Monday, October 18, 2010

Eisa Dismissal, Co-Opted Opposition

إقالة إبراهيم عيسى: المعارضة فى خدمة النظام

بقلم وائل نوارة ١٨/ ١٠/ ٢٠١٠

تحت جنح الليل، وتحت إغراء البيزنس الكبير، صحفا ومحطات تليفزيونية وشركات وأراضى ومدارس ومصالح لا يعلمها إلا من رتبوها، ارتدت ذئاب النظام جلود المعارضة، وانتشروا فى المدينة، حاملين مسوح الإصلاح والتغيير، منادين بالديمقراطية، على الطريقة التعبيرية.

فى عام ١٩٩٥، صدرت جريدة الدستور برخصة قبرصية، برئاسة تحرير إبراهيم عيسى. وفى عام ١٩٩٨، توقفت الدستور عن الصدور بعد أن منع النظام طباعتها فى مصر. لماذا يمنع نظام يدعى الديمقراطية صحيفة من الصدور؟

بعد فترة من الاختفاء القسرى، عاد إبراهيم عيسى ليطل على المشاهدين من خلال برنامج ناجح يقدمه عبر إحدى القنوات الفضائية الخاصة. فجأة وقعت القناة وصاحبها تحت تهديدات وضغوط شديدة وصلت للتهديد بتفليس المستثمر صاحب القناة الخاصة. وتوقف البرنامج. تكررت المشكلة مع أكثر من جريدة وأكثر من محطة تليفزيونية. هذه المشكلة ليست من باب الصدفة، وليست لأن إبراهيم عيسى مثلاً صحفى خيبان أو رئيس تحرير نص نص. إبراهيم عيسى يمتلك قلماً وعقلاً وحضوراً يندر أن تجتمع فى كاتب.

فجأة وجد إبراهيم عيسى نفسه ممنوعاً من الكتابة وممنوعاً من الظهور فى التليفزيون، باختصار ممنوعاً من ممارسة أى مهنة إعلامية، ولم يبق أمامه إلا أن يتنازل ويعقد صفقة– مثل غيره- مع النظام. لكن لأن إبراهيم عيسى خيبان فى صنف الصفقات التى يعقدها النظام، لم يتنازل ولم يعقد صفقة، بل حاول مرة أخرى أن يصدر صحيفة ثانية وثالثة ورابعة. وفى نهاية ٢٠٠٤ خرج حزب الغد، وفوجئ النظام بأن الحزب اختار إبراهيم عيسى لرئاسة تحرير جريدته.

وبعد أيام قليلة، صدر حكم المحكمة لصالح جريدة الدستور- بعد ٦ سنوات من توقفها عن الصدور. لكن إبراهيم عيسى أعلن أنه سيترأس تحرير جريدة الغد رغم الحكم الذى يعيد له بيته المسلوب- الدستور. بعد أسابيع قليلة، تم اعتقال أيمن نور، ووجد الحزب الناشئ نفسه فى مواجهة خطيرة مع النظام.

وأعلن عيسى بنبل أنه سيعمل على إصدار جريدة الغد فى تلك الظروف الصعبة وأنه لن يتقاضى أى أجر هو أو فريق التحرير لحين انفراج الأزمة. وفجأة خلع عملاء النظام أقنعة المعارضة وكشفوا عن جلدهم. ظهر عملاء النظام المزروعون داخل حزب الغد على حقيقتهم وجاءوا برسالة من النظام. لن ترى جريدة الغد النور وبها اسم عيسى فى الترويسة. «التعاون» وإقصاء عيسى سينظر له بعين التقدير وسيعجل بخروج نور وحفظ القضية.

وعندما أصر الحزب على موقفه المبدئى، برفض أن يقوم النظام بإملاء سياسات الحزب أو جريدته، قام أحد هؤلاء المدسوسين بتقديم خطاب للمجلس الأعلى للصحافة بوقف الجريدة، وتم استدعاء نائب رئيس الحزب الذى كان قد سافر للخارج قبل يومين من اعتقال نور لوقف الجريدة عن الصدور! ثم قرر عملاء النظام بوضوح التخلص من عيسى رغم الاتفاق السابق معه.

منذ شهرين، قام معارضون آخرون بشراء جريدة الدستور بما يقرب من عشرين مليون جنيه، ورغم أنهم أكدوا أنهم لن يحاولوا تغيير سياسة الجريدة التحريرية، فإن من تمرسوا على مشاهدة المسرحية توقعوا أن تكون نهاية الفصل خلاف تلك الوعود. عندما يقوم مستثمرون بشراء مؤسسة صحفية بعشرين مليون جنيه وتكون أولى خطواتهم هى إقالة مؤسس ورئيس تحرير الصحيفة، رغم علمهم بأن مبيعات الصحيفة مرتبطة إلى حد كبير بشعبية هذا الكاتب والأسلوب والخط التحريرى الذى تميز بتقديمه، فإن هذا يضع علامتى استفهام.

الأولى: ما هو الدافع الذى يجعل مستثمرين يقومون بشراء صحيفة ثم تخريب الاستثمار الذى وضعوه فيها بإقالة النجم الرئيسى وراء مبيعات الصحيفة مع استعداء القراء والرأى العام بما يدفع بمبيعات الصحيفة نحو الانهيار وهو ما حدث بالفعل؟ الدافع بالتأكيد ليس اقتصادياً، وليس سياسياً بالمعنى الشرعى للدوافع السياسية لأن المستثمرين قد اشتروا رأياً عاماً سلبياً نتيجة أفعالهم.

الثانية: كيف يعوض هؤلاء المستثمرون خسارتهم الكبيرة– أو بمعنى آخر كيف سيقوم النظام بتعويضهم ومن الذى سيسدد الفاتورة بصورة حقيقية– ما طرق مكافأة رجال الأعمال على مثل هذه الخدمات التى يقدمونها للنظام؟

الإقالة التى حدثت منذ أيام ليست هى الأولى من نوعها. ليست هذه هى المرة الأولى التى يقال فيها إبراهيم عيسى على أيدى معارضين مصريين. النظام وصل لدرجة من الإتقان والتقدم تستحق الإعجاب. النظام لم يقل عيسى ولم يبعد عيسى ولم يوقف طباعة الدستور. ملاك الجريدة من رموز المعارضة هم الذين فعلوا هذا. النظام.. مهما يكن من نهاية لهذا الموقف،

هناك مكسب كبير تعلمه الشعب المصرى من هذه المواجهة فى توقيت حرج قبل الانتخابات البرلمانية التى قررت أحزاب المعارضة النظامية أن تشارك فيها. المكسب هو سقوط الأقنعة. أما الخسارة، فهى سقوط هامات مع تلك الأقنعة لرجال كنا نأمل فيهم خيراً قبل ما حدث، رجال لم يكن أحد يتصور أن يرخصوا بقدرهم لهذا الحد، وهنا تكلمت الأم فقالت: الخرس لا يغنون، والأقزام لا يشيدون المسلات العظيمة.






Zeitgeist: Moving Forward | Official Trailer - [ Extended ]

Tuesday, October 05, 2010

Dostoor Staff on Strike



بيان من الصحفيين


المعتصمين في الدستور

في خطوة لا يمكن لحسها أو تخطيها، ويمكن اعتبارها نذيراً لما سيحدث في مصر في الفترة القادمة من تربيطات من أجل إعداد الساحة السياسية للمسرحية الهزلية التي اصطلح على تسميتها بالتوريث، أقدم د. السيد البدوي شحاتة والسيد رضا إدوارد، الملاك الجدد لجريدة الدستور، على إقالة الزميل إبراهيم عيسى رئيس التحرير والصانع الحقيقي للتجربة الأكثر جدلاً وتأثيراً وانتصاراً للحرية ضد الفساد من قمة رأسه حتى أخمص قدميه دون إبداء أي أسباب من أي نوع، ودون إبلاغ عيسى نفسه بأسلوب يحترم تاريخه وكونه الأب الروحي الحقيقي لتجربة الدستور، وقام السيد رضا إدوارد أحد ملاك الجريدة بزيارة مفاجئة إلى مقرها المعروف بشارع أحمد نسيم ليهدد ويتوعد ويحاول أن ينال من شخصية إبراهيم عيسى وسلوكه المهني وهو ما لا يصدقه أي طفل يحبو في بلاط صاحبة الجلالة التي تعلم جيداً مواقف إبراهيم عيسى التي دفع ولازال وسيظل يدفع ثمنها ، ثم قام السيد إدوارد بإهانة الصحفيين المتواجدين بالمقر وإخبارهم أنه قادر على إصدار الجريدة بقدمه، قبل قيامه بسحب أجهزة الكمبيوتر من مقر الجريدة فجراً لنفاجأ اليوم صباحاً بالجريدة دون رئيس تحرير ودون تكليفات بأي عمل من أي نوع، ودون إدارة لشئون الجريدة نفسها وسط العديد من التكهنات والتهديدات من السيد رضا إدوارد بإصدار الجريدة من مكان آخر، وبصحفيين آخرين ليس لهم علاقة بالدستور.

ونحن كصحفيين عاملين في الدستور نرفض تماماً إقالة إبراهيم عيسى ، ونرفض الأسلوب الذي يتبعه الملاك الجدد للجريدة في إدارة الجريدة وتهديد صحفييها وتدميرها من الداخل، وهو الأسلوب الذي يؤكد أن النية كانت مبيتة من قبل للإطاحة بالزميل إبراهيم عيسى وإنهاء تجربة الدستور، والمدهش أن قرار الإقالة جاء بعد ساعات قليلة من نقل ملكية أسهم الجريدة بالكامل للملاك الجدد، كما أنه جاء مواكباً لمطالبات الصحفيين بزيادة مرتباتهم مع نقل الملكية، والأكثر إدهاشاً أن تأتي هذه الإقالة وهذا التدمير لتجربة مهمة مثل تجربة الدستور بعد أقل من شهر من تأكيدات د.السيد البدوي شحاتة رئيس مجلس الإدارة الجديد والتي نشرت في صدر الصفحة الأولى لعدد الدستور الصادر بتاريخ 26 أغسطس 2010 ، والذي قال فيه "أن سياسة الدستور التحريرية ترسخت وأنها لن تتغير وستبقى جريدة مستقلة ولا علاقة لها بحزب الوفد، وهو ما يؤكد عدم صدق هذا الكلام.

ويعلن صحفيو الدستور عن تمسكهم بإبراهيم عيسى رئيساً لتحرير الدستور، وعن عدم اعتدادهم بأي إصدار آخر يحمل اسم الدستور يكون بدون رئاسة عيسى له، وبدون مشاركة أبناء الجريدة الأصليين في تحريره، حيث ستصبح الدستور وقتها بلا لون أو طعم أو رائحة.

كما يوجه صحفيو الدستور بالغ الشكر إلى ملاك الصحيفة الجدد على وضوح رؤيتهم بهذه السرعة، وعلى اتخاذ هذا الموقف المتوقع بهذه الدرجة من التسرع وعدم الحكمة والتي كشفت أمام الجميع ما يدار في الغرف المغلقة
==================================

نقلا عن أ / محمد الجارحي أحد مجموعة الصحفيين المعتصمين


عيسى يشرح الموقف


صورة الأعتصام



http://www.facebook.com/photo.php?pid=136115&fbid=119366574786955&id=119266938130252


Wednesday, September 22, 2010

Parliament? What Parliament

استطلاع رأي حول البرلمان في مصر

البرلمان في مصر؟

خير - من إمتى اصيبنا بيه دا؟

لا حول ولا إوا إلا بالله

أدي حال الدنيا








فاكر من حوالي سنتين - 15 سبتمبر 2008 - 88% صوتوا هنا إن البرلمان لا يمثلهم

يمثل عليهم فقط

أو يمثل بيهم


Tuesday, September 21, 2010

The Enemy within

مشكلة البقاء: العدو داخل الأسوار

رأينا كيف أدى الانتخاب العكسي أو المقلوب إلى تلويث قيم المجتمع وسيادة مبدأ البقاء للأفسد، وهو عكس المبدأ الطبيعي – البقاء للأصلح، وأن ما ينتج عن ذلك هو أن نفشل في تحقيق التطور الطبيعي فنتدهور بينما يتقدم من حولنا، ورأينا كيف استفحلت المشكلة على كل المستويات وفي كافة المؤسسات وليس فقط في المجال السياسي. وفي ضوء التنافس المستمر مع المجتمعات والأمم الأخرى، نخوض نحن معركة خاسرة مقدماً، بينما تقودنا نخبة مضروبة - تضم أسوأ عناصر المجتمع - نحو هزائم وأصفار حتمية، مع تفشي حالات الفشل العام والخاص.

وبما أننا نتبنى منهج محاكاة الطبيعة البيولوجية في التحليل، اسمحوا لي أن أستعير فكرة الجينات أو DNA الذي يتحكم في خصائص الكائنات الحية، ويحمل الشفرة الوراثية لكل فصيل بكل ما تعلمته الأجيال السابقة من دروس التواءم مع البيئة من أجل البقاء. الثقافة بالنسبة للأمم والشعوب والحضارات، مثل الـ DNA بالنسبة للفصائل الحية. وعندما أقول الثقافة Culture هنا، فأنا لا أقصد المعنى الذي يدل على الآداب والفنون والعلوم، بل أتحدث عن المفهوم الأنثروبولجي للثقافة، وهو أقرب لفكرة "طريقة الحياة"، حيث تشير الثقافة طبقاً لهذا التعريف، إلى مجموعة القيم والسلوكيات، والعادات والتقاليد، ونظم التفاعل الاجتماعي، التي يطورها ويتبناها مجتمع ما - باعتبارها تحمل في طياتها الحل الجماعي لمشكلة البقاء – بقاء المجتمع أو الجماعة أو الأمة.

هل لدينا مشكلة في البقاء؟ لعل الأمة المصرية من الأمم التي حباها الله بقدرة متميزة على البقاء رغم كل شيء. مر عليها المحتلون والغاصبون والجباة والبلطجية والمستبدون من كل ملة، وصمدت في امتحان البقاء. ولكن اليوم، يشعر البعض – أو الكثيرون – منا بصورة غريزية بحلول أو قرب حلول مشكلة ضخمة تهدد بقاءنا بصورة خطيرة. الدليل على هذا نراه في الأبحاث التي تشير إلى أن نسبة ضخمة من المصريين يفكرون في الهجرة بصورة أو بأخرى، ونراه في أنفسنا وفي كيف ينظر كل منا لنفسه وغده وأبنائه بقلق متزايد. لا أتحدث هنا فقط عن نزاعات حوض النيل – ومصر هي هبة النيل – وما يمكن أن تؤدي إليه، أو عن خطر أن ينفجر الشريط الأخضر الضيق بنا وبمن نحب تحت وطأة النمو السكاني والازدحام العشوائي فتتحول مصر لمقبرة بحجم الدولة، فكل هذه المصائب والكوارث هي في الحقيقة أعراض للكارثة الحقيقية، وهي أن ثقافتنا – طريقة حياتنا – منظومة القيم التي تتحكم في سلوكياتنا وعاداتنا وتقاليدنا ونظمنا ومؤسساتنا، لم تعد مناسبة لتحديات البيئة التي تحتضننا.

في لحظة مصارحة مع النفس، لابد أن ندرك أن مستقبل أولادنا محاط بتهديدات تبدو خارجية، لكن منبعها في الحقيقة داخل كل منا. الخطر يدق على الأبواب، ولكن العدو داخل الأسوار.

أبناؤنا يسافرون إلى الخارج فليتحقون بمنظومات سوية، يبدعون فيها ويتميزون وينجحون، رغم أن هروبهم من مصر علامة على أنهم لم يستطيعوا النجاح في الوطن. ملايين المصريين الآن يتبنون الحل الفردي، سواء بالهجرة أو بالسكن في مستعمرة مخلقة عالية الأسوار، غريبة عن البيئة المحيطة بها. على قدر نجاحنا في الحل الفردي، لم نجرب الحل الجماعي. أن نعمل على تغيير هذا الوضع المتردي معاً. وهو لن يتغير إلا إذا عملنا معاً على تغييره.

أتذكر تجارب كثيرة، عندما يختلف السكان في إحدى العمارات على المشاركة في المنافع العامة، صيانة العقار والمصاعد، كهرباء ونظافة السلم، وغيرها من أشياء بسيطة، وتتفاقم المشكلة، فتصطخب العمارة بالزبالة والقذارة، وتتدهور حالة المصاعد والمنافع العامة، وبينما يجتهد كل ساكن في تجميل شقته من الداخل، لا يمكن أن ينفصل عن المرافق المشتركة التي تحدد في النهاية جودة الحياة في هذه العمارة.

هذا هو الوضع الحالي، تسرب الفساد لأساس البناء، امتلأت طرقات وممرات العمارة بالزبالة والقوارض والحشرات، تدهورت أحوال البنية الأساسية الدستورية والإدارية والتشريعية في مصر، عجز الموهوبون عن العمل والكسب، وضعنا العوائق أمام المتميزين ليتقدمنا الفسدة، فأصبح البناء على وشك السقوط، بينما ينشغل كل منا بالتخطيط لشركته أو مؤسسته أو بيته، غير مدرك أن تدهور الوضع العام ينذر بكارثة ستنعكس – أو انعكست بالفعل - على الوضع الخاص لكل منا.

نحتاج لأن نغير بسرعة من هذا الوضع المأساوي. نحتاج لأن يصبح كل منا هو التغيير الذي ننشده. لابد أن نستعدل الأوضاع المقلوبة، أن نعمل على تقويم أو إسقاط أو مقاطعة المؤسسات التي تعمل بطريقة الانتخاب العكسي.

نحتاج أن نحترم وندعم التغيير والتطور الذي هو منهج الكون. أن نحترم الانتخاب الطبيعي الذي هو طبيعة الحياة. أن نعلم أن للسن أحكام، وأن صبغ الشعر وشد الجلد لا يدير عقارب الساعة للوراء. أن رتوش الفوتوشوب والتزييف والتزوير لأي صورة لا يغير الواقع. قد نخدع البعض باصطناع خبر أو صورة، لكننا لن نتقدم في الواقع الملموس بمجرد ترويش الصورة على طريقة سرايا التعبيرية. لابد أن نعلم أن الإنسان هو مصدر الإبداع والثروة. وأن الموهوب هو عملة نادرة يجب أن نحافظ عليها ونستفيد من قيمتها. لابد أن ندفع بالموهوب والعامل والمتميز لأعلى المراكز في المجتمع، ليصبح هؤلاء هم النخبة الطبيعية، فهذا ما يحمينا ويضمن مستقبل أحبائنا.

تتحدث الأم فتقول: إن كنت تبحث عن الكنز، أنا أدلك على مكانه: في قلب كل واحد من أولادي وفي ساعديه وفي رأسه. إذا جعلت قلبه حزيناً، وقيدت ذراعيه بالسلاسل، ووطأت رأسه بحذائك، فلا تشكو من الفاقة وسوء المآل.

وائل نوارة

Wael_Nawara@Hotmail.com

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=270388&IssueID=1900

Sunday, September 19, 2010

Future in the Past Tense

تأريخ المستقبل

كتبت في يناير 2005

صالحة حتى اليوم في سبتمبر 2010 – وتمتد فترة الصلاحية للمستقبل المنظور طالما ظل النظام على حاله

قرأ المصريون جميعاً تصريح السيد أمين عام الحزب الوطني، الذي أعلن فيه عن تسمية مجلس الشعب للرئيس في مايو القادم، بحيث يجري الاستفتاء في شهر سبتمبر، وأعلن السيد الحزب، أن مجلس الشعب سوف يُدعى إلى الانعقاد لمدة يوم واحد عقب إعلان نتيجة الاستفتاء، موضحاً أن الرئيس مبارك سوف يقوم في تلك الجلسة "التاريخية" بحلف اليمين إيذاناً ببداية فترة رئاسية "جديدة". لم يقل الأمين المساعد أن "الرئيس المنتخب"، أو "الرئيس الفائز" في الاستفتاء سوف يقوم بحلف اليمين، بل أكد أن الذي سوف يقوم بحلف اليمين هو الرئيس مبارك. لم يستخدم الأمين المساعد أي ألفاظ محايدة أو عبارات غير مؤكدة، قد توحي – مجرد الإيحاء – بأن هناك فرصة أمام الشعب للاختيار، أو بأن هناك أدنى شك في نتيجة الاستفتاء، مما يؤكد فعلاً أن الجلسة "تاريخية"، وليست في علم الغيب أو قيد المستقبل، فقد تحددت نتيجتها مقدماً، بل لعلها حدثت بالفعل ونحن نيام.

لقد تحول المستقبل على يد الحزب الوطني ليصبح مجرد صفحة من نفس التاريخ الذي مضى. وهذا إنجاز عظيم يحسب للحزب الوطني، الذي نجح في عبور بوابات الزمن وكتابة الغيب عن طريق "تأريخ المستقبل"، وهي ريادة غير مسبوقة ولا ينكرها إلا جاحد. وبين "تأريخ المستقبل" و"تأخير المستقبل" علاقة وثيقة، لا يعرف أسرارها إلا الحزب الوطني بفكره الجديد. فقد نجح الحزب الوطني أولاً في تجميد الزمن لمدة ربع قرن، وأثناء تجمد الزمن ونوم الشعب في سبات عميق، يتسلل الفكر الجديد ليسرق المستقبل ويعيده إلى الماضي، ثم يروج لذلك الماضي ويحاول أن يبيعه للشعب باعتباره المستقبل. أي مستقبل يكون ذلك؟ بل هي بقايا كوابيس الماضي بكل أسف.

وفروا الجهود ودعونا ندخل في الموضوع

وأنا أتساءل هنا، فيم تضييع جهود وتكبد نفقات لا جدوى منها، في تسميات واستفتاءات و"حلفانات" إذا كانت النتيجة معروفة مسبقاً والأمور محسومة بصورة لا تدع مجالاً للشك؟ أليس من الأفضل أن نتفق على أن أسلوب اختيار رئيس الجمهورية طبقاً للدستور الحالي لا يسمح بأي تغيير، وهو ما عبر عنه السيد الأمين العام المساعد بواقعية وبلاغة شديدة، ويصبح من الأولى أن نوفر الوقت والأموال في شيء مفيد؟ كأن يطرح علينا السيد الأمين المساعد مثلاً رؤية حزبه في كيفية الوصول لعملية اختيار حقيقية، تضمن تداول السلطة بشكل سلمي، وتسمح للشعب باختيار من يحكمه، فيعود هذا الشعب المهمش للاهتمام بالشأن العام بصورة تدريجية، وتقوى خيوط انتمائه لوطن أصبحنا نشعر أننا فيه أغراب، ويبدأ المواطن المصري في احترام الدولة بمؤسساتها، عندما تحصل السلطة على شيء من الشرعية المكتسبة من اختيار الحاكم للمحكوم، والتفويض الذي يمنحه الشعب لمن يمثلونه.

إنني أدعو أصحاب القرار لمراجعة تصريحات السيد أمين مساعد الحزب الحاكم، واقترح عليهم تبني مشروع قرار بتجميد كل أشكال الانتخاب والاستفتاء لحين يريدون، بشرطين. الأول، أن تحتوي الانتخابات - وقتما يسمحون بها – على ضمانات تكفل أن تأتي هذه الانتخابات بنتائج غير "تاريخية" وغير محسومة مسبقاً لصالح الحزب الاحتكاري، والشرط الآخر، أن يتم إعلاننا بصورة رسمية بتوقيت حدوث ذلك، حتى نأخذ جميعاً أجازة من الاهتمام بالشأن العام، ونلتفت لأمور أكثر جدوى حتى ذلك "التاريخ".

Saturday, September 18, 2010

Saraya the Expressionist

إفحام التعبير في مسألة التزوير

احنا اللى طلعنا وحشين

ولا نفهم فى الفن

رد اسامة سرايا المفحم

على فضيحة الاهرام الدولية

المعني وراء الصورة التي أثارت الضجة‏!‏


يبدو أن المناخ السياسي السائد حولنا في مصر يتجه نحو الإثارة ومشتملاتها‏,‏ ومحاولة اللعب علي كل الأوتار مما أدي إلي تغييب الحقائق نفسها‏,‏ قبل أن يصاحبها تغييب القيم والضرب بعرض الحائط بأخلاقيات تعارفنا علي تسميتها بالقيم المهنية وحدود اللياقة والزمالة‏.‏


ما أقصده أن البعض حاول الإثارة علي الأهرام ومصداقيتها‏,‏ بحجة أنها لجأت إلي تغيير في صورة خاصة باجتماعات قمة واشنطن التي جرت في الأول من سبتمبر‏,‏ عندما انطلقت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في حضور الرئيس حسني مبارك‏,‏ وذهب البعض إلي تسميتها بمسميات مختلفة‏..‏ لن أذكرها لأنها تجرح أصحابها ذاتهم‏..‏ فكل صور القمة المذكورة نشرت بأكملها في الأهرام ومواقعها الإلكترونية يوم الجمعة الماضي بلا أي تغيير أو فوتوشوب أو رتوش‏,‏ كما يتقولون‏..‏ وأرجعوا الي أهرام‏1‏ سبتمبر الحالي‏.‏


أما ما نشره الأهرام صباح يوم الثلاثاء‏14‏ سبتمبر فهو صورة تعبيرية جاءت بعد القمة بـ‏12‏ يوما‏..‏ ولم تكن هي التي نشرت بتاريخ‏1‏ سبتمبر تحت عنوان الطريق إلي شرم الشيخ‏.‏ الصورة‏..‏ وضعت الرئيس مبارك في موقع يقود المفاوضات الجديدة بعد القمة الافتتاحية في واشنطن بـ‏12‏ يوما‏,‏ فالصورة التعبيرية تعبر عن مضمون الوثيقة المنشورة‏..‏ فضلا عن تعبيرها الموجز والحي والصحيح عن الموقف السياسي الدقيق لمكانة الرئيس مبارك وموقعه في القضية الفلسطينية‏,‏ ودوره المتفرد في قيادتها قبل واشنطن وغيرها‏..‏ برغم أهمية واشنطن ودورها‏.‏
الصورة التي يتكلمون عنها‏,‏ برغم أنها تضم القادة أنفسهم‏,‏ هي صورة تعبيرية وضعت في صدر موضوعآخر بعيدا عن القمة وصورها‏.‏ فنحن لانعيد نشر منتجاتنا الصحفية‏..‏ فهذه ليست من عاداتنا المهنية‏.‏


الصورة المنشورة تعبيرية حتي يفهم من لايفهمون‏..‏ وحتي لايضللوا غيرهم ويتكلموا ويقولوا إنهم اكتشفوا الخديعة أو الوهم‏,‏ أو إننا نزور أو نجمل‏,‏ فهم الذين يضللون ويكذبون ويصدقون أنفسهم ثم يتهموننا‏(!!)..‏


ونحن لانغير الحقائق ولا نكذب ولا نتجمل مثلهم‏..‏ ولكننا نتحري الدقة وتاريخنا خير شاهد‏..‏ ولسنا في حاجة لهذه الأساليب‏,‏ فلدينا الكثير الذي نملكه ونفتخر به‏.

‏ ‏Osaraya@ahram.org.eg

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook