سيادة الرئيس محمد حسني مبارك
رئيس جمهورية مصر العربية
تحية طيبة وبعد
يعلم الله أنني أحبك كمصري حارب من أجل الوطن، وكرئيس تولى مسئولية مصر في ظرف دقيق حرج، عشته بحكم سني يوم 6 أكتوبر 1981.
يعلم الله كم أوذيت بسببك وبسبب رجالك - سواء من المباحث، أو أعضاء شبكة الفساد، أو الساسة الفاسدين الذين أفرزهم عهدك.
لقد كنت أنا بداخل المبنى يوم حريق حزب الغد صباح يوم 6 نوفمبر 2008 - يوم أن أرسلت أنت أو رجالك البلطجية - بعد أن انسحبت الشرطة - لتتيح للمهاجمين لقتل الرجال واغتصاب النساء المجتمعين داخل الحزب كما حذرونا من قبل ...
ورغم كل هذا، أقسم بكل عزيز أنني لم أحمل لك ضغينة شخصية ...
أنا من أشد منتقدي سياساتك وأجهزتك ... لكنني دائما أقول - إنك قد تحملت مسئولية ربما لم تطلبها أو تمتلك نواصيها
ولكن الآن ... الوطن في خطر شديد
ملايين من أبناء الوطن يطالبون برحيلك
رجال الشرطة استنفذوا ذخيرتهم في صدور زملائنا - رصاصا وغازا
لكننا أقسمنا على الموت من أجل غايتنا - وهي رفعة مصر وبناء الدولة المصرية الحديثة
والآن ... أرجوك باسم شرف العسكرية أن تتنحى عن موقعك قبل يوم الجمعة القادم
حتى لا تراق المزيد من دماء المصريين
إن هذه الثورة قد خلقت فيها مصر خلقا جديدا
ما تفعله الآن أنت ورجالك - يلوث هذه اللحظة المصرية الخالصة، بدماء مصرية - بآلام مصرية - بمخاوف من هم في البيوت لا يعلمون هل يرجع أبناؤهم من التظاهرات أم يستشهدون .... مخاوف من لا يعلمون إن كانوا يجدوا الخبز غداً لأطفالهم أم لا ...
هل هذا يرضيك؟
احقن دماء المصريين - احتضن ثورتهم التي شهدت الدنيا بروعتها وسموها ...
بل إنني أسألك المزيد
افرح لما انجزوه
هم أبناؤك وبناتك وإخوتك وأحفادك
************
في تاريخ الشعوب
يتوقف الزمن عند لحظات فاصلة
يصعب فيها الخيار
ولكن
انظر في عين مصر وفي قلبها تجد الإجابة الصحيحة
هذه نهاية عصر وبداية عصر جديد
أرجوك وأتوسل إليك
دعنا ندخل في ذلك العصر دون المزيد من دماء الشهداء
فإن قبلت - فأنت أهل للفضائل
وإن عجزت أنا عن توصيل رسالة مصر إليك
وجب علي أن أذهب للميدان يوم الجمعة كما ذهبت من قبل
لنريق المزيد من دمائنا نحن برصاص أو سيوف أو أحجار أخوة لنا
ربما تحتاج أرض مصر المزيد من الدماء قبل أن تخرج من تربتها نبتة الحرية
قبل أن تتطهر من سموم الفساد والاستبداد التي بورت تلك الأرض
والسلام عليك أينما جاء قرارك
1 comment:
how much shame can one man endure...and i guess the answer is many martyrs' worth...
Post a Comment