Friday, January 08, 2010

Not so long ago we were Normal

السبوع ولا العقيقة

فاكرين زمان

لما كنا نحتفل بالمولود الجديد في مناسبة اسمها السبوع


ملبس وشيكولاتة وعلب حلويات معاها كارت صغير للذكرى من درب البرابرة

ملفوف في قماش أبيض زي الشبك أو الدانتل

وكان فيه غربال وهون وحاجات كده

وأغاني حلقاتك برجالاتك والذي منه

حد فيكم فاكر الحاجات دي


يا ترى بطلنا نعملها ليه؟

إمتى بطلنا نحتفل بالسبوع وابتدينا نحتفل بالعقيقة

أنا والله موش ضد العقيقة ولا حاجة

دي حتى سُنة

بس أنا مستغرب

السبوع راح فين


ومعناها إيه إن مجموعة من الناس يفرضوا رأيهم علينا ويستوردولنا عاداتهم
ويحتالوا باسم الدين عشان نغير طريقة احتفالنا بمواليدنا


هو فيه إيه؟

قعدت أفكر



**********************

تصور معايا


شوية ناس قعدوا كده وقالوا إيه

ياللا نعمل إمبراطورية ونكون فيها إحنا الكنوج
جمع كينج يعني

فبصوا ولقوا إن أسهل طريقة إنهم يعملوا أمبراطورية دينية ويسموها الخلافة الإسلامية

ويبقوا همه إيه
الكنوج

لحد هنا ومحدش يقدر يعترض

قام إيه بأه

قالك طب والإمبراطورية دي يعني نعملها إزاي ونبتدي منين

بصوا لقوا قدامهم بلد اسمها مصر

مليانة بشر طيبين وعلى نياتهم

مكانها استراتيجي وخيرها كتير ولها هيبة وبقية الشعوب اللي حواليها بتمشي وراها
مع إن أهلها طيبين موت ويصدقوا أي حاجة


قام قالك إيه

العالم دي عالم هبل وممكن بسهولة نسيطر عليهم

دول بقالهم كده ييجي أكتر من ألفين سنة محتلين

ما أنا قلتلك

على نياتهم

قام راحوا وقعدوا يوسوسوا للناس

ده بيدخل الجنة وده حيدخل النار

حاسبي يا ستي تكشفي شعرك لحسن فتنة
حاسب يا حاج أوعى تدخل بالرجل دي لحسن الشيطان يركبك

أوعى يا ستي تدهني ظوافرك لحسن الملايكة تزعل منك

أوعى يا حبيبي تركب الأنسانسير من غير ما تقول دعاء الدابة
لحسن الأنسانسير يركبه الشطان

أوعي يابني تربي كلب لحسن ينجس البيت ويطفش الملايكة

لو ما بعتش الميل ده لعشر تنفار حتحصلك كارثة

أوعى تصاحب نصراني - مسيحي يعني - لحسن دول كفرة ومحرفين الإنجيل

لو ما عملتش الحاجة الفلانية الثعبان الأقرع حيستناك في التُربة - القبر يعني



وكلام في كلام عن الجنة والنار في حاجات بصراحة الناس عمرها ما كانت واخدة بالها منها قبل كده

وكلام كتير وناس بتزعق في الجوامع والتيلفزيونات والماكرفونات

فضلوا كتير على كده

ييجي تمانين سنة وحياتك وأزيد

طبعا الناس لأنهم إيه

طيبين وعلى نياتهم وبيحبوا ربنا

زي كل الناس الطيبين

اهتموا بالموضوع وبقى الواحد منهم طول النهار ماشي يكلم نفسه من كتر الأدعية والأوردة

طبعا الناس حالها اتغير

وبدل ما تهتم بالشغل والتفكير والتطوير ويصلحوا من حال بلدهم اللي اتأخر ييجي ألف سنة برضه على إيد ناس شبه الناس دوكهمه

الناس بتوعنا يا سيدي ركزوا في موضوع اللبس والقلع والقباقيب والسراويل والسواك والأنسانسير والحمام والثعبان الأقرع والفتاوي اللي ملهاش عوزة ولا لزمة

وفي نفس الوقت ويا محاسن الصدف

الجماعة إياها

اللي إيه

اللي نفسهم يبقوا كنوج على قفا الناس الطيبة اللي على نياتها

انتشروا في البلد

في الجامعة يدخلوا الكافتيريا يمنعوا الحفلات
وفي المدرج يمنعوا الولاد يقعدوا مع البنات

وفي التليفزيون يطلعوا همه ونجومهم الدعاة الجداد
يفتوا في كل شيء وكأن ما فيش حاجة الواحد ممكن يعملها عادي كده من غير فتوى

وبصنعة لطافة نشلوا من المجتمع حريته وسماحته عن طريق الدروشة ونشر الهوس الديني بكافة الوسائل

باختصار حاولوا على مدى تمانين سنة انهم يمسخوا الشخصية المصرية بكل الطرق

***************

افتكرت مرة قابلت واحد فيهم من حوالي 14 سنة

واحد من أقطاب عملية غسيل المخ

كان بيزعق لابنه لأنه

أبنه يعني

عايز يعمل قال إيه

عيد ميلاد

طب وفيها إيه يا شيخ المهندسين

إزاي

ده فيها وفيها وفيها كمان

إنت ما تعرفشي إن كل البدع البطالة دي بدع مصرية

ورثناها عن الوثنيين وعبدة الأصنام

لازم نخلص منها لأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

بيتهيألي أنه كان متغاظ أوي من تفرد الشخصية المصرية

اللي قدرت تعيش أكتر من ألفين سنة رغم الاحتلال


وفي رأيه لابد وحتما يقضي هو والجماعة اصحابه على مظاهر الشخصية المصرية دي

لأنها واقفة في حنكهم وقدام خططهم زي العقلة في الزور

لأنها بتفكر المصريين بعاداتهم السمحة البسيطة اللي الواحد لو نسيها يعني ما يدخلشي النار ولا حاجة

بس لو افتكرها حينسبط هو وعيلته واصحابه ويقضوا وقت لطيف ويفتكروا الناس أيام زمان كانوا بيعملوا إيه


في رأيه هو وجماعته

إن السبوع لازم يتحول للعقيقة

وأعياد الميلاد تتلغى لأنه في رأيه لا يوجد عيد سوى عيد الفطر وعيد الأضحى

والاحتفال بالكريسماس اللي كنا نحتفل به كمصريين مسلمين ومسيحيين لازم برضه ينتهي


وسانتا كلوس أو بابا نويل لابد وحتما يختفي

وراس السنة تلاقي ناس منهم بعتالك رسايل علشان تحضر مقرأة بدل ما تروح تحتفل مع بقية الناس الطبيعية

وهي حبكت يعني في الليلة دية

ياللا يمكن صدفة

والاحتفال بشم النسيم ده بقى كوم لوحده

لازم وحتما يقف


وأغاني رمضان اللي كان بيغنيها الأطفال

وحوي يا وحوي

قاللك إيه

دي كمان أصلها فرعوني ولازم نقمعها

ونعلم أولادنا ازاي يغنوا أناشيد هادفة على الدفوف

يا خبر أسود

حتى العيال حتغني أناشيد هادفة على الدفوف

أمال حيعيشوا طفولتهم إمته

والموسيقى حرام
والرسم حرام
والغنا حرام
والسيما حرام
والتليفزيون حرام
والفن حرام

والفلسفة حرام
ونظرية داروين حرام


أما تماثيل قدماء المصريين

فهي طبعاً أصنام


لستة طويلة من المحرمات ما بتخلصشي

وقايمة عريضة بالحاجات اللي لازم الواحد يعملها قبل ما يخطي أي خطوة


وشوية شوية

قدروا يسيطروا على الناس الطيبة بالتخويف والترهيب والدروشة

وسموا المعركة

الفتح التاني


طب إزاي قدروا على كل ده ومنين بيجيبوا الفلوس والدعم

آه

طبعا أنا نسيت أقولك إن فيه ناس مهمة وغنية بتساعدهم وواقفة وراهم

وكل ده موش عيب ولا حرام
بالنسبة لهم طبعاً

لكن اللي مزعلني أنا

إن أهلنا الناس الغلابة الطيبين ملاقوش اللي يدافع عنهم ويفهمهم

ويطلعهم من حالة الهوس والدروشة اللي رجعتهم ييجي 200 سنة ورا


عرفت بأه إن تغيير اسم السبوع لعقيقة ممكن يعمل إيه؟

طب ممكن حتى نحتفل بالسبوع والعقيقة مع بعض من غير ما يدخل في الموضوع التعبان الأقرع إياه؟

Religious Hysteria


الهوس الديني يحاصرنا



ما حدث في نجع حمادي وفرشوط والاسكندرية والكشح وغيرهم وسوف يحدث ويتكرر في أماكن وصور أخرى، هو نتيجة مؤسفة لحالة الهيستريا الدينية وفيروس الهوس الديني الذي تسلل إلى كل ركن من حياتنا حتى أصبحنا مرضى نفسيين عصابيين محاصرين في عقولنا بتمتمات وهمهمات تكرارية تشل تفكيرنا وحركتنا ونمونا.

المرض ليس فقط في عقل من أطلق الرصاص، بل هو في عقل وضمير الأمة ... في الإعلام، والتعليم، والأمن، ومجلس الشعب وكل سلطات وهيئات الدولة.

الفيروس تسرب إلى الكتب والصحف والمجلات والخطب والمسلسلات والأفلام والملابس والأعياد والعادات والتقاليد.

الفيروس يقتلنا ببطء ونحن سعداء راضين.

الفيروس نشاهده ونسمعه ونلبسه ويلبسنا ونأكله ونشربه مع كل وجبة ونهز رؤسنا مأمنين.

الفيروس موجود في كل شريط كاسيت بيحكي عن الثعبان الأقرع.

في كل فتوى بتقولك إن جارك كافر ويستاهل الحرق في جهنم وأوعى تصاحبه.

في كل خطبة صاحبها بيزعق وبيكفر أصحاب الديانات "المحرفة".

في كل كتاب مدرسي بيرسخ الإقصاء والبلطجة الدينية.

في كل تليفزيون مليان ناس بينصبوا باسم الدين.

في كل جماعة سياسية بتضحك على الشعب باسم الدين.

في كل كتاب أصفر بيفسر الدين على مزاج ناس ماتوا من ألف سنة وبيحرم الاجتهاد.

في كل قرار سياسي بيستغل الدين والجماعات الدينية عشان يبرر وجود نظامه المستبد.

في كل برنامج بيستهدف غسل مخ الناس وتشريبهم خزعبلات لا علاقة لها بالحياة ولا بالعلم ولا حتى بالدين.

في كل ميكروفون عالي بيجبر المسلمين وغير المسلمين انهم يسمعوا الصلاة والخطبة بالعافية.

في كل مطران أو أنبا أو شيخ أو بابا عايز يرسخ سلطته السياسية من خلال الدين.

مظاهر الهوس الديني في السطور المنشورة
من ضمن أعراض الهوس الديني أن ننظر لهذه المظاهر بصفتها أشياء إيجابية وخيرة بينما هي أشياء سلبية تمزق الوطن وتغيب الشعب في قشور وطقوس وهمهمات وخرافات وأفعال تكرارية هوسية لا طائل من ورائها


المريض بالهوس كثيراً ما لا يرى أنه مريض
بل يظن أنه سيد العاقلين وأنه المهدي المختار لإنقاذ البشرية وهدايتها



هو ده الفيروس اللي لازم نحاصره ونعالجه.

ومن غير كده الأمور واضح اتجاهها إيه.

بكل أسف.



The Sum of all Evils



هيه مفاجأة يعني؟


رؤية غائبة
نظام استبدادي احتكاري شاخ من عقود طويلة
دروشة إعلامية
شيوخ التكفير في الفضائيات
فتاوي بتحريم تهنئة المسيحيين بعيدهم
مناهج تعليمية تؤصل الإقصاء وتحقير الديانات الأخرى (المحرفة) وسط سيطرة للمتطرفين
ميكروفونات تموج بخطباء غاضبين لاعنين يحضون على الكراهية والتكفير
جماعات دينية متطرفة تسيطر على المشهد السياسي والإعلامي بينما يوجه الأمن كل جهده لتطهير مصر من الليبراليين
تقصير أمني
إفلات المجرمين من العقاب في جلسات تصالح عرفية لتقبيل اللحى

::::

وفي النهاية نتعجب من حوادث العنف الطائفي؟
ربنا يشفي


My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook