Monday, August 03, 2009

Your Daily Pill - Legislative Loopholes 




الممنوع والمسموح

كل شيء ممنوع بفضل الحكومة وقوانينها المضروبة التي ملأت الثوب التشريعي بسبع طبقات من الرقع بدون أستك. وفي نفس الوقت، فالأدراج مفتوحة أثناء وبعد مواعيد العمل الرسمية لوضع المعلوم، وعندئذ يصبح كل شئ مسموحاً ومتاحاً جداً عن طريق استغلال الثغرات الموجودة بين الرقع. وبين الرقع والثغرات، والممنوع والمسموح، والمقفول والمفتوح، تهدر طاقات الشعب ويختلط المجرمون بالأبرياء، والفاسقون بالشرفاء، ويقال أن الحكومة حاولت أن تستورد جهازاً لكشف الفساد الإداري منذ 4 سنوات، وعندما تأخر وصول الجهاز تتبع المسئولون أخباره، فوجدوا أن الجهاز قد وصل في موعده بالفعل، وأنه بدأ العمل منذ نزوله أرض المطار، ولكنه في بداية طريقه، ولم يقطع سوى 120 متراً، واتضح أن الجهاز معيوب لأنه منخفض السعة التي تكشف عن 134 فاسد/ساعة فقط، وتشير التقديرات إلى أن الجهاز أمامه 276 سنة و8 أشهر و4 أيام و6 ساعات حتى يقطع المسافة من المطار إلى ميدان التحرير.


Health Warning:

Take only under supervision of an experienced therapist with 28 years or longer sickening experience. If you miss one dose of Your Daily Pill nothing will happen to you whatsoever because your condition, our condition, can not really get any worse. Opposition is highly poisonous and may cause vomiting, diarrhea, bankruptcy, burns, hair-loss and job loss, amongst other losses and undesirable symptoms.


Sunday, August 02, 2009

Freedom of Faith - Republished

التمييز الديني

رؤية ثقافية

وائل نوارة




مقدمة
عبر الثلاثين عاماً الماضية، عانت مصر من حالة متنامية من الهوس الديني، اخترقت المجتمع بكافة شرائحه، بما يشبه الغزو الفيروسي الذي يقتحم جسداً ضعيف المناعة، فيصيبه بالحمى والهذيان ومختلف الأعراض المرضية. والمناعة هنا هي المناعة الحضارية والثقافية التي ضعفت بصورة شديدة، فأدت إلى استشراء الفيروس في جسد الأمة المصرية بصورة هددت عافيتها. وبالطبع فقد صاحب هذا الهوس الديني تصاعد في التمييز الديني، ومصادمات وحوداث متكررة تقف وراءها أسباب طائفية، أدت بدورها للمزيد من التقطب والتحزب الديني، وهكذا دواليك في حلقة مفرغة.



وبينما تنعقد الكثير من المؤتمرات لتناقش التغيرات المطلوبة في القوانين واللوائح، ينسى الكثيرون أن المشكلة في مصر ليست فقط مشكلة قوانين، بل أن القوانين هي أحد أعراض المشكلة، وربما تكون أقل أطراف المشكلة في حدتها. أما المشكلة الرئيسية في رأينا فهي مشكلة ثقافية وحضارية. ولابد هنا أن نعرف الثقافة culture ليس بمعنى الآداب والفنون، بل بمعنى طريقة الحياة، أو الحل الحضاري. ونعني هنا بالحل الحضاري Culture أو "طريقة الحياة" Way of Life ونعرف طريقة الحياة بأنها "مجموعة القيم والطبائع والسلوكيات والقناعات الفكرية والعادات والتقاليد ونظم التفاعل الاجتماعي التي تتبناها جماعة ما، باعتبارها تمثل الإجابة أو الحل الحضاري Solution لمشكلة البقاء".



المشكلة الرئيسية إذن لا تتعلق ببعض القوانين أو حتى مواد الدستور، بل هي تتعلق بتراجع الحل الحضاري المتجه للحداثة أمام حلول حضارية سلفية. بل أننا يمكن أن نقول أنه مع تراجع تبني المجتمع لقيم الحداثة والتطور، فإن التشريعات تسبق المجتمع ليس في مصر فحسب، بل في العديد من الدول العربية الأخرى، مثل تونس والمغرب. بمعنى آخر، فإن الرأي العام يميل للمحافظة أكثر من التشريعات التي قد تمررها النخب الحاكمة. المشكلة إذن في المجتمع، والحل هو في التنوير، وليس فقط في التشريع، بل أن التنوير يجعل التشريعات التي تكفل المساواة تأتي من الشعب، من أسفل إلى أعلى، بما يضمن جدية التطبيق وانتشاره على أرض الواقع.



والدليل على ذلك يظهر في تأييد القيادات الدينية الكنيسة الأرثوذكسية مثلاً للحزب الحاكم ورموزه، على الرغم مما قد يبدو على السطح أحياناً من خلافات، لكن تلك القيادات ترى أن النظام الموجود يكفل لها حقوقاً أفضل ويطرح مخاطر أقل من آخرين قد لا يرون في المسيحي مواطن كامل الحقوق، بل يرون أنه يمكن لأجنبي مسلم أن يتولى رئاسة الدولة بينما لا يصلح مسيحي مصري لذلك، رغم أننا نتحدث عن الدولة المصرية.



وبينما تؤيد القوى السياسية الليبرالية مثلاً إلغاء الخط الهمايوني وإقرار قانون موحد لبناء وصيانة دور العبادة، وإزالة خانة الديانة من بطاقة الهوية القومية، وحرية المعتقد والتحول الديني، وعدم التفرقة بين الأديان بحجة أن بعضها سماوي وبعضها غير سماوي، أو أن بعضها صحيح والآخر محرف، وغيرها من أطروحات غريبة في أمور هي في الأساس قائمة على الإيمان الشخصي، ولكن المحك الحقيقي يأتي على أرض الواقع: هل عند التطبيق سيستطيع أصحاب الديانات المختلفة بناء دور العبادة بنفس الدرجة من الحرية والمساواة، أم أن السلطات المحلية ستتفنن في وضع العراقيل أمام البعض وتسهيل الطريق أمام البعض الآخر، في محاكاة لرواية مزرعة الحيوانات "كل الحيوانات متساوية ولكن بعضها أكثر استواء من الآخر"! فالعبرة إذن ليست بالقوانين ولكن بالمناخ الثقافي السائد في المجتمع. مثال آخر، نحن نعلم أن عقوبة القتل والاعتداء معروفة ولا تحتاج لقوانين إضافية، لماذا إذن لم نر أحكاماً تصدر بحق مرتكبي حوادث العنف الطائفية على مدى ثلاثين عاماً، مع الاكتفاء بجلسات الصلح وتقبيل اللحى وغيرها من وسائل تضرب هيبة القانون في مقتل وتستحل دماء ضحايا جدد. فالقوانين موجودة ولكن التطبيق منعدم. ومن أخطر القيم التي تتسبب في فساد المناخ الثقافي تأتي الأحادية الفكرية، والإصرار على أن هناك
وجه واحد للحقيقة المطلقة. ورغم أن مبدأ الشك قد دخل في الفكر الإنساني منذ مئات السنين في كتابات ديكارت وغيره من الفلاسفة، وجاء هذا المبدأ ليعكس فكرة أن للحقيقة أوجه متعددة وأن هناك العديد من الزوايا التي يمكن أن ننظر بها لنفس الموضوع، وجاءت التطورات العلمية ليطرح أينشتين مبادئ النسبية التي تجعل الأطوال والكتل والسرعات تختلف حسب مرجعية كل مراقب، ثم طرح هايزنبرج مبدأ عدم اليقين في تحديد مواضع وسرعات الجسيمات باعتباره مبدأ ثابت في فيزياء الكون Heisenberg Uncertainty Principle، إلا أن غسيل المخ الذي يحدث بصورة ممنهجة للطفل المسلم أو المسيحي منذ مراحل نموه الأولى، يتكفل بانتزاع أو تعطيل خلايا المخ المسئولة عن التفكير النقدي.



ومبدأ الشك وعدم اليقين في جانبه الإيجابي يشجع روح البحث العلمي والإبداع والتطوير الفكري الدائم، والقدرة على نقد الواقع بل ونقد الذات، والقدرة على تقبل الآخر والتعايش بين الأضداد، وفي جانبه السلبي فإن مبدأ الشك يزعزع العقيدة وهي الأرض الروحية التي يقف عليها الإنسان مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى التعاسة والاكتئاب، فالتوازن إذن هو ما ينبغي أن نسعى إليه. ولكن ما يهمنا هنا هو أن سيادة فكرة أحادية الحقيقة يعوق قدرة المجتمع على التطور ويتسبب في تجمده كما قد يؤدي إلى انتشار العنف ومعاقبة من يختلفون في الفكر مع المجموعة أو من قد يمثلها من حكام مما يهدد فكرة التعددية والديمقراطية والانتخاب الطبيعي للأصلح وهو ما يهدد أيضاً بقاء المجتمع ككل في وجه المجتمعات القادرة على تطوير نفسها داخلياً.



وقد يقترح البعض أن الطبيعة المصرية التي تميل إلى التدين والتمسك بالعقيدة هي التي تؤدي بالمصري إلى التمسك بالمطلق وعدم تقبل فكرة أن الحقيقة نسبية وأنها متعددة الأوجه، ولكننا نقول إنه لا يجب أن نخلق تعارضاً أو نوع من التضاد بين وحدانية العقيدة وما تفرضه من الإيمان المطلق بثوابت دينية وبين روح البحث العلمي والسعي إلى العمل والأخذ بأسباب القوة والنجاح وقبول فكرة أن الآخر له حق الاختلاف في الرأي أو الاقتناع بفكر معاكس أو اعتناق عقيدة مغايرة، كما أن اليقين والأحادية التي ترتبط بالدين، لا يجب أن تتوسع لتجور على الموضوعية والفكر النقدي والتحليلي في الأمور غير الدينية.



فالعقيدة هي اقتناع القلب ولا تحتاج أدلة مادية أو إثباتا منطقيا وبالتالي فليس هناك ما يمنع قبول فكرة أن كلاً منا قد تكون له عقيدته وحقيقته الشخصية المتفردة طالما لا يحاول فرضها على الآخرين وطالما جاءت قواعد الحوار المنطقي كأساس لإثبات الحقيقة الوضعية عند وجود الخلاف. وهناك مساحة شاسعة للاتفاق بين أصحاب العقائد الدينية المختلفة، بل وغيرهم ممن يؤمنون بمنظومة القيم الإنسانية ويلتزمون بالقوانين الوضعية، ولذلك المنطق يقول أن القاسم المشترك بين كل هؤلاء هي القيم العليا والمقاصد العامة والمبادئ المشتركة وليست الطقوس أو النصوص الحرفية. هنا تكون المرجعية في المنطق الطبيعي والقوانين الوضعية، بعيداً عن الثوابت الدينية التي قد يختلف عليها البعض، وبالتالي عند تنظيم المعاملات المدنية بين الأشخاص المختلفين يكون الأصل هو استخدام القانون الطبيعي وقواعد المنطق والاستنباط دون التقيد بمرجعيات دينية قد يُختلف عليها.



وفي نفس الوقت لا نستطيع أن نعفي النظم الاستبدادية بأنها تقف وراء تنامي نفوذ التيارات السلفية والمتطرفة، باستخدام الدين في السياسة للتخلص من تيارات معارضة حيناً، والعمل على رفض وتفتيت وتجميد ومحاصرة الأحزاب المدنية حيناً آخر، واستخدام التيارات المتطرفة كفزاعة لمنع التطور الديمقراطي، رغم أن تنامي قوة التيارات المتطرفة لم يحدث إلا في ظل غياب الديمقراطية، الذي أدى أيضاً لفشل هيكلي بنيوي مزمن للنظم التي قد يراها الشعب نظماً أقرب للعلمانية، وبالتالي يدفعه هذا الفشل إلى الاتجاه الآخر، اتجاه الدولة الدينية.
إن حق كل مواطن هو أن يعيش آمناً في بيته دون أن يعتدي عليه غيره بالفعل أو اللفظ، ولنا أن نضع أنفسنا مكان غير المسلمين الذين يتعين عليهم أحياناً أن يستمعوا عبر الميكروفونات لخطباء غاضبين لا هم لهم سوى تكفير أصحاب الديانات المغايرة والتحريض على كراهيتهم. وحق كل مواطن هو أن يتمتع أطفاله بخدمة تعليمية لا تمييز فيها، لكننا نجد أن وزارة التربية والتعليم قد تغلغلت فيها الجماعات السلفية والمتطرفة، حتى أصبح الحجاب فرضاً على كل تلميذة منذ عمر 8 أو 9 سنوات، ناهيك عن تدريس نصوص إسلامية في مناهج اللغة العربية سواء النحو أو القراءة، وعدم تدريس اللغة المصرية (القبطية) ولو حتى كمادة اختيارية. دعونا نتخيل أن الدولة أصدرت قوانين بتلافي هذا كله، كيف سيتم تطبيقها على أرض الواقع إذا كان القائمون على التطبيق من المروجين للفكر السلفي ويعدونه هو الطريق إلى الجنة؟



انهيار فكرة الوطن وتآكل الانتماء والمواطنة
المواطنة، ما هي إلا انتماء مواطن لوطن، يتمتع معه المواطن بوضع قانوني وسياسي ومزايا والتزامات اقتصادية واجتماعية وثقافية. فالمواطنة تعبر عن انتماء الأفراد للوطن بما يتضمنه ذلك من حقوق للأفراد، وواجبات ومسؤوليات تقع عليهم تجاه الوطن الذي ينتمون له.


وتشمل المواطنة الحقوق القانونية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية للمواطنين في الوطن الذي يحتضنهم، بما يضمن تمتع جميع المواطنين بالمساواة دون أن يقع على أي منهم أي نوع من أنواع التمييز القائم على الدين أو الجنس أو اللون أو المستوى الاقتصادي أو الانتماء السياسي أو الموقف الفكري.


العلاقة بين الوطن والمواطن
فالعلاقة بين الوطن والمواطن إذن تظهر على أكثر من محور:

  • قانوني: فهذه العلاقة لها شق قانوني يشبه التعاقد الضمني، يشمل الحقوق التي يتمتع بها المواطن والواجبات التي تقع عليه، ولعل الدستور هو الوثيقة الأساسية التي تجسد بنود هذا العقد الاجتماعي، وفي الناحية الأخرى يتعين على المواطن احترام القانون والخضوع له.
  • سياسي: أن يشارك المواطن في صنع القرار المجتمعي، وفي الناحية المقابلة يحترم المواطن السلطة السياسية ويلتزم بقراراتها طالما تمتعت تلك السلطة بالشرعية، وصولاً لأن يضع المواطن حياته على المحك رهناً لأمر السلطة السياسية في حالات الحرب والدفاع عن الوطن
  • ثقافي: هو مخزون تراكمي من القيم المشتركة والتراث التاريخي والحضاري، تتجسد في مجموعة ضخمة ومتشابكة من العادات والتقاليد والسلوكيات ونظم التفاعل السياسي والاقتصادي والاجتماعي. فالقيم المشتركة هي التي تشكل الضمير والعقل الجمعي للمواطنين، وهي التي تحدد بنيان وطبيعة نظم التفاعل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، التي ترسم طريقة الحياة أو "كتالوج الحياة" على أرض الوطن
  • اقتصادي: أن يستطيع الفرد نتيجة لهذا الانتماء أن يحصل على احتياجاته الأساسية، من خلال انخراطه في المنظومة الاقتصادية لهذا الوطن وتفاعله معها، وهذا هو مفهوم المواطنة الاقتصادية، ويرمز له البعض بالعدالة الاجتماعية، ومن الناحية الأخرى يلتزم المواطن بسداد الضرائب والرسوم التي تذهب لخزينة الدولة لتنفق منها على المرافق والخدمات الاجتماعية المشتركة
  • اجتماعي: أن يتمتع الفرد بالعلاقات الاجتماعية التي تربطه بهذا الوطن، من خلال علاقات قرابة وصداقة وزمالة وجيرة لمواطنين آخرين
  • معنوي أو نفسي: ونتيجة لكل ما سبق، يتولد لدى المواطن شعور بالانتماء للوطن، وهو شعور نفسي لدى الفرد بعضوية كيان اعتباري هو الوطن، والتضامن مع المواطنين الآخرين بناء على الاشتراك في التاريخ والمصير.


    فالعوامل أو الروابط التي تتحكم في الانتماء لوطن لها شقان على الأقل، أحدهما يقع في الماضي بتراثه وذكرياته، والآخر يكمن في الموافقة الجماعية على العيش المشترك في الحاضر والمستقبل. ويمكن أن نقول أن الشق الأول الذي يقع في الماضي هو شق قدري لا يملك المواطن أن يتحكم فيه، ولكن الشق الثاني هو شق اختياري، لأننا قد نجد بعض المواطنين وقد عجزوا عن الحياة في الوطن، أو عجزت الحياة في ذلك الوطن عن أن توفر لهم احتياجاتهم الحياتية الأساسية، فيلجأون للانتساب لوطن آخر بصورة اختيارية عقلانية و – أو عاطفية.



تحلل وضعف الدولة الرسمية وصعود الدويلات الموازية



ويمكننا أن نتصور هذه العوامل أو الروابط، مثل الخيوط الدقيقة المغزولة معاً، والتي تتجمع لتكون حبل الانتماء. وعندما تتآكل تلك الخيوط واحداً بعد الآخر، يهترئ حبل الانتماء، حتى ينقطع أو يكاد.

فعندما يفقد المواطن حقوقه القانونية المكفولة له بموجب الدستور، أو تفتئت الدولة أو من يمثلها من موظفي العموم أو ضباط الشرطة على حريته أو كرامته كمواطن، أو يفتقد الشعور بالأمن، أو تتعطل منظومة العدالة، أو تغتال ممارسات الدولة والمجتمع أبسط قواعد المساواة وتكافؤ الفرص، أو يشعر "المواطن" أن رأيه لا يقدم ولا يؤخر، وأن صوته الانتخابي مهدر، وأن القرارات الاجتماعية تصدرها طبقة حاكمة بمعزل عنه، والأسوأ أنها لا تمثله ولا تراعي مصالحه، عندها، تنفصم بعض خيوط الانتماء.

وعندما يشعر المواطن بالاغتراب الثقافي، وبأن القيم الحاكمة في المجتمع، لا تتوافق مع قيمه الشخصية، بل وتتعارض معها في تضاد وتنافر، وأن منطق الحياة في المجتمع لم يعد يكافئ المجد أو الماهر أو الموهوب، بل أن المنافق والفاسد والممالئ للطبقة الحاكمة على حساب مصالح الوطن والمواطنين، هو الذي يتبوأ مقاليد الأمر والنهي ... عندئذ لابد وأن تتآكل خيوط أخرى.


وعندما تعجز قوانين ونظم الدولة التي تجسد مفهوم الوطن في الوفاء باحتياجاته الحياتية، من رعاية صحية، وخدمات تعليمية، وتأمين اجتماعي، وأمن وعدالة، فيضطر للجوء لقوانين ونظم بديلة في الدولة الموازية، يصبح فعلياً ولاؤه مزعزاً بين الدولة الرسمية والدولة الموازية. وقد يسأل سائل، أليست "الدولة الموازية" هي فكرة نظرية، بمعنى أنه لا توجد فعلياً دولة "رسمية" باسم الدولة الموازية، طبقاً لتعريف الدولة الموازية نفسها؟ فكيف ينتمي المواطن لدولة غير موجودة رسمياً؟

وهنا نرد بمثال بسيط، عندما يضعف أو يختفي دور الدولة في المجالات التي ذكرناها، وتأتي جماعة أو حزب أو جمعية أو شخص، ليقوم بتقديم هذه الخدمات بدلاً من الدولة الرسمية، فيفتتح عيادة طبية بأسعار رمزية في مسجد مثلاً أو كنيسة، كبديل عن الخدمات الطبية المنعدمة أو فاحشة التكلفة في تلك المنطقة مثلاً، ثم يلحق بها عدة فصول للتقوية تعويضاً عن فشل أو عجز أو تدهور أو قصور النظام التعليمي الرسمي، ثم يبدأ في تخصيص مبالغ شهرية من عائد الزكاة أو النذور أو التبرعات لمساعدة الأسر الفقيرة بتخصيص "معاشات" شهرية لتلك الأسر، كبديل عن الضمان الاجتماعي الذي لم تقدمه الدولة الرسمية، وهكذا.

مع كل هذا، ألا يتحول ولاء المواطن ليصبح مرتبطاً بهذه الجماعة أو الجمعية أو المسجد أو الكنيسة، بسياساتها وشخوصها ومصالحها، بدلاً من ولائه للوطن الأصلي؟ وعندما تعرض له قضية وطنية أو سياسية، ألا يأتي قراره بناء على مصالح أو توجيهات قادة الدولة الموازية التي تفي باحتياجاته؟ هنا نكتشف أن انتماء وولاء المواطن يصبح للمسجد أو الكنيسة أو الجمعية أو صاحب العمل أو عضو مجلس الشعب الذي يفي باحتياجاته الحياتية، وتصبح مصلحة تلك الدولة الموازية مقدمة على مصلحة الدولة الرسمية التي تجسد مفهوم الوطن الأصلي.


لقد تقوقع المسلمون في الدين الإسلامي، وتقوقع المسيحيون حول الكنيسة، فأصبح للإخوان مثلاً دويلة إسلامية موازية، وأصبحت الكنيسة دويلة موازية أخرى، وتدريجياً اجتذبت هذه الدويلات الموازية الولاء من مواطني الدولة الرسمية الذين أرادوا بدورهم أن ينتموا لكيان بديل عن الوطن الضائع، فضعفت فكرة الوطن، واقتربنا من أن نصبح شعبين في وطن واحد. بل أننا نسمع هذه التعبيرات بالحرف: الشعب المسيحي، أو شعب الكنيسة والأمة الإسلامية، إين إذن الأمة الموحدة التي تسكن هذا الوطن، مصر؟ نحن ندعو للدولة المدنية ولفصل الدين عن السياسة، فما هو البديل عن ذلك، هل نريد نظام محاصة طائفي حتى نصبح شعبين يعيشان على أرض واحدة يتربصان ببعضهما البعض انتظاراً للحظة الانفصال، أم ندافع جميعاً عن حقوق المواطنة لكل فرد، مسلم أو مسيحي أو بهائي أو بوذي أو غير متدين؟



دور يجب أن يتغير

لا شك أن المؤسسات الدينية في مصر لعبت دوراً إيجابياً في مجمله في الماضي في الحفاظ على الشخصية الثقافية المصرية بل وتطويرها. فالأزهر حافظ على الطابع الوسطي للإسلام المصري إلى أن تغلغل فيروس الهوس الديني المستورد في المجتمع ككل والأزهر جزء من هذا المجتمع. كما نذكر أن حركة التنوير والتطوير خرجت من رحم الأزهر في بدايات القرن التاسع عشر، علاوة على وقوف الأزهر كجزء قيادي لا يتجزأ، من حركات المقاومة والاحتجاج بل والثورة. والكنيسة المصرية أيضاً لعبت دوراً إيجابياً في الحفاظ على اللغة المصرية والتقاليد المصرية القديمة التي تربطنا بالأجداد وتجعلنا نتواصل مع شخصيتنا القومية تاريخياً. ولكن مع ظهور الدولة الحديثة، كان من المفترض أن يتطور دور الأزهر والكنيسة ليتناسب مع تحديات العصر ومتغيراته، حيث أصبح التخصص هو سمة الحياة العصرية، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات. ولكن المؤسستين بدلاً من أن يفسحا المجال لمؤسسات الدولة المدنية ويشجعان على التطور الديمقراطي وانتخاب مجالس وبرلمانات ومسئولين مدنيين، نجد أن الحرص على عدم فقدان سلطة دنيوية جعل المؤسسة تقوم بدور هو خليط من مؤسسة دينية وسلطة حكم أو دور دولة ذات سيادة – داخل الدولة الرسمية.



فانقلب الدور الإيجابي إلى سلبي بسبب عدم مواكبة هذه التطورات، ولا شك أن لتلك المؤسسات الدينية اليوم دوراً سلبياً في التمييز الديني، ونحن هنا نتحدث عن كل من المؤسسة الإسلامية والكنيسة الأرثوذكسية. فالأولى تنهال علينا بسيول من الفتاوى التي لا يقبلها عقل ولا منطق، والثانية تصر على انتزاع الحقوق المدنية من المواطنين المسيحيين، فدمجت مثلاً الزواج بشقيه القانوني والروحي في حزمة واحدة، رغم أن الطبيعي أن تترك الشق القانوني للدولة المدنية، وتتحكم هي في الشق الروحي كما تشاء. ولا ننسى بالطبع جلسات الإرشاد، وقضايا الحسبة، والتعامل مع المسائل الدينية وكأنها ملف أمني في الأساس.



الإخوان المسلمين وإخوان الصليب

ومن أجل الحفاظ على السلطة الدنيوية، يجتهد زعماء الحركات السياسية التي تستخدم الدين، في تعريف الدولة من خلال قالب ديني، لأنهم يعلمون أن استخدام التعريف العصري المتفق عليه للدولة الحديثة، يقلص من سلطاتهم لتنحصر في المجال الروحي، فتضيع سلطاتهم الدنيوية والسياسية، فنجد الإخوان المسلمين مثلاً يعرفون الأمة بأنها الأمة الإسلامية، ويعرفون الهوية المصرية باعتبارها جزء من الهوية الإسلامية، في برنامجهم الذي أعلنوا عنه عام 2007. وقد جاء في سياق هذا البرنامج فكرة "المجلس الملي" أو "هيئة كبار علماء الدين" (صفحة 10)، المنوط به "تطبيق الشريعة الإسلامية" الذي أعطاه البرنامج سلطات فوق - دستورية، باعتباره مجلساً يحتكر تفسير الإرادة الإلهية، بمثابة الصدمة للمراقبين، الذين رأوا في المجلس تكريساً للدولة الدينية وولاية الفقيه، إلا أن هذه الصدمة، حجبت أموراً فنية جوهرية في البرنامج، وهي أمور أراها أخطر بكثير، وتعد بمثابة إعلان حرب على "الهوية المصرية" نفسها.



ورغم أن البرنامج تحدث عن "دولة تقوم على مبدأ المواطنة"، تساوي بين كل المواطنين "في صفحة 12 و 26، إلا أن البرنامج عاد وأعلن أن "الهوية الإسلامية" هي أساس العقد الاجتماعي، والعلاقات الخارجية، والبناء الثقافي، في صفحة (18، 28، 32، 113، 114)، بينما لم يأت أي ذكر "للهوية المصرية" ولا مرة واحدة في البرنامج المكون من 128 صفحة.



وهنا يبرز تناقض واضح، كيف تقوم دولة مصرية على مبدأ المواطنة كما يدعي البرنامج، بينما هي لا ترى أن مصر لها هوية أصلاً، وتصر على أن الهوية الإسلامية هي الأساس التعاقدي للمجتمع؟ كيف تكون الهوية الدينية هي أساس العقد الاجتماعي في الدولة، التي يفترض فيها ألا تفرق بين مواطن وآخر على أساس الدين؟ إن الدولة الوحيدة في العالم تقريباً التي تركز على الدين كأساس للمواطنة هي إسرائيل، بالطبع إلى جانب الدولة التي يدعو لها هذا البرنامج.



ويتضح في البرنامج الهدف الرئيسي من الحرب على الهوية المصرية ممن يضعون لهم شعاراً "طظ في مصر"، حينما يدعو إلى "دولة تحقق وحدة الأمة الإسلامية" (صفحة 15 و 16 و 27 و 32) وهي في الواقع دولة الخلافة الإسلامية التي أعلن الشيخ على عبد الرازق منذ ثمانين عاماً أنها سبب تخلف الدول الإسلامية كلها، في كتابه التاريخي، الإسلام وأصول الحكم. واليوم يعلن علينا الإخوان أن مسح الهوية المصرية هو السبيل لتحقيق الوحدة، رغم أننا رأينا كيف استطاعت دول أوروبا أن تتحد، مع الاحتفاظ بالهوية القومية والحضارية لكل شعب واحترامها، وفي تصورنا أن التحالف أو الاتحاد مع الدول الأخرى لابد أن يأخذ في الاعتبار المصلحة الوطنية والعوامل المختلفة للهوية وليس الدين فقط.



وفي نفس الوقت يخرج علينا "إخوان الصليب" ليقولوا لنا أن المصريين الذين دخلوا في الإسلام قد تنازلوا عن هويتهم المصرية. ولا يفوتني أن أقول أن عدداً ضخماً من "إخوان الصليب"، يتشدقون بالعلمانية، ظناً منهم أن العلمانية هي سب الإسلام، ولكن عند بحث القضايا المفصلية، تجدهم يأخذون جانب المرجعية الدينية على طول الخط، تماماً مثلما يتشدق الإخوان المسلمون بفكرة المواطنة، ثم يعودون ويعرفون الوطن على أساس أنه دار الإسلام والأمة الإسلامية، وبالتالي فغير المسلمين هم أهل الذمة مواطنون من الدرجة الثانية على أفضل تقدير.



والهوية المصرية لا تتعارض مع الهوية الإسلامية أو المسيحية، وأحيانا قد يقع بعضنا في حيرة ترتيب أولويات الانتماء، فالبعض يقول أنا مصري أولاً والآخر يقول أنا مسلم أو مسيحي أولاً، وفي رأيي هذا به خلط للأوراق، فتعدد الانتماءات في كل شخص شيء طبيعي، ولكن يجب أن نبحث عن موضوع النقاش حتى نحدد أي من الانتماءات له الأولوية في ذلك الموضوع، مثلاً أنا أهلاوي أولاً عندما يتعلق الموضوع بماتش كورة في الدوري المصري، ومصري أولاً عندما يتعلق الموضوع بشيء سياسي أو شيء يمس وضعي كمواطن في دولة اسمها مصر، أو أمر يمس أرض مصر أو حدودهأ، ومسلم أولاً أو مسيحي أولاً عندما يتعلق الموضوع بشيء ديني يمس علاقتي الشخصية بالخالق، وقد أكون مهندساً أولاً أو خبيراً في الإدارة أولاً عندما يتعلق الموضوع بشيء فني مهني أو إداري. فكوني مصرياً لن يجعلني أدلي برأي يخالف أصول المهنة أو المبادئ العلمية المتعارف عليها إذا سئلت للشهادة مثلاً في قضية حكومة مصر تكون أحد أطرافها. وأنا إنسان أولاً عندما يتعلق الموضوع بأمر يمس الإنسانية كلها مثلا حقوق الإنسان لا فرق فيها بين مصري وغير مصري، وهكذا، فتعدد الانتماءات بالطبع موجود، ولكن الأولوية تكون حسب الموضوع الذي نتحدث فيه. ودائرة المركز في دوائر الهوية، وهي الدائرة التي نشترك جميعاً في الانتماء لها كمصريين، هي دائرة انتمائنا لمصر، الوطن الأم، وأساس المواطنة بين كل المصريين، هو المساواة بيننا جميعاً كمصريين، لا فرق في ذلك بين مسلم أو مسيحي أو غير متدين، وهذا هو الحل لهذا الخلط الذي يتم بحسن نية من البعض أو بسوء نية من البعض الآخر.



إخواني المسلمين والمسيحيين يا من ترون أن الوطن هو الدين، أقول لكم: طرحكم يعني اغتيال الهوية المصرية، هوية الوطن الأم، لصالح هوية دينية رغم أن الدين لا يطلع عليه سوى الديان، أنتم تفتحون الباب واسعاً لاغتيال وحدة مصر، ربما بحسن نية. ندعوكم لمراجعة النفس، والنظر في تاريخنا الذاخر، ثم في المستقبل وكيف يمكن أن تستعيد مصر عبره مكانتها كدولة رائدة في العالم، لنرسم معاً صورة، لما نتمنى أن نرى مصر عليه، ثم دعونا نعود إلى الحاضر، لنعلن كلمتنا في كنه ومكونات هوية مصر، ونتمنى أن يكون الانتماء الديني قد ترك في قلوبكم مكاناً يتسع لهوية مصرية.



الدين ليس هو العدو

إلى من يرون أن الدين هو العدو ... إلى من يرون أن الإسلام هو العدو ... إلى من يرون أن المسيحية هي العدو ... أقول لهم، الدين يمكن أن يكون أقوى داعم في الدعوة للتسامح والإخاء، أما إذا خيرتم الناس بين الدين وبين ما تدعون إليه، لاختاروا الدين، وفي نفس الوقت، لا يوجد سبب لمثل هذه الخيارات المتعسفة، فيمكن لكل إنسان أن يحتفظ بعقيدته، وفي نفس الوقت يتعامل مع إخوانه في الوطن بمساواة كاملة وتسامح غير محدود. أقول لمن يحاولون افتعال معركة مع الدين، الديانات حمالة أوجه، يمكننا أن نجد فيها الآيات والتفسيرات التي تدعو للتسامح، "لكم دينكم ولي دين"، "لا إكراه في الدين"، "أحبوا أعداءكم"، "لست عليهم بمسيطر"، وهو ما يضع حدوداً بين الولاية الروحية والسلطة الدنيوية، فالسيطرة تدل على السلطة الدنيوية، تماماً مثل "أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله". وهناك أيضاً آيات وأحاديث وقصص يمكن أن يجد فيها البعض ما يفسره في اتجاه الإقصاء، ويستخدمه في التحريض على الكراهية، بمفهوم "من ليس معي فهو ضدي"، أو "قد أتيت بسيف"، أو "وأعدوا لهم ..."، أو "وقاتلوهم ..."، إذا استخدم التفسير الحرفي دون أن ينظر لسياق الموضوع، والأهم، دون أن يستخدم المقياس الأصلي، وهو مقاصد الدين والقيم العليا التي يحض عليها. وعلى سبيل المثال يذكر البعض آيات مثل "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"، باعتبارها تحض على العنف والإرهاب، بينما قد يفسرها البعض بأنها تدعو لتطوير قوة الردع التي تمنع الاعتداء وتضمن السلام، لإن إعداد القوة لتخويف العدو من مغبة العدوان هو توجه نحو السلام من منطلق القوة الدفاعية أو قوة الردع، فأي التفسيرين نريد ونستلهم؟ التفسير الذي يحاصر الأديان في خانة الإرهاب أم التفسير الذي يفتح الباب والقلب للسلام والإخاء؟ هل نريد أن نحاصر الأديان في التفاسير المتعصبة التي قد تحض على العنف وعدم قبول الآخر أم نسعى لتطوير الفكر الديني والتركيز على التفاسير والآيات التي تنشر المحبة والإخاء والقبول بالآخر؟


هل ندمغ الإسلام بالعنف لوجود حوادث إرهابية من مسلمين، أو بسبب توسع الإمبراطورية الإسلامية عن طريق الحروب، أو كنتيجة لوجود فترات من الاضطهاد الديني في عصور حكام مسلمين؟ وهل كان توسع الإمبراطوريات القديمة سوى عن طريق الحرب؟ هل ندمغ المسيحية بالعنف نتيجة لاضطهاد غير المسيحيين والأريوسيين وغيرهم بعدما تبنت الدولة الرومانية المسيحية كديانة رسمية للدولة، أو بسبب محاكم التفتيش في أسبانيا وإيطاليا وغيرها، أم نستلهم عظات المسيح المملوءة بالدعوة للحب والتسامح ونأخذ حوادث العنف باعتبارها أمثلة ودروساً لما يمكن أن يحدث إذا شجعنا التوجه المتعصب لأي دين؟

المعركة ليست ضد الدين، وإنما ضد الكراهية والتعصب باسم الدين، والاقصاء باسم الدين، والشيطنة والتكفير والقتل باسم الدين. المعركة هي تطوير الفكر والفهم الديني ليتناسب مع متغيرات الحياة، وفي نفس الوقت مع الحفاظ على القيم والمقاصد، وليس النصوص والتفاسير الجامدة. فالدين إذن مثل البوصلة التي ترشدنا للاتجاه، وليس كالوتد الذي يثبتنا في الأرض فنتوقف عن المسير، أو ننكفئ على وجوهنا بفعل التباين بين طبيعة الزمن الذي يتحرك للأمام، وأحكام الشيوخ أو الآباء الذين يريدوننا أن نتشبث بذلك الوتد الذي لا يعرفون غيره.



الخلاصة

إن الأساس في مناهضة التمييز، هو التطور الثقافي والحضاري، بما يشمله هذا من تطوير منظومة القيم والمعاملات والتشريعات، أما التركيز على التشريعات فقط فهو أمر محكوم عليه بالفشل وقد يؤدي لنتائج عكسية. وفي نفس الوقت، من يحاولون افتعال معارك وهمية مع الدين – أي دين – فهم يضربون المواطنة والدولة المدنية في مقتل، ويعملون لصالح دعاة الدولة الدينية. بل يجب علينا أن نساهم في تطوير الفكر الديني والتركيز على قيم الحب والتسامح وليس استعراض التفاسير الشاذة أو معايرة أصحاب الديانات بالفتاوى المشينة.



والتطور الحضاري أساسه النتاج الفكري، ثم بث هذا النتاج من خلال منظومات الثقافة والإعلام والتعليم، إلى أن نرى القيم الحضارية تتجلى في السلوكيات والمعاملات بل والطبائع والعادات الشخصية والاجتماعية، وعندها تتنامي قوة المناعة الحضارية، للقضاء على فيروس التطرف والهوس الديني. وفي نفس الوقت، فإن التطور الديمقراطي وتحقيق المواطنة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية هو القوة الوحيدة التي يمكن أن تدفع بالدولة الرسمية لتحل محل الدويلات الموازية التي اقتنصت ولاء المواطنين منها، حتى تصبح المواطنة والولاء والانتماء الأول هو للوطن، وليس لجيتو ديني.




Saturday, August 01, 2009

Cow Shit & X-Files

Cow Shit

is Becoming

a Serious Energy Hit !


Manure from about 600 cows in the farm is used to produce methane which powers a generator which produces Electricity for the Farm saving 200,000 USD a year in energy bills !

Source: edition.cnn.com

Four generations of Saylors have worked the family's dairy farm for nearly a century, but for the past three years, the cows have been doing something besides providing milk: They've been helping power the place.


Predatory snakes become prey in Florida Everglades - CNN.com

Source: edition.cnn.com

Joe Wasilewski drives along a narrow stretch of road through Florida's Everglades. The sun is setting, night is coming on quickly, and Wasilewski is on the prowl for snakes -- and one snake in particular.


Some People Take

the X-Files a tad too seriously !


McKinnon, the Brit who carried out the Biggest hacking operation ever, did it to find out whether the U.S. government was covering up the existence of UFOs !!!


UK Pentagon hacker

loses appeal,

will be sent to U.S.

- CNN.com

Source: edition.cnn.com

The Briton accused of hacking into U.S. government computers on Friday lost his court appeal to have his case heard in Britain, his legal team said.




Legal battle puts Skype's future in jeopardy, owner says - CNN.com

Source: edition.cnn.com

** Joltid claims that Skype broke the licensing agreement in using its technology ...

A legal battle has put the future of Skype in jeopardy, according to eBay, which owns the online communications system.

Nachoua Ihab

ya khabar, what are we gonna do without Skype ??

Wael Nawara

It is not gonna go away any time soon - the trial is in June 2010 and Skype say they are confident !

Al Qaeda priority: Western targets - CNN.com

Source: edition.cnn.com

Between late July and early December of 2008 four members of a Belgian-French group returned to Europe from the Pakistan-Afghanistan border region.


Obama on Health Care: Pragmatism Over Principle - TIME

Source: www.time.com

On health care, as in other key issues, the President seems intent on racking up big wins, even if it means compromising


Marriage Proposal ...

In Disney Land !


The best marriage proposal in world history:)


Will a 3 Billion Dollar

Grant Make Renewable

Finally Arrive?



Source: www.reuters.com
WASHINGTON (Reuters) - The U.S. government on Friday said it is now accepting applications for some $3 billion in government grants to boost development of renewable energy projects around the .... (Read More @ www.reuters.com)
.
.

Wednesday, July 29, 2009

Copt = Egyptian


البابا شنودة:


العلاقة بين المسلمين والأقباط


ليست طيبة في مجملها..


وفي المشكلات


لا نرى سوى رجال الأمن



قال لـ«الشرق الأوسط»: لا يجوز أن يتولى قبطي رئاسة مصر لأن الأغلبية العددية مسلمة

القاهرة: محمد عبد الرءوف




اعتبر البابا شنودة الثالث بابا الأقباط الأرثوذكس في مصر أنه لا يوجد حل عام لكل المشكلات الطائفية التي تظهر بين الحين والآخر في مصر، قائلا «كل مشكلة يجب أن تحل في إطارها والمناخ الذي نشأت فيه، وتعامل الجهات المختلفة معها».
وأضاف البابا شنودة في حديث لـ«الشرق الأوسط» «في المشكلات الطائفية لا نرى دورا سوى لرجال الأمن، وسط غياب تام لأعضاء البرلمان والمجالس المحلية، وبعد أن يتدخل رجال الأمن، تتدخل المؤسسات الدينية لكي تؤيد الحل الأمني، وبعد ذلك نهاجم رجال الدين ونتهمهم بالعمل في السياسة».

ورفض البابا شنودة وصف تلك المشكلات بأنها أحداث فردية، وقال «الأحداث الفردية إذا تكررت لا تصبح فردية»، معتبرا أن الحياد في التعاطي مع تلك المشكلات ليس موجودا في كل الحالات، إلا أنه رفض اتهام جهة بعينها بعدم الحياد.

ورأى البابا شنودة أن العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر في مجملها ليست طيبة، قائلا «شيخ الأزهر رجل طيب وسمح وتجمعني به علاقة طيبة، وكثيرا ما نلتقي في مناسبات مختلفة، ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه العلاقة الطيبة بين المسلمين والأقباط».

وتقع بين وقت وآخر مصادمات طائفية بين الأقباط والمسلمين في أنحاء متفرقة من مصر، كان آخرها في المنيا (240 كيلومترا جنوب القاهرة) أول من أمس عندما تشاجر أقباط ومسلمون بسبب محاولة أقباط إحدى القرى تحويل أحد المنازل إلى كنيسة لتأدية شعائرهم الدينية.

وقال البابا شنودة «قد تكون هناك علاقات صداقة وعلاقات طيبة بين مسلمين وأقباط، ولكن حين تأتي ساعة الاختيار في الانتخابات لن يختار المسلم القبطي مرشحا»، معتبرا أن هذا الأمر جديد، وقال «في نقابة المحامين كان مكرم باشا عبيد وهو قبطي نقيبا للمحامين، ثم جرى العرف على أن يكون وكيل نقابة المحامين من الأقباط، ثم اختفى التمثيل القبطي من مجلس إدارة النقابة تماما». وأضاف «الذي كان ينتخب المرشحين الأقباط كانوا الناخبين المسلمين فما الذي حدث؟»، معتبرا أن هناك تراجعا في دور الأقباط في الانتخابات.

وبشأن الجدل المثار حول انتخابات الرئاسة المقبلة ومايثار في أوساط المعارضة, قال البابا شنودة «لا أعتقد أن هناك توريثا سيحدث، فالكفاءة الشخصية والقواعد القانونية هي التي ستحكم اختيار الرئيس القادم، أي إن أي شخص يرى في نفسه الكفاءة فليرشح نفسه ومن تنطبق عليه الشروط القانونية سيخوض الانتخابات، ومن سيوافق عليه الشعب سيفوز».

وتنتهي فترة الحكم الخامسة للرئيس حسني مبارك في عام 2011، حيث من المقرر أن تجرى انتخابات رئاسية على أساس المادة 76 من الدستور المصري التي تم تعديلها مرتين الأولى عام 2005 والثانية عام 2007 والتي فتحت الباب أمام ترشيح المستقلين والمعارضين للرئاسة وفق شروط معينة.

وأعرب البابا شنودة الثالث عن رفضه لتولي قبطي رئاسة الدولة، قائلا «لا يجوز ذلك لأن الأغلبية العددية مسلمة ولا يجوز أن يحكمها قبطي ليمثل الأغلبية العددية».

وقال شنودة «فرصة أي مرشح قبطي في الانتخابات ضعيفة، فإذا كان لا ينجح مرشحون أقباط في الانتخابات البرلمانية وانتخابات النقابات فكيف نتوقع أن ينجح مرشح قبطي في انتخابات الرئاسة؟».

وأشاد البابا شنودة بتعامل الحكومة المصرية مع أزمة ماكس ميشيل (ماكسيموس) الذي نصب نفسه بطريركا، وقال «الحكومة المصرية اتخذت معه موقفا شديدا وسحبت منه البطاقة الشخصية وجواز السفر المدوَّن فيهما صفته الكنسية المزعومة، وأنا أعرفه لأنه كان تلميذا لي في كلية اللاهوت ولكن كانت له آراء تخالف العقيدة المسيحية فلم ينل أي درجة كنسية».

وأضاف «عندما فشل ماكسيموس في مصر لجأ إلى أميركا ونال من هناك درجة كبير أساقفة إلا أن تلك الدرجة التي حصل عليها لا تعني شيئا في الكنيسة الأرثوذكسية».

وحول الزواج الثاني للأقباط، قال البابا شنودة «التعاليم المسيحية ليس بها زواج ثان لأنه ليس بها طلاق إلا في حالات معينة، وعندما يصدر القضاء حكما بتطليق مواطن مسيحي فعليه أن يزوجه لا أن يجبرني على تزويجه لثاني مرة».

وردا على سؤال عن أوضاع أقباط المهجر، قال البابا شنودة «عددهم كبير جدا وبالطبع ليس كلهم لهم رأي واحد، لديهم أكثر من رأي، لذلك من الخطأ تعميم المصطلح على الكل، وأنا أرى أنهم يجب أن تكون لهم صلة أكثر بالسفارات والقنصليات المصرية في الخارج». وأبدى البابا استعداده لمقابلة أي من أقباط المهجر إذا طلبوا لقاءه، نافيا وجود أي خلافات بينهم وبين الكنيسة.







************************************
.
.
تعليق



أرجوك وأتوسل إلى قداستكم


تجنب السياسة ولا تنس أن


قبطي = مصري



أولاً: كل الإجلال والاحترام والحب لقداسة البابا

ثانياً: أتمنى أن يدع البابا "ما لقيصر لقيصر وما لله لله" وأن يبتعد عن السياسة - فهو زعيم روحي له الإجلال في قلوب المصريين بطوائفهم، والحديث في السياسة قد يعكر صفو هذه المحبة الخالصة


ثالثاً: ما هو المانع أن يتولى مسيحي رئاسة الدولة؟ أتمنى أن يأتي اليوم الذي لا نسأل فيه عن دين أحد لأن الدين محله القلب ولا يمكن في الواقع أن نعرف دين أي شخص مهما كانت المظاهر تشير لانتمائه لهذا الدين أو ذاك

رابعاً: للزواج شقين - شق روحي للبابا أن يمنع البركة أو أسرار الكنيسة عن أي مسيحي لا يلتزم بتعاليم الكنيسة، ويمنحها للملتزمين، ولكن هناك شق قانوني تعاقدي مدني ليس للبابا أن يتدخل فيه بالسماح أو المنع - ندعو لتعميم الزواج المدني على الجميع

خامساً: وهي أهم نقطة في نظري - أرجو البابا وأتوسل إليه - وأرجو كل مصري آخر أن يتوقف عن استخدام كلمة قبطي ليصف المسيحيين في مصر. هذا تحريف واستخدام قد ينطوي على العنصرية لكلمة معناها واضح - قبطي تعني مصري - مهما كانت ديانته أو عقيدته أو لونه


سادساً: ما هو الضرر الذي يصيب البابا أو الكنيسة أو المسيحيين أو المسلمين في أن يقوم ماكسيموس أو غير ماكسيموس بادعاء البابوية، أو الرسولية أو حتى الألوهية؟ ما هو تعريف حرية المعتقد بالضبط؟ وهل التصفيق للدولة أنها سحبت البطاقة والجواز من شخص لتغيير بياناته الكنسية مقبول؟ ألا يشجع هذا الدولة على السيطرة على الشئون الدينية؟ وما الفرق بين هذا وبين رفض الدولة تسجيل البهائية كديانة في خانة الديانة (التي نرفضها من الأساس)؟ ما هي سلطة الدولة بأن تعترف بهذا أو ذاك كدين أو كبابا أو كأسقف أو كمطران؟ أليس هذا شأن يخص من يتبعونه ويعتنقون مذهبه؟ وعندما نشجع الدولة على التدخل في الشئون الدينية، ألا يجرنا هذا لمصائب كثيرة أخرى؟

شكراً لسعة صدر قداستكم

Saturday, July 25, 2009

Neo-fascism


 

الفاشية


 

"الجديدة"؟


 

هناك العديد من التعريفات للفاشية لكنها تدور حول فكرة جماعة ما أو حزب راديكالي عادة ما يكون قومياً لكن يمكن أن نطبق نفس الفكرة على الأحزاب والجماعات الدينية - يؤمن بالصراع بين القوميات (أو الحضارات والأديان) ويؤمن بتفوق العرق أو الحضارة (أو الدين) الذي يكافح من أجل إظهاره ونصرته على القوميات أو الحضارات أو الأديان الأخرى، قد يتبنى في وقت ما أجندة ديمقراطية، ولكنه في الواقع يؤمن بأن القوة في الوحدة وليس في التعددية، وبالتالي هو يسعى لتوحيد المجتمع كله في تيار سياسي واحد، فيقمع المعارضين حال وصوله للسلطة.


 

وأصل الكلمة مشتق من الوحدة، وحدة فصائل المجتمع وفكرة العصي التي يمكن كسرها بسهولة فرادى ولكن يصعب كسرها عندما تضع العصى كلها في حزمة واحدة.


 

وهي فكرة قد تبدو لأول وهلة جذابة وواعدة ويمكن من خلالها تحقيق القوة والمنعة للأمة بل والتنمية السريعة خاصة أن الفاشيين كثيراً ما يسمحون للشركات بأن تنمو وتستثمر في التنمية مع وجود علاقات وثيقة بين القطاع الخاص والسلطة، لكن واقع الأمر أن قولبة المجتمع كله في تيار سياسي واحد وقمع الحريات وتعذيب المعارضين يؤدي في النهاية لانهيار النظم الفاشية من الداخل بعد أن تكون قد تسببت في خراب شامل لأنها تدفع البلاد لحروب ترضي طموحاتها في توحيد العالم تحت راية واحدة هي راية الحق في وجهة نظرهم.


 


 

ولعل أهم الدوافع السيكولوجية التي تميز الخطاب الفاشي هو التركيز على كراهية الآخر، والتفوق العرقي أو الديني للأمة أو للحضارة وأسلوب الحياة الذي تتبناه والشوفونية، ووصم المعارضين بالخيانة وبأنهم أعداء الدولة، واللعب على مشاعر البسطاء من خلال الشحن النفسي باستخدام دوافع التفوق، واستخدام فكرة الخير المطلق للنفس والشر المطلق للآخر، وشيطنة الآخر، واستخدام الخوف من الآخر كدافع داخلي لضرورة سحق هذا الآخر ومحاربته بدون رحمة. وفي سبيل هذا تأتي القوانين الاستثنائية والاعتداء على الحريات وحقوق الإنسان بحجة أن الأعداء يتربصون بالبلاد ولابد من تغليب أمن الجماعة أو المجتمع على الحرية الفردية.


 

ومن المفردات والعبارات الحماسية الشائعة في خطاب الفاشيين الجدد (رغم أن غيرهم قد يستخدمها أيضاً) : إنهم يكرهوننا، إنهم يكرهون حريتنا، من ليس معنا فهو مع الأعداء، القوة في الوحدة، القوة في وحدة العقيدة، نحن الأمة المختارة، نحن أفضل أمة، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، أمن الدولة قبل كل شيء، أمن الدولة خط أحمر، لا حرية لأعداء الحرية، لا حرية لأعداء الدولة، صلاح الإنسانية في أن تتبع جميع الشعوب أسلوب حياتنا لأنه الأفضل، نهاية التاريخ، أم المعارك، المعركة الأخيرة، معركة آخر الزمان، محور الشر، السماء معنا، لقد اختارنا الله لنقوم بهذه الحملة أو المهمة التاريخية، .... إلخ.


 

هل يذكرك هذا بشيء؟

Against God-State / Post-Realism

ضد الدولة الإله 8

وما بعد الواقعية


 

مواجهة الجماعات الفاشية


 

جاء تطور الأديان مع انخراط البشر في جماعات كانت نواة للمجتمعات التعاونية، فجاء الدين ليضع داخل كل شخص منظومة صارمة من القيم التي تضمن أن يعمل الأفراد لصالح الجماعة بوازع داخلي ولو على حساب مصلحتهم الشخصية. وطبيعة المجتمعات القديمة تختلف عما هو موجود الآن، فتلك المجتمعات كانت صغيرة ولم يكن من الشائع أن يتباين أعضاء القبيلة أو القرية في معتقداتهم، بل نجد أنه حتى فترة قريبة كانت المجتمعات الأوروبية لا تتسامح مع الأفراد الذين قد يعتنقون عقائد مغايرة أو يؤمنون بمنظومات قيم مختلفة عن تلك السائدة، فنشأت مثلاً محاكم التفتيش بكل العقوبات الصارمة التي هدفت لقولبة منظومة القيم لدى جميع أفراد المجتمع لأسباب سياسية وسلطوية.


 

أما اليوم فالوضع مختلف، وأصبح على المجتمعات أن تتكيف مع العديد من المعتقدات والفلسفات المتباينة التي يعتنقها الأفراد، ومن هنا جاء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ليضمن حرية المعتقد والفكر والرأي وحريات وحقوق أخرى عامة ولصيقة بكل إنسان منذ ولادته، ليكون هذا الإعلان هادياً للدساتير والقوانين المحلية والقومية بصورة معيارية. والدين في الأساس هو مجموعة من المعتقدات والطقوس والقيم التي تجعلنا نلزم أنفسنا بسلوكيات نحاول قصارى جهدنا أن تتوافق مع تلك القيم. وهذه القيم لا يستطيع في حقيقة الأمر أن يطلع عليها أحد لأنها داخلية، ولهذا نجد الدين الإسلامي مثلاً يعطي أهمية كبيرة للنية قبل أداء اي عمل أو فريضة أو طاعة. فقبل الصوم أو الصلاة أو الحج أو الزكاة على المسلم أن يوجه نيته لله في أداء تلك الفروض، ولأنه لا مطلع على السرائر سوى الشخص نفسه والله، فلا قيمة لمحاولة المجتمع في أن يراقب السلوك الديني لأي شخص، لأن النية هي الأصل والنية محلها داخل الإنسان.


 

أما القانون الوضعي، فيعمل بصورة هي عكس ذلك، فهو لا يسأل عن النيات إلا إذا تحولت تلك النيات لأفعال مادية تضر بالآخرين أو بالمجتمع، فهنا يكون الحساب على الأفعال المادية وليس على الأفكار أو الخواطر. أما إذا حاول شخص ما، أو جماعة، أن تلزم الآخرين بسلوكيات شخصية معينة لأسباب دينية، مثل إلزام النساء جبراً بارتداء أزياء معينة، أو فرض تعطيل الأعمال وقت الصلاة، أو غير ذلك من أمور تدخل في إطار السلوك الشخصي الذي لا يضر تركه الآخرين، فهنا هذه الجماعة تفرض سلطة مادية على الآخرين، بدليل أنها تحد من حرياتهم وسلوكياتهم المادية، ولكن طالما استخدمت الجماعة أسلوباً سلمياً طوعياً، يمكن أن نقول أن الأفراد يتنازلون طوعاً عن بعض من حريتهم لصالح فكرة أو عقيدة أو من أجل الانتماء لهذه الجماعة أو تلك وتحقيق مصالح مادية أو معنوية من وراء ذلك.


 

ولكن المشكلة تحدث عندما تطمح مثل هذه الجماعات لفرض الالتزام بسلوكيات أو طقوس أو معتقدات معينة على نطاق واسع بالقوة إن لزم الأمر، من خلال فرض هذه السلوكيات على القانون الوضعي، وتحميل نظم التعليم والإعلام ومؤسسات التأثير في الرأي العام بمنظومات برمجة هدفها غسل العقل الجمعي وتوجيهه في اتجاه محدد يكرس سلطة هذه الجماعات وسيطرتها على المجتمع، من خلال تنامي سلطتها المادية والمعنوية وتأثيرها في نظم الحكم على العديد من المستويات الإدارية ومن خلال مختلف المؤسسات الرسمية أو الوسيطة، أو من خلال سيطرتها الكاملة على نظم الحكم، ويصبح شيوع الالتزام بأزياء أو طقوس معينة هو رمز سياسي في ثوب ديني للدلالة على تنامي سيطرة هذه الجماعات، وافتعال قضية دينية للاستفادة منها سياسياً.


 

هنا لابد أن يكافح أفراد المجتمع لاسترداد حرياتهم التي أقرها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يعترف بالحقوق الفطرية الطبيعية لكل إنسان، وقد يضطر الناشطون من أفراد المجتمع للتعرض للاضطهاد المادي أو المعنوي أو العقوبات القانونية، نتيجة لفساد القوانين وعدم التزامها بمعايير حقوق الإنسان، مثل المفكرين أو الكتاب أو المدونين الذين يتعرضون للسجن أو الاغتيال أو التهديد بسبب آراء لهم قد لا تعجب قادة الجماعات الدينية. ولا يمكن أن يسترد المجتمع تلك الحقوق التي اغتصبتها السلطة الدينية في الدولة الإله إلا من خلال الكفاح وبذل التضحيات، والتصدي لمن ينصبون أنفسهم رقباء على الفكر والرأي، والمطالبة بإصلاح القوانين والدساتير حتى تتماشى مع الحقوق والحريات المعيارية، ويصبح على جميع البشر والدول أن تمد يد العون لمن يكافحون لاسترداد حقوقهم الفطرية حتى في أقطار وقارات بعيدة. ونجد في دولة مثل مصر ودول أخرى عديدة شرقاً وغرباً، أن السلطة ظلت لوقت طويل تعمل على استغلال هذه الجماعات الفاشية في أغراض سياسية متباينة، ولا ننسى ما فعله الرئيس السادات مثلاً في السبعينيات من استغلال الدين والجماعات الدينية في محاربة التيارات الاشتراكية والناصرية، أو ما دأب عليه النظام المصري على مدى 3 عقود حاول فيها قتل المعارضة المدنية للترويج لفكرة أن النظام هو البديل الوحيد للجماعات الفاشية، ولا ننسى أيضاً أن الولايات المتحدة الأمريكية قد شجعت تلك المنظمات وقامت بتسليحها واستخدمتها في التصدي للاحتلال السوفييتي لأفغانستان، كما استخدمت – وتستخدم – اليمين المسيحي المتطرف داخل الولايات المتحدة نفسها كطرف في العملية السياسية.


 

ومع الوضع المتردي وتصاعد النفوذ الفاشي على مستوى العالم من مختلف الأطراف شرقاً وغرباً، يجب على دول العالم أن تعيد النظر بسرعة في ممارسات سابقة كانت تتسامح فيها مع قوى التطرف الديني الفاشي، وتبدأ في وضع قيود على الأنشطة الفاشية لجماعات دينية يتضح بالدليل المادي أنها تستخدم الدين كستار لسلب حقوق الإنسان بصورة منهجية من خلال عمليات غسيل المخ للبسطاء ومن ثم الانتقاص المنظم من حقوق الانسان المعيارية. وأنا هنا لا أتحدث فقط عن الجماعات والمنظمات الإسلامية التي تتبنى أجندة فاشية، ولكن أيضاً عن منظمات اليمين المسيحي في الولايات المتحدة مثلاً، التي تجمع التبرعات الضخمة لصالح تمويل المستوطنات في إسرائيل وهي مستوطنات غير شرعية باعتراف الرئيس الأمريكي نفسه، فلماذا لا نجد التشريعات التي تمنع جمع الأموال لتمويل أنشطة غير شرعية؟ مثال آخر المنظمات الكنسية التي تطبع الأناجيل بلغة الباشتو وتبعث بها للجنود الأمريكيين في أفغانستان للتبشير بالدين المسيحي، رغم أن هذا يخالف صراحة قواعد العمل الميداني للجيش الأمريكي التي تمنع انخراط أفراد الجيش في التنصير.


 

وعندما نتحدث عن وضع قيود على عمل بعض الجماعات التي تحاول نشر أفكارها الفاشية بوسائل قد تبدو سلمية، لابد وأن يبرز سؤال، أليس من حق أي جماعة أن تنشر أفكارها طالما تستخدم الوسائل السلمية؟ والرد الطبيعي على هذا السؤال يكون بالإيجاب، فالقانون كما نؤمن به يحاسب على الأفعال المادية التي تتسبب في ضرر مباشر وليس على النيات أو الخطط المستقبلية.


 

هنا يصبح على الدول أن تبحث عن أطر قانونية لحماية مواطنيها وحماية الإنسانية من محاولات المنظمات التي تستخدم الدين في اكتساب أو تكريس سلطة سياسية، أو دفع العالم إلى مواجهات عقائدية لتحقيق نبؤات دينية من عينة "حرب آخر الزمان"، والوصول طبقاً لهذه النبؤات لسيادة دين بعينه أو بعث أحد الشخصيات الدينية أو ظهور "المهدي المنتظر" وهي فكرة تتكرر في الديانات الإبراهيمية مع اختلاف النتائج والشخوص بالطبع. وفي إطار التضييق القانوني يكون على سلطات التحقيق أن تبحث في أدلة مادية تستطيع من خلالها أن تثبت علاقة مثل تلك الجماعات بأنشطة غير مشروعة مثل غسيل الأموال، التحريض على العنف والكراهية، التحريض على أو إيذاء الآخرين، التهرب من الضرائب، جمع أموال وتبرعات بدون ترخيص، تمويل أعمال إرهابية، التبشير بالمخالفة للقواعد الميدانية، وهكذا. ونلاحظ أن هذه الجماعات الفاشية عادة ما تنغمس في مثل هذه الأنشطة ولكن هناك بعض الجماعات التي بدأت تتبع أساليب أكثر تطوراً، حيث تنقسم الجماعة إلى عدة منظمات تعمل بصورة منفصلة، وتتوافق الواجهات النظامية لهذه الجماعات بصورة كبيرة مع القوانين، ولا يربطها بالمنظمات التي تعمل خارج الإطار القانوني أي روابط ظاهرة، بينما تحافظ على الروابط السرية التي تضمن وحدة العمل نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية لهذه الجماعات.


 

وهنا يكون على الدول أن تواجه مثل هذه الجماعات بوسائل إضافية، مثل التوعية المجتمعية، ومحاصرة الأفرع التي تعمل ضد القانون والبحث عن أدلة تربط بينها وبين الواجهات القانونية، علماً بأن هناك خيطاً رفيعاً يفصل بين حماية المجتمع من ناحية وبين انتهاك حقوق الإنسان والتعسف في استخدام السلطة بدعوى حماية المجتمع من ناحية أخرى، كما يجب عدم الخلط بين ضرورة التعاون السلمي بين الدول بهدف محاصرة الجماعات الفاشية، وبين خرق القانون الدولي بتوجيه ضربات استباقية لبعض الدول بدعوى وجود شكوك في صلة لهذه الدول بمنظمات إرهابية. وفي النهاية، لابد أن نربط بين ضرورة تطوير المنظومة الدولية لحل المنازعات وتحقيق العدالة، وبين قدرة العالم على مواجهة الفاشية التي تستخدم فشل منظومة العدالة الدولية والمعايير المزدوجة في شحن الأفراد والمجتمعات بالكراهية من أجل خلق بيئة خصبة لجذب المؤيدين وتجنيد المقاتلين والترويج لأفكارها الفاشية.


 


 

Takfeer and Calls for Murdering Quemni

نداء الى الضمير العالمي
.

.
من الكاتب المصري والباحث الأكاديمي في الشأن الإسلامي
د. سيد محمود القمني
الذي يتعرض للتحريض باغتياله 


 

في إطار بحثي وعملي الأكاديمي قدمت مجموعة أعمال هامة حركت الواقع المصري الراكد وقمت بمحاولات إصلاحيه من الداخل وعملت على نزع انياب من يستغل الإسلام سياسياً ومن جعله مصدر رزق على حساب البسطاء والطيبين من أهل مصر. وفي سبيل ذلك خلقت حركة علمانيه فرضت حضورها وإن كانت لازالت في طور التكوين

وفي اقتراع حر لمفكري مصر تم منحي جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية وذلك بتاريخ ٢٥ يونيو ٢٠٠٩ وهو ماعتبره التيار الراديكالي المتشدد تبنّي الدولة لهذا الإتجاه الفكري العلماني رسميا مما اثار حفيظة التيار المذكور وطالب الدولة بسحب الجائزة مع اعلان ارتدادي وتكفيري، وهو ما يعني في بلادنا اني قد أصبحت مهدور الدم، يمكن لأي مواطن قتلي ويكافئه الله بدخول الجنه

وقد شارك في بيانات التكفير الجهات التاليه، مع ملاحظة أن أي منهم لم يقرأ حرفاً مما كتبته وعجزوا عن الحوار:
١- جبهة علماء الأزهر برئاسة يحي اسماعيل حبلوش التي اصدرت اول بيان تكفير في ١٠ يوليو ٢٠٠٩
٢- الجماعة الإسلامية (المدانة باعمال ارهابية) اصدرت بيانها بتكفيري في ١٠ يوليو ٢٠٠٩
٣- الاخوان المسلمون بادروا بالتكفير وقدم الناطق بلسان كتلتهم بالمجلس النيابي حمدي حسن طلباً بسحب الجائزة واعلان تكفيري واستجواب للحكومة بتاريخ ٧ يوليو ٢٠٠٩ واعلن تكفيري علي قناة المحور الفضائية في ١١ يوليو ٢٠٠٩ وعلي قناة الفراعين في ١٣ يوليو ٢٠٠٩
٤- الجماعة السلفية (المدانة باعمال ارهابية) سخرت نافذتها علي الانترنت المسماه ب "المصريون" لتكفيري والتحريض على قتلي منذ تاريخ حصولي علي الجائزة وحتي اليوم
٥- قناة الناس الفضائية التي تمثل الجانب النظري والفكري للارهاب الدموي وقد كفرتني وطالبت بقتلي فورا بيد من يستطيع من المواطنين في ٢٤ و ٢٥ يوليو ٢٠٠٩
٦- أعلن شيخ الحسبة في مصر يوسف البدري علي قناة "أو تي في" في ٣ يوليو ٢٠٠٩ اني اسب الله والنبي محمد في كتبي بالرغم من أني تحديته هو وغيره أن يشير إلي نص واحد كتبته يحمل المعني هذا، وهو ما أعتبره تحريض صريح على قتلي
٧- أعلن عضو جبهة علماء الازهر الشيخ محمد البري علي المحور في ١١ يوليو ٢٠٠٩ تكفيري مع اعلانه في نفس الوقت انه لم يقرأ لي شيئا لأنه لا يقرأ "كلام زباله"... وكرر ذات الكلام علي قناة "أو تي في" ٢٢ يوليو ٢٠٠٩
٨- أعلنت هيئة الفتوي والتشريع التابعة للدولة فتوى اصدرها رئيسها الشيخ علي جمعه بتجريمي وهدر دمي بتهمة اهانة نبي الاسلام ورب الاسلام في ٢٤ يوليو ٢٠٠٩
٩- قام شيوخ أكثر من ٥٠٠٠ مسجد في صلاة الجمعة يوم ٢٤ يوليو ٢٠٠٩ بالتحريض على قتلي، خاصة في مسقط رأسي وموطني الأصلي مما أدي الي هياج المواطنين ضد أهلي وهو أمر يحتمل تطوره الى ماهو ابعد وأخطر من ذلك في الاسابيع القدمة

ومما تقدم، أهيب بضمير الانسانية الحر في كل العالم ان يهب لنجدتي انا وأولادي بالمساندة المعنوية والتنديد بالفكر الراديكالي مع تقديم حلول سريعة لإنقاذنا من الخطر الذي يتحدق بنا

وهذا نداء استغاثة لكل الهيئات والأفراد ولكل ضمير حر في العالم

توقيع
سيد محمود القمني - باحث

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook