حلم
بقرة شاردة
قامت الجارية
بتهيئة السرج
وجاء الابن المدلل
وداعبها قليلاً في
فجور
ثم امتطى جواده
يا
"أيشة"
ادع لي بقطيع ضخم
يحقق لنا كل
الأحلام
ماذا يعلم ابن
السيد عن أحلام الجارية؟
التناسخ
في الكوابيس 1
مثل نفس القطيع
صادها تجار الرقيق
الأسود
كانت تسعى بين
الغابات
تداعب الأشجار
المتراقصة
حرة .. بالحياة
مفعمة
وفي يوم أسود
من وجهها
تنعاه السماء حتى
اليوم
وجدت نفسها في قفص
مع مئات آخرين
يساقون لقدر لا
يصدقه عقل
ومات من مات
وأُلقي في المحيط
من فاحت منيته
أرض الأحرار
وموطن الشجعان ؟
كانت الأرض للأحرار
قبل أن تأتي أنت
كانت الأرض للقبيلة
أبنائها وزعيمها
أي شجاعة تتشدق بها
يا من تضرب
بالبارود
من وراء المتاريس؟
كابوس
2
كيف تنام الليل
والدماء لا تزال
معلقة فوق رأسك؟
تتشدق بالسوق
الخارق
وتأتي بالسوء يا
أخرق
أما كفاك استعباد
البشر لقرون
حتى تأتي الآن
بالشاشات المتوحشة
والمحركات التي لن
يرتوي عطشها
حتى تأتي على الهواء الذي نتنفسه؟
من أورثك كل الأرض؟
من وهبك السماء
تعيث فيها الفساد؟
هل تظن أن قوتك
تغنيك شيئاً عن الحق؟
يالك من أحمق مغرور
العشاء الأخير
صاحت الجارية
تفضلوا العشاء
ووضعت تلالاً من
لحم
لن تتذوقه قط
كابوس 3
ترنحت البقرة
الشاردة في الغرفة
وتربعت على مائدة
شعارها النهم
وماجت في المكان
أصوات
لأناس ظُنوا في
عداد الموتى
تتصاعد
وتطالب بنصيبها في
الطعام
سقوط الأقنعة
أحد رعاة البقر
خاصة كان في غاية الإلحاح
وعندما فتح فمه
لم تكن هناك سوى
سِنة واحدة
تتأرجح بصورة مقززة
كابوس الغواصة
الصفراء
قفزت الجارية في
إبريق يحوي خليطاً من الخمور
وغطست في بحر أصفر
اكتسب لونه فيما
بعد
من غواصة غارقة
طلاء زائف باهت
لأحلام مارقة
كابوس 5
وفجأة
قفزت البقرة لتطعن
سيدة الدار
بقرن لوثه الغضب
وولد الألم كشعاع
من نار
ليُخمِد آهات الطرب
في نفس
اللحظة التي بدأ فيها الطعام
خر الدم أبيض مثل
لبن تخثر
وانفجر الرضيع في
البكاء
يشكو من القلب الذي
برَّد اللبن
حاول السيد أن يدفئ
زوجته
التي تدلت من صدرها
المتعفن
زجاجة اللبن
المسكوب
على مذبح الحرية
كابوس 6
إن شَرِبَ قطرة خمر
إضافية
أُقسم أن راعي
البقر
سوف يبول علينا
جميعاً
قبل أن يخر على
الأرض صريعاً
التدشين
الواقع أن القطار
لم يقف في هذه المحطة بالذات
منذ سنوات بعيدة
ربما لم يدعُه أحد
أو ضناً بدموع
زهيدة
كابوس 7
عادت الجارية
بفواكه البحر
وقدمت الطبق الأخير
هل نغمس الحلو في
ضرع البقرة؟
أم تفضل استخدام
لبن الصغير؟
قبيل الوصول
صرخ السائق
من يريد النجاة والفرار
عليه أن يتجنب فوراً
هذا القطار
كانت القاطرة تقترب
بسرعة مخيفة
وعندما أصبحت على
بُعد بضعة أمتار
قفزت البقرة فجأة
على القضبان
ووضعت جسدها
المتآكل أمام القطار
أسئلة فات وقتها
يا للمصيبة
هل أكلنا بالفعل من
لحم هذه البقرة المجنونة
التي خلطنا علفها
بدماء أمها ...
بعفنها ؟
سلم من جاع
واضطر القائد
الهندي أن يضغط المكابح
بقوة يائسة صدر
عنها صفير مرعب
قال إنه لا يأكل
لحم الأبقار
ولكن قبل أن يستطيع
أحد الرد
أدرك الموتُ الجميع
رُبَ بداية
وفي النهاية
... سعيدة
حملت الجارية
الجميع
وكفنتهم في مقطورة
الأمتعة الجديدة
... ... ...
... ... ...
... ... ...
من كان يتصور أن
القطار سوف يقف
في هذه المحطة بالذات
وبعد كل هذه
السنوات؟!
******************
من ديوان
البحث عن الصبي
صور من ألبوم الأسرة