Showing posts with label khaled saeed. Show all posts
Showing posts with label khaled saeed. Show all posts

Friday, January 21, 2011

خالد سعيد يقود مظاهرات 25 يناير




رفرفرت روحه مع آذان الظهر في قلق من لا يعلم كيف ستنتهي الأمور، نظر للحشود المتقاطرة من بعيد، فشعر بموجة هي خليط هادر من مشاعر لم يستطع أن يحدد كنهها، فاضت على روحه فسالت دموعه رغماً عنه، مد يده ليمسح تلك الدموع، ليصطدم خالد لعاشر مرة اليوم بوعي اللاوجود، بأنه لا دموع له ولا يد تمسحها، بعد أن قررت طغمة من الساديين، أن تخرج شحنة من غضب مكبوت مغلف بالنقص ومتشح بسلطة غاشمة، لتفرغها في جسده النحيل، تطحن رأسه في الأراضي والحوائط،، متلذذة بتصويبها نحو زوايا حادة مؤلمة لرخام بارد، تتفجر معها أجزاء متفرقة داخل رأسه بصنابير نازفة، ليحمل الرخام إلى الأبد في تجويفاته شعيرات من بقايا جسده، مزيج وردي يحوي طحين جلده ولحمه ودمائه وعظامه.

رأى طوال الليل عربات الأمن الضخمة تنقل قطعا لا تنتهي من سياجات حديدية، ومنذ شقشقة الفجر، تحركت عربات أخرى، تحمل مئات الجنود، وكأن الحرب ستقوم غداً. 




وبالتدريج، تمدد وعي اللا وجود لديه، ليدرك أن كل هذه السيارات والمدرعات، إنما جاءت لتواجهه هو.




ليس لتواجه المتظاهرين أو المحتجين الذين حملوا لافتات تستلهم صورته.




هو ... الميت الحي، كتلة من وعي اللا وجود، يتمدد تأثيرها فيستدعي الحشود، ويتقاطر المخبرون والضباط والجنود، ليحاربوا عودة الوعي المفقود.



حشود فات وقتها؟








من كل هؤلاء القادمين؟ لماذا لم يتدخل أي منهم ليمنع عنه بطش المعتدين؟ وما الفائدة الآن من هذه الحشود؟


لكن خالد ينظر باهتمام. هو لا يبتسم ولا يعبس




فقط ينظر بوعي من يعرف سرا لن يبوح به الآن.




هذه الحشود ستتضاعف، عندما تحين الساعة.




هذه الحشود، لم يفت وقتها، بل أن ساعتها لم تحن بعد




هي في مرحلة الاستعداد.




متى نقيم التكبيرة الرابعة؟



بالغ الخطيب في طول الخطية إلى أن تصايح فيه المصلون، واضطر بعد مكابرة ولجاج أن ينه الصلاة بعد ساعة من الكلام الخالي من أي معنى، وهو لا زال في المعراج الثاني من عشرة، وفيما انتهت الصلاة رفض الخطيب على ما يبدو أن يؤم صلاة الجنازة على الموتى، ربما لأنه خشي أن تحسب تلك الصلاة بصلاة الغائب على الفقيد خالد سعيد شهيد الطوارئ، فيلقى العقاب والتوبيخ من الجهاز الأمني التابع له، فأم صلاة الجنازة أحد الحاضرين، وفي الأرجح أن تلك الصلاة لم تتضمن سوى 3 تكبيرات بدلاً من أربعة بسبب حالة الهرج والفوضى التي تسبب فيها ما حدث  ... وتبقى التكبيرة الرابعة، التي لابد وأن يقيمها المصريون جميعا، يوم أن تتحرر مصر، وعندها تستريح روح خالد سعيد، ويستطيع أهله أن يتقبلوا العزاء فيه ...

وبالطبع أغضب هذا كله أهل الميت المكلومين في فقيدهم، كما أغضب المتظاهرين المكلومين في وطنهم، ولكن يبقى السؤال، إلى متى تقوم الأجهزة الأمنية في استخدام رجال الدين بهذه الطريقة المهينة للدين وطقوسه ورجاله ...

ومع خروج المصلين من المسجد وجدوا آلاف المتظاهرين ينتظرونهم في الشارع، ولم تزد تلك الحيلة الأمنية الخائبة الموقف إلا سخونة وغضباً، وبالطبع فشلت جهود الأمن كالعادة في تحقيق أهدافها وانقلب السحر كالساحر مثلما يحدث في كل مناسبة.


قصة لم تتم فصولها بعـد


بينما ترفرف روح خالد سعيد بيننا عبر أيام وليال طويلة، تقودنا نحو ما يجب أن نفعله، تنجلي الحقيقة المؤلمة أمامنا وكأنها حيوان اسطوري يواجهنا عيناً لعين للحظة  قبل أن ينقض علينا ليغرس أنيابه في قلوبنا.

لقد مات خالد سعيد، لكن وعيه حي، يتمدد بصورة طاغية، ليسد الفجوات الواسعة التي تقطن مكان أرواحنا.

ننظر إلى وجهه الذي لا يبتسم ولا يعبس، فقط ينظر، هو كتلة من وعي اللا وجود تفرض نفسها على كل موجود بلا وعي.

ننظر إليه، لنستمد قوة  استحال علينا لسنوات استخلاصها في أوضاع يومية منحنية بخزي. ينحني من ينحني حتى تصل جبهته لمستوى الفتات المتساقط تحت قدمي السلطان.  يبيع نفسه كل من يفضل كسرات خبز على الحرية الكرامة، كسرات خبز يغمسها  باللا وعي، يتبلعها بسائل مسكر يتجرعه كل يوم، محلى بسم فيه فناء الأمة.


الشهيد الحي 


خالد سعيد ... الشهيد ...  الحي بيننا ... يقود بنفسه مظاهرات 25 يناير ...


من خالد سعيد إلى الشعب المصري ...


 الوقت قد حان ...  التغيير الآن ...



Thursday, January 20, 2011

بين وعي اللا وجود و وجود بلا وعي 7


قصة لم تتم فصولها بعـد



بينما ترفرف روح خالد سعيد بيننا عبر أيام وليال طويلة، تقودنا نحو ما يجب أن نفعله، تنجلي الحقيقة المؤلمة أمامنا وكأنها حيوان اسطوري يواجهنا عيناً لعين للحظة  قبل أن ينقض علينا ليغرس أنيابه في قلوبنا.

لقد مات خالد سعيد، لكن وعيه حي، يتمدد بصورة طاغية، ليسد الفجوات الواسعة التي تقطن مكان أرواحنا.

ننظر إلى وجهه الذي لا يبتسم ولا يعبس، فقط ينظر، هو كتلة من وعي اللا وجود تفرض نفسها على كل موجود بلا وعي.


ننظر إليه، لنستمد قوة  استحال علينا لسنوات استخلاصها في أوضاع يومية منحنية بخزي، عندما يبيع كل منا نفسه مقابل كسرات خبز يغمسها  باللا وعي، يتبلعها بسائل مسكر نتجرعه كل يوم، محلى بسم فيه فناء الأمة.









جمعة الغضب 1


خالد سعيد : وعي اللاوجود



رفرفرت روحه مع آذان الظهر في قلق من لا يعلم كيف ستنتهي الأمور، نظر للحشود المتقاطرة من بعيد، فشعر بموجة هي خليط هادر من مشاعر لم يستطع أن يحدد كنهها، فاضت على روحه فسالت دموعه رغماً عنه، مد يده ليمسح تلك الدموع، ليصطدم خالد لعاشر مرة اليوم بوعي اللاوجود، بأنه لا دموع له ولا يد تمسحها، بعد أن قررت طغمة من الساديين، أن تخرج شحنة من غضب مكبوت مغلف بالنقص ومتشح بسلطة غاشمة، لتفرغها في جسده النحيل، تطحن رأسه في الأراضي والحوائط،، متلذذة بتصويبها نحو زوايا حادة مؤلمة لرخام بارد، تتفجر معها أجزاء متفرقة داخل رأسه بصنابير نازفة، ليحمل الرخام إلى الأبد في تجويفاته شعيرات من بقايا جسده، مزيج وردي يحوي طحين جلده ولحمه ودمائه وعظامه.



رأى طوال الليل عربات الأمن الضخمة تنقل قطع لا تنتهي من سياجات حديدية، ومنذ شقشقة الفجر، تحركت عربات أخرى، تحمل مئات الجنود، وكأن الحرب ستقوم غداً. 




وبالتدريج، تمدد وعي اللا وجود لديه، ليدرك أن كل هذه السيارات والمدرعات، إنما جاءت لتواجهه هو.




ليس لتواجه المتظاهرين أو المحتجين الذين حملوا لافتات تستلهم صورته.




هو ... الميت الحي، كتلة من وعي اللا وجود، يتمدد تأثيرها فيستدعي الحشود، ويتقاطر المخبرين والضباط والجنود، ليحاربوا عودة الوعي المفقود.









My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook