Zimbabwe's Mugabe
and Memories of
Kafr Sakr
العلاقة بين
موجابي
وكفر صقر
HARARE, Zimbabwe (CNN- 22 Jun 2008) - Opposition leader Morgan Tsvangirai (MDC) announced his withdrawal from the presidential runoff elections after rampant violence forced him to bail out of this week's runoff election.
The MDC reported Monday that police raided its Harare offices and that 60 people were arrested in the raid, including injured women and children who had sought refuge at the party's headquarters.
نفس سيناريو إرهاب المعارضة شهدته بنفسي في انتخابات 2005 وكدت أفقد حياتي عدة مرات بسببه.
نظام استبدادي وفهمنا.
لكن نظام استبدادي يريد أن ينتج ويمثل ويصفق لمسرحية ديمقراطية ... ؟
هذه هي المشكلة الأفريقية ...
الآمر والمأمور
في كفر الصقور
ما أن عبرت القافلة محافظة القليوبية ودخلت في حدود محافظة الشرقية، حتى امتطى شرطي المرور دراجته البخارية، وتبع الحافلات عن كثب. وقبل الزقازيق، وقفت القافلة تلتقط أنفاسها وتلملم أشتاتها المتناثرة. اقترب شرطي المرور وطلب من السيارات الابتعاد عن الأوتوبيسات. "لماذا؟" سأل أحد الموجودين؟ "هذه هي التعليمات لتأمين الوفد الأجنبي"! ولم يكن هذا الوفد "الأجنبي" سوى بعض أعضاء وقيادات حزب الغد. لماذا جاءت التعليمات من قيادات الأمن توحي بأن الحافلات تحمل وفداً أجنبياً؟ لم نفهم السر إلا فيما بعد.
جاءت الأخبار عبر التليفونات المحمولة أن هناك تجمهراً من البلطجية يحملون الأسلحة النارية والشوم والحجارة ويقطعون الطريق على السيارات المارة بحثاً عن أيمن نور – رئيس حزب الغد وأحد المرشحين المحتملين للرئاسة، وعلمنا أن قوات الأمن لا ولم تتدخل لفتح الطريق أو تأمينه.
اتخذت القافلة طريقاً بديلاً لتجنب التجمهر، وفوجئنا أن الطريق البديل شبه مسدود بالدبش والحجارة الضخمة لمنع مثل هذه المناورة! استمرت القافلة في الطريق البديل، وقبل كفر صقر مباشرة، أحاط بالقافلة حوالي مائة بلطجي يحملون الأسلحة النارية والحجارة ولافتات عليها صور الرئيس وبدءوا في قذف الدبش من العيار الثقيل على الحافلات والسيارات مع إطلاق بعض الأعيرة النارية. ورغم تحطم الزجاج في لحظات، استمر الدبش. ومن خواص الزجاج بعد تحطمه أنه لا يمنع الدبش، وبالتالي وجد الدبش طريقه لرءوس الركاب وأجسامهم، ومن خواص الزجاج أيضاً عند تحطمه، أن شظاياه المتناثرة تنفذ في الأجساد والعيون والوجوه، فأصيب عدد كبير من ركاب الأتوبيس. وعلى بعد عدة أمتار، وقفت سيارة ميتسوبيشي باجيرو بيضاء 4×4 تحمل على سقفها بوستر ضخم للرئيس، يقوم قائدها بتوجيه المعركة عن بعد وتشجيع المهاجمين وحمايتهم. سألت مرافقينا من كفر صقر فأفادوا بأن قائد المعركة هو عضو مجلس الشعب وعضو الحزب الوطني. وبعد قليل توقف قذف الدبش والطوب، وصعدت مجموعة مسلحة بالطبنجات إلى الأتوبيسات لتقوم بتحطيم كاميرات المصورين وإتلاف الأفلام وسرقة أجهزة المحمول والنقود الخاصة بالركاب!
وبعد لحظات قليلة من تفتيش الحافلات تساءل المهاجمون في خيبة أمل ... أين الأمريكان؟ وعندئذ اكتشفنا سر فيلم "الوفد الأجنبي"، الذي تم إخراجه للإمعان في التحريض. غادر المهاجمون الحافلات وبدأ التجمهر يتشتت بعد مفاجأة اكتشاف أن الوفد مصري. خرجت من الحافلة أحاول استدعاء سيارات الإسعاف لنقل المصابين وجرار أو بلدوزر لاستعدال الأتوبيس الذي مال على جنبه حتى كاد أن ينقلب، فوجدت قائد المعركة يخرج من سيارته الباجيرو ويتحدث في المحمول: "تمام يا أفندم – قمنا بالواجب وزيادة." لم أعرف من هذا "الأفندم" الذي يحاول قائد الباجيرو أن يتزلف إليه بتحطيم السيارات وضربنا. هتف قائد المعركة بأتباعه "هيا بنا يا رجالة!" واستدار بسيارته وغادر موقع الجريمة وخلفه قيادات البلطجية.
تخلفت مجموعة تقدمت ناحيتي ونصحتني بالعودة للأتوبيس، وبعد لحظات من الحوار معهم اكتشفت أنهم من رجال المباحث يرتدون الملابس المدنية، استنكرت وجودهم وسط البلطجية المعتدين وعدم تدخلهم لمنع الاعتداء، فتعللوا بأن عدد المهاجمين أكبر من قدرتهم على مواجهته، فسألت عن سبب عدم وجود تعزيزات إضافية أو قوات الأمن المركزي التي نراها في كل مناسبة وبدون مناسبة بالمئات والآلاف؟ "هذه جناية قطع الطريق، وهي مستمرة منذ ساعات طويلة، كيف لا يوجد عسكري واحد يرتدي الملابس "الميري" ليفتح الطريق ويؤمنه؟" انتحى بي أحد الضباط جانباً وأفهمني حقيقة الموقف: "أنا عبدٌ مأمور! القوات الرسمية سوف تصل بعد قليل!" شيء عظيم، قوات الأمن تصل بعد هروب البلطجية ومغادرة قائدهم موقع الجريمة، حتى لا يحدث أي إحراج، ويسهل استبدال الملابس بعيداً عن الأنظار!
جاء إلي صبي صغير عمره 12 عاماً، لمح في عيني نظرة لوم وعتاب فبادرني: "لم أحمل ضدكم حجراً، ولم أتقاض أية نقود!" علمت منه أن قائد المعركة دفع خمسين جنيهاً لكل من المهاجمين من أعوانه، ودفع لكل من قادة البلطجية مائة وخمسين جنيهاً. سألني الصبي: "ولكن لماذا تأتون بالأمريكان إلى كفر صقر؟" أفهمته أننا حزب مصري وليس لنا علاقة بالأمريكان، وفهمت أنا شخصياً سر لافتة غريبة رآها البعض في الطريق تقول "لا لمجلس الحكم الانتقالي"! وبعد نصف ساعة من انتهاء الهجوم جاءت سيارات الإسعاف البيضاء وسيارات الشرطة الزرقاء وهبطت مجموعة من اللواءات، هتفت بقائدهم في استنكار: "أين كنتم، ولماذا لم تقوموا بالقبض على من قطعوا الطريق وكادوا يتسببون في حدوث مذبحة؟ إذا علم الآلاف الذين ينتظروننا في المؤتمر بهذه المعركة وجاءوا ليصدوا العدوان عن ضيوفهم، ماذا يكون الوضع وقتئذ؟"
سكت اللواء عن الكلام، ونكس رأسه في الأرض ليتحاشى النظر في عيني، وتحمل في صبر الاتهامات الصريحة التي وجهها إليه الجرحى، ولسان حاله يقول "أنا أيضاً عبدٌ مأمور". حملت سيارات الإسعاف الجرحى إلى المستشفى، ووُضعت أياد في الجبس، وتمت خياطة رءوس المبطوحين، وجاء الجرار ليخرج الحافلة من عثرتها، وتسابق المصريون الحقيقيون بشهامتهم في تقديم العون للجرحى ومساعدة السائق على إعادة تشغيل الحافلة.
حين هوت الشرعية في كفر صقر، نكس اللواء رأسه في خجل، وسقطت أقنعة النظام، وانشرخت قشرة البيض التي كانت تلملم رميم العظام، فانبعثت الرائحة الكريهة للركام، وولد جنين الديمقراطية ميتاً بعد موعده بأعوام.
كفر صقر جيت هي بداية النهاية، فالنظام الذي تشدق بالاستقرار وبالشرعية، باع الاستقرار عندما خرق الشرعية، أملاً في بضعة أعوام إضافية. وطبقاً لفقه التوجيهات، لابد أن نسأل من هو الآمر، ومن هو المأمور، في كفر صقر جيت؟
وائل نوارة
5 مايو 2005
ملحوظة
في أحد أيام نوفمبر 2005، تلقيت اتصالاً غير منتظر من عدة أصدقاء في كفر صقر - شرقية، عشية انتخابات مجلس الشعب، ليعلموني أن النائب البلطجي المسئول عن قيادة موقعة كفر صقر بالنيابة عن النظام، قد خسر مقعده في مجلس الشعب في تلك الانتخابات.
No comments:
Post a Comment