الهوس الديني يحاصرنا
ما حدث في نجع حمادي وفرشوط والاسكندرية والكشح وغيرهم وسوف يحدث ويتكرر في أماكن وصور أخرى، هو نتيجة مؤسفة لحالة الهيستريا الدينية وفيروس الهوس الديني الذي تسلل إلى كل ركن من حياتنا حتى أصبحنا مرضى نفسيين عصابيين محاصرين في عقولنا بتمتمات وهمهمات تكرارية تشل تفكيرنا وحركتنا ونمونا.
المرض ليس فقط في عقل من أطلق الرصاص، بل هو في عقل وضمير الأمة ... في الإعلام، والتعليم، والأمن، ومجلس الشعب وكل سلطات وهيئات الدولة.
الفيروس تسرب إلى الكتب والصحف والمجلات والخطب والمسلسلات والأفلام والملابس والأعياد والعادات والتقاليد.
الفيروس يقتلنا ببطء ونحن سعداء راضين.
الفيروس نشاهده ونسمعه ونلبسه ويلبسنا ونأكله ونشربه مع كل وجبة ونهز رؤسنا مأمنين.
الفيروس موجود في كل شريط كاسيت بيحكي عن الثعبان الأقرع.
في كل فتوى بتقولك إن جارك كافر ويستاهل الحرق في جهنم وأوعى تصاحبه.
في كل خطبة صاحبها بيزعق وبيكفر أصحاب الديانات "المحرفة".
في كل كتاب مدرسي بيرسخ الإقصاء والبلطجة الدينية.
في كل تليفزيون مليان ناس بينصبوا باسم الدين.
في كل جماعة سياسية بتضحك على الشعب باسم الدين.
في كل كتاب أصفر بيفسر الدين على مزاج ناس ماتوا من ألف سنة وبيحرم الاجتهاد.
في كل قرار سياسي بيستغل الدين والجماعات الدينية عشان يبرر وجود نظامه المستبد.
في كل برنامج بيستهدف غسل مخ الناس وتشريبهم خزعبلات لا علاقة لها بالحياة ولا بالعلم ولا حتى بالدين.
في كل ميكروفون عالي بيجبر المسلمين وغير المسلمين انهم يسمعوا الصلاة والخطبة بالعافية.
في كل مطران أو أنبا أو شيخ أو بابا عايز يرسخ سلطته السياسية من خلال الدين.
مظاهر الهوس الديني في السطور المنشورة
من ضمن أعراض الهوس الديني أن ننظر لهذه المظاهر بصفتها أشياء إيجابية وخيرة بينما هي أشياء سلبية تمزق الوطن وتغيب الشعب في قشور وطقوس وهمهمات وخرافات وأفعال تكرارية هوسية لا طائل من ورائها
المريض بالهوس كثيراً ما لا يرى أنه مريض
بل يظن أنه سيد العاقلين وأنه المهدي المختار لإنقاذ البشرية وهدايتها
هو ده الفيروس اللي لازم نحاصره ونعالجه.
ومن غير كده الأمور واضح اتجاهها إيه.
بكل أسف.
No comments:
Post a Comment