السبت، يوليو 25، 2009

Neo-fascism


 

الفاشية


 

"الجديدة"؟


 

هناك العديد من التعريفات للفاشية لكنها تدور حول فكرة جماعة ما أو حزب راديكالي عادة ما يكون قومياً لكن يمكن أن نطبق نفس الفكرة على الأحزاب والجماعات الدينية - يؤمن بالصراع بين القوميات (أو الحضارات والأديان) ويؤمن بتفوق العرق أو الحضارة (أو الدين) الذي يكافح من أجل إظهاره ونصرته على القوميات أو الحضارات أو الأديان الأخرى، قد يتبنى في وقت ما أجندة ديمقراطية، ولكنه في الواقع يؤمن بأن القوة في الوحدة وليس في التعددية، وبالتالي هو يسعى لتوحيد المجتمع كله في تيار سياسي واحد، فيقمع المعارضين حال وصوله للسلطة.


 

وأصل الكلمة مشتق من الوحدة، وحدة فصائل المجتمع وفكرة العصي التي يمكن كسرها بسهولة فرادى ولكن يصعب كسرها عندما تضع العصى كلها في حزمة واحدة.


 

وهي فكرة قد تبدو لأول وهلة جذابة وواعدة ويمكن من خلالها تحقيق القوة والمنعة للأمة بل والتنمية السريعة خاصة أن الفاشيين كثيراً ما يسمحون للشركات بأن تنمو وتستثمر في التنمية مع وجود علاقات وثيقة بين القطاع الخاص والسلطة، لكن واقع الأمر أن قولبة المجتمع كله في تيار سياسي واحد وقمع الحريات وتعذيب المعارضين يؤدي في النهاية لانهيار النظم الفاشية من الداخل بعد أن تكون قد تسببت في خراب شامل لأنها تدفع البلاد لحروب ترضي طموحاتها في توحيد العالم تحت راية واحدة هي راية الحق في وجهة نظرهم.


 


 

ولعل أهم الدوافع السيكولوجية التي تميز الخطاب الفاشي هو التركيز على كراهية الآخر، والتفوق العرقي أو الديني للأمة أو للحضارة وأسلوب الحياة الذي تتبناه والشوفونية، ووصم المعارضين بالخيانة وبأنهم أعداء الدولة، واللعب على مشاعر البسطاء من خلال الشحن النفسي باستخدام دوافع التفوق، واستخدام فكرة الخير المطلق للنفس والشر المطلق للآخر، وشيطنة الآخر، واستخدام الخوف من الآخر كدافع داخلي لضرورة سحق هذا الآخر ومحاربته بدون رحمة. وفي سبيل هذا تأتي القوانين الاستثنائية والاعتداء على الحريات وحقوق الإنسان بحجة أن الأعداء يتربصون بالبلاد ولابد من تغليب أمن الجماعة أو المجتمع على الحرية الفردية.


 

ومن المفردات والعبارات الحماسية الشائعة في خطاب الفاشيين الجدد (رغم أن غيرهم قد يستخدمها أيضاً) : إنهم يكرهوننا، إنهم يكرهون حريتنا، من ليس معنا فهو مع الأعداء، القوة في الوحدة، القوة في وحدة العقيدة، نحن الأمة المختارة، نحن أفضل أمة، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، أمن الدولة قبل كل شيء، أمن الدولة خط أحمر، لا حرية لأعداء الحرية، لا حرية لأعداء الدولة، صلاح الإنسانية في أن تتبع جميع الشعوب أسلوب حياتنا لأنه الأفضل، نهاية التاريخ، أم المعارك، المعركة الأخيرة، معركة آخر الزمان، محور الشر، السماء معنا، لقد اختارنا الله لنقوم بهذه الحملة أو المهمة التاريخية، .... إلخ.


 

هل يذكرك هذا بشيء؟

ليست هناك تعليقات:

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook