Saturday, May 18, 2024

حكايات بر سعيد

ديون للعم

 بَر سعيد

في "بر سعيد" ..

دارت معركة

وتساقط الشهداء

ولكن الراية

ارتفعت في النهاية

 

كان ذلك منذ وقت بعيد

وجاء زمن العصر الجديد

ومعه سفن تطفو بالحديد

تلقى بمراسيها عند "بَر سعيد"

 

لماذا اختاروا تلك القرية؟

بأي وجه صفيق بأية فرية؟

 

أيها العم الجليل

يا من أنت في عمر أبي

يا من أطلق نسوراً

وصواعق وجسوراً

 

هل نبهت أهل البر

وزجرت دعاة الشر

 


خطاب إلى أهل البر

خرجت الكلمات جوفاء خاوية

من المعاني

ونُصبت الألعاب مريحة ملهية

مثل الأماني

 

أفراح السقيا

ومع أول سفينة

توقعنا الخراب

يحل بالمدينة

يسويها التراب

 

ولكن رجالاً ذوي منكب عريض

صدورهم شاشات ذات وميض

نزلوا مبتسمين

يلوحون برايات الصداقة

 

وازدحم الميناء بالصفوف

ممن أرادوا الرؤيا

وجاء العساكر بالدفوف

ينظمون السقيا

 

وبعد أن تلقى الجميع الجرعة الكافية

وشخصت أبصار أهل البر لاهية

 


مد الرجال أيد مصنوعة من الحديد

تهصر كفوف أطفال "بَر سعيد"

 

وتلقيهم جانباً

خاوين من الروح

 

أيها الأب المبجل لا تستمع

لأقاويل الصداقة أو تنخدع

 

أحلام العيش الجميل

ومع السفينة الثانية

تعالى التهليل

قناطير الغلال تدفقت

بالعيش الجميل

وانطلقت الزغاريد مدوية

 

لطالما اختلط قمحنا بالتراب

وشب الصبي أسمر وفي دمه

تجري حبات من أرضنا

 

ولكن

الخبز النظيف لا يُقاوم

أبيض مثل صدور النساء الرائعة

نزلن تتلوى أجسادهن

من السفينة الثالثة .. والرابعة

 

والسادسة

والسابعة

 

من يصدق هذا العبط ؟

أية أريحية أي لغط

يجعل كرم الغرباء

يأتي بكل هذه الأشياء ؟

 

في "بر سعيد"

نُصب سوق نخاسة جديد

وجاءت السفن من بعيد

تلقي الخبز لمن يريد

ثم تربط بالسلاسل العبيد

 

الشاشات تغزو البر 1

 

ولما خرج الأمر عن المعقول

ولم تعد الشاشات الصغيرة كافية

قامت شاشات عملاقة مثل الغول

حتى تشاهدها الجموع الماضية

 

في كل ميدان

وأينما يتجه البصر

يجد شاشة ذات الوميض

تغطي مجال النظر

 


وأصبح من المعتاد

أن نصحو في الميعاد

لنطالع الشاشات

ونتلقى التعليمات

 

في كل بيت

في كل نجع

في كل غرفة

تجد الجمع

شاخصاً ببصره يتلقى الوميض

من السواحل وإلى الصعيد

 

تتفتح أعين الأطفال

الخائفة

على مغامرات الأبطال

الزائفة

 

مجلبات السرور 


وفي الأسواق

تزوغ الأبصار

سلع

عطور

مساحيق

شرور

ولكنها جميعاً

أمور تجلب السرور

للنفوس المتعطشة

... ... ...

... ... ...

والآن

تسألوني عن الصبي وأين ذهب؟



No comments:

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook