Monday, January 21, 2013

وثيقة الاسكندرية للحقوق





تم إعداد هذا الإعلان يوم السبت الموافق 8 ديسمبر 2012

للإطلاع علي الوثيقه

https://www.facebook.com/alexbillofrights


إعلان الإسكندرية للحقوق المدنية
=================

منذ بزوغ فجر الثورة المصرية و التى كان دستورها يتلخص فى شعارها العبقرى(عيش-حرية-عدالة إجتماعية) و استلهاماً من تاريخ مصر الحضارى الذى قدم للعالم فكرة "الضمير" و إنطلاقاً من شراكتنا مع جميع البشر فى هذا العالم فنحن نعد هذا الإعلان مدخلاً لبناء مصر مجتمعاً أكثر حرية,أكثر عدالة و أكثر إنسانية.

اولاً: جميع المصريين أحرار متساوون فى الحقوق و الواجبات و الحريات أمام الدستور و القانون دون تمييز على أساس الجنس أو العرق أو الدين أو العقيدة أو اللغة أو الطبقة.

ثانياً: للمواطن المصرى الحق فى الحياة و السلامة الشخصية و الإقامة و حرية التنقل و هى حقوق طبيعية و أصيلة,و على الدولة صيانة هذه الحقوق و حماية المواطنين من الإيذاء البدنى أو التهجير القسرى

ثالثاً: حماية النيل و الثروات الطبيعية و الممتلكات العامة و الاثار و عدم التفريط فيها صوناً لحق الأجيال القادمة فى هذة الثروات و الممتلكات.

رابعاً: للمرأة المصرية نفس أهلية الرجل و تتمتع بنفس الحقوق و الواجبات و لا يجوز إجبارها على الزواج أو حرمانها من العمل أو التعليم و يُحظر إستغلالها جنسياً,و تلتزم الدولة برعاية المرأة المعيلة بما يكفل لها الحياة اللائقة.

خامساً: حرية الإعتقاد و ممارسة الشعائر الدينية و بناء دور العبادة حقوق طبيعية لكل مواطن بدون تمييز أو إخلال بحقوق الغير.

سادساً: لكل طفل مصرى الحق فى التعليم و الرعاية الصحية و الترفية و على الدولة رعاية أطفال الشوارع و اليتامى بما يضمن لهم نفس الحقوق و تجريم عمالة الأطفال و إستغلالهم جنسياً.

سابعاً: حرية الرأى والتعبير و الممارسة السياسية و تداول المعلومات,و التجمع و الإحتجاج السلميين,حقوق طبيعية,و للمواطنين الحرية الكاملة فى تكوين الأحزاب و النقابات و الجمعيات و المنظمات شريطة ألا تحرض على عنف أو كراهية باسم دين أو قومية أو طبقة.

ثامناً: للمواطن المصرى المعاق و المسن نفس الحقوق و الواجبات التى يتمتع بها باقى المواطنين,و تلتزم الدولة بتوفير الرعاية الشاملة و ظروف الحياة اللائقة لهم.
تاسعاً: للمواطن المصرى الحق فى تعليم متطور و سكن و عمل لائقين و غذاء و بيئة امنين و رعاية صحية متميزة.

عاشراً: للمواطن المصرى الحق فى الحصول على اجر أو معاش أو إعانة بطالة تضمن لة و لأسرتة الإحتياجات الأساسية من غذاء وسكن و علاج و تعليم للأبناء,و له الحق فى الحصول على الخدمات و الإحتياجات الأساسية دون إهدار لكرامته أو وقته.

Sunday, January 20, 2013

الانفراد بالسلطة والتكويش وراء النحس الإخواني "الدكر" - التحرير



احترنا فى تفسير السلسلة المتلاحقة والمتسارعة للكوارث التى تلاحق مصر تحت حكم الإخوان، حيث يسقط الضحايا الأبرياء فى حوادث قطارات وسفن وانهيار عقارات واشتعال حرائق بصورة متكررة أسبوعيا، ثم تطورت الأمور لتصبح الكوارث يومية، مع انضمام الأعاصير والزلازل إلى جبهة معارضى الجماعة، ثم تفاقم النحس بصورة غير مسبوقة، حيث بدأت الكوارث تقع بمعدل كل ساعة، وأحيانا عدة كوارث فى أثناء الساعة الواحدة، وأصبح الواحد يستيقظ قلقا بعد نوم سويعات، يتساءل عن عدد الضحايا الذين سقطوا من لحظة ما نام، ويتحسس رأسه ويقرص خده ليتأكد إن كان هو شخصيا ما زال حيا يرزق، أم انهار البيت على رأسه، أو خرم أحد القطارات على مُلّة السرير فى غرفة نومه ظنا أنها أحد قضبان السكة الحديد، وذلك فى أثناء بحث القطار عن سيمافور شارد جنب الكومودينو، أو مزلقان تايه ناحية التسريحة.
ومع تزامن الكوارث مع زيارات وتشريفات كبار وصغار مسؤولى الجماعة ومندوبيها، أصبح المحافظون والمواطنون يخشون من زيارة مسؤولى الإخوان لمواقعهم، بل أشيع أن بعض الدول الأجنبية بدأت فى إلغاء زيارات إخوانية كانت مقررة لبلادهم لتفادى النحس الإخوانى الدكر، مع رفع حالة التأهب والاستعداد لأقصى درجة. ومع فشل الحكومة والوزارات المختلفة فى تفادى هذه الكوارث أو التخفيف من حدتها المتصاعدة بالوسائل التقليدية، بدأ البعض يقترح بجدية استحداث جهاز حكومى جديد متخصص فى طرد الأرواح الشريرة التى لبست البلد من ساعة ما مسكها اللى ما يتسموش، سواء عن طريق حفلات الزار، أو باستخدام السحر الشعبى والرقية الشرعية، مع ما تيسر من البخور بالمستكة والحبهان والحشيش الأفغانى، مع إضافة قشر الليمون طبعا من أطنان بقايا الليمون المعصور.
ورغم عدم إيمان الكثيرين بالنحس والتطير، فإن هناك تفسيرا علميا مبسطا و«محصنا» لكل هذه الحوادث وارتباطها بالجماعة الملعونة. لقد خلق الله الكون ووضع فيه قوانين فيزيائية تجسد التناغم بين قوى الطبيعة، وشاءت حكمة المولى عز وجل، أن تعاقب الطبيعة كل من يحاول أن يهدم هذا التناغم أو يتجاهل قوانينها التى هى آية من آيات الله فى الكون وفى الآفاق. مثال بسيط: لو تجاهلت قانون الجاذبية، وحاولت أن تغير مسار مياه نهر، لتصعد من الأرض الواطية لا مؤاخذة للأرض العالية، ستتكبد مشقة شديدة، بينما لو سايرت النهر واستفدت من قوة اندفاعه يمكنك أن تستخدمها فى النقل وتوليد الطاقة والرى وهكذا، ومن هنا نطق الأجداد بحكمة عظيمة تجسد إرادة الله: الميه مش بتمشى فى العالى.
نفس الشىء فى العلاقات الإنسانية والاجتماعية والسياسية. نفترض أن أحد الأحزاب مثلا له شعبية 20% أو 25%، لكنه قرر أن يسرق بلدا بالكامل عن طريق الصفقات السياسية المشبوهة والحيل والتلاعب مثلا فى تشكيل الجمعية التأسيسية، كما نبهتنا اعترافات الشيخ برهامى كرم الله وجهه. ماذا سيحدث آنذاك؟ يتنبه أصحاب البلد أن تيارا صغيرا منهم، يريد أن يسيطر وحده على مقدرات بلدهم ويغزو دولتهم من خلال «تمكين» تنظيم عصابى «شاطر» من مفاصل السلطة ومفاتيح الثروة، واغتصاب جسد البلاد وقتل روحها بالتلاعب فى جيناتها الثقافية. وينتج عن هذا بالطبع أن تقاوم البلد وتفلفص محاولة أن تنجو من الاغتصاب خصوصا مع قبح أفراد هذه العصابة الذين يشبهون أبا لهب وأبا جهل وباقى الكفار فى أفلام فجر الإسلام، مع تميزهم بالغلظة وسوء الأخلاق والكذب والنفاق والجشع ونقض العهود والحنث باليمين وتحليل الحرام وتحريم الحلال، حسبما تكون مصلحة جماعتهم التى يكادون يعبدونها من دون الله، حيث بدأت الجماعة كوسيلة دعوية لغاية نبيلة، ثم تحول تنظيم الجماعة نفسه لمعبد وغاية فى حد ذاته، وتناسى أفراد العصابة الغاية الأولى.
هل يمكن أن تلوم البلد على رفضها هذا الاغتصاب وإصرارها على مقاومة هذا الغزو الفيروسى أو السرطانى الشرير؟ بالطبع لا. ما نتيجة المقاومة؟ حمى شديدة، حيث تتزاحم كريات الدم البيضاء وأجسام المناعة وتتسابق فى مهاجمة الفيروس أو الخلايا المصابة بالسرطان والعياذ بالله، وبالتالى يصاب بعض الخلايا السليمة مع الخلايا المصابة فى سبيل دحر الغزاة، فترتفع درجة الحرارة وينشغل الجسد بالمقاومة. ماذا إذا كان هذا الجسد فى الأصل يعانى من أمراض أخرى مزمنة؟ أو كان يحتاج إلى عملية جراحية عاجلة؟ قد يضطر الجراح أن يؤجل العملية حتى تستقر حالة الجسد وتنخفض درجة حرارته، وقد يتسبب تأخير العملية فى مضاعفات سلبية تحل على الجسد، لكن ما باليد حيلة، فالجسد مشغول بمقاومة الغزو كأولوية أولى.
هل يمكن أن ينتصر الفيروس أو الورم، وهو تركيبته الجينية مستوردة أو محورة ومختلفة عن الجسد الأصلى؟ عادة لا. قد ينجح الفيروس أو السرطان فى أن يخدع خلايا الجسم ويغزوها بالكامل، ولكن فى نفس اللحظة التى يعلن فيها انتصاره النهائى والحاسم، يموت الجسم، ويموت معه الورم السرطانى، لأن خلايا الورم تحتاج إلى عائل مكون من خلايا سليمة، ولأن خلايا الورم فى حد ذاتها ليست بجسد صحى سليم، بل هى مجرد خلايا سرطانية دخيلة.
نفس الشىء فى السياسة. عندما تحاول جماعة واحدة أن تنصب على باقى الشعب وتغير من هويته، تكون النتيجة الطبيعية أن يتصدى لها الشعب بمختلف الوسائل، وبالتالى يحتدم الصراع، وبدلا من استغلال موارد البلاد والطاقات الخلاقة لشعبها فى إصلاح المرافق المهترئة، والشبكات المتهالكة، والمنظومات الفاسدة، ينشغل أهل البلاد فى الدفاع عن هويتهم وحقوقهم وحرياتهم المسلوبة بـ«قيود كاملة لم توجد من قبل فى أى دستور مصرى»، وصد عدوان جماعات الأمر بالمنكر، والتصدى لبلطجة ميليشيات جماعات الشر، والإضراب احتجاجا على غياب العدالة والعدوان على القضاء والنيابة، والتخطيط للاحتجاجات والتظاهرات والعصيان المدنى لرفض محاولات الهيمنة وتغيير الهوية وسرقة الأرض والعرض.
وتمر الشهور والسنوات، وجماعة الشر لا تفكر إلا فى التمكين لنفسها وسلب ما ليس لها، وبالتالى تستمر المصادمات والصراعات، وتتوقف عمليات الإصلاح والتحديث والإحلال والتبديل، فتتفكك وصلات القطارات وتتعطل أجهزة التحكم عن بعد لغياب الصيانة، وتتدهور أحوال مرافق الدولة يوما بعد يوم، وتتآكل هوامش الأمان، وتتضاعف مخاطر الانهيارات والحوادث والكوارث الطبيعية، ويصبح وقوع الحوادث بصورة يومية أو شبه يومية حتمية إحصائية، بل إن الغريب والاستثناء يصبح أن تمر ساعة واحدة دون حوادث. هذا هو النحس الدكر.
هناك فرق كبير بين النحس وبين البركة.
ما هى البركة؟ هى عكس النحس. البركة هى أن ترضى بنصيبك بل تتنازل عن جزء منه، فيزيد ما عندك! هى أن تتحسن الأمور بصورة غير متوقعة نتيجة وجود نفوس راضية ووجوه مبتسمة وناس تدعو لك بالتوفيق وتعمل على أن يأتى لك هذا التوفيق. البركة هى أن تجد العون من آخرين قد لا تعرفهم، فيساعدونك على تحقيق هدفك أو الهدف المشترك.
البركة تأتى من طاعة الله والتسليم بقوانينه وتعاليمه. إذا كان لك 25% من بيت على المشاع ولإخوتك ملكية باقى الأنصبة، احرص على أن تشاركهم فى ريع العقار والقرارات التى تمس البيت. أما إذا احتلت عليهم للاستيلاء على أنصبتهم، فلا عجب بعد ذلك إن امتنع أحدهم عن إصلاح عمود أو كمرة، لأنه ذاهب ومهاجر بعيدا عنك وعن جشعك. وعندما يقع البيت وينهار فوق دماغك، فلا تشكوَنَّ من النحس. فقد جلبته على نفسك.

Monday, January 14, 2013

#كاذبون_بسم_الدين: كشف حساب للكاذبون الجزء الأول #أفلام ممنوعة

مسارات متوازية: الثورة على الطريقة المصرية -- التحرير


فى اجتماع بعيادة الدكتور عبد الجليل مصطفى صباح الأحد 6 فبراير 2011 بحضور عدد من قيادات الجمعية الوطنية للتغيير وشباب الثورة، سادت قناعة بأن النصر فى هذه الثورة لن يكون دائما بالضربة القاضية، ولكن بمزيج من معارك نكسبها بالضربة القاضية وأخرى ننتصر فيها بالنقاط، وهو ما تنبأ بالمسارات المعقدة التى ستأخذها الثورة قبل تحقيق أهدافها. فبعد 12 يوما من الثورة، وصلنا إلى نقطة تجلت فيها بوضوح طبيعة الثورة وعقيدة الشعب المصرى فى ما يتعلق بها. فالشعب المصرى كعادته أوضح أنه لا يحب الدم ولا يتسامح مع من يقود البلاد إلى أوضاع تفتح صنابير الدماء أو تؤدى إلى فوضى شاملة تنهار معها الخدمات الأساسية لفترة طويلة، فتتوقف معها مثلا البنوك والمواصلات وإمدادات الوقود والخبز والسلع الأساسية والأدوية والخدمات الصحية، وقد تنتج عنها حربا أهلية ومعاناة واسعة مثل التى شهدناها لسنوات فى الصومال ودول إفريقية عديدة.
فمصر، بخلاف دول أخرى، هى دولة كثيفة السكان -وتحديات استمرار الحياة الطبيعية أو شبه الطبيعية فيها تستدعى استمرار عمل آلاف الأنظمة الرسمية والموازية بصورة تفاعلية ومتداخلة بدرجة عالية التعقيد. صحيح أن كثيرا من هذه النظم «ذاتى التنظيم» self-organized، وينتمى إلى الدولة الموازية والاقتصاد غير الرسمى، لكنه يعتمد بصورة أو بأخرى على أنظمة رسمية، وانهيار الأنظمة الرسمية بالكامل لعدة أسابيع، سيؤدى إلى تحور الأنظمة الموازية وزيادة تكلفتها بصورة تجعل من الصعب على ملايين المصريين الحصول على الخدمات الأساسية منها، فيشح الخبز والطعام وتبدأ أعمال العنف والسلب والنهب لمجرد الحصول على الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للحياة.
وكانت قد وصلتنا تحذيرات متشابهة ومتكررة من الإخوان المسلمين وبعض الشباب ممن التقوا النائب الجديد آنذاك عمر سليمان خلال اليومين السابقين، بأن عدم القبول بخطته (خطة مبارك) التى تضمنت تغييرات محدودة، مع بقاء مبارك حتى انتهاء مدته الرئاسية الخامسة فى شهر سبتمبر! وتعهد سليمان بعدم ترشح مبارك أو نجله فى الانتخابات التالية. وكان التحذير هو أن الاستمرار فى رفض الحوار مع سليمان إلا بعد رحيل مبارك، سينتج عنه انقلاب عسكرى فى نهاية الأسبوع (بحلول 11 فبراير) وهو ما حدث بالفعل. وكان الموقف المبدئى الذى اتخذته الجمعية الوطنية للتغيير والبرلمان الشعبى (الموازى) وخالفه الإخوان المسلمون وبعض الشباب الذين ذهبوا فرادى، هو رفض الحوار إلا بعد رحيل مبارك.
وكان تقديرى الشخصى أن بقاء مبارك لعدة أشهر يحمل مخاطر كبيرة جدا على الثورة والثوار، وأن وصول الجيش إلى السلطة سيكون مؤقتا، فكتبت يوم 10 فبراير 2011 «لا نخشى من انقلاب عسكرى» لأن الثورة قامت بالفعل وأن تدخل الجيش سيكون «لتفعيل الإرادة الشعبية» التى أفصحت عن نفسها يوم 25 يناير وما تلاه، وأننا لا نخشى أن يمسك الجيش بالسلطة ولا يعطيها إلى المدنيين، لأن معادلة توازن القوى بين السلطة والشعب قد تغيرت فى مصر إلى الأبد، ولأن الشعب هتف «لا دينية ولا عسكرية.. عايزينها دولة مدنية». وكان تقديرى أيضا، أنه حتى لو قررت الجمعية الوطنية للتغيير أو أى جهة أخرى التحاور مع عمر سليمان فإن نتائج هذا الحوار لن تلزم الثورة أو من فى الميدان، وبالتالى فمن الأجدى الاستماع إلى «العقل الجمعى» للثورة والتفاعل معه على موجة الفكر الثورى لا الانتهازى، بعيدا عن صفقات الإخوان وسعيهم إلى الحصول على أكبر قدر من المكاسب من الثورة التى التحقوا بها بعد 4 أيام!
الثورة على الطريقة المصرية إذن كانت فى رأيى «سلمية» من جانب الثوار والشعب، أما من سقطوا من ضحايا فكانوا نتيجة لعنف السلطة وليس عنف الثوار، إلا فى حالات محدودة أغلبها هى حالات دفاع عن النفس أو كرد فعل محدود لعنف مبالغ فيه من جانب السلطة. وهذه «السلمية» وعدم القبول بمخاطر تعريض البلاد لحرب أهلية أو فوضى أو معاناة شديدة، ظهرت مرات كثيرة فى خلال عامى الثورة، منها مثلا فى أحداث وزارة الدفاع فى مايو 2012، حيث امتنع كثير من الثوار عن الانضمام إلى الصدامات فى مواجهة الجيش فى محيط العباسية، وعارض الشعب بشدة هذه التظاهرات ليس تأييدا للمجلس العسكرى بقدر ما هو حفاظ على الجيش كركن مهم فى الدولة المصرية. وظهرت عقيدة الثورة المصرية أيضا فى نتيجة انتخابات الرئاسة، حيث دعم عاصرو الليمون من مؤيدى الثورة مرشح الإخوان د.مرسى حتى لا يعود النظام القديم بأى صورة، كما صوت لمرسى قطاع خشى على الوطن من مخاطر رد فعل الإخوان المسلمين الذين هددوا علنا «بتوليع البلد» حال فوز شفيق، أما معظم من أيدوا شفيق فقد أيدوه لنفس السبب السابق تقريبا من وجهة نظر أخرى، وهو أنهم يخشون من استمرار الفوضى ويريدون استعادة الاستقرار، وبالطبع لا يريدون قيام ديكتاتورية دينية على أيدى الإخوان وأذرعهم.
ورغم الطبيعة السلمية للثورة التى أدعيها أنا، فإن هذه اللوحة السلمية ملطخة بالدماء فى كل أنحائها لأسباب عديدة منها ما يتعلق بطول مسار الثورة نفسه. فالثورة هى حالة من المشاعر والأحاسيس الملتهبة، التى قد تهدأ مع الزمن بطبيعة الأمور، قبل أن تتحقق أهدافها. وفى لحظات عتمة يظهر أن الإجهاد قد طال الجميع، وأن الاستمرار غير مجدٍ وضرب من الانتحار، وتتعالى الدعوات بالقبول بالفتات التى تلقيه السلطة فى طريق الثورة، ويضطر البعض إلى أن يعودوا إلى أعمالهم ومشاغلهم، ويبدو وكأن جذوة الثورة ستنطفأ.
وهنا يظهر الشهيد بريشة عملاقة يغمسها فى دمه الطاهر ويلطخ بها مشهد الثورة، ليوقد نيران تلهب المشاعر، توقظ الثورة فى نفوس الشعب، ويسقط الجرحى والشهداء من جديد، لأن الشهيد لا يرضى أن يذهب دمه هدرا، فيزور أرواحا أطهر من فينا كلما كادت نار الثورة أن تخبو فى النفوس.
فوقود الثورة «السلمية» إذن هو دماء الشهيد الذى يرقد تحت الثرى، و«عيون» الشهيد الحى الذى يمشى بيننا، مهما ادعينا غير ذلك.
اتضحت طبيعة الثورة «كمعركة طويلة بالنقاط» مرات أخرى فى أثناء الموجة الثالثة من الثورة وفى أحداث الاتحادية، عندما استمرت المظاهرات المليونية لعدة أسابيع رغم أن الإخوان ظنوا أن الثورة قد خمدت تماما، حتى اضطر مرسى لإلغاء القرارات التى سميت زيفا بالإعلان الدستورى جزئيا، فهدأت حدة الثورة بعد أن كادت تطيح بمرسى وإخوانه، ورغم إصرار مرسى على طرح «دستور» برهامى المعيب على الشعب فى الاستفتاء، فضل الشعب أن يرضى بمكسب جزئى ويؤجل باقى المطالب والحساب إلى جولة أخرى، بعد أن رأى عزم الإخوان المسلمين والجماعات الأخرى التى تعتبر كأذرع عسكرية للإخوان علاوة على ميليشيات الإخوان أنفسهم، على إراقة الدماء ودفع البلاد إلى حرب أهلية كما هددوا بذلك فى الفضائيات، رغم اتضاح صغر حجم وتأثير تلك الجماعات فى المواجهات التى اندلعت فى مختلف المحافظات وفى أحداث الاتحادية والإسكندرية، إلا أن المعلومات حول قيام تلك الجماعات بتخزين كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والصواريخ العابرة للمدن والمضادة للطائرات والدبابات، ضخم من خطر تلك الجماعات الإرهابية مهما كانت صغيرة حجما. وبعد أيام شارك نحو 30% من الناخبين فى الاستفتاء، وأصرت الكتلة المؤيدة للثورة على رفض الدستور فى الصناديق كما رفضوه فى الميادين والتظاهرات، ومرة أخرى تتضح الطبيعة المركبة للثورة Hybrid Revolution وضرورة الالتزام بالنفس الطويل للنجاح فى الوصول إلى أهدافها.
والآن المرحلة القادمة لا تقل تعقيدا وتركيبا عما مضى. فعلى المسار الثورى، تحشد قوى الثورة لموجة من الاحتجاجات تبدأ يوم الجمعة 25 يناير بعد أقل من أسبوعين، لإسقاط دستور الإخوان الذى يضع «قيودا كاملة (على الحقوق والحريات) لم توجد من قبل فى أى دستور مصرى» على حد اعتراف برهامى نفسه، بينما تستعد قوى سياسية مؤيدة للثورة لدخول انتخابات مجلس النواب فى خلال أسابيع قليلة. فالمسار الأول يضغط لإصلاح العملية السياسية، والمسار الثانى يشارك فى العملية السياسية رغم عوارها وفسادها. ولعل الإخوان يدركون أنهم فى سباق مع الزمن، حيث يحاول مرسى أن ينصب حوارا وطنيا لتعديل دستور أُقر منذ أيام قليلة ولم تجف أحباره بعد، ونجد أحد المشاركين فى الحوار من حلفاء الإخوان أنفسهم يقول إن هناك 160 مادة فى الدستور تحتاج إلى تعديل، أى أن أكثر من ثلثى مواد الدستور الذى مُرر منذ أيام قليلة وقال عنه الإخوان وحلفاؤهم إنه أفضل دساتير العالم قاطبة معيبة، والآن يسعون إلى تغييره بسرعة فى محاولة لاحتواء ثورة الغضب القادمة، وتتعجب لماذا مرروا هذا الكائن المشوه بتكلفة ألف شهيد وجريح ومليارات ضاعت فى الاستفتاء وعشرات المليارات ضاعت فى خسائر للاقتصاد المصرى وانهيار العملة الوطنية، وشهور بل سنوات ضاعت من عمر الوطن كان يمكن أن نستخدمها فى بناء نهضة حقيقية بعد أعظم ثورة شعبية شهدها التاريخ، لولا أن جماعة صغيرة تصر على اختطاف الوطن مدعومة بالبترودولارات ودواعى الحفاظ على المصالح الصهيوأمريكية فى المنطقة.
فى هذه المرحلة القادمة نذكر أنفسنا بحلم الشهيد. «عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية، مساواة، مواطنة، ديمقراطية، ودولة مدنية». وهذا الحلم لن يتحقق إلا بأن نسير فى هذه المسارات المتوازية، ونكسب ما نستطيعه من المعارك بالضربة القاضية ولكن نستعد لأن النصر فى معظم الجولات سيكون بالنقاط. الهدف الأول هو أن نقيم نظاما ديمقراطيا حقيقيا يُمثل فيه الشعب، فيرى نفسه عندما ينظر فى وجوه النواب والنائبات، والوزراء والوزيرات، أما عندما تنظر فترى فقط السحنة البرهامية مع احترامنا لأصحابها، تعلم أن هناك فصيلا واحدا يهيمن وحده على قرارات وتشريعات وسياسات ومقدرات وثروات الوطن، مستعينا بأموال البترودولار التى يعتذر أصحابها الآن عن ضخها فى جيوب وسيالات مشايخ الإفك وقنوات التكفير.
فى هذه المرحلة نذكر أنفسنا بواجبنا نحو الشهيد. أن نتمسك بحلمه البسيط، والنبيل، والمشروع، والممكن. حلم مصر قوية متقدمة يعيش فيها شعبها بكرامة وعزة. نذكر أنفسنا أننا لا بد أن نستمر فى السير فى هذه المسارات المتعددة معا. لأن هذه هى طبيعة التغيير على الطريقة المصرية.

مقالات لا يريدك المرشد أن تقرأها: خامس مقال لأحمد طه النقر يمنع من النشر في صحيفة الاخبار

رؤية مصرية..
بقلم : أحمد طه النقر


ثورة حتى النصر أو الشهادة..

إنها اللحظة الأخطر في تاريخ مصر الحديث ..لحظة الفرقان بين النبي والبغي ..لحظة الإختيار بين أن تكون ثوريا حقيقيا أو تاجرا يخون الثورة ويساوم على دماء أنبل واطهر شهدائها..فالمؤكد أن الثورة تتعرض لخطر التصفية وتحويلها من "الثورة الأجمل والاعظم في تاريخ البشرية" ، كما وصفها زعماء عالميون، الى كابوس بشع يستهدف تقويض بنيان الدولة الحديثة التي أقامها محمد على قبل قرنين من الزمان لتسود مصر ما يعرف حاليا بمنطقة الشرق الاوسط بالقوة المادية ، التي تجسدت في جيش فائق التدريب والإنضباط فرض سيطرته الكاملة على مساحة تمتد من جبال طوروس شمالاً وحتى قلب القارة الافريقية جنوبا، وبالقوة الناعمة التي تمثلت في نهضة ثقافية وضع أساسها رائد التنوير رفاعة رافع الطهطاوي وكانت بدايتها تطوير التعليم والنهوض بالترجمة..هذا الكابوس البشع الذي تواطئت في صنعه ، ولا تزال ، قوى الرجعية والفساد المعادية للتغيير والتي لا تريد لمصر أن تُفلت أو تبرأ من أغلال الجهل والتخلف والظلام المتسربل بعباءة الدين ، والإنطلاق الى المكانة والمكان الذي تستحقه في هذا العالم والذي اختارته لها الأقدار بحكم الجغرافيا والتاريخ ، وهو ما آمنت به طلائع الشباب والشهداء الذين فكروا وقرروا الخروج الى "النهار" في 25 يناير 2011..إنه الكابوس البشع الذي تمثل في مؤامرة دنيئة حيكت بدهاء وخسة لتبديد الحلم الذي وُلد في ميدان التحرير وترعرع على مدى 18 يوما قبل أن تخطفه غربان سود وتقلب الفرح الذي أبهر الدنيا الى مأتم كئيب!!..


تركنا الميادين فرحين بما أنجزناه ، وهو معجزة بكل المقاييس ، ونحن نردد أغنيات النصر ، ونهتف منتشين "الشعب والجيش إيد واحدة"ً..ولم نكن ندري أن هناك صفقة خسيسة تتم في الخفاء بين أطراف معادية ومناهضة للتغيير ، بحكم طبيعتها وتكوينها ، لإختطاف الثورة وإجهاضها!!..سلم المجلس العسكري السلطة الى جماعة الإخوان بعد مرحلة إنتقالية تمت إدارتها بدهاء وباركها "الصديق" الأمريكي بصورة واضحة وفادحة (هناك تحقيقات يجريها الكونجرس في إتهامات لإدارة الرئيس باراك اوباما بتقديم مليار ونصف المليار دولار الى جماعة الإخوان..ونحن بدورنا يجب أن نعرف الحقيقة بهذا الشأن ، وكذلك ما تردد عن دور الإخوان في تهريب المتهمين الامريكيين في قضية التمويلات الأجنبية وخاصة بعد أن شكرت واشنطن الإخوان علنا لدورهم في هذه الجريمة ؟!!)..المهم أن القوى الثورية والديمقراطية خرجت من مولد المرحلة الإنتقالية بلا حمص ، وهى توشك الآن أن تخرج من المشهد السياسي تماما نتيجة أخطاء كارثية تصر على أن تعيد ارتكابها في تكرار مأساوي لاسطورة سيزيف وصخرته!!..وهناك شبه إجماع الآن على أن الخطأ الرئيس الذي وقع فيه الثوار هو مغادرة الميدان قبل تشكيل حكومة منهم لتدير عملية التغيير الجذري الذي يعقب الثورات كما يحدث في كل زمان ومكان..أيضاً..كنا نفاخر بأن الثورة بلا زعيم لأن صانعها وزعيمها هو الشعب كله ..وتبين لنا فيما بعد أن ذلك لم يكن سوى ضرب من "المثالية البلهاء" او "العبط الثوري"، ناهيك عن تقاعس من تقاعس وخيانة من خان!!..


ومع اقتراب الذكرى الثانية للثورة بدأت علامات الإستفهام تدور في الرؤوس بشأن ما ينبغي فعله بعد دعوة الجماهير للتظاهر السلمي في الشوارع والميادين يوم 25 يناير 2013..والحقيمريكية  اقة التي لا مراء فيها أن هناك ارتباكاً مُلفتا في صفوف القوى الثورية وتيار الثورة المضادة على حد سواء..وما يُهمني هنا هو موقف القوى الثورية التي أراها مندفعة بصورة عمياء في نفس الطريق الذي رسمه لها نظام الإخوان الذي ينفذ حاليا خطة بادية للعيان لتمكين عناصره من مفاصل الدولة المصرية ..وهو طريق يبتعد تماما عن ، بل ويتقاطع مع طريق الثورة وأهدافها في الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية ..هدف الإخوان محدد وواضح ويتمثل في تنفيذ "خطة التمكين" قبل فوات الأوان وبأي ثمن حتى ولو كان بحورا من الدم ، فالفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة وما لم يحققوا هدف التمكين الآن فربما لا يتحقق أبداً..وفي سبيل تحقيق هدفهم تنكر الإخوان لكل الوعود والعهود ، وأداروا ظهورهم لكل الذين تمسكوا بآخر بصيص من الأمل في أن يتغير فكر الجماعة وتضع مصالح الوطن فوق مصالحها..داس نظام الإخوان بكل الاحذية الخفيفة والثقيلة على أسس الديمقراطية..وبالتحديد على مؤسستي الحرية ممثلة في الصحافة والإعلام ، والعدالة ممثلة في الهيئة القضائية..ومن سخريات القدر أن هاتين المؤسستين هما اللتان ساندتا الإخوان وانتصرتا لهم في مواجهتهم مع النظام المخلوع!!..بدأ الإخوان حملة منظمة على الصحافة والإعلام لم يسبق لها مثيل في تاريخ مصر القديم والحديث ، شملت إغلاق قنوات فضائية وكسر أقلام كبار الكُتاب وتهديد الصحفيين والإعلاميين والإعتداء عليهم بل وقتلهم كما حدث مع الشهيد الحسيني ابو ضيف..وارتكب الرئيس الإخواني أبشع عدوان على السلطة القضائية سانده فيه للاسف الشديد بعض الشيوخ ممَن كانوا يزعمون أنهم يدافعون عن إستقلال القضاء..وإزاء هذا العدوان السافر الذي يفقد الرئيس شرعيته ، حيث أقسم ثلاثاً على احترام الدستور والقانون وحنث باليمين، لم يجد رجال النيابة والقضاء الشرفاء بُداً من الدفاع عن دولة القانون وحق الشعب في قضاء مستقل ..ولكن شباب النيابة والقضاء لا يجدون الدعم المطلوب من القوى السياسية والثورية التي يجب أن تتنبه الآن وليس غداً الى أن السماح بسقوط قلعتي الحرية والعدالة يعني سقوط الدولة المدنية بمعناها الأعمق وهو ما يمهد لقيام فاشية دينية ستعيدنا الى عصور ما قبل التاريخ..


وبعدُ.. فإنه لم يعد أمام القوى الثورية إلا طريق واحد هو النضال بكل السبل السلمية والقانونية ، بما في ذلك الإضراب العام والعصيان المدني ، لإسقاط دستور الإخوان الطائفي المعيب وهو الهدف والشعار الأول الذي يجب أن ترفعه الجماهير في مظاهرات يوم 25 يناير ، أما الإنزلاق في طريق الإنتخابات بشروط الإخوان فذلك خيانة للوطن والثورة ودماء الشهداء ..فالثورة يجب أن تظل مستمرة حتى النصر أو الشهادة..



My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook