Sunday, April 08, 2012

Path to Change - personal account (Part 2) SISMEC Univ of Arizona

Path of Change (Part 1) SISMEC - University of Arizona

الفيروس السياسي



ممكن البعض يسأل : حد يسيب الهوية المصرية الوسطية العذبة - ويروح يستورد أفكار وعادات من جماعة غريبة من متصحري الفكر والوجدان والبيئة؟ 

إنما تعمى القلوب

لكن هناك بعض التيارات السياسية والفكرية محملة بفيروس مثل الحصبة - لابد أن تمرض بها الشعوب أولا من أجل أن تكتسب المناعة بقية عمرها


ما فيش خوف على مصر - مصر باقية - لكن هناك أجيال تدفع و ستدفع ثمن التخلف والتصحر - وفي النهاية ستتعافى مصر إن عاجلا أو آجلا 

Thursday, April 05, 2012

رسالة إلي فخامة الرئيس الموازي : حق الضيف إكرامه.. وحق المضيف احترامه

المصري اليوم
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=85256 

  بقلم   وائل نوارة    ٥/ ١٢/ ٢٠٠٧

بعد نشر المقال السابق بعنوان "إعلان حرب علي الهوية المصرية" الذي ناقش برنامج الإخوان من زاوية تعريف الهوية الوطنية علي أساس ديني، تلقيت العديد من المكالمات والرسائل القصيرة المؤيدة علي طول الخط،

كما جاءت بعض ردود الأفعال معارضة رغم أن معظم أصحابها يحسبون أنفسهم علي التيار الليبرالي المصري. ورأي الناقدون أن المقال حمل في طياته توجهاً إقصائياً للإخوان، وهم أكثر الفصائل "السياسية" تنظيماً وتأثيراً وأغزرها تمويلاً وأعتدها تسليحاً، وأعمقها اختراقاً للمجتمع المصري تحت ستار الدين.

والواقع يفرض علينا أن نعترف أن الإخوان بطبيعة تكوينهم السري الخلوي تحت-الأرضي، قد استطاعوا أن يقيموا دولة موازية، رئيسها هو المرشد العام، دولة نمت وترعرعت في الظل، ظل غياب البدائل وفشل النظام في توفير الحد الأدني من الحياة الكريمة لقطاعات واسعة من المصريين،

 فتمتعت بسيطرة غير مسبوقة علي النقابات والجامعات والعمل الاجتماعي والسياسي، وامتد تأثيرها ليخترق العديد من الدوائر الحساسة مثل مجلس الشعب ومنظومات الثقافة والإعلام والتعليم والعدل وصولاً إلي الجهاز الأمني نفسه!

وأود أن أوضح أنني أعني تماماً ما قلته، وأؤكد علي إيماني بحق كل فرد أو فصيل مصري أن يمارس السياسة ويطرح نفسه وأفكاره كبديل لنظام الحكم الحالي أو المستقبلي أياً كان، بشرط وحيد، وهو أن يعترف بمصر وبالهوية المصرية، فالمتأمركون الذين قد يرون مثلاً أن مصر عليها أن تتبني الهوية الأمريكية وتنصاع للإدارة الأمريكية علي طول الخط، فتصبح عملياً مستعمرة أمريكية، بينما هم يحصلون علي الدعم والتمويل من تلك الدولة الأجنبية، لا يمكن أن نعتبرهم سوي عملاء لمن يمولونهم ويوكلونهم في الدفاع عن مصالحهم.

وبنفس المنطق، عندما نري برنامج فصيل سياسي يحاول طمس ودفن الهوية المصرية، والمجاهرة بأنه "طز في مصر" وأن هويتها هي هوية دينية في الأساس، ويعلن علينا مشروعاً استعمارياً في برنامج يتحدث عن الهوية الدينية لمصر عشرات المرات،

 بينما لم يتحدث مرة واحدة عن الهوية المصرية، فهذا الفصيل مهما كانت قوته وعمق اختراقه للمجتمع، هو فصيل استعماري، لا يؤمن بالمصلحة القومية، لأنه لا يعترف بالقومية من الأساس، ويجب التصدي له بكل حزم وحسم وقوة مهما كانت العواقب، لأن خطره يتمثل في المشروع الاستعماري الثقافي والفكري الذي يروج له تحت ستار الدين.

والخطر في هذا التوجه نحو تعريف الهوية الوطنية من منطلق ديني يكمن في أنه ينسف فكرة المواطنة المصرية، ويقسم المصريين إلي طائفتين، طائفة المسلمين وطائفة غير المسلمين، مما يهدد بكارثة كبري، هي تقسيم مصر إلي دولتين، دولة إسلامية في الشمال، ودولة مسيحية في جزء من الصعيد، ولا يجب أن يتعجب أي شخص عاقل إذا خرج علينا فصيل آخر مضاد، يدعو لقومية مسيحية، لأنه لا يوافق علي أن ينتمي سياسياً لدولة ذات هوية إسلامية علي أرض مصر.

وقد رأينا بالفعل البوادر والأدلة الدموية لهذا الخطر، منذ أن بدأ السادات يستخدم التيار الديني السياسي في مجابهة التيارات الناصرية والقومية واليسارية في مصر في السبعينيات، وشاهدنا ونحن غفاة كيف تصاعدت أعمال العنف الطائفي بين مسلمين ومسيحيين مصريين،

 لأن التيار السياسي الإسلامي عندما ينادي بهوية مصرية إسلامية، فهو بهذا ينسف أساس الوحدة المصرية التي تساوي بين المصريين جميعاً مسلمين ومسيحيين ويهودًا وغيرهم من أصحاب الملل والمذاهب المختلفة، في ظل هوية واحدة هي الهوية المصرية.

 وفي الواقع فإن الكارثة الثانية تقع علي المسلمين أنفسهم، الذين سوف يصبح عليهم أن يعتنقوا النسخة "الرسمية" من الإسلام الذي تمليه عليهم الدولة الإله، من خلال هيئة كبار العلماء، رغم أن الدين، أي دين، هو عقيدة شخصية في ظل غياب أي تفويض إلهي لأي شخص في أن يحتكر التفسير أو التنظير الديني والفقهي. وهذا قد يعني قيام دولة ثالثة علي أرض مصر، سكانها من المسلمين والمسيحيين الذي يرفضون أن يقسموا بالولاء للدولة الإله، سواء دانت بالهوية الإسلامية أو المسيحية،

 وأصارحكم القول بأنني سوف أكون من مواطني تلك الجمهورية الثالثة، وسوف أحارب بكل قوة إذا استدعي الأمر للحفاظ علي هويتي المصرية والحصول علي كامل حريتي السياسية والفكرية والدينية بعيداً عن سيطرة الدولة الإله!

إن الإخوان المسلمين الذين يخضعون لسلطان المرشد العام أو الرئيس الموازي، عليهم أن يعلنوا اختيارهم اليوم بكل وضوح، إما مع مصر أو ضد مصر، وهو قد يبدو من ناحيتي اتجاها متطرفاً في ثنائيته واختزاله للبدائل، ولكن عندما نتحدث عن موضوع محوري مثل الهوية القومية،

 فلا أري بدائل أخري، رغم أنني أعلنت أيضاً ترحيبي بدوائر ثانوية للهوية الأوسع، سواء عربية أو بحر- متوسطية أو نيلية أو أفريقية، بشرط أن تكون دائرة المركز المتفق عليها هي الهوية المصرية.

 وقد سعدت حقاً عندما وجدت مجموعات مستنيرة من شباب الإخوان يجاهرون برفض برنامج الجماعة ومرشدها، وأري أنه علي الجماعة في الواقع أن تستغني عن لقب "المرشد" ومكتب "الإرشاد"،

وتستبدله بالرئيس أو الزعيم ومكتب القيادة أو اللجنة المركزية مثلاً، لأن كلمة المرشد في حد ذاتها، وهي تذكرني بوزارة الإرشاد القومي في الستينيات، تحمل في طياتها إيحاءً بتأليه وقدسية شخص أو هيئة، يختصه الإله بالإلهام والرشاد وحده، ويصبح عليه أن يرشد من حوله، باعتباره معبر الرشد والحكمة الإلهية، الذي يمتلك حصرياً وصلة إلهية خاصة به، وباعتبار من حوله جهلاء ناقصي الرشد والأهلية،

 وهو توجه فوقي سلطوي بابوي، يوضح أن ما تتحدث عنه الجماعة من ديمقراطية هو "هراء" من باب التجمل والتزين والنفاق والتقية، لأن الديمقراطية تعني أن يخضع الجميع بمن فيهم الرئيس لرأي الأغلبية مع الحفاظ علي حقوق الأقلية، أما الإرشاد، فيوحي بوجود هذه الوصلة الإلهية الحصرية التي يتعين علي الجميع الاعتراف بها والانصياع لصاحبها أو مدعيها.

إن الخيار الإخواني الذي يطرح نفسه علي الإخوان اليوم في مفترق طرق تاريخي، يشبه إلي حد كبير الخيار الإسرائيلي الذي يتعين علي الشعب الإسرائيلي أن يتخذه، فإسرائيل التي تدعي أنها دولة ديمقراطية، هي دولة دينية علي أرض الواقع، لأنها تعطي حق المواطنة لأي يهودي في العالم مهما كان مكان مولده، بينما تنكر حق المواطنة والعودة للفلسطينيين الذي ولدوا وآباؤهم وأجدادهم علي نفس الأرض التي تحكمها إسرائيل اليوم،

 ويصبح علي إسرائيل أن تختار، إما أن تكون دولة يهودية أو تكون دولة ديمقراطية لأن النقيضين لا يجتمعان علي سلم المواطنة بنفس المنطق الذي ذكرناه. والإخوان أيضاً عليهم أن يعلنوا بكل صراحة،

هل يؤمنون بالهوية المصرية كأساس للمواطنة، وبالديمقراطية كأساس للحكم، أم يؤمنون بالطائفية والهوية الدينية كأساس للمواطنة، وبالإرشاد الإلهي كأساس للحكم وسن القوانين والسياسات، سواء جاء هذا الإرشاد عن طريق الوصلة الإلهية الحصرية للمرشد، أو عن طريق شبكة الوصلات الحصرية لمكتب الإرشاد أو هيئة كبار علماء الدين.

أما المسلمون الذين ينتظرون تلقي التوجيه السياسي من أي قيادة دينية، والمسيحيون الذين ينتظرون تلقي التوجيه السياسي من البابا مع كل إجلالنا لمثل تلك القيادات الروحية، فأقول لهم، أنتم ترتكبون جرماً فاحشاً في حق وطن وأمة تمتعت بالوحدة السياسية علي مدي ٥٢٠٠ عام، ومن العار أن نفتت وحدتها اليوم في نوبة أو "وردية" حراستنا القصيرة والمؤقتة لهذا الوطن وهذه الأمة.

عزيزي فخامة الرئيس الموازي، رئيس جماعة الإخوان المسلمين، من حقك ومن حق الجماعة أن تمارس السياسة، وتتغلغل في النقابات والجامعات والجمعيات والمجالس ومؤسسات الوطن كافة مثل أي شخص أو حزب آخر لديه طموح سياسي، بشرط واحد عادل وصريح، وهو أن تعترف بالهوية المصرية كأساس لعملك وطموحك السياسي، أما إذا كنت تصر علي أنه لا توجد هوية مصرية من الأساس،

فهنا مع كامل احترامي أنت تصبح ضيفاً علينا في مصر، وأطلب منك بكل أدب وتجلة واحترام، أن تتوقف فوراً ودون إبطاء عن الترويج للهوية الدينية كأساس للمواطنة في مصر، لأن ما تفعله يضر الدولة والأمة التي اخترت أنت أن تحل عليها ضيفاً بأفكارك الاستعمارية، وأؤكد لك أن المصريين إذا كانوا طيبين

 و"علي نياتهم"، فقد تعلموا من طول تعاملهم مع الغزاة الناهبين والرعاة المغيرين والولاة قساة القلوب الظالمين أن يحافظوا علي استقلالهم الذي فقدوه لما يزيد علي ألفي عام تدهور خلالها وضعهم الحضاري من القمة إلي الحضيض، واعلم فخامة الرئيس الموازي بكل حب، أنه كما للضيف حقه في الإكرام فللمضيف حقه في الاحترام.


إعلان حرب علي الهوية المصرية

المصري اليوم

ضد الدولة الإله «٢-٢» إعلان حرب علي الهوية المصرية

  بقلم   وائل نوارة    ١٥/ ١١/ ٢٠٠٧

أعلنت في مقال سابق اعتراضي الصريح علي تغول سلطان الدولة التي تتسربل بالغطاء الديني لتتقمص دور الإله زورا وبهتانا، فتتنامي سلطاتها بصورة شمولية علي حساب حريات مواطنيها، وقد جاء موضوع «المجلس الملي» أو «هيئة كبار علماء الدين» «صفحة ١٠» المنوط به «تطبيق الشريعة الإسلامية» الذي أعطاه البرنامج سلطات فوق- دستورية، باعتباره مجلسا يحتكر تفسير الإرادة الإلهية، بمثابة الصدمة للمراقبين، الذين رأوا في المجلس تكريسا للدولة الدينية وولاية الفقيه، إلا أن هذه الصدمة حجبت أمورا فنية جوهرية في البرنامج، وهي أمور أراها أخطر بكثير وتعد بمثابة إعلان حرب علي «الهوية المصرية» نفسها.

ورغم أن البرنامج تحدث عن «دولة تقوم علي مبدأ المواطنة»، تساوي بين كل المواطنين في صفحة ١٢ و٢٦ فإن البرنامج عاد وأعلن أن «الهوية الإسلامية» هي أساس العقد الاجتماعي، والعلاقات الخارجية، والبناء الثقافي في صفحات «١٨، ٢٨، ٣٢، ١١٣، ١١٤»، بينما لم يأت أي ذكر «للهوية المصرية» ولا مرة واحدة في البرنامج المكون من ١٢٨ صفحة.

وهنا يبرز تناقض واضح، كيف تقوم دولة مصرية علي مبدأ المواطنة كما يدعي البرنامج، بينما هي لا تري أن مصر لها هوية أصلا، وتصر علي أن الهوية الإسلامية هي الأساس التعاقدي للمجتمع؟ كيف تكون الهوية الدينية هي أساس العقد الاجتماعي في الدولة، التي يفترض فيها ألا تفرق بين مواطن وآخر علي أساس الدين؟، إن الدولة الوحيدة في العالم تقريبا التي تركز علي الدين كأساس للمواطنة هي إسرائيل، بالطبع إلي جانب الدولة التي يدعو لها هذا البرنامج.

إن الأساس في الهوية القومية هو شعور «بالزمالة» والاشتراك في المصلحة الوطنية، بناء علي اشتراك في معظم أو كل العوامل التي تحدد الهوية، من عرق، ودين ، ولغة، وأرض وثقافة وطريقة حياة بتفاعلاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المختلفة، دون التركيز علي عنصر واحد فيأتي تعريف الهوية عنصريا متحيزا للعرق أو الدين مثلا علي حساب باقي العناصر التي تشكل في مجملها تعريف الهوية القومية.

فلا يعقل مثلا أن يكون الماليزي المسلم أقرب للمصري المسلم من المصري المسيحي، والهوية المصرية هي هوية راسخة تشكلت ونضجت قبل ظهور اليهودية والمسيحية والإسلام بآلاف السنين، والمصريون أمة، يشترك أعضاؤها في ميراث حضاري وثقافي وديني وأخلاقي ولغوي متميز.

 فاللغة العامية المصرية مثلا تحتوي علي آلاف الكلمات والتعبيرات والتراكيب المشتقة أساسا من لغة الأجداد، والعرق المصري لم يتأثر تقريبا بموجات الغزو الفارسي أو اليوناني أو الروماني أو العربي، طبقا للأبحاث الجينية التي أثبتت أن التركيب الجيني للعمال المصريين الذين بنوا الأهرامات منذ ٤٦٠٠ عام يكاد يتطابق مع التركيب الجيني للمصريين الذين يعيشون علي أرض مصر اليوم،

 وحتي الدين المسيحي والدين الإسلامي، يشتركان مع الأديان المصرية القديمة في آلاف القيم والتفاصيل والطقوس، بما جعل بعض المفكرين الإسلاميين يقولون إن أوزوريس ما هو إلا النبي إدريس مثلا، وعبر القرون نجد أن مصر قد احتضنت المسيحية والإسلام، واستوعبتهما ومصرتهما بصبغة مصرية خالصة وسطية معتدلة وأعادت تصديرهما للعالم من خلال مؤسساتها الدينية التي تشع نورها الروحي في الشرق والغرب.

إن الحرب علي الهوية المصرية لم تبدأ اليوم، بل بدأتها الجماعات المتأسلمة منذ عدة عقود، تغلغلت خلالها في المجتمع بجامعاته ونقاباته ومؤسساته التعليمية والثقافية والخيرية، في محاولة لطمس الهوية المصرية فقد حاربت تلك الجماعات مثلا الاحتفالات المصرية والعادات المصرية، فانتشرت الأزياء التي ترمز لهذا التغلغل مثل الجلباب الأفغاني، والنقاب، والخمار، وإطالة الذقون، وحلق الشارب، أما الاحتفال بالمولود الجديد علي سبيل المثال فقد غيروا اسمه من «سبوع» إلي «عقيقة»، مع تحريم الاحتفال بعيد شم النسيم باعتباره عيدا وثنيا، وتحريم الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية باعتباره تقليدا مسيحيا،

وأن الأعياد المعترف بها هي عيد الفطر وعيد الأضحي فقط وهكذا، استمرت الحرب المستترة علي الهوية المصرية، تتمسح برداء الدين والدين منها براء، وتبث سموم الكره والفرقة بين المصريين، مما نتج عنه تصاعد للمد الطائفي، والمواجهات العنيفة بين أبناء الوطن الواحد نتيجة خلخلة الأساس الذي تستند إليه الوحدة الوطنية، وهو الهوية المصرية ومحاولة استبداله بأساس ديني طائفي للهوية، إلي أن جاء إعلان البرنامج المنسوب للإخوان، ليعلن الحرب علي الهوية المصرية بصورة رسمية.

ويتضح في البرنامج الهدف الرئيسي من هذه الحرب، حينما يدعو إلي «دولة تحقق وحدة الأمة الإسلامية» «صفحات ١٥ و١٦ و٢٧ و٣٢» وهي في الواقع دولة الخلافة الإسلامية التي أعلن الشيخ علي عبدالرازق منذ ثمانين عاما أنها سبب تخلف الدول الإسلامية كلها، في كتابه التاريخي «الإسلام وأصول الحكم» واليوم يعلن علينا الإخوان أن مسح الهوية المصرية هو السبيل لتحقيق الوحدة، رغم أننا رأينا كيف استطاعت دول أوروبا أن تتحد مع الاحتفاظ بالهوية القومية والحضارية لكل شعب واحترامها، وفي تصورنا أن التحالف أو الاتحاد مع الدول الأخري لابد أن يأخذ في الاعتبار المصلحة الوطنية والعوامل المختلفة للهوية وليس الدين فقط.

إن برنامج الإخوان، هو مانفستو للغزو الثقافي باستغلال الدين، وتعبير صارخ عن الحرب علي الهوية المصرية، التي تعرضت لحالة من العدوان الشامل عليها خلال نصف قرن، تحت دعاوي القومية العربية أو الهوية الإسلامية، وحان الوقت لكي يستيقظ الشعب المصري من سباته، ليواجه هذا العدوان ويؤكد هويته المصرية القومية دون أن يعني هذا تخليه عن عقيدته، ليوقف هذا الغزو الفكري المنظم، من أولئك الذين يضعون شعارا لهم «طظ في مصر» لقد سمعنا بعد انتخابات البرلمان في عام ٢٠٠٥ عن مانفستو آخر منسوب للإخوان بعنوان «الفتح الثاني لمصر»، وهاج الإخوان وماجوا، وأنكروا أن يكونوا قد أصدروا هذا المانفستو، وادعوا أن الأمن قد دسه عليهم،

 ولكن ها هو برنامج الإخوان يأتي في ١٢٨ صفحة خالية من أي ذكر للهوية المصرية، بينما تذكر فيه الهوية الإسلامية ودولة الوحدة الإسلامية عشرات المرات، فهل هذا البرنامج أيضا مدسوس عليهم من الأمن؟ نتمني ذلك وننتظر توضيحا رسميا منهم في هذا الصدد.

نحن لسنا دعاة للشوفونية القومية أو العزلة، ونؤمن بأهمية تحالف مصر مع أخواتها الدول العربية ودخول الجميع في منظومة تكاملية في الوقت المناسب، ولكن التعاون والتحالف وحتي الاتحاد لا يمكن أن يحدث قبل أن نتحد أولا مع أنفسنا، ونعرف من نحن، وننبذ الطائفية الدينية المقيتة، فكيف نتحد مع الآخرين في الخارج، إذا كان دعاة التعصب الديني يضربون أساس وحدتنا من الداخل، وهو هويتنا المصرية؟

إن تفرد الهوية المصرية واضح، وهو مجال لمئات الكتب والأبحاث، ومع ذلك لا ننكر اشتراكنا مع الآخرين في بعض عوامل الهوية، عبر دوائر أوسع، سواء كان هؤلاء الآخرون عربا أم مسلمين أم أفارقة أم يونانًا أم طليانًا، فأهل الدنمارك علي سبيل المثال يعتزون بهويتهم القومية، مع هذا فهم علي الأوسع اسكندنافيون، وعلي الأشمل أوروبيون، ومصر قد تكون عربية وبحر أوسطية ولكنها في الأساس مصرية.

والتأمل في السياق التاريخي، والبحث في الدلائل الجغرافية والتاريخية والعرقية والحضارية واللغوية، والنظر في الواقع الأليم الذي نحن فيه بعد ٢٣ قرنًا من الاحتلال الأجنبي، ووضع رؤية للمستقبل الذي نتمناه، يجعلنا نسأل أنفسنا: إذا كان بيدنا اليوم أن نعيد تعريف الهوية المصرية، ولدينا بعض المنابع الحضارية التي نشترك فيها مع الآخرين.. عربية.. بحر متوسطية.. إسلامية، ومنبع أصيل عميق لا آخر له، نتفرد به عن العالم أجمع، ونتباهي به في كل مناسبة ودون مناسبة، لا ينازعنا فيه أحد،

وهو أيضا منبع المنابع الحضارية في العالم أجمع، منبع الحضارة المصرية، أم الحضارات في العالم القديم وأصل الحضارة الحديثة، فماذا نأخذ من هنا وماذا نأخذ من هناك، لأن الهوية كما هي قدرية في بعض أجزائها، فهي اختيارية في أجزاء أخري، ويحضرني هنا قول رينان «Renan» في أواخر القرن التاسع عشر: «الهوية هي أن نعي أننا فعلنا الكثير من الأشياء العظيمة مع بعضنا البعض، وأننا نتطلع لعمل المزيد منها معا»، فهذا ولاشك يجعلنا نتمسك بهويتنا المصرية التي نتفرد بها عن جميع أمم الأرض.

إخواني من تحاولون اغتيال الهوية المصرية، هوية الوطن الأم، وتفتحون الباب واسعا لاغتيال وحدة مصر، ربما بحسن نية، أدعوكم لمراجعة النفس، والنظر في تاريخنا الذاخر، ثم في المستقبل وكيف يمكن أن تستعيد مصر عبره مكانتها كدولة رائدة في العالم، لنرسم معا صورة لما نتمني أن نري مصر عليه ثم دعونا نعود إلي الحاضر، لنعلن كلمتنا في كنه ومكونات هوية مصر، إن كان في قلوبكم مكان يتسع لهوية مصرية أما إذا كنتم لا تظنون أن هناك هوية مصرية من الأساس، فأهلا بكم أيها الأشقاء علي أرض مصر، لأننا شعب مضياف، يرحب بكم ضيوفا أعزاء في وطننا مصر، ونرجوكم وأنتم ضيوف لدينا، أن تكفوا عن إشعال نار الفتنة الطائفية تحت دعاوي الهوية الدينية،

 ومن باب إكرام الضيف، نعدكم بأن نعرفكم علي هويتنا المصرية التي لا تفرق بين مسلم أو مسيحي علي أرض هذا الوطن مصر، كيمي أو كيميت، في مقالات قادمة بإذن الله.







Wednesday, April 04, 2012

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook