Showing posts with label Consumerism. Show all posts
Showing posts with label Consumerism. Show all posts

Sunday, May 19, 2024

ذكريات الماضي الجليل وأحلام العـيش الجميل

 دون ما وجهة معينة

من ذاكرة الأب

 


في القبور

تحركت العظام

ونادت الأرض

تطلب الانتقام

 

الطنين

 

خرجت أروح عن نفسي

أحاول أن أنسى الحنين

ولكن النداء ظل يدوي

في أذني مثل الطنين

 

نظرت في وجوه الناس

فوجدتها

مصبوغة بلون داكن

مزيج بائس من العرق والتراب

خليط قذر من اليأس والاكتئاب

 

وتفحصت تراب الأرض

هو طاهر

نظيف

إلى أن تدنسه خطايانا

عجزنا .. جبننا وأطماعنا


لقاءات مع شيخ القبيلة 1

 

سمعت عن القبيلة وعن شيخها

تجاعيد عميقة في وسطها

مدفونة عيناه مغلقتان

 

إلى حيث تأخذنا

 

تأخذنا أقدامنا

تخبرنا قلوبنا

عن المكان

 

ونذهب

يحدونا الأمل

نقرأ ونكتب

ونتحدث طوال النهار

ومعظم الليل

عما يجب أن يكون

 

وقبل أن أدخل الفراش

جاء الصبي يسأل

من ننتظر يا أبتاه؟

ليصنع كل الذي فيه تتناجون

فأطرقت في خجل وسكون


ماتت قلوبنا

أسرعنا في الخطى

دون ما وجهة معينة

فأخذتنا أقدامنا

إلى حيث النسيان

والمجون

 

لقاء 2

 

سألت الشيخ عن أبنائه

أين ذهب شباب القبيلة

أطفالها ونساؤها؟

ودون  أن يفتح عينيه

مد أطراف يديه

مرتعشة يحدوها الأمل

وتحسس وجهي

وأطلق زفيراً

 

الشاشات ذات الوميض 2

 

تبهرنا الأضواء

ونستمتع بمشاهدة

الشاشات ذات الوميض

تخدرنا لقاءات ساحرة

بفتيات ونساء بيض

وأبطال يقفزون في سيارات فارهة

تشي بثراء عريض


وأحياناً

لا نكتفي بمجرد المشاهدة

تزورنا خيالات رائعة

ونستعيد المشاهد والروائح

والملمس الطري لأجساد مائعة

ونعيش بطولات زائفة .. ولكن ممتعة

 

صحوة

 

وفي أحد الأيام

صحا الصبي مبكراً

ونظر حوله متذكراً

فلم يعجبه ما رأى

وهز رأسه مستنكراً

استفزه العجز .. الفشل .. الظلم والطغيان

 

قام الفتى قومة هائلة

حطم الأصنام

والمقاعد والشاشات

والأكواب والزجاجات

وحرك عقارب الزمان

وأمسك بمفاتيح المكان

ووضعها بين يديّ

في إعزاز وانتظر

 

ثم رنا إليّ متعجباً

 

… … …


يوم الحصاد

 

ابتلت الأرض

وانتظرنا أن يخرج الزرع

انتظرنا ليوم الحصاد

وحينما جف الضرع

وجمنا متسائلين ؟

 

جاء الصبي وجرابه فوق ظهره ... ملآن

 

ونظر إلينا

وضحك

ساخراً؟ .. لا .. آسفاً . . لا لا .. متألماً ..

ومال كفه في بطء

لتتناثر البذور من راحته

وجال ببصره في المكان

 

كأنه يختزن ما يرى

 

وأدار ظهره وذهب

 

 

… … …

… … …

… … …

 

وانتظرنا أن يعود


لقاء 3

 

همست في أذن الشيخ

أسأله عن الصبي

لابد أنه

قد أصبح الآن رجلاً

يافعاً و ... عاقلاً

 

وعلى تراب الأديم

جلست تحت قدميه

واستحلفته بالله العظيم

أن يدلني عليه

 

لقد اشتقت إليه

واشتقت أكثر إلى نفسي

عندما ترنو إلى عينيه

 

 

ولكن الشيخ

أشاح عني بوجهه

وتسللت دمعة تبحث عن طريقها

بين الأخاديد تائهة

 

واجتاحتني الغيرة

من تظن نفسك أيها الشيخ الغريب؟

لم َتبكي من ليس لك بقريب؟

إنه ولدي أنا

ولأول مرة

فتح الشيخ عينيه

وفجأة أدركت أنني

لم أعد أستطيع

حتى البكاء

 

صعقتني نظرات الشيخ الجامدة

باتهامات قاسية ظالمة

 

دون ما وجهة معينة

 

وتتابعت صور الماضي

تدك رأسي بأثقال

تنوء بها الجبال

ولم أقو على الاحتمال

 

فعدوت

عدوت بكل قوتي

دون ما وجهة معينة

 

جلباب رائع يليق بمأتم الصبي

 

جلست أستريح

جاءت أمي وأمه

نظرت إلي متسائلة

فتظاهرت بالغباء

وأعطيتها لفافة مفضضة

بها جلبابٌ رائعٌ

من الحرير الأسود


علامات الرضا العميق

 

أقمنا السرادق العظيم

وصدحت أصوات القارئين

بآيات من الذكر الحكيم

وجاء العمدة يتقدم المعزين

 

شد على يدي وقال

لقد فعلنا ما بوسعنا

بذلنا كل ما نستطيع

وسمعنا رأي الجميع

ولكن السلامة في التعقل

من منكم يقدر عليهم؟

 

بشاشاتهم ذات الوميض

ورجالهم ذوي الصدر العريض

وعطر نسائهم البيض

 

فأطرقنا جميعاً ساكنين

وأطلقنا زفرات الضيق

وكان السكون في برنا

من علامات الرضا العميق

...

...

وتذكرت يوم رأيت

في عين الصبي ذاك البريق

وتمنيت أن أهتدي

يوماً إلى ذات الطريق

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook