Friday, August 14, 2009

Just Egyptians - Against God State 9

فقط مصريين


نريد قانوناً يرانا فقط كمصريين

ليس كمسلمين أو مسيحيين

فقط مصريين


لمن يريد أن يجبر الناس على تطبيق أحكام دينية كجزء من القوانين الوضعية


سيدي الفاضل ... سيدتي الفاضلة

حريتك نقدرها، عقيدتك نحترمها، بل أن عقيدتك لا تخصنا، ولكن فقط نحن حريصون على أن نحترم حقك في أن تؤمن بها، ويمكنك تطبيق كل الأوامر أو النواه التي تعجبك على نفسك طالما لا تضر بالآخرين. عندما قمنا بالتعليق على فتوى دار الإفتاء، وأنا أكن للمفتي كل تبجيل واحترام، جاء تعليقنا على الفتوى من الناحية السياسية وليس الدينية، فلم نفند مثلاً الفتوى من الناحية الفقهية ولكن تناولناها من الناحية السياسية وفي ضوء القانون المدني والمنطق الطبيعي الذي يحكم البشر.

أما المنطق الديني فيمكن لأي فرد أن يستخدمه كفرد على نفسه طالما لا يضر الآخرين - والاعتراض فقط على تشريعات يمكن أن تستخدمها الدولة في إجبار مواطنيها على تصرفات معينة ضد إرادتهم بدعوى تطبيق الشرع - وهنا تصبح الدولة وكأنها إله تحاسب الناس على عقيدة معينة وتجبرهم على تنفيذها.

ورغم أننا نحترم القانون والدستور فأساس المشاركة السياسية هو العمل السلمي نحو تغيير الدستور والقانون - وكل تعديل دستوري أو قانون جديد يصدر كل يوم في اي دولة يبدأ بمجموعة مواطنين مثلنا يجلسون ويتناقشون فيما يرونه الأصلح لحياتهم

ولكن البعض يرفع في وجهنا شعار أن الدستور يقول نحن دولة إسلامية، والمادة الثانية من الدستور تنص على كذا وكذا، والبعض يريد أن يجردنا من حقنا في مناقشة الدستور أو القوانين، بدعوى أننا جهلة وأن المفتي وحده هو الأعلم بمصلحتنا - وهنا نقول - نحن نرفض ولاية الفقيه أو المفتي أو المرشد أو آية الله - سيادتك لك أن تصوت لصالح من تريد ولكن في النهاية التطور الطبيعي للإنسان هو أن يتحرر من دعاوى احتكار الحقيقة باسم الدين

أحياناً يعيش الإنسان في بيئة تحرق الخلايا النقدية في مخ الإنسان من جراء انحصار طيف التفكير في زاوية ضيقة حول تفسيرات معينة لبعض الشيوخ الأقدمين - وهنا تأتي الأسئلة من شخص عادي صادمة وربما مستفزة - بينما الطبيعي أن نسأل دائماً - لماذا هذا ممنوع - أو لماذا نلغي وصية هذا الشخص - أو ما هو دخل الدولة في هذا الأمر أو ذاك -

فالأصل هو الحرية - حرية الشخص في أن يهب أمواله لمن يشاء دون تدخل من الآخرين - وما أدراك - قد يكون هذا الشخص قد مر بتجربة روحية تغيرت معها عقيدته - أو آمن بعدة عقائد في نفس الوقت - أو وصل لتفسير شخصي لنفس العقيدة يختلف عن الإجماع أو الاتجاه العام


هذا شيء يخصه هو وحده وليس للدولة أن تحاسبه على نياته أو رغباته ما دام لا يضر أحداً - الله فقط هو المطلع على الأفئدة والذي يستطيع أن يحاسب على النوايا والعقائد - أما أن تتدخل الدولة في ذلك - فهو أمر مرفوض ومضحك أيضاً لأنها لن تستطيع مهما فعلت أن تقرأ النوايا أو درجة الإيمان


سيدي الفاضل ... سيدتي الفاضلة

الدولة المدنية هي الضمانة الحقيقية لكي يختار كل شخص عقيدته ويمارسها بحرية واطمئنان دون تمييز أو اضطهاد أو اضطرار لإخفاء نفسه أو أهله، وهذا ليس فقط مفيداً لأصحاب الديانات المغايرة لدين الأغلبية، لكنه أيضاً ثميناً لأصحاب دين الأغلبية ممن قد يتبنون تفسيرات معينة أو مذاهب غير شائعة – فالأديان مليئة بالمذاهب والطوائف والطرق المختلفة التي يسلكها الباحثون عن الحقيقة

الدولة المدنية هي الضمانة للمسلم في بريطانيا أو الهند أو ألمانيا، هي الضمانة لأهل السنة في العراق وإيران، هي الضمانة للشيعة في مصر أو السعودية، هي الضمانة لكل شخص بصرف النظر عن معتقده، في أن يعيش في دولة لا تتحيز لدين على حساب دين آخر، لأن الدولة في النهاية هي كيان إداري، لا يصلي، ولا يصوم، ولا يؤمن، ولا يكفر، بل يخدم مواطنيه الذين يقفون أو يجب أن يقفوا – أمام عدالة القانون سواء، وعندما نطالب مثلاً بإلغاء خانة الديانة في الأوراق الرسمية – فهذا لأننا نريد أن نتأكد – أن العدالة فعلاً لا ترى جلودنا ولا أعراقنا ولا معتقداتنا، بل تعاملنا كمواطنين متساوين في الحقوق – ومتساوين في الواجبات – ومتساوين في الكرامة الإنسانية


نعم


نريد قانوناً يرانا فقط كمصريين

ليس كمسلمين أو مسيحيين

فقط مصريين


...



The Tactful Author




استدراك وتصحيح

بشأن الفتوى رقم 915
بتاريخ 30/10/2008

والصادرة من دار الإفتاء المصرية

بعنوان

وصية لجهة معصية



عند الاطلاع على النص الأصلي للفتوى - أرى أن مؤلف الكتاب الحقوقي - وليست دار الإفتاء - هو الذي وقع في استخدام العبارات غير اللائقة بعكس دار الإفتاء التي اعتذرت عن هذا الكلام - وإن كنت أتمنى ألا تعيد ذكر الحيوانات بالمرة في هذه الفتوى أو تعنونها بعنوان مقيت - فتوى لجهة معصية.

في كل الأحوال - صورة الفتوى هنا منقولة من موقع دار الإفتاء ليقرأها الجميع ويقرر كل شخص لنفسه مدى المواءمة اللغوية والحضارية للفتوى من عدمه.



النص الموجود في جريدة الدستور محرف فعلاً - وأعتذر عن عدم البحث في النص الأصلي للفتوى أولاً -

ولكن في النهاية - ما دخل القانون بالمعصية أو غير المعصية - طبقاً لكتاب الحقوق والفتوى، يجوز للقاضي أن يبطل وصية أي شخص (مسلم ؟؟) أوصى بالتبرع بجزء من ماله لبناء كنيسة - وهذا ليس شأن المفتي أو القانون وهذا هو لب المسألة - الخلط بين الدين والقانون المدني.


Thursday, August 13, 2009

The Tactful Mofty


نجيب جبرائيل أرسل سؤالاً
لدار الإفتاء حول الوصية ببناء
كنيسة فردت عليه أن الوصية
يجب ألا تكون لجهة معصية
مثل بناء الكنائس والملاهي
وأماكن الخنازير والكلاب!!!



> جبرائيل اعتمد في سؤاله علي كتاب يتم تدريسه في كلية الحقوق يعتبر أن الوصية حتي لو كانت من مسيحي لبناء كنيسة معصية ويجب ألا تنفذ> الفقهاء أجمعوا علي أن الوصية حتي لو من مسيحي لبناء كنيسة تعتبر باطلة لأنها معصية وليست قربة في نظر الإسلام ومن ثم لا تصح وصية غير المسلم لبناء كنيسة أو معبد يهودي
لوتس كيوان

في واقعة تثير الدهشة بما انتهت إليه أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوي غريبة ردا علي سؤال أرسله لها المستشار نجيب جبرائيل -رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان- قال فيه: « جاء في إحدي المقالات لأحد كبار الكتاب ما نقله عن كتاب مقرر بكلية الحقوق بالقاهرة في علوم الميراث وجاء فيه - عند كلامه عن تنفيذ الوصايا - ما نصه: «يحرم علي الشخص أن يوصي بما يفضي إلي معصية، وذلك كوصيته ببناء كنيسة أو ملهي أو ناد للقمار، أو لترويج صناعة الخمور وتربية الخنازير أو الكلاب» فما رأي الشرع فيما ورد ذكره خاصة الوصية من المسلم ببناء كنيسة أو صومعة ؟
وإذا كان الجواب بالحظر أفليست هذه بيوتا يذكر فيها اسم الله؟ وأليست الديانة المسيحية من الديانات المعترف بها في الدستور المصري؟كما أن هناك كثيرا من أصحاب الأموال ورجال الأعمال الأقباط يتبرعون لبناء المساجد، فنرجو التكرم بإعطائنا الرأي الشرعي السديد»انتهي سؤال جبرائيل لترد عليه دار الإفتاء بأغرب رد لم يكن ليتوقعه فقالت دار الإفتاء:«قرر علماء المسلمين وفقاؤهم عند كلامهم عن أحكام الوصايا والتركات أن شرط صحة الوصية ألا تكون لجهة معصية، وهذا الذي ذكروه وقرروه هو ما يدل عليه قوله تعالي في كتابه العزيز «وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان» المائدة 2، وعليه فما ورد في الكتاب المذكور من أنه يحرم علي الشخص أن يوصي بما يفضي إلي معصية هو كلام صحيح لا غبار عليه.كما جاء في نص الفتوي: «وصية المسلم لبناء كنيسة هي نوع من المعصية كمثل من أوصي لبناء ناد للقمار أو مكان لتربية الخنازير والقطط والكلاب ونص هذه الفتوي والتي تحمل رقم 1809 لسنة 2008».

من جانبه قال نجيب جبرائيل إنه اكتشف أن أستاذا بجامعة القاهرة في كلية الحقوق يدرس للطلبة الوصية ويؤكد في كتبه أن بناء مستشفي للفقراء فهو للمسلم وغير المسلم لأنه خير ومن أعمال التقرب لله وهذا باتفاق من جميع الفقهاء. وفي الفصل نفسه يتحدث الأستاذ الدكتور عن أن الوصية لبناء كنيسة تكون باطلة باتفاق الفقهاء لأنها ليست جهة خير.وجاء في كتاب الأستاذ الدكتور محمد نجيب عوضين المغربي- وكيل كلية الحقوق جامعة القاهرة- والذي يدرس علي طلبة السنة الثالثة هذا العام أقباطا ومسلمين أن هذا الرأي جاء بإجماع الفقهاء بأن الوصية حتي لو من مسيحي لبناء كنيسة تعتبر باطلة لأنها معصية وليست قربة في نظر الإسلام ومن ثم لا تصح وصية غير المسلم لبناء كنيسة أو معبد يهودي.

وقال جبرائيل: من السهل أن نعرف لماذا تتقاعس الدولة حتي الآن عن إصدار قانون موحد لبناء دور العبادة.مجيبا عن سؤاله أن هناك عدة أسباب يأتي علي رأسها أن دار الإفتاء المصرية الرسمية التابعة للأزهر تعلن رسميا أن الوصية ببناء دار عبادة كالكنيسة نوع من المعصية. وأضاف جبرائيل أن الذي يقوم ببناء الكنائس أو بمعني أصح التصريح به هو الدولة وطبقا للمادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع فكيف يصدر تشريعا يخالف المادة الثانية وهذا ما أكده الدكتور حمدي زقزوق -وزير الأوقاف المصري-الأسبوع الماضي في مؤتمر شباب الجامعات ببورسعيد بأنه لا يوجد ولن يوجد تشريع في مصر يخالف الشريعة الإسلامية وهذا المعني أيضا أكده السيد أحمد فتحي سرور -رئيس مجلس الشعب- وفي أكثر من مناسبة.وأشار رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان إلي أن الدولة تعامل الأقباط إما بمنطق الضحك علي الذقون أو بمنطق المسكنات عند اللزوم، مؤكدا أن المشكلة ليست في الغوغائيين المتطرفين الذين يهاجمون الكنائس ودور العبادة ويصرون علي أن أي اجتماع للصلاة في أي مكان دون تصريح يثير غضبهم وهم يعلمون أن التصريح بهذا من المستحيلات.وتساءل جبرائيل:ألا تؤكد هذه الممارسات التي تحدث علي أرض الواقع وكذا الفتوي الرسمية وما تعلنه الحكومة المصرية علي لسان وزير أوقافها وما تعلنه السلطة التشريعية علي لسان رئيس برلمانها وما يدرس في الجامعات الحكومية أننا دولة دينية بكل المعايير؟ مضيفا أليس من العيب والخجل أن يدرس الطلبة الأقباط أن بناء كنائسهم والإيصاء بها شيء مكروه ومبغض عند الله وأنهم سوف يرسبون إذا لم يجيبوا بحسب ما جاء بهذا الكتاب؟

وتساءل كيف يسمح شيخنا الجليل شيخ الجامع الأزهر بأن يصدر عن دار الإفتاء ما يشبه بناء الكنائس ببناء نواد للقمار وأماكن تربية القطط والكلاب؟ مضيفا أليس من العار أن يعتدي علي أماكن تقام فيها الصلوات ويحظر عليها التراخيص في حين تعطي التراخيص لنوادي القمار وشواطئ العراة إن وجدت بل إن هناك تفاصيل دقيقة يجب أن تكون في بدل الراقصات وللعار أن الوصية ببناء كنيسة هو نوع من الكفر والمعصية.

وطالب بأن يعلن شيخ الأزهر والحكومة المصرية وعلي أعلي مستوي موقفيهما من بناء الكنائس وأيضا اجتماعات الصلاة حتي لو كانت في أماكن غير مرخصة ككنائس.

****************

تعليق:

فعلاً ناس بتفتي

طيب يا شيخ دا حتى الملافظ سعد

صدمت صدمة شديدة عندما سمعت الموضوع

الم يمكن صياغة الفتوى بصورة اكثر تحضرا حتى لو جاءت سلبية في مضمونها، ألا يمكن استخدام لغة أكثر تأدباً ودبلوماسية؟

يعني طيب بس دا حتى الملافظ سعد

يعني بصرف النظر عن مضمون الفتوى

هل يعقل أن نشبه الكنائس بحظائر الحنازير والكلاب؟

أنا بصراحة لحد دلوقتي مذهول وباكذب عينيا

يمكن جريدة الدستور غلطت في الخبر ده
http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=29643&Itemid=30

هل وجود كلمة القمار والخنازير في نص الفتوى من ضرورات الشريعة الغراء؟

أنا لا أتحدث لا عن دين ولا عن دولة مدنية ولا قروية - أنا أتحدث عن الذوق والمفهومية
بس كده


أما من ناحية الدولة المدنية - أحد كتب القانون على ما فهمت من الموضوع يقول أن الوصية ببناء كنيسة باطلة - لماذا باطلة؟

ممكن أن يقول المفتي أن الشخص سيدخل النار حدف مثلاً والله أعلم، لكن لماذا الخلط بين دور الله في الحساب والعقاب، ودور الدولة التي لا يجب أن تتدخل في عقائد أحد؟



Wednesday, August 05, 2009

Rewards of our Modernity

بقعة زبالة


بحجم ولاية تكساس


في المحيط الهادي


والأرض تحتفل بحلاوتنا قريباً







Source: CNN:

http://edition.cnn.com/2009/TECH/science/08/04/pacific.garbage.patch/index.html?eref=rss_topstories


Scientists study 'garbage patch'


in Pacific Ocean


STORY HIGHLIGHTS

  • Researchers are trying to learn the effects of the plastic and debris on wildlife
  • Experts from the Scripps Institution of Oceanography will spend three weeks at sea
  • Scientists say this sea-bound trash zone is largest among worldwide debris fields
  • Researchers believe this enormous trash zone accumulated over many years


By

Shelby Lin Erdman

CNN

(CNN) -- It is a problem of massive plastic proportions -- a giant floating debris field, composed mostly of bits and pieces of plastic, in the northwest Pacific Ocean, about a thousand miles off the coast of California.


Researchers recover nets from the Pacific Ocean on August 3, 2009.



Comment:


Garbage Patch - mainly of plastic - possibly the size of Texas in the Pacific Ocean


Planet Earth applauds our progress and will surely throw an environmental hard rock celebration party soon


Do not be scared or alarmed from Hurricanes, floods, sea advancement over land, tsunamis, Earthquakes or even volcanoes. These are all on the party agenda to celebrate our progress and modernity.


تعليق


بقعة زبالة في المحيط الهادي من البلاستيك في حجم ولاية تكساس


....


كوكب الأرض يرحب بتقدم الإنسانية ويعدنا بعقد حفل بيئي صاخب للاحتفال بنا في القريب العاجل


....


لا تجزعوا من ارتفاع مستوى البحر والأعاصير والبراكين والزلازل والفيضانات فهي جزء من برنامج الحفل


امرحوا و استمتعوا بتقدمنا الباهر




Tuesday, August 04, 2009

Brain Washing of Children

CNN:

Kidnapped boys 'brainwashed' to die as suicide bombers

STORY HIGHLIGHTS

  • Boys rescued from the Taliban in Pakistan are receiving psychiatric help
  • They are abducted from their homes and are being trained for suicide missions
  • Psychiatrist says they have been brainwashed; fixing that will take time
  • Army hopes the boys can one day return to their homes

August 4, 2009 -- Updated 0307 GMT (1107 HKT)

By Stan Grant
CNN

SWAT VALLEY, Pakistan (CNN) -- The boys shuffle into the room in a remote army base high in the mountains of Pakistan's Swat Valley. They are disheveled, disoriented.


These boys say they were kidnapped by the Taliban and trained to be suicide bombers.


These boys say they were kidnapped by the Taliban and trained to be suicide bombers.


There are no smiles, their eyes stare at the floor. These are the lost souls of Pakistan's battle with the Taliban. (Read more on CNN).



Brain-Washing and Extreme Wiring



كيف تتعرف على الأخ المتطرف

By: Wael Nawara

.

.

التطرف موجود بكثرة ووفرة شديدة والحمد لله ولا يستطيع أي شخص إلا أن يشكر جميع المسئولين وخاصة السيد الدكتور اللواء وزير التعليم على الضخ المستمر لأعداد غير محدودة من الإخوة المتطرفين في كل محفل. والتطرف ولله الحمد موجود وسط المتدينين وغير المتدينين، في صفوف المسلمين والمسيحيين واليهود والقوميين والشيوعيين، ولكن معظم فصائل المتطرفين تشترك في خصال وأورام حميدة وخبيثة متعددة، ومن طول معاشرة الأخوة المتطرفين ومعايشتهم في كافة المحافل والمستشفيات ودور العبادة ومقاهي وسط البلد، رأيت أن نتذكر ونتدارس بكل تقدير صفاتهم المتفردة، وذلك حتى تعم الفائدة على الجميع، ومن فاته التطرف يجتهد ليدركه، وعلى الله الأجر والثواب.


درس في التشريح

بالإضافة للصفات العقلية المتفردة للأخ المتطرف، يعاني المتطرف أيضاً من بعض التشوهات التشريحية والعقلية والبدنية مثل:

تصلب في العنق وفي مقلتي العين
يعاني الأخ المتطرف ربنا يشفيه ويعافيه من تصلب شديد وأحياناً تليف في عضلات العنق، وقد يصل هذا في الحالات المتأخرة إلى تكلس في فقرات العنق، ويظهر هذا في فقدان جزئي أو كلي للقدرة على تحريك المريض لرأسه ليرى الموضوعات من زوايا مختلفة، ورغم أن الطبيعة قد حبته بقدرة استدراكية (باك أب سيستم) ليحرك عينيه، إلا أن فيروس التطرف الخبيث يصيب أيضاً عضلات مقلتي العين، فيفقد المريض القدرة على رؤية أي شيء خارج زاوية محدودة ولهذا نقول أنه Tunnel Visioned فهو تقريباً مثل الأعمى ينظر في اتجاه واحد.


انخفاض في مستوى التحليل اللوني بما يصل لعمى الألوان
وبينما أنعم الله على البشر بقدرات فائقة في مجال رؤية الألوان والنور والظل، حيث يستطيع معظم الناس أن يميزوا بين آلاف الدرجات المختلفة من الألوان، ومن هنا نشطت حركة البيع والشراء في الدهانات والأزياء وفواتير الألوان التقليدية والمستحدثة، إلا أن المتطرف ربنا يشفيه يرى سلخة (شريحة) صغيرة من عجلة الألوان تحتوي على لون واحد واللون المقابل له في الناحية الأخرى من العجلة وهي ظاهرة القطبية اللونية الثنائية.


انخفاض في الذاكرة المتاحة LOW RAM Random Access Memory
في أجهزة الحاسب الآلي تنقسم الذاكرة إلى نوعين رئيسيين، الذاكرة المتاحة RAM والذاكرة المثبتة ROM، وهي التي تم برمجتها من قبل المصنع. ونظراً لأن الأخ المتطرف عادة ما يكون ضحية لأحد المبرمجين الذين يعملون من خلال التلقين على شحن مخ المتلقين بجرعات تكرارية من نفس الفلسفة أو الدوجما التي يقومون بتسويقها من خلال ضحاياهم وأتباعهم من المتطرفين والباعة الجائلين للصنف المغشوش المطلوب تسويقه، نجد أن معظم الذاكرة الباقية لدى الأخ المتطرف هي ذاكرة مبرمجة من قبل ROM أو Read-only-Memory أو الذاكرة المحروقةBurnt Chips وهذا قد يجعلنا نقول أن الشخص المتطرف عنده غسيل مخ Brain Wash، بينما في الواقع هو عنده حرق في المخ لتعرضه لجرعة تكرارية زائدة من نفس الصورة أو اللون، بما يتسبب في حرق خلايا التفكير.

وعلى سبيل المثال، فشاشة الصراف الآلي ATM Machine Screen نجدها محروق فيها تقريباً الشاشة التقديمية Welcome Screen لأنها تبقى لفترة طويلة على الشاشة، وبالتالي فإن الحبيبات التي تتكون منها الشاشة يحدث بها حرق جزئي على الصورة المستخدمة في الشاشة التقديمية، وهذا ما يجعل شركات الكومبيوتر تضع سكرين سيفر Screen Saver لتجنب أن تصاب الشاشة بهذا الحرق الدائم فتصبح مثلها مثل المتطرف غير قادرة على استعراض الصور المختلفة بنقاء وحيادية.


بالمناسبة، طبياً، عين الإنسان لابد أن تتحرك باستمرار ليستطيع الإنسان أن يرى الصور، ولو تم تعريض عين الإنسان لصورة واحدة دون أي تغير لعدة ثوان مع ثبات العين دون أي حركة، تتحول الصورة الساقطة على الشبكية إلى اللون الأسود. جرب بنفسك هذا، انظر لصورة واحدة دون أن تسمح لعينك بأن تطرف أو تتحرك على الإطلاق، وستجد أن الدنيا تسود أمامك والعياذ بالله، وهذا ما يحدث لنا جميعاً بعد عدة لقاءات مع الأخوة المتطرفين.


كانت هذه هي بعض صفات الأخ المتطرف.


والآن طريقة التعامل مع الأخ المتطرف:

كيف تتصرف مع الأخ المتطرف


أولاً: لا تدخل مع الأخ المتطرف في مناقشات حول الموضوعات المثبتة في ذاكرته المحروقة حتى لا تضيع وقتك

ثانياً: تجنب استثارة الأخ المتطرف تحت أي ظرف

ثالثاً: قصر وانجز لجل تقفل وتسنكر الدكانة وتروح سليم لأهلك

رابعاً: ادعيله ربنا يشفيه


آمين.




First Published June 2008



Monday, August 03, 2009

Your Daily Pill - Legislative Loopholes 




الممنوع والمسموح

كل شيء ممنوع بفضل الحكومة وقوانينها المضروبة التي ملأت الثوب التشريعي بسبع طبقات من الرقع بدون أستك. وفي نفس الوقت، فالأدراج مفتوحة أثناء وبعد مواعيد العمل الرسمية لوضع المعلوم، وعندئذ يصبح كل شئ مسموحاً ومتاحاً جداً عن طريق استغلال الثغرات الموجودة بين الرقع. وبين الرقع والثغرات، والممنوع والمسموح، والمقفول والمفتوح، تهدر طاقات الشعب ويختلط المجرمون بالأبرياء، والفاسقون بالشرفاء، ويقال أن الحكومة حاولت أن تستورد جهازاً لكشف الفساد الإداري منذ 4 سنوات، وعندما تأخر وصول الجهاز تتبع المسئولون أخباره، فوجدوا أن الجهاز قد وصل في موعده بالفعل، وأنه بدأ العمل منذ نزوله أرض المطار، ولكنه في بداية طريقه، ولم يقطع سوى 120 متراً، واتضح أن الجهاز معيوب لأنه منخفض السعة التي تكشف عن 134 فاسد/ساعة فقط، وتشير التقديرات إلى أن الجهاز أمامه 276 سنة و8 أشهر و4 أيام و6 ساعات حتى يقطع المسافة من المطار إلى ميدان التحرير.


Health Warning:

Take only under supervision of an experienced therapist with 28 years or longer sickening experience. If you miss one dose of Your Daily Pill nothing will happen to you whatsoever because your condition, our condition, can not really get any worse. Opposition is highly poisonous and may cause vomiting, diarrhea, bankruptcy, burns, hair-loss and job loss, amongst other losses and undesirable symptoms.


Sunday, August 02, 2009

Freedom of Faith - Republished

التمييز الديني

رؤية ثقافية

وائل نوارة


religion.jpg image by shrew19

Daniel Marsula/Post-Gazette

مقدمة
عبر الثلاثين عاماً الماضية، عانت مصر من حالة متنامية من الهوس الديني، اخترقت المجتمع بكافة شرائحه، بما يشبه الغزو الفيروسي الذي يقتحم جسداً ضعيف المناعة، فيصيبه بالحمى والهذيان ومختلف الأعراض المرضية. والمناعة هنا هي المناعة الحضارية والثقافية التي ضعفت بصورة شديدة، فأدت إلى استشراء الفيروس في جسد الأمة المصرية بصورة هددت عافيتها. وبالطبع فقد صاحب هذا الهوس الديني تصاعد في التمييز الديني، ومصادمات وحوداث متكررة تقف وراءها أسباب طائفية، أدت بدورها للمزيد من التقطب والتحزب الديني، وهكذا دواليك في حلقة مفرغة.



وبينما تنعقد الكثير من المؤتمرات لتناقش التغيرات المطلوبة في القوانين واللوائح، ينسى الكثيرون أن المشكلة في مصر ليست فقط مشكلة قوانين، بل أن القوانين هي أحد أعراض المشكلة، وربما تكون أقل أطراف المشكلة في حدتها. أما المشكلة الرئيسية في رأينا فهي مشكلة ثقافية وحضارية. ولابد هنا أن نعرف الثقافة culture ليس بمعنى الآداب والفنون، بل بمعنى طريقة الحياة، أو الحل الحضاري. ونعني هنا بالحل الحضاري Culture أو "طريقة الحياة" Way of Life ونعرف طريقة الحياة بأنها "مجموعة القيم والطبائع والسلوكيات والقناعات الفكرية والعادات والتقاليد ونظم التفاعل الاجتماعي التي تتبناها جماعة ما، باعتبارها تمثل الإجابة أو الحل الحضاري Solution لمشكلة البقاء".



المشكلة الرئيسية إذن لا تتعلق ببعض القوانين أو حتى مواد الدستور، بل هي تتعلق بتراجع الحل الحضاري المتجه للحداثة أمام حلول حضارية سلفية. بل أننا يمكن أن نقول أنه مع تراجع تبني المجتمع لقيم الحداثة والتطور، فإن التشريعات تسبق المجتمع ليس في مصر فحسب، بل في العديد من الدول العربية الأخرى، مثل تونس والمغرب. بمعنى آخر، فإن الرأي العام يميل للمحافظة أكثر من التشريعات التي قد تمررها النخب الحاكمة. المشكلة إذن في المجتمع، والحل هو في التنوير، وليس فقط في التشريع، بل أن التنوير يجعل التشريعات التي تكفل المساواة تأتي من الشعب، من أسفل إلى أعلى، بما يضمن جدية التطبيق وانتشاره على أرض الواقع.



والدليل على ذلك يظهر في تأييد القيادات الدينية الكنيسة الأرثوذكسية مثلاً للحزب الحاكم ورموزه، على الرغم مما قد يبدو على السطح أحياناً من خلافات، لكن تلك القيادات ترى أن النظام الموجود يكفل لها حقوقاً أفضل ويطرح مخاطر أقل من آخرين قد لا يرون في المسيحي مواطن كامل الحقوق، بل يرون أنه يمكن لأجنبي مسلم أن يتولى رئاسة الدولة بينما لا يصلح مسيحي مصري لذلك، رغم أننا نتحدث عن الدولة المصرية.



وبينما تؤيد القوى السياسية الليبرالية مثلاً إلغاء الخط الهمايوني وإقرار قانون موحد لبناء وصيانة دور العبادة، وإزالة خانة الديانة من بطاقة الهوية القومية، وحرية المعتقد والتحول الديني، وعدم التفرقة بين الأديان بحجة أن بعضها سماوي وبعضها غير سماوي، أو أن بعضها صحيح والآخر محرف، وغيرها من أطروحات غريبة في أمور هي في الأساس قائمة على الإيمان الشخصي، ولكن المحك الحقيقي يأتي على أرض الواقع: هل عند التطبيق سيستطيع أصحاب الديانات المختلفة بناء دور العبادة بنفس الدرجة من الحرية والمساواة، أم أن السلطات المحلية ستتفنن في وضع العراقيل أمام البعض وتسهيل الطريق أمام البعض الآخر، في محاكاة لرواية مزرعة الحيوانات "كل الحيوانات متساوية ولكن بعضها أكثر استواء من الآخر"! فالعبرة إذن ليست بالقوانين ولكن بالمناخ الثقافي السائد في المجتمع. مثال آخر، نحن نعلم أن عقوبة القتل والاعتداء معروفة ولا تحتاج لقوانين إضافية، لماذا إذن لم نر أحكاماً تصدر بحق مرتكبي حوادث العنف الطائفية على مدى ثلاثين عاماً، مع الاكتفاء بجلسات الصلح وتقبيل اللحى وغيرها من وسائل تضرب هيبة القانون في مقتل وتستحل دماء ضحايا جدد. فالقوانين موجودة ولكن التطبيق منعدم. ومن أخطر القيم التي تتسبب في فساد المناخ الثقافي تأتي الأحادية الفكرية، والإصرار على أن هناك
وجه واحد للحقيقة المطلقة. ورغم أن مبدأ الشك قد دخل في الفكر الإنساني منذ مئات السنين في كتابات ديكارت وغيره من الفلاسفة، وجاء هذا المبدأ ليعكس فكرة أن للحقيقة أوجه متعددة وأن هناك العديد من الزوايا التي يمكن أن ننظر بها لنفس الموضوع، وجاءت التطورات العلمية ليطرح أينشتين مبادئ النسبية التي تجعل الأطوال والكتل والسرعات تختلف حسب مرجعية كل مراقب، ثم طرح هايزنبرج مبدأ عدم اليقين في تحديد مواضع وسرعات الجسيمات باعتباره مبدأ ثابت في فيزياء الكون Heisenberg Uncertainty Principle، إلا أن غسيل المخ الذي يحدث بصورة ممنهجة للطفل المسلم أو المسيحي منذ مراحل نموه الأولى، يتكفل بانتزاع أو تعطيل خلايا المخ المسئولة عن التفكير النقدي.



ومبدأ الشك وعدم اليقين في جانبه الإيجابي يشجع روح البحث العلمي والإبداع والتطوير الفكري الدائم، والقدرة على نقد الواقع بل ونقد الذات، والقدرة على تقبل الآخر والتعايش بين الأضداد، وفي جانبه السلبي فإن مبدأ الشك يزعزع العقيدة وهي الأرض الروحية التي يقف عليها الإنسان مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى التعاسة والاكتئاب، فالتوازن إذن هو ما ينبغي أن نسعى إليه. ولكن ما يهمنا هنا هو أن سيادة فكرة أحادية الحقيقة يعوق قدرة المجتمع على التطور ويتسبب في تجمده كما قد يؤدي إلى انتشار العنف ومعاقبة من يختلفون في الفكر مع المجموعة أو من قد يمثلها من حكام مما يهدد فكرة التعددية والديمقراطية والانتخاب الطبيعي للأصلح وهو ما يهدد أيضاً بقاء المجتمع ككل في وجه المجتمعات القادرة على تطوير نفسها داخلياً.



وقد يقترح البعض أن الطبيعة المصرية التي تميل إلى التدين والتمسك بالعقيدة هي التي تؤدي بالمصري إلى التمسك بالمطلق وعدم تقبل فكرة أن الحقيقة نسبية وأنها متعددة الأوجه، ولكننا نقول إنه لا يجب أن نخلق تعارضاً أو نوع من التضاد بين وحدانية العقيدة وما تفرضه من الإيمان المطلق بثوابت دينية وبين روح البحث العلمي والسعي إلى العمل والأخذ بأسباب القوة والنجاح وقبول فكرة أن الآخر له حق الاختلاف في الرأي أو الاقتناع بفكر معاكس أو اعتناق عقيدة مغايرة، كما أن اليقين والأحادية التي ترتبط بالدين، لا يجب أن تتوسع لتجور على الموضوعية والفكر النقدي والتحليلي في الأمور غير الدينية.



فالعقيدة هي اقتناع القلب ولا تحتاج أدلة مادية أو إثباتا منطقيا وبالتالي فليس هناك ما يمنع قبول فكرة أن كلاً منا قد تكون له عقيدته وحقيقته الشخصية المتفردة طالما لا يحاول فرضها على الآخرين وطالما جاءت قواعد الحوار المنطقي كأساس لإثبات الحقيقة الوضعية عند وجود الخلاف. وهناك مساحة شاسعة للاتفاق بين أصحاب العقائد الدينية المختلفة، بل وغيرهم ممن يؤمنون بمنظومة القيم الإنسانية ويلتزمون بالقوانين الوضعية، ولذلك المنطق يقول أن القاسم المشترك بين كل هؤلاء هي القيم العليا والمقاصد العامة والمبادئ المشتركة وليست الطقوس أو النصوص الحرفية. هنا تكون المرجعية في المنطق الطبيعي والقوانين الوضعية، بعيداً عن الثوابت الدينية التي قد يختلف عليها البعض، وبالتالي عند تنظيم المعاملات المدنية بين الأشخاص المختلفين يكون الأصل هو استخدام القانون الطبيعي وقواعد المنطق والاستنباط دون التقيد بمرجعيات دينية قد يُختلف عليها.



وفي نفس الوقت لا نستطيع أن نعفي النظم الاستبدادية بأنها تقف وراء تنامي نفوذ التيارات السلفية والمتطرفة، باستخدام الدين في السياسة للتخلص من تيارات معارضة حيناً، والعمل على رفض وتفتيت وتجميد ومحاصرة الأحزاب المدنية حيناً آخر، واستخدام التيارات المتطرفة كفزاعة لمنع التطور الديمقراطي، رغم أن تنامي قوة التيارات المتطرفة لم يحدث إلا في ظل غياب الديمقراطية، الذي أدى أيضاً لفشل هيكلي بنيوي مزمن للنظم التي قد يراها الشعب نظماً أقرب للعلمانية، وبالتالي يدفعه هذا الفشل إلى الاتجاه الآخر، اتجاه الدولة الدينية.
إن حق كل مواطن هو أن يعيش آمناً في بيته دون أن يعتدي عليه غيره بالفعل أو اللفظ، ولنا أن نضع أنفسنا مكان غير المسلمين الذين يتعين عليهم أحياناً أن يستمعوا عبر الميكروفونات لخطباء غاضبين لا هم لهم سوى تكفير أصحاب الديانات المغايرة والتحريض على كراهيتهم. وحق كل مواطن هو أن يتمتع أطفاله بخدمة تعليمية لا تمييز فيها، لكننا نجد أن وزارة التربية والتعليم قد تغلغلت فيها الجماعات السلفية والمتطرفة، حتى أصبح الحجاب فرضاً على كل تلميذة منذ عمر 8 أو 9 سنوات، ناهيك عن تدريس نصوص إسلامية في مناهج اللغة العربية سواء النحو أو القراءة، وعدم تدريس اللغة المصرية (القبطية) ولو حتى كمادة اختيارية. دعونا نتخيل أن الدولة أصدرت قوانين بتلافي هذا كله، كيف سيتم تطبيقها على أرض الواقع إذا كان القائمون على التطبيق من المروجين للفكر السلفي ويعدونه هو الطريق إلى الجنة؟



انهيار فكرة الوطن وتآكل الانتماء والمواطنة
المواطنة، ما هي إلا انتماء مواطن لوطن، يتمتع معه المواطن بوضع قانوني وسياسي ومزايا والتزامات اقتصادية واجتماعية وثقافية. فالمواطنة تعبر عن انتماء الأفراد للوطن بما يتضمنه ذلك من حقوق للأفراد، وواجبات ومسؤوليات تقع عليهم تجاه الوطن الذي ينتمون له.


وتشمل المواطنة الحقوق القانونية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية للمواطنين في الوطن الذي يحتضنهم، بما يضمن تمتع جميع المواطنين بالمساواة دون أن يقع على أي منهم أي نوع من أنواع التمييز القائم على الدين أو الجنس أو اللون أو المستوى الاقتصادي أو الانتماء السياسي أو الموقف الفكري.


العلاقة بين الوطن والمواطن
فالعلاقة بين الوطن والمواطن إذن تظهر على أكثر من محور:

  • قانوني: فهذه العلاقة لها شق قانوني يشبه التعاقد الضمني، يشمل الحقوق التي يتمتع بها المواطن والواجبات التي تقع عليه، ولعل الدستور هو الوثيقة الأساسية التي تجسد بنود هذا العقد الاجتماعي، وفي الناحية الأخرى يتعين على المواطن احترام القانون والخضوع له.
  • سياسي: أن يشارك المواطن في صنع القرار المجتمعي، وفي الناحية المقابلة يحترم المواطن السلطة السياسية ويلتزم بقراراتها طالما تمتعت تلك السلطة بالشرعية، وصولاً لأن يضع المواطن حياته على المحك رهناً لأمر السلطة السياسية في حالات الحرب والدفاع عن الوطن
  • ثقافي: هو مخزون تراكمي من القيم المشتركة والتراث التاريخي والحضاري، تتجسد في مجموعة ضخمة ومتشابكة من العادات والتقاليد والسلوكيات ونظم التفاعل السياسي والاقتصادي والاجتماعي. فالقيم المشتركة هي التي تشكل الضمير والعقل الجمعي للمواطنين، وهي التي تحدد بنيان وطبيعة نظم التفاعل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، التي ترسم طريقة الحياة أو "كتالوج الحياة" على أرض الوطن
  • اقتصادي: أن يستطيع الفرد نتيجة لهذا الانتماء أن يحصل على احتياجاته الأساسية، من خلال انخراطه في المنظومة الاقتصادية لهذا الوطن وتفاعله معها، وهذا هو مفهوم المواطنة الاقتصادية، ويرمز له البعض بالعدالة الاجتماعية، ومن الناحية الأخرى يلتزم المواطن بسداد الضرائب والرسوم التي تذهب لخزينة الدولة لتنفق منها على المرافق والخدمات الاجتماعية المشتركة
  • اجتماعي: أن يتمتع الفرد بالعلاقات الاجتماعية التي تربطه بهذا الوطن، من خلال علاقات قرابة وصداقة وزمالة وجيرة لمواطنين آخرين
  • معنوي أو نفسي: ونتيجة لكل ما سبق، يتولد لدى المواطن شعور بالانتماء للوطن، وهو شعور نفسي لدى الفرد بعضوية كيان اعتباري هو الوطن، والتضامن مع المواطنين الآخرين بناء على الاشتراك في التاريخ والمصير.


    فالعوامل أو الروابط التي تتحكم في الانتماء لوطن لها شقان على الأقل، أحدهما يقع في الماضي بتراثه وذكرياته، والآخر يكمن في الموافقة الجماعية على العيش المشترك في الحاضر والمستقبل. ويمكن أن نقول أن الشق الأول الذي يقع في الماضي هو شق قدري لا يملك المواطن أن يتحكم فيه، ولكن الشق الثاني هو شق اختياري، لأننا قد نجد بعض المواطنين وقد عجزوا عن الحياة في الوطن، أو عجزت الحياة في ذلك الوطن عن أن توفر لهم احتياجاتهم الحياتية الأساسية، فيلجأون للانتساب لوطن آخر بصورة اختيارية عقلانية و – أو عاطفية.



تحلل وضعف الدولة الرسمية وصعود الدويلات الموازية



ويمكننا أن نتصور هذه العوامل أو الروابط، مثل الخيوط الدقيقة المغزولة معاً، والتي تتجمع لتكون حبل الانتماء. وعندما تتآكل تلك الخيوط واحداً بعد الآخر، يهترئ حبل الانتماء، حتى ينقطع أو يكاد.

فعندما يفقد المواطن حقوقه القانونية المكفولة له بموجب الدستور، أو تفتئت الدولة أو من يمثلها من موظفي العموم أو ضباط الشرطة على حريته أو كرامته كمواطن، أو يفتقد الشعور بالأمن، أو تتعطل منظومة العدالة، أو تغتال ممارسات الدولة والمجتمع أبسط قواعد المساواة وتكافؤ الفرص، أو يشعر "المواطن" أن رأيه لا يقدم ولا يؤخر، وأن صوته الانتخابي مهدر، وأن القرارات الاجتماعية تصدرها طبقة حاكمة بمعزل عنه، والأسوأ أنها لا تمثله ولا تراعي مصالحه، عندها، تنفصم بعض خيوط الانتماء.

وعندما يشعر المواطن بالاغتراب الثقافي، وبأن القيم الحاكمة في المجتمع، لا تتوافق مع قيمه الشخصية، بل وتتعارض معها في تضاد وتنافر، وأن منطق الحياة في المجتمع لم يعد يكافئ المجد أو الماهر أو الموهوب، بل أن المنافق والفاسد والممالئ للطبقة الحاكمة على حساب مصالح الوطن والمواطنين، هو الذي يتبوأ مقاليد الأمر والنهي ... عندئذ لابد وأن تتآكل خيوط أخرى.


وعندما تعجز قوانين ونظم الدولة التي تجسد مفهوم الوطن في الوفاء باحتياجاته الحياتية، من رعاية صحية، وخدمات تعليمية، وتأمين اجتماعي، وأمن وعدالة، فيضطر للجوء لقوانين ونظم بديلة في الدولة الموازية، يصبح فعلياً ولاؤه مزعزاً بين الدولة الرسمية والدولة الموازية. وقد يسأل سائل، أليست "الدولة الموازية" هي فكرة نظرية، بمعنى أنه لا توجد فعلياً دولة "رسمية" باسم الدولة الموازية، طبقاً لتعريف الدولة الموازية نفسها؟ فكيف ينتمي المواطن لدولة غير موجودة رسمياً؟

وهنا نرد بمثال بسيط، عندما يضعف أو يختفي دور الدولة في المجالات التي ذكرناها، وتأتي جماعة أو حزب أو جمعية أو شخص، ليقوم بتقديم هذه الخدمات بدلاً من الدولة الرسمية، فيفتتح عيادة طبية بأسعار رمزية في مسجد مثلاً أو كنيسة، كبديل عن الخدمات الطبية المنعدمة أو فاحشة التكلفة في تلك المنطقة مثلاً، ثم يلحق بها عدة فصول للتقوية تعويضاً عن فشل أو عجز أو تدهور أو قصور النظام التعليمي الرسمي، ثم يبدأ في تخصيص مبالغ شهرية من عائد الزكاة أو النذور أو التبرعات لمساعدة الأسر الفقيرة بتخصيص "معاشات" شهرية لتلك الأسر، كبديل عن الضمان الاجتماعي الذي لم تقدمه الدولة الرسمية، وهكذا.

مع كل هذا، ألا يتحول ولاء المواطن ليصبح مرتبطاً بهذه الجماعة أو الجمعية أو المسجد أو الكنيسة، بسياساتها وشخوصها ومصالحها، بدلاً من ولائه للوطن الأصلي؟ وعندما تعرض له قضية وطنية أو سياسية، ألا يأتي قراره بناء على مصالح أو توجيهات قادة الدولة الموازية التي تفي باحتياجاته؟ هنا نكتشف أن انتماء وولاء المواطن يصبح للمسجد أو الكنيسة أو الجمعية أو صاحب العمل أو عضو مجلس الشعب الذي يفي باحتياجاته الحياتية، وتصبح مصلحة تلك الدولة الموازية مقدمة على مصلحة الدولة الرسمية التي تجسد مفهوم الوطن الأصلي.


لقد تقوقع المسلمون في الدين الإسلامي، وتقوقع المسيحيون حول الكنيسة، فأصبح للإخوان مثلاً دويلة إسلامية موازية، وأصبحت الكنيسة دويلة موازية أخرى، وتدريجياً اجتذبت هذه الدويلات الموازية الولاء من مواطني الدولة الرسمية الذين أرادوا بدورهم أن ينتموا لكيان بديل عن الوطن الضائع، فضعفت فكرة الوطن، واقتربنا من أن نصبح شعبين في وطن واحد. بل أننا نسمع هذه التعبيرات بالحرف: الشعب المسيحي، أو شعب الكنيسة والأمة الإسلامية، إين إذن الأمة الموحدة التي تسكن هذا الوطن، مصر؟ نحن ندعو للدولة المدنية ولفصل الدين عن السياسة، فما هو البديل عن ذلك، هل نريد نظام محاصة طائفي حتى نصبح شعبين يعيشان على أرض واحدة يتربصان ببعضهما البعض انتظاراً للحظة الانفصال، أم ندافع جميعاً عن حقوق المواطنة لكل فرد، مسلم أو مسيحي أو بهائي أو بوذي أو غير متدين؟



دور يجب أن يتغير

لا شك أن المؤسسات الدينية في مصر لعبت دوراً إيجابياً في مجمله في الماضي في الحفاظ على الشخصية الثقافية المصرية بل وتطويرها. فالأزهر حافظ على الطابع الوسطي للإسلام المصري إلى أن تغلغل فيروس الهوس الديني المستورد في المجتمع ككل والأزهر جزء من هذا المجتمع. كما نذكر أن حركة التنوير والتطوير خرجت من رحم الأزهر في بدايات القرن التاسع عشر، علاوة على وقوف الأزهر كجزء قيادي لا يتجزأ، من حركات المقاومة والاحتجاج بل والثورة. والكنيسة المصرية أيضاً لعبت دوراً إيجابياً في الحفاظ على اللغة المصرية والتقاليد المصرية القديمة التي تربطنا بالأجداد وتجعلنا نتواصل مع شخصيتنا القومية تاريخياً. ولكن مع ظهور الدولة الحديثة، كان من المفترض أن يتطور دور الأزهر والكنيسة ليتناسب مع تحديات العصر ومتغيراته، حيث أصبح التخصص هو سمة الحياة العصرية، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات. ولكن المؤسستين بدلاً من أن يفسحا المجال لمؤسسات الدولة المدنية ويشجعان على التطور الديمقراطي وانتخاب مجالس وبرلمانات ومسئولين مدنيين، نجد أن الحرص على عدم فقدان سلطة دنيوية جعل المؤسسة تقوم بدور هو خليط من مؤسسة دينية وسلطة حكم أو دور دولة ذات سيادة – داخل الدولة الرسمية.



فانقلب الدور الإيجابي إلى سلبي بسبب عدم مواكبة هذه التطورات، ولا شك أن لتلك المؤسسات الدينية اليوم دوراً سلبياً في التمييز الديني، ونحن هنا نتحدث عن كل من المؤسسة الإسلامية والكنيسة الأرثوذكسية. فالأولى تنهال علينا بسيول من الفتاوى التي لا يقبلها عقل ولا منطق، والثانية تصر على انتزاع الحقوق المدنية من المواطنين المسيحيين، فدمجت مثلاً الزواج بشقيه القانوني والروحي في حزمة واحدة، رغم أن الطبيعي أن تترك الشق القانوني للدولة المدنية، وتتحكم هي في الشق الروحي كما تشاء. ولا ننسى بالطبع جلسات الإرشاد، وقضايا الحسبة، والتعامل مع المسائل الدينية وكأنها ملف أمني في الأساس.



الإخوان المسلمين وإخوان الصليب

ومن أجل الحفاظ على السلطة الدنيوية، يجتهد زعماء الحركات السياسية التي تستخدم الدين، في تعريف الدولة من خلال قالب ديني، لأنهم يعلمون أن استخدام التعريف العصري المتفق عليه للدولة الحديثة، يقلص من سلطاتهم لتنحصر في المجال الروحي، فتضيع سلطاتهم الدنيوية والسياسية، فنجد الإخوان المسلمين مثلاً يعرفون الأمة بأنها الأمة الإسلامية، ويعرفون الهوية المصرية باعتبارها جزء من الهوية الإسلامية، في برنامجهم الذي أعلنوا عنه عام 2007. وقد جاء في سياق هذا البرنامج فكرة "المجلس الملي" أو "هيئة كبار علماء الدين" (صفحة 10)، المنوط به "تطبيق الشريعة الإسلامية" الذي أعطاه البرنامج سلطات فوق - دستورية، باعتباره مجلساً يحتكر تفسير الإرادة الإلهية، بمثابة الصدمة للمراقبين، الذين رأوا في المجلس تكريساً للدولة الدينية وولاية الفقيه، إلا أن هذه الصدمة، حجبت أموراً فنية جوهرية في البرنامج، وهي أمور أراها أخطر بكثير، وتعد بمثابة إعلان حرب على "الهوية المصرية" نفسها.



ورغم أن البرنامج تحدث عن "دولة تقوم على مبدأ المواطنة"، تساوي بين كل المواطنين "في صفحة 12 و 26، إلا أن البرنامج عاد وأعلن أن "الهوية الإسلامية" هي أساس العقد الاجتماعي، والعلاقات الخارجية، والبناء الثقافي، في صفحة (18، 28، 32، 113، 114)، بينما لم يأت أي ذكر "للهوية المصرية" ولا مرة واحدة في البرنامج المكون من 128 صفحة.



وهنا يبرز تناقض واضح، كيف تقوم دولة مصرية على مبدأ المواطنة كما يدعي البرنامج، بينما هي لا ترى أن مصر لها هوية أصلاً، وتصر على أن الهوية الإسلامية هي الأساس التعاقدي للمجتمع؟ كيف تكون الهوية الدينية هي أساس العقد الاجتماعي في الدولة، التي يفترض فيها ألا تفرق بين مواطن وآخر على أساس الدين؟ إن الدولة الوحيدة في العالم تقريباً التي تركز على الدين كأساس للمواطنة هي إسرائيل، بالطبع إلى جانب الدولة التي يدعو لها هذا البرنامج.



ويتضح في البرنامج الهدف الرئيسي من الحرب على الهوية المصرية ممن يضعون لهم شعاراً "طظ في مصر"، حينما يدعو إلى "دولة تحقق وحدة الأمة الإسلامية" (صفحة 15 و 16 و 27 و 32) وهي في الواقع دولة الخلافة الإسلامية التي أعلن الشيخ على عبد الرازق منذ ثمانين عاماً أنها سبب تخلف الدول الإسلامية كلها، في كتابه التاريخي، الإسلام وأصول الحكم. واليوم يعلن علينا الإخوان أن مسح الهوية المصرية هو السبيل لتحقيق الوحدة، رغم أننا رأينا كيف استطاعت دول أوروبا أن تتحد، مع الاحتفاظ بالهوية القومية والحضارية لكل شعب واحترامها، وفي تصورنا أن التحالف أو الاتحاد مع الدول الأخرى لابد أن يأخذ في الاعتبار المصلحة الوطنية والعوامل المختلفة للهوية وليس الدين فقط.



وفي نفس الوقت يخرج علينا "إخوان الصليب" ليقولوا لنا أن المصريين الذين دخلوا في الإسلام قد تنازلوا عن هويتهم المصرية. ولا يفوتني أن أقول أن عدداً ضخماً من "إخوان الصليب"، يتشدقون بالعلمانية، ظناً منهم أن العلمانية هي سب الإسلام، ولكن عند بحث القضايا المفصلية، تجدهم يأخذون جانب المرجعية الدينية على طول الخط، تماماً مثلما يتشدق الإخوان المسلمون بفكرة المواطنة، ثم يعودون ويعرفون الوطن على أساس أنه دار الإسلام والأمة الإسلامية، وبالتالي فغير المسلمين هم أهل الذمة مواطنون من الدرجة الثانية على أفضل تقدير.



والهوية المصرية لا تتعارض مع الهوية الإسلامية أو المسيحية، وأحيانا قد يقع بعضنا في حيرة ترتيب أولويات الانتماء، فالبعض يقول أنا مصري أولاً والآخر يقول أنا مسلم أو مسيحي أولاً، وفي رأيي هذا به خلط للأوراق، فتعدد الانتماءات في كل شخص شيء طبيعي، ولكن يجب أن نبحث عن موضوع النقاش حتى نحدد أي من الانتماءات له الأولوية في ذلك الموضوع، مثلاً أنا أهلاوي أولاً عندما يتعلق الموضوع بماتش كورة في الدوري المصري، ومصري أولاً عندما يتعلق الموضوع بشيء سياسي أو شيء يمس وضعي كمواطن في دولة اسمها مصر، أو أمر يمس أرض مصر أو حدودهأ، ومسلم أولاً أو مسيحي أولاً عندما يتعلق الموضوع بشيء ديني يمس علاقتي الشخصية بالخالق، وقد أكون مهندساً أولاً أو خبيراً في الإدارة أولاً عندما يتعلق الموضوع بشيء فني مهني أو إداري. فكوني مصرياً لن يجعلني أدلي برأي يخالف أصول المهنة أو المبادئ العلمية المتعارف عليها إذا سئلت للشهادة مثلاً في قضية حكومة مصر تكون أحد أطرافها. وأنا إنسان أولاً عندما يتعلق الموضوع بأمر يمس الإنسانية كلها مثلا حقوق الإنسان لا فرق فيها بين مصري وغير مصري، وهكذا، فتعدد الانتماءات بالطبع موجود، ولكن الأولوية تكون حسب الموضوع الذي نتحدث فيه. ودائرة المركز في دوائر الهوية، وهي الدائرة التي نشترك جميعاً في الانتماء لها كمصريين، هي دائرة انتمائنا لمصر، الوطن الأم، وأساس المواطنة بين كل المصريين، هو المساواة بيننا جميعاً كمصريين، لا فرق في ذلك بين مسلم أو مسيحي أو غير متدين، وهذا هو الحل لهذا الخلط الذي يتم بحسن نية من البعض أو بسوء نية من البعض الآخر.



إخواني المسلمين والمسيحيين يا من ترون أن الوطن هو الدين، أقول لكم: طرحكم يعني اغتيال الهوية المصرية، هوية الوطن الأم، لصالح هوية دينية رغم أن الدين لا يطلع عليه سوى الديان، أنتم تفتحون الباب واسعاً لاغتيال وحدة مصر، ربما بحسن نية. ندعوكم لمراجعة النفس، والنظر في تاريخنا الذاخر، ثم في المستقبل وكيف يمكن أن تستعيد مصر عبره مكانتها كدولة رائدة في العالم، لنرسم معاً صورة، لما نتمنى أن نرى مصر عليه، ثم دعونا نعود إلى الحاضر، لنعلن كلمتنا في كنه ومكونات هوية مصر، ونتمنى أن يكون الانتماء الديني قد ترك في قلوبكم مكاناً يتسع لهوية مصرية.



الدين ليس هو العدو

إلى من يرون أن الدين هو العدو ... إلى من يرون أن الإسلام هو العدو ... إلى من يرون أن المسيحية هي العدو ... أقول لهم، الدين يمكن أن يكون أقوى داعم في الدعوة للتسامح والإخاء، أما إذا خيرتم الناس بين الدين وبين ما تدعون إليه، لاختاروا الدين، وفي نفس الوقت، لا يوجد سبب لمثل هذه الخيارات المتعسفة، فيمكن لكل إنسان أن يحتفظ بعقيدته، وفي نفس الوقت يتعامل مع إخوانه في الوطن بمساواة كاملة وتسامح غير محدود. أقول لمن يحاولون افتعال معركة مع الدين، الديانات حمالة أوجه، يمكننا أن نجد فيها الآيات والتفسيرات التي تدعو للتسامح، "لكم دينكم ولي دين"، "لا إكراه في الدين"، "أحبوا أعداءكم"، "لست عليهم بمسيطر"، وهو ما يضع حدوداً بين الولاية الروحية والسلطة الدنيوية، فالسيطرة تدل على السلطة الدنيوية، تماماً مثل "أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله". وهناك أيضاً آيات وأحاديث وقصص يمكن أن يجد فيها البعض ما يفسره في اتجاه الإقصاء، ويستخدمه في التحريض على الكراهية، بمفهوم "من ليس معي فهو ضدي"، أو "قد أتيت بسيف"، أو "وأعدوا لهم ..."، أو "وقاتلوهم ..."، إذا استخدم التفسير الحرفي دون أن ينظر لسياق الموضوع، والأهم، دون أن يستخدم المقياس الأصلي، وهو مقاصد الدين والقيم العليا التي يحض عليها. وعلى سبيل المثال يذكر البعض آيات مثل "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"، باعتبارها تحض على العنف والإرهاب، بينما قد يفسرها البعض بأنها تدعو لتطوير قوة الردع التي تمنع الاعتداء وتضمن السلام، لإن إعداد القوة لتخويف العدو من مغبة العدوان هو توجه نحو السلام من منطلق القوة الدفاعية أو قوة الردع، فأي التفسيرين نريد ونستلهم؟ التفسير الذي يحاصر الأديان في خانة الإرهاب أم التفسير الذي يفتح الباب والقلب للسلام والإخاء؟ هل نريد أن نحاصر الأديان في التفاسير المتعصبة التي قد تحض على العنف وعدم قبول الآخر أم نسعى لتطوير الفكر الديني والتركيز على التفاسير والآيات التي تنشر المحبة والإخاء والقبول بالآخر؟


هل ندمغ الإسلام بالعنف لوجود حوادث إرهابية من مسلمين، أو بسبب توسع الإمبراطورية الإسلامية عن طريق الحروب، أو كنتيجة لوجود فترات من الاضطهاد الديني في عصور حكام مسلمين؟ وهل كان توسع الإمبراطوريات القديمة سوى عن طريق الحرب؟ هل ندمغ المسيحية بالعنف نتيجة لاضطهاد غير المسيحيين والأريوسيين وغيرهم بعدما تبنت الدولة الرومانية المسيحية كديانة رسمية للدولة، أو بسبب محاكم التفتيش في أسبانيا وإيطاليا وغيرها، أم نستلهم عظات المسيح المملوءة بالدعوة للحب والتسامح ونأخذ حوادث العنف باعتبارها أمثلة ودروساً لما يمكن أن يحدث إذا شجعنا التوجه المتعصب لأي دين؟

المعركة ليست ضد الدين، وإنما ضد الكراهية والتعصب باسم الدين، والاقصاء باسم الدين، والشيطنة والتكفير والقتل باسم الدين. المعركة هي تطوير الفكر والفهم الديني ليتناسب مع متغيرات الحياة، وفي نفس الوقت مع الحفاظ على القيم والمقاصد، وليس النصوص والتفاسير الجامدة. فالدين إذن مثل البوصلة التي ترشدنا للاتجاه، وليس كالوتد الذي يثبتنا في الأرض فنتوقف عن المسير، أو ننكفئ على وجوهنا بفعل التباين بين طبيعة الزمن الذي يتحرك للأمام، وأحكام الشيوخ أو الآباء الذين يريدوننا أن نتشبث بذلك الوتد الذي لا يعرفون غيره.



الخلاصة

إن الأساس في مناهضة التمييز، هو التطور الثقافي والحضاري، بما يشمله هذا من تطوير منظومة القيم والمعاملات والتشريعات، أما التركيز على التشريعات فقط فهو أمر محكوم عليه بالفشل وقد يؤدي لنتائج عكسية. وفي نفس الوقت، من يحاولون افتعال معارك وهمية مع الدين – أي دين – فهم يضربون المواطنة والدولة المدنية في مقتل، ويعملون لصالح دعاة الدولة الدينية. بل يجب علينا أن نساهم في تطوير الفكر الديني والتركيز على قيم الحب والتسامح وليس استعراض التفاسير الشاذة أو معايرة أصحاب الديانات بالفتاوى المشينة.



والتطور الحضاري أساسه النتاج الفكري، ثم بث هذا النتاج من خلال منظومات الثقافة والإعلام والتعليم، إلى أن نرى القيم الحضارية تتجلى في السلوكيات والمعاملات بل والطبائع والعادات الشخصية والاجتماعية، وعندها تتنامي قوة المناعة الحضارية، للقضاء على فيروس التطرف والهوس الديني. وفي نفس الوقت، فإن التطور الديمقراطي وتحقيق المواطنة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية هو القوة الوحيدة التي يمكن أن تدفع بالدولة الرسمية لتحل محل الدويلات الموازية التي اقتنصت ولاء المواطنين منها، حتى تصبح المواطنة والولاء والانتماء الأول هو للوطن، وليس لجيتو ديني.


Saturday, August 01, 2009

Cow Shit & X-Files

Cow Shit

is Becoming

a Serious Energy Hit !


Manure from about 600 cows in the farm is used to produce methane which powers a generator which produces Electricity for the Farm saving 200,000 USD a year in energy bills !

Source: edition.cnn.com

Four generations of Saylors have worked the family's dairy farm for nearly a century, but for the past three years, the cows have been doing something besides providing milk: They've been helping power the place.


Predatory snakes become prey in Florida Everglades - CNN.com

Source: edition.cnn.com

Joe Wasilewski drives along a narrow stretch of road through Florida's Everglades. The sun is setting, night is coming on quickly, and Wasilewski is on the prowl for snakes -- and one snake in particular.


Some People Take

the X-Files a tad too seriously !


McKinnon, the Brit who carried out the Biggest hacking operation ever, did it to find out whether the U.S. government was covering up the existence of UFOs !!!


UK Pentagon hacker

loses appeal,

will be sent to U.S.

- CNN.com

Source: edition.cnn.com

The Briton accused of hacking into U.S. government computers on Friday lost his court appeal to have his case heard in Britain, his legal team said.




Legal battle puts Skype's future in jeopardy, owner says - CNN.com

Source: edition.cnn.com

** Joltid claims that Skype broke the licensing agreement in using its technology ...

A legal battle has put the future of Skype in jeopardy, according to eBay, which owns the online communications system.

Nachoua Ihab

ya khabar, what are we gonna do without Skype ??

Wael Nawara

It is not gonna go away any time soon - the trial is in June 2010 and Skype say they are confident !

Al Qaeda priority: Western targets - CNN.com

Source: edition.cnn.com

Between late July and early December of 2008 four members of a Belgian-French group returned to Europe from the Pakistan-Afghanistan border region.


Obama on Health Care: Pragmatism Over Principle - TIME

Source: www.time.com

On health care, as in other key issues, the President seems intent on racking up big wins, even if it means compromising


Marriage Proposal ...

In Disney Land !


The best marriage proposal in world history:)


Will a 3 Billion Dollar

Grant Make Renewable

Finally Arrive?



Source: www.reuters.com
WASHINGTON (Reuters) - The U.S. government on Friday said it is now accepting applications for some $3 billion in government grants to boost development of renewable energy projects around the .... (Read More @ www.reuters.com)
.
.

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook