عقيدة مباحث أمن الدولة هي أن الشعب "المصري" هو العدو الرئيسي للدولة "المصرية"-وصلوا ازاي للاستنتاج دا ما تسألنيش
مباحث أمن الدولة كانت هي الحاكم الفعلي لمصر وتستطيع تسيير رئيس الجمهورية في اي طريق تختاره
قد تكون ذكيا - قد تكون محظوظا - قد تكون حريصا - لكنك لم يكن باستطاعتك أن تنتصر على الجهاز - جهاز مباحث أمن الدولة كان به آلاف الموظفين والأجهزة المعاونة التي تتجسس عليك وعلى أسرتك وأصدقائك - قد تكون سياسياً موهوباً أو نقابياً محبوباً - لكنك في النهاية متطوع وهم مأجورون - لديهم الوقت والطاقة البشرية لتتبعك وهدم حياتك طوبة طوبة - حتى تستجيب لهم - فتخسر نفسك - أو تستمر في مقاومة العكوسات غير المرئية التي تحاصرك في العمل وفي البيت وفي الحزب وفي النقابة - في الصحافة وفي الإعلام ...
حتى أولادك - يعودون من المدرسة يقولون ... لماذا يا بابا - سمعنا اليوم أنك خائن أو مجرم أو عميل - أو أنك قد حرقت الحزب (بينما أنت بداخله معرض للموت حرقا أو خنقا أو بالسلاح الأبيض على أيدي بلطجية يعملون لحساب مباحث أمن الدولة) ...
مباحث أمن الدولة كان لديها سلطات غير محدودة ... وإمكانيات غير محدودة ... وعلاقات في المجتمع غير محدودة ...
كلمة منها وتفقد عملك أو تخسر صفقة ما أو تجد نفسك متهما في قضية خطيرة
مهما حاولت - لن تستطيع أن تنتصر على الجهاز - هذه كانت عقيدة الجهاز
أقوى حزب في مصر لم يكن الحزب الوطني - الحزب الذي حكم مصر لم يكن الحزب الوطني - بل جهاز مباحث أمن الدولة
ونحن نودع مباحث أمن الدولة - نريد وضع مادة في الدستور تمنع أي سلطة أن تتدخل في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر بهذه الصورة
· تجريم تدخل الشرطة أو أي سلطة تابعة للدولة في توجيه التفاعلات السياسية للبلاد من خلال التدخل بهدف التأثير على عمل الأحزاب أو النقابات أو مؤسسات المجتمع المدني أو وسائل الإعلام أو المؤسسات الاقتصادية أو التابعة للدولة.
· يحظر على أي حزب أو جماعة أو سلطة احتكار العمل السياسي أو إلغاء التعددية الحزبية، أو تغيير الطابع المدني الديمقراطي الجمهوري للنظام السياسي، أو إخضاع الشعب ومنع التداول المرن للسلطة، سواء باستخدام السلطة أو الإعلام أو التعليم أو المؤسسات الدينية أو السياسية أو اي وسائل أخرى، وتضمن القوات المسلحة استقرار الشرعية الدستورية والطابع المدني الديمقراطي للدولة.
الخطر الحقيقي الآن هو أن نسرح عشرات الآلاف من العاملين في مباحث أمن الدولة ونطلقهم يعيثون فسادا في الأرض - يشكلون الميليشيات والمنظمات الإجرامية - يلتحقون بميليشيات الفساد - يثيرون الرعب والفوضى ويستمرون في استخدام البلطجية في الجريمة المنظمة - هذه المرة لصالحهم
لابد من استيعابهم وإعادة توزيعهم
المعركة القادمة لن نكسبها بالمحاكمات ولا الانتقام - بل بالحكمة والاحتواء والحب
حتى لمن أساءوا إلينا
في النهاية هم كانوا مجرد تروس في الجهاز
صحيح أن بعضهم استمتع بعمله لدرجة سادية - وهؤلاء قلة يمكن أن تحاكم بصورة عادلة
لكن ... مع الأغلبية العظمى - التي ضللت ... فظنت أنها تحمي الأمن القومي المصري - وهي في الحقيقة تدمر المجتمع المصري - فلابد من إعادة تأهيلها - النفاذ إلى نفوسهم - احتضانهم - وإعادتهم إلى أحضان مصر
اليوم هو يوم العفو والمصالحة والبناء
No comments:
Post a Comment