رؤيتنا للإصلاح 2010
بناء ملعـب سياسي
في ظل الوضع الحالي، لا يوجد ملعب سياسي في مصر،
- سيطرة كاملة للأمن على الحياة السياسية والأكاديمية والإعلام ... إلخ
- لا توجد حياة حزبية حقيقية – القوة "السياسية" الوحيدة القادرة على التأثير والفعل السياسي هي مباحث أمن الدولة !
- لا توجد فرصة للأحزاب للتواصل مع الجماهير، بناء قواعد، تمويل الأنشطة، الوصول للإعلام، التفاعل مع النخب والتكنوقراط
- لا توجد فرصة للناخب للاختيار
- لا توجد فرصة للسياسيين في الظهور
- لا توجد فرصة لتداول سلمي للسلطة
- كل هذا يؤدي لتجميد الأوضاع الفاسدة واستمرار مسلسل احتكار وتوريث الحكم
الحاجة لائتلاف سياسي حول اتفاق الحد الأدنى
ورغم ضعف النظام، فإن القوى السياسية أضعف نتيجة للتشرذم والتنافس على لا شيء. يجب الخروج من هذه الدائرة واستهداف بناء ملعب سياسي من خلال توافق وطني حول اتفاق الحد الأدنى الذي يسمح فيما بعد بوجود حياة سياسية وحزبية وصولاً لتنافس تحتكم فيه الأحزاب والمرشحون للناخبين، يجب خلق هذا الملعب أولاً قبل التفكير في التنافس.
مرشح توافقي لفترة انتقالية
حزب الغد يعلم أنه في غياب حياة سياسية فإنه لا جدوى من التنافس، وعليه، فإن حزب الغد سيؤيد التوافق الوطني حول مرشح توافقي لفترة انتقالية يتم خلالها بناء الملعب السياسي حتى تكون هناك فرصة فيما بعد للتنافس السياسي في مرحلة لاحقة. مبادرة الغد في يوليو 2005 (لجنة الأربعين) وبرنامجه الانتخابي (24 شهراً فترة انتقالية ببرنامج إصلاح سياسي محدد بمواعيد محددة)، وسعي الغد للتوصل إلى اتفاق يتنازل مرشح الغد بمقتضاه لمرشح الوفد في ظل اتفاق علني (وهو ما رفضه مرشح الوفد في أغسطس 2005)، كل هذه المؤشرات تؤكد صدق نية الغد في الوصول لهذا التوافق من منظور وطني وبراجماتي أيضاً.
ومن هنا – الغد يؤيد فكرة الالتفاف حول مرشح توافقي لفترة انتقالية بهدف محدد هو بناء الملعب السياسي بما يسمح بالتنافس، وصعود مرشحين يمثلون مختلف القوى السياسية بحق يحتكمون جميعاً إلى الناخب في ظل منظومة تنافس سياسي حقيقية.
الحاجة للتحول من حملة سلبية لحملة إيجابية
نرى أن الحملة الشعبية ضد التوريث لها من العوامل التي تؤهلها لتقود الوصول لمثل هذا التوافق الوطني، لهذا يجب في أقرب فرصة واقعية (في خلال أشهر قليلة) أن تتسع الحملة وتتحول من حملة سلبية – ترفض التوريث – لحملة إيجابية تقدم البديل الذي يتجسد في مبادرة بآليات محددة للضغط الشعبي والسياسي على النظام للقبول بعملية تدريجية بمحطات زمنية محددة لبناء الملعب السياسي.
عندها تصبح فكرة مناهضة التوريث جزءاً في منظومة أكبر تسعى لبناء حياة سياسية ديمقراطية سليمة، وتتحول الحملة من حملة ترفض التوريث لحملة تقدم البدائل العملية وتحشد حولها القوى الشعبية والإعلامية، مع الاستمرار في استخدام الرفض الشعبي الواسع للتوريث كأحد أدوات الحملة لبناء توافق حول البدائل السياسية.
الحملات السلبية تشبه الدفاع المستمر –بدون حتى أمل في هجمة مرتدة - الذي لابد وأن ينتهي حتماً بالفشل نتيجة لعدم تقديم بدائل أو وجود شق هجومي.
1 comment:
Post a Comment