لمواطن كلكت
سامي حرك
في تحقيق لجريدة "إيلاف" الإليكترونية , عن : المذاهب والفرق في المناطق الشمالية الباكستانية , أعجبني تعليق لأحد المواطنين , أوضح فيه وجهة نظره , عن ما يراه الحل الأمثل لأزمة الإحتقان والإضطرابات الطائفية في بلده :"والمواطن العادي يقدم الحل الأمثل لما استعصى على الحكومة. فيقول أحد سكان كلكت ':الحل سهل جدا؛ لكنه يحتاج إلى جدية وحسن النية'. ويضيف ' انظر الإسماعيلية يقطنون هذه المناطق وهم يعيشون مع السنة دون أي توتر أو تحارش؛ لأنهم والسنة يؤدون مناسكهم وعبادتهم في المسجد ومراكزهم. ولا يخرجون إلى الشوارع ليجرحوا مشاعر الآخرين بإبداء مشاعرهم. وإذا ما قيد الشيعة عبادتهم في حسينياتهم فإن الأوضاع لن تتكهرب بالحساسية المذهبية'."هل بسط المواطن الباكستاني , ماعجز عن شرحه وتبسيطه جمهور كبير من المثقفين المهتمين بقضايا الفتن الدينية والتمييز الطائفي ؟؟؟
بل , هل قدم مواطن كلكت حلا لإشكالية خلط الدين بالسياسة , ومزاحمة الخطاب الديني لكافة الخطابات المدنية في الإجتماع والإقتصاد والتشريع والرياضة والإعلام والحكم ... إلخ؟؟؟
ماذا لو إلتزم الإسلام السني والشيعي بالمسجد ؟؟؟ ولم يقتحم الكتاب المدرسي , ولم يخرج للشارع جارحا لمشاعر الآخرين مستفزا لهم بمن يستحق إلقاء السلام أو المصافحة , ومميزاً لملابسه ومظهره الخارجي , ومعلنا بالميكروفونات الأرضية والفضائية من سيدخل الجنة ومن سيخلد في الجحيم ؟؟؟
لم أتطرق للإسلام الصوفي , لأنه –للأمانة- المذهب الإسلامي الوحيد في مصر , الذي مازال –نسبياً- ملتزماً بالمساجد وحضرات الأولياء الصالحين !!!
ماذا لو إلتزمت المسيحية الأرثوذكسية والكاثوليكية حدود جدران الكنائس ؟؟؟ ولم تطارد المواطنين المسيحيين إلى غرف نومهم , ولم تحفزهم للتمييز بالوشوم والقلائد , ولم تصادم أحكام المحاكم أو تعلق على قرارات السياسيين ؟؟؟
تقضي الأمانة –أيضا- الإشارة إلى وجود مذاهب مسيحية تلتزم بكنائسها , بل ويجاهر رموزها بعلمانيته ورفضه خلط الديني بالسياسي !!!
إلتزام الإسماعيليين والسنة بجدران المساجد , وعدم خروج الدين للشارع أو للكتاب المدرسي أو للإعلام الرسمي في كلكت باكستان , وإلتزام الصوفيين والإنجيليين والبهائيين بعدم حشر الدين في السياسة والحكم في مصر , صور واضحة , وتجارب من الواقع للأداء العلماني المطلوب من المؤسسات الدينية !!!
العودة للحائط : هي الحل !!!
هذه الصورة قربها لنا , وصنع منها نموذجنا المثالي , مواطن باكستاني بسيط , تصور –ببلاغة وفصاحة- أن الحل في عودة الأديان لجدران أماكن العبادة !!! لا شئ أكثر!!!
مبادرات مشيخة الأزهر ومجمع البحوث وقداسة البابا , للإدلاء بآرائهم –الدينية- في القضايا العامة , وتأوييل النصوص , بما يوافق أو يخالف الرأي الرسمي , مظهر طاغ للخلط , ومصدرتغذية دائم للفصل والتمييز الطائفي !!!
رسالة "كلكت" موجهة للسلطات الحاكمة وللمؤسسات الدينية وللأحزاب والمنظمات المدنية , ولمجموعات النت خاصة جروبات الفيس بوك :
إذا أردتم منع الفتنة الطائفية !!! فهاهو الحل !!!
إمنعوا خروج الأديان والمذاهب خارج جدران المعابد !!!
وإذا رغبتم في مناهضة التمييز الديني : فإليكم الحل !!!
إرصدوا وأوضحوا كافة حالات الخروج الديني إلى فضاء الشأن العام!!!
وللتواصل والتفاعل مع مجتمعاتكم , بالتعامل مع الشعب البسيط بكافة طبقاته الفكرية والإقتصادية والإجتماعية , أجيدوا التحدث والكتابة بنفس اللغة الكلكتية !!!
****************
Samy Harak
17 July 2008
No comments:
Post a Comment