صدر البيان التالي عن جهة تسمي نفسها بجبهة علماء الأزهر، وهي جمعية أهلية تم حلها عام 1999 لا تمثل الأزهر ولا علماءه، ولا تمثل سوى أعضاءها وهم قلة تنتهج كما سنرى في البيان نهجاً شاذاً أظن أنه يستهدف الشهرة والظهور الإعلامي.
فتوى في بيان بشأن الضابط المصري القتيل
إلى الضابط المصري البائس الذي ذهب في حظِّ سايكس بيكو وطاعة غير الله
لقد آلمنا أن يذهب مثلُكَ في طاعة غير الله بعد أن رفعت سلاحك في وجه شقيقك الفلسطيني الذي آوى إليك فرارا مما يلقى من عدوك وعدوه، على رجاء أن يجد منك ما كان يلقاه من أمثالك الغياري على شرف العروبة وعز الإسلام فإذا بك تشهر السلاح في وجهه فتقتله وأنت له ظالم طاعة لأوامر جائرة، وتعليمات فاجرة، فرخص دمُك، لأنه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طاعة في المعصية" وضاعت في الضلال حياتك، لأنك لاَعنْ عروبة كنت مدافعا،ولا لدين كنت عاملا، "والمسلم أخو المسلم، لايظلمه ولايخذله، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كلُّ المسلم على المسلم حرام، دمه، وعرضه، وماله"، قتلت أخاك على حقه فذهب شهيدا، لأنَّ من قُتِل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد" ثم قُتِلْتَ أنت في غايةٍ رخيصة، هي الدفاع عن حدود وضع خطوطها الكافرون، الذين قسَّموا أرضنا بما عرف بالمجرمين سايكس بيكو، لينفردوا بنا واحدا بعد الآخر، وأرضنا في دين الله واحدة، فإذا بك تسقط فيما سقط فيه ساسة الحزب الذين حادوا الله ورسوله، فاستجاروا بأعدائهم من أوليائهم وإخوانهم،فذهبت حياتك في غير شرف، وقُتِلت قَتْلَ الصائل،
فقد أخرج النسائي واحمد بسند صحيح عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله ،أرايتَ إنْ عُدِىَ على مالي؟ قال: "َانْشُدِ الله"، قال: فإن أَبواْ عليَّ؟ قال "انشُدِ الله"، قال: فإن أبوْا عليَّ، قال:"فانشُدِ الله"،قال :فإن أبوا عليَّ؟ قال صلى الله عليه وسلم" فقاتل، فإن قُتِلتَ ففي الجنة، وإن قَََتلْتَ ففي النار".
وعليه
:
فإننا نُحذِّر كّلَّ جنديٍّ وضابط من جنود مصر أن يخسروا شرفهم الفريد بأن يندفعوا في إطاعة الأوامر الصادرة إليهم بغير أن يعرضوها على دينهم وقلوبهم ،فإنه لاطاعة في المعصية، وليست حياة واحدٍ منكم بأغلى من حياة إخوانكم المستضعفين وغير المستضعفين الفلسطينيين، والمسلمون أمة واحدة، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم" وحتى لاتخسروا الدنيا والآخرة
.
وإلى الموظفين من بعض الشيوخ الذين لايزالون يلزمون جانب الصمت، ويخرصون خرص القبور، فرضوا لعمائمهم أن تكون على أصنام، إنَّ سِمَنَ الكيس ونُبْلَ الذِّكرِ لا يجتمعان
.
وإلى دهاقين السياسة في مصر وغيرها :
مانال باذلٌ وجَهَهُ بسؤاله عِوَضاً ،ولو نالَ الغِنى بسؤاله
صدرعن الجبهة في غرة المحرم 1430هـ الموافق 29ديسمبر2008م
Quote
قُتِلْتَ أنت في غايةٍ رخيصة، هي الدفاع عن حدود وضع خطوطها الكافرون، الذين قسَّموا أرضنا بما عرف بالمجرمين سايكس بيكو
Unquote
حدود مصر ثابتة ومستقرة منذ عصر مينا موحد القطرين
بمعنى أن الحدود قد تتغير مؤقتاً
اتساعا نتيجة لغزو مصري كان يهدف لتحريك خطوط الدفاع للأمام
أو انحساراً نتيجة لغزو أجنبي
ولكنها تعود لنفس الخطوط بعد زوال السبب العارض
بما يؤكد ثبات واستقرار تلك الحدود
ومنذ ذلك الوقت وقبل اليهودية والمسيحية والإسلام بآلاف السنين تبلورت وترسخت الهوية المصرية
ومنذ ذلك الحين أيضاً وفلسطين هي البوابة الشرقية لمصر
وأهلها تربطنا بهم وشائج الحب والجيرة والدم والتصاهر
ومعظم الغزو الأجنبي على مصر جاء من تلك البوابة
فقوتها من قوتنا
وأهلها هم أهل لنا
يجب أن نتضامن مع أخوتنا في غزة بكل قوة
دون أن نفرط في أمننا القومي أو نفقد السيطرة على حدودنا أو أرضنا
أتمنى أن نتجنب النظرة الأحادية للأمور وألا ننجرف إلى المعارك الجانبية
إسرائيل دولة دينية عنصرية تستخدم وسائل الإرهاب والعقاب الجماعي واغتصاب الأراضي ومنع اللاجئين من العودة فهي دولة مارقة خارجة عن القانون الدولي
وحماس منظمة بدأت كمقاومة سلمية تعاطف معها العالم أجمع بما في ذلك الرأي العام داخل إسرائيل في انتفاضة الحجارة الأولي
والآن حماس ضلت طريقها وتمسك بأهل غزة رهينة
وتستخدمهم كدروع بشرية
الطرفان يتحملان جزءاً من دماء الجريمة
وأحيانا قد يقع بعضنا في حيرة ترتيب أولويات الانتماء
فالبعض يقول أنا مصري أولاً والآخر يقول أنا مسلم أو مسيحي أولاً
وفي رأيي هذا به خلط للأوراق
فتعدد الانتماءات في كل شخص شيء طبيعي
ولكن يجب أن نبحث عن موضوع النقاش حتى نحدد أي من الانتماءات له الأولوية في ذلك الموضوع
مثلاً
أنا أهلاوي أولاً عندما يتعلق الموضوع بماتش كورة في الدوري المصري
ومصري أولاً عندما يتعلق الموضوع بشيء سياسي أو شيء يمس وضعي كمواطن في دولة اسمها مصر
ومسلم أولاً أو مسيحي أولاً عندما يتعلق الموضوع بشيء ديني يمس علاقتي الشخصية بالخالق
وقد أكون مهندساً أولاً أو خبيراً في الإدارة أولاً عندما يتعلق الموضوع بشيء فني مهني أو إداري. فكوني مصرياً لن يجعلني أدلي برأي يخالف أصول المهنة أو المبادئ العلمية المتعارف عليها إذا سئلت للشهادة مثلاً في قضية حكومة مصر تكون أحد أطرافها
وأنا إنسان أولاً عندما يتعلق الموضوع بأمر يمس الإنسانية كلها مثلا حقوق الإنسان لا فرق فيها بين مصري وغير مصري
وهكذا
فتعدد الانتماءات بالطبع موجود
ولكن الأولوية تكون حسب الموضوع الذي نتحدث فيه
وعندما يأتي موضوع يمس حدود مصر وهي كيان سياسي أنتمي له أنا كمواطن
فأنا مصري أولاً
فتعدد الانتماءات إذاً وارد وطبيعي، وقد يرى بعضنا أنه ينتمي للأمة العربية
وآخرون يرون أنهم ينتمون للأمة الإسلامية
ولكن نسبة ليست صغيرة من المصريين لا يشعرون بمثل هذه الانتماءات العربية أو الإسلامية
وهذا طبيعي، لأن دائرة المركز في دوائر الهوية، وهي الدائرة التي نشترك جميعاً في الانتماء لها كمصريين، هي دائرة انتمائنا لمصر، الوطن الأم، وأساس المواطنة بين كل المصريين، هو المساواة بيننا جميعاً كمصريين، لا فرق في ذلك بين مسلم أو مسيحي أو غير متدين
وفي نفس الوقت
أهل فلسطين وخصوصاً أهل غزة هم جيران لنا
وهذه حقيقة جغرافية
وتربطنا بهم كجيران ما يربط الجيران ببعضهم البعض، من وشائج الدم والمصاهرة والارتباط العاطفي
وهم بشر ينتمون للإنسانية على اتساعها
وهم أيضاً عرب إلخ
فمن الطبيعي أن نتألم للجرائم التي تحاك ضدهم
سواء من إسرائيل
أو من حماس
التي تتخذهم كرهائن ودروع بشرية
وأن نهب لنجدتهم بكل الطرق
دون أن نفرط في أرضنا أو نعرض أمننا القومي للخطر
فنصرة الجار لا يجب أن تطغى على نصرة أهل البيت أو تنتقص من حقوقهم أو أمنهم
ودون أن نخوض مغامرات فاشلة تضرنا وتضرهم دون أن تحقق أي هدف
فالحكمة تقتضي أن نقوي أنفسنا حتى نستطيع أن نكون فاعلين على المستوى الدولي
فقوة مصر الداخلية هي حجر الأساس لقوتها على المستويات الإقليمية والعالمية
والقوة مقوماتها العلم والتقنيات والتقدم السياسي والإداري والاجتماعي والاقتصادي والثقافي إلخ
فيجب أن يكون هدفنا دائماً هو قوة وتقدم مصر حتى نستطيع أن ننفع أنفسنا والآخرين
فالمريض لن يستطيع أن يدافع عن نفسه فضلاً عن نصرة جيرانه أو أقربائه
ولابد أن نقوي مصر لنساعد أنفسنا وندافع عن وجودنا ووجود أبنائنا ونساعد الآخرين أيضاً في حدود المتاح
*****************************
وهي مكونة من مجموعة من الذين ينسبون أنفسهم للأزهر
كما ذكر رامي
ولكن هناك مئات الآلاف أو الملايين الآخرين من خريجي الأزهر
وليس لهذه الجبهة أي وزن سوى في انتحالها اسم الأزهر وكلمة الجبهة التي توحي وكأن هناك تجمهر كبير من علماء الأهر بحيث يعبر عن الأزهر
وفي كل الأحوال الأزهر نفسه في حالة كبيرة من الضعف
فبعد أن خرج التيار الليبرالي المصري من رحم الأزهر في القرن التاسع عشر والعشرين
على أيدي شيوخ مستنيرين مثل الطهطاوي والعطار ورشيد رضا والإمام محمد عبده وسعد زغلول وطه حسين وعلى عبد الرازق
فاليوم الأزهر وزنه الفكري وتأثيره أصبح شبه معدوم نتيجة لتبعيته للدولة من ناحية ومحاربته للتجديد الفكري من ناحية أخرى
ولكنه لا زال يحتفظ بوزن تسويقي مؤثر كعلامة تجارية أو براند Brand رنان وخاصة خارج مصر.