم الرشاوى ولا الفساد ولا تزوير الانتخابات ولا الاستفتاءات، ما فات منها وما هو آت. لا أبداً وألف لا.


ماشي ، احنا المعارضة كدة. نكديين وفقريين. احنا زفت وستين قطران، لازقين لنا ليه طيب؟

يالا بأه منك له هوونا وأوعى ياله انت وهوه تهوبوا ناحية جروباتنا تاني وورونا عرض كتافكم، وابقوا اشتكوا للي من خيره لحم اكتافكم.


Saturday, November 08, 2008

Torching Opposition

الفكر الجديد

وأسلوب جديد حاسم في مواجهة المعارضة





هكذا يتعامل الفكر الجديد مع المعارضة.

هذه هي ملامح الإصلاح السياسي طبقاً لوعود مبارك الانتخابية.

هذه هي ثالث مرة يتعرض أحد مقرات حزب الغد للحرق المتعمد. تم حرق مقر باب الشعرية مرتين من قبل وهذه هي المرة الثالثة، بحرق مقر الحزب في ميدان طلعت حرب في وسط النهار، تحت سمع وبصر رجال الأمن المتخفين في ملابس مدنية، ولا ننسى محاولات اغتيال أعضاء الغد في كفر صقر وفي بنها والتعدي عليهم في فندق بيراميزا.

لقد تقدمت جميلة اسماعيل ببلاغ رسمي في قسم شرطة قصر النيل قبل الحادث بيومين، بناء على تهديدات نشرها موسى موسى في البديل، وسجلت هذا في محضر شرطة رسمي، بعدم تعرض موسى مصطفى موسى للجمعية العمومية لحزب الغد التي دعا إليها مجلس حكماء الحزب. ولكن الشرطة بدلاً من أن تبعث بقواتها، سحبت حتى خدمة حراسة ميدان طلعت حرب، ووقف رجال المرور يفسحون الطريق للبلطجية ليقوموا بمهاجمة وحرق مقر حزب الغد بقيادة موسى موسى. وموسى موسى لمن لا يعلم هو أخو على موسى عضو لجنة السياسات والصديق الصدوق لجمال مبارك.

ورفيق موسى في تدبير الهجوم هو رجب هلال حميدة، الذي لعب نفس الدور في تفتيت حزب الأحرار، ورجب أصبح بهذه الخدمات الجليلة للنظام حبيب الحكومة، فأهدته الحكومة مقعداً في مجلس الشعب في عام 2005، وأصدر مبارك قرارا بعلاجه على نفقة الدولة، موسى ورجب هما اللذان أوقفا نشر جريدة الغد وأقصيا إبراهيم عيسى من رئاسة تحرير الغد إبان سجن أيمن نور. موسى كما نعلم لا لوم عليه، لأنه مجرد عميل للأمن، واللوم كله، والمسئولية كلها يتحملها النظام من بدايتها لنهايتها.


لا يمكن أن نتصور أن أي مسئول مهما علا شأنه كان يتحمل وحده إمكانية اشتعال وسط القاهرة كلها لأننا نعلم أن الحرائق لا يمكن التأكد من السيطرة عليها، لا يمكن أن أتصور أن رأس النظام لا يعلم، فإن كان لا يعلم، فهي كارثة، وإن كان يعلم وسعيد وراض بهذا الأسلوب في التعامل مع المعارضة بالحرق، فالكارثة أعمق والصدمة أكبر.

إذا كان مبارك لا يعلم، فها هو نحن نعلمه، أن بعضاً من رجالك، رجال الأمن المحسوبين عليك، قد خططوا لقتل وحرق أعضاء حزب سياسي معارض، ونرجو أن نعرف رد فعلك أنت كرئيس لدولة نفترض أن القانون يحكمها، على هذه المسخرة الدامية المليئة بالحريق والدخان والتي حدثت في وسط البلد جهاراً نهاراً على مرأى ومسمع من الجميع، وسجلت أحداثها الصور والأفلام رغم أن رجال الأمن المتخفين منعوا رجال الإعلام من التصوير.



ما هو الهدف من حرق مقر حزب الغد؟

الهدف الأكيد هو القضاء على الحزب المعارض الوحيد الباقي في مصر.
الهدف الأكيد هو إرهاب المعارضين من قيادات الغد بتهم ملفقة، إما أن تصمتوا وتنصاعوا، أو تتعرضوا للسجن والعقوبات الأخرى.

هو إظهار الأمور بأن الأحزاب جميعاً تعاني من الخلافات ومليئة بالبلطجة، وخاصة بعد الموقف المشابه في حزب الوفد، وأنه من الأفضل للمواطن العادي أن يلزم بيته ويبتعد عن المشاكل ويكتفي بأن يفوض الحزب الوطني في إدارة شئون البلاد بالطريقة التي يراها.

الهدف من حرق حزب الغد في هذا التوقيت بالذات أن هذه الجمعية العمومية تحسم الوضع القانوني في الحزب وتقضي على الحجج الواهية التي يتمسح بها عملاء الأمن ممثلي لجنة السياسات في أحزاب المعارضة. الهدف من حرق حزب الغد في هذا الوقت بالذات أن الحزب كان قد اكتسب أرضية واسعة في الشارع بعد أحداث 6 إبريل ونشاط شباب الحزب على الفيس بوك والمدونات.

عندما أتى المحامي العام ليعاين الحزب والمبنى، شاهد آثار الطوب والزجاج والتكسير داخل حزب الغد وداخل النادي اليوناني الذي يقع أسفل الحزب، وسمع بنفسه من العمال الذين كانوا يقومون بطلاء النادي اليوناني كيف أتت مجموعة من البلطجية وحاولت اقتحام المبنى، ولما فشلت في ذلك قامت بحرق بوابة المبنى ثم حرق مقر الغد.

وأمام المحامي العام ونحن في النادي اليوناني، سألت مأمور شرطة قسم قصر النيل، كيف طاوعك ضميرك أن تتقاعس عن حمايتنا وتتركنا نتعرض للحرق والقتل؟ فنظر في الأرض ولم يقو على أن ينظر في عيني.


ذهبنا لنشكو من الهجوم وندلي بأقوالنا فتحولنا من مجني عليهم لمتهمين بأننا نحن الذين قمنا بحرق المبنى على أنفسنا! وأن المهاجمين كانوا في مسيرة سلمية ضد إسرائيل، وبالصدفة أن تلك المسيرة حاولت اقتحام مقر الغد.

وأنه بالصدفة أن مقر الغد حرق من قبل مرتين في باب الشعرية.

وأنه من باب الصدفة أن رجال الأمن اختفوا من المنطقة لساعتين كاملتين رغم أننا أبلغنا قسم شرطة قصر النيل، ومديرية الأمن ولجنة شئون الأحزاب بمجلس الشورى. كل هذا من باب الصدفة.



وتذكرت مواقف سابقة في كفر صقر وفي أثناء انتخابات الرياسة، عندما كان يطرق المسئولون وينظرون في الأرض والشعور بالخجل بل بالعار يفضح الضغط الذي تعرضوا له من رؤسائهم.


من الممكن أن يحرقوا مقار الغد وسجلاته. من الممكن أن يحرقوا أجسادنا. ولكنهم لن يستطيعوا أن يحرقوا أحلامنا أو مبادئنا.


Tuesday, August 12, 2008

The Fifth Power 2


التغيير

من وجهة نظر
الفكر الجديد!

مرت أعوام طويلة وعقود متعاقبة، وسبحان من له الدوام، كبر نظار العزبة وأصابهم طول الولاية بثقة قادتهم إلى الخرف فأصبحوا يعملون بجرأة وبجاحة غير محتملة، يمارسون النهب والسلب علناً جهاراً نهاراً، يضربون الصحفيين ويسجنون من يتجاسر ويتحدث عن "بلاويهم". عاثوا في الأرض فساداً حتى نضب البئر وذبل الزرع وجف الضرع. افتروا في الأرض حتى ضج العباد وصرخت الأرض تطلب القصاص! لقد أدى النهب المستمر والفساد وسوء الإدارة لنضوب الموارد فانهار الاقتصاد واستشرت البطالة وأفلس الناس فتصاعد الغضب وأصبح النظام كمن يجلس فوق غطاء إناء يغلي وتتراكم بداخله الضغوط، وأصبح الانفجار مسألة وقت. ومن ناحية أخرى، هبت رياح التغيير على أرض قبائل الهنود الحمر، فالغرب الذي سمح للولاة أن يحكموا الشرق باسمه ولصالحه، طالته نيران الظلم والمعايير المزدوجة في عقر داره، ولم يكن ليستطيع أن يواجه السبب الأساسي وهو إسرائيل، فقرر أن يأخذ بالسبب التالي وهو استبداد النظم ودكتاتورية الحكام وفساد الولاة.

ومن ناحية ثالثة، أصابت الشيخوخة خبراء التزوير والتزييف والتجميد والتحنيط والتخليد والتخليل والإخصاء والإقصاء، فتخطوا سن السبعين، ونتيجة لخوفهم جميعاً من التغيير، ورغبتهم الشديدة في الخلود، لم يدربوا صفوف ثانية متمرسة على التزوير والفساد والسيطرة على مقدرات الشعب من خلال مسرحية التعددية.

ومن ناحية رابعة، شب الأبناء عن الطوق، بعد أن تلقوا العلم في المدارس الغربية، فبدءوا يخجلون من ممارسات الآباء الفاضحة التي تكسفهم مع أصحابهم في الجونة أو القطامية أو مارينا. وكان لابد من تغيير الأساليب لتصبح أكثر عصرية. ووجدوا في مجموعة من رجال الأعمال الصاعدين الشباب من يرسم لهم طرق السيطرة على مقدرات الحكم بوسائل "مودرن" شكلها لطيف و"شيك" ويمكن إقناع الغرب بها خاصة مع تخويفه من التيار الإسلامي وتفتيت الأحزاب المدنية وتلويث سمعة كل من له شعبية عن طريق تلفيق القضايا.

نظرت الأمهات فوجدن فلذات أكبادهن يسرون الناظرين، علماً وثقافة ووجاهة، فتمنين أن يروهم في الحكم بعد أن يستكملوا الشكل الاجتماعي المناسب. وكانت العقبة أن أعضاء لجنة الحكم وأقطاب السلطة الخامسة ونظار العزبة من الحرس القديم قد أصابهم الغرور وتصوروا أنهم أحق بالحكم من صبية "الفكر الجديد" فهم لا شعبية لهم ولا حنكة سياسية، صبية متغطرسين لم يصافحوا الأيدي العرقانة المطينة، لم يتمرسوا في أصول التزوير أو التزييف، صبية أيديهم لينة رخوة، لم تمارس أساليب التزوير القذرة ولم تختلط بالبلطجية والمجرمين. وهذا الصراع رأيناه كثيراً على مر التاريخ، وهو أن المماليك ينقلبون على ابناء السلطان الراحل أو في حياته، وقد ينجحون وقد نجحوا بالفعل من قبل. وكان لابد من التخلص من هؤلاء المماليك.

راح أولهم ضحية موضوع المبيدات المسرطنة التي تم غزلها بعناية، فطالت جميع مساعديه وبقي هو آمناً من العقاب طالما ابتعد عن اللجنة وقبل بالإحالة للاستيداع، وتكفلت تحالفات انتخابية معقدة بإسقاطه في دائرته الانتخابية!

أما الثاني، فقد طالته نيران فساد الإعلام والإعلان فتم القبض على أحد صنائعه وشريك ولده في الأعمال كرهينة، ضماناً لوقوفه على الحياد أثناء المعركة الكبرى، معركة كامل الأوصاف. فوقف على الحياد وتمت الإطاحة بكامل الأوصاف وبعدها مباشرة خرج الصنيع الرهينة وتم حفظ الموضوع. وقبله تم القضاء على مساعديه من أباطرة الصحف، وتم تسريب العديد من الملفات والاحتكارات في مجال الطباعة والأحبار والجاكوزي وغيرها من فضائح كفيلة بإخراسهم بحيث تمت الإطاحة بهم على مرحلتين بعد قياس رد فعلهم.

أما كامل الأوصاف، فهو يتعجب، لأن موضوع الصراع بين الحرس القديم والحرس الجديد كان بالنسبة له من باب وضع التوابل على مشهد سياسي عديم الطعم والرائحة، وهو لم يقصد أن يمنع الأبناء الأعزاء من أن يتبوءوا المكان الذي يستحقونه، ولكنه كان مخلصاً في نصحه للآباء والأمهات، بأن الشعب لن يقبل بالتوريث ولو انطبقت السماء على الأرض. وفي كل الأحوال فهو شاكر لما أصابه من نعيم، وراض بما أصابه من إقصاء أليم، ولم يكن يطمح لما هو أكثر من رئاسة المجلس لا المجالس، وفي كل الأحوال فهو لن يتسبب في أي مشكلة. أما صانع المليونيرات، فهو صبي لا أكثر ولا أقل، ولم يكن التخلص منه بالمسألة الصعبة، ولأنه قدم المجوهرات والهدايا والأراضي والفلل والقصور، فكان الجزاء من نفس صنف العمل، قلادات عظيمة وتشريف ما بعده تشريف.

اللجنة الحاكمة الجديدة
أصبح الطريق إذا ممهداً لضم أعضاء جدد من الشباب للجنة الحكم، وهم شباب ينادون الأب يا "أونكل" وبالتالي فهم أقرب إلى كونهم أفراداً ينتمون بكل حبهم وولائهم للعائلة التي تمرغوا في ترابها فوجدوا التراب تبراً واحتكارات سخية. لم يعد هناك من المماليك غير خالد الذكر، وهو مطمئن لأنه كان بمثابة المعلم للأبناء، والأمين على مستقبلهم والأمين أيضاً على الصندوق الذي يمول كل الأنشطة الخفية، وهو بالطبع لا يعلم أن ساعته هو أيضاً قد اقتربت، وبقاؤه هو مسألة وقت، وهناك من يتم تدريبه على أن يحل محله.

استقرت الأمور للجنة الجديدة، وكان من الضروري أن يتم تأجيل انتخابات المحليات لفترة تكفي لأن تستطيع السلطة الخامسة الجديدة أن تسيطر على مقدرات الحكم وتبدأ في نشر قواتها ومندوبيها في عرض البلاد وطولها، والتغلغل في الوحدات الحزبية والمصالح الحكومية، بفصيل جديد من شباب الكومبيوتر المحمول الذي تدرب في جمعية جيل المستقبل وأدار الحملة الرئاسية.

أما التوريث، فلا تشغل بالك به، فهو لن يحدث بالصورة الساذجة الذي تظنها، لأن التوريث لن يصبح توريثاً للمنصب بصورة مباشرة صريحة، بل سيصبح عن طريق انتقال قيادة السلطة الخامسة واللجنة العليا الحاكمة إلى صاحب الحق الشرعي في الحكم من وراء ستار، وليجلس على كرسي الرئاسة من يجلس، طالما بقيت السلطة الحقيقية في يد اللجنة، وطالما آلت إدارة اللجنة إلى الأبناء الأعزاء. وألف مبروك النجاح والخطوبة.

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook