كانت في بيتها
تعد طعام العشاء لأطفالها
طرقوا الأبواب
فتحت مرحبة بالركبان
أعطتهم من خير البيت
فأكلوا
وشربوا
وتجشأوا
لكنهم لم يشبعوا
ظلوا يأكلون
ويشربون
لكنهم لم يشبعوا
أمرهم كبيرهم
خلسة
بأن يجمعوا من المنزل كل نفيس
ثم قرروا أن يقضوا منها وطراً
سدوا الكوات والنوافذ
كمموا أفواه الصبيان
كبلوا الأيادي والأبدان
تكأكأوا عليها بليل
حاصروها
أوقعوها
وحاولوا أن يواقعوها
في بيتها غصبا
نظرت إلى السماء
نظرة تساؤل
لم تنظر لهم
ولم تلمهم
للحظة واحدة
وفي محاولة أخيرة
للخلاص
ركلت موقد الكيروسين
بقدمها
اندلعت النار
في الوقود المسكوب
وانقض الحريق
كالقدر المكتوب
تراقصت ألسنة اللهب
وتصاعد الدخان
خرجوا مسرعين
يتعثرون في سراويلهم
والنار تمسك بأجسادهم
مثل كرات مشتعلة
تشق حلكة الظلام
وفي لحظات
تجمعت السحب
واصطخب الرعد
أمطرت السماء
كما لم تمطر من قبل
في تلك القرية الصغيرة
تطفئ النيران
وتغسل الأدران
وقفت الجموع حاسرة
في ترقب أمام بيتها
.
.
.
خرجت بصغارها
من وسط الحطام
نظرت للسماء
في ثقة وامتنان
غطت رأسها
مسحت على رءوس أطفالها
وابتسمت للجيران
ثم بدأت تعيد ترتيب المكان