في فبراير 2011 - كتبنا هنا وعرفنا الفلول - وكيف يمثلون خطرا على الثورة باعتبار ولائهم للنظام السابق وانحيازهم الطبيعي لكتائب الثورة المضادة
بدأنا في استخدام الكلمة (الفلول) ربما لأول مرة هنا لتصف عينة من السياسيين وأصحاب المصالح الذين لهم انحياز هيكلي للنظام السابق ... وحذرنا منهم ... ولكننا لم نكن لنتصور أن فضح الفلول سيأتي بما هو أسوأ ... لكن اللي يعيش ياما يشوف ...
وتوسع الكثيرون في استخدام المصطلح ربما بصورة لا أوافق عليها - لأنني مع تضييق استخدامه ليشمل عدة آلاف - وربما في أوسع التعريفات ليشمل مائة ألف على الأكثر - من الذين تورطوا مباشرة في الإفساد - وليس الفساد - السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإعلامي إلخ ...
الآن نعرف فئة جديدة ... سقط الفلول ... أو توابع الفلول
سقط الفلول هم الإمعات من التابعين للفلول - الذين اعتنقوا نفس منظومة القيم الفاسدة - النفاق والخداع والتزييف والموالسة والضحك على الشعب - لكن نظرا لخيابتهم المهنية - كانوا بعيدين عن الأضواء - ناس صف تالت ورابع نتيجة لضعف شخصياتهم وليس نتيجة لنزاهتهم مثلا لا قدر الله أو لمواقفهم المشرفة - هؤلاء لا مواقف لهم - ربما مواقف مقرفة أو ممارسات عفنة - لكنها غير معروفة للسبب المذكور - أنهم كانوا إمعات
ماذا تفعل السلطة ... هي لا تستطيع الإبقاء على الصف الأول - فهم في طره إلى حين ...
لا تستطيع تعيين الصف الثاني ... فهم فلول ومعروفون بالفساد ومكروهون من الشعب وأسماؤهم معروفة للرأي العام وللإعلام ويمكن بسهولة البحث عن أسمائهم على الإنترنت في قوائم مرشحي الوطني وقياداته ...
فيضطر القائمون على الحكم لتعيين الصف الثالث والرابع ... هؤلاء هم سقط الفلول
أما المخبرون ... فهؤلاء قيادات أحزاب الموالسة وجماعات الصفقات الانتهازية ... الذين التحقوا بصفوف المعارضة زورا وبهتانا بينما نشأت بينهم وبين جهاز مباحث أمن الدولة علاقات وثيقة ... فأتمروا بأمرهم ... وخاضوا الانتخابات التي قاطعها الشعب لحبك التمثيلية ... من خريجي معهد فنون الديمقراطية المسرحية ...
لن تجد السلطة تعين مثلا إبراهيم عيسى أو جميلة اسماعيل أو وائل قنديل أو بلال فضل في أي منصب صحفي أو إعلامي مؤثر ... يمكن الاستعانة بالبعض في مجالس حقوق إنسان استشارية ... إلى حين ...
وبناء عليه ... الآن من سيحكموننا هم من هاتين الفئتين ... سقط الفلول ... وكاست التمثيل من المعارضة الموالسة ... مخبري أمن الدولة ...
لو تسألني ... الفلول بالتأكيد أفضل من سقط الفلول ... ليس لنزاهتهم ... ولكن ربما تجدهم أفضل مهنيا بصورة أو بأخرى ...
والوضع لن يتغير إلا بتنحي الرئيس مبارك عن الحكم وانتصار الثورة ...
وأكرر ... سأعلم أن الثورة قد نجحت عندما أجد علاء عبد الفتاح وإبراهيم عيسى وبلال فضل ووائل قنديل في الوزارة أو الأماكن القيادية المؤثرة في صنع القرار في هذا الوطن المأزوم
No comments:
Post a Comment