Thursday, August 07, 2008

Brain Drain
- A Note From the Archive



في كل بلدان العالم، الإنسان هو مصدر الثروة والقيمة المضافة. وبالتالي، فإن الاهتمام بقضية وعلوم التنمية البشرية لا تضاهيه أية أولوية ولا يعلو عليه أي صوت، حتى صوت المعركة، لأن الإنسان أيضاً هو الذي يستطيع أن يحقق النصر في المعارك، هذا بفرض أن النصر هو الهدف. طبعاً هناك استثناء لكل قاعدة. ونظراً لخصوصيتنا الثقافية وظروفنا التي تختلف عن كل بلدان العالم، فقد ابتكرنا علماً جديداً وبرعنا في تقنياته التطبيقية لدرجة مفزعة، ألا وهو علم التصفية البشرية.

هناك، في دول العالم الأخرى المختلفة عنا، تسمع مقولات وحكم فارغة مثل "الرجل المناسب في المكان المناسب"، و"تمكين الإنسان"، و"احتضان المواهب"، وغيرها من الترهات التافهة والتي لا تضمن الولاء، ولا تكفل الخلود في مقاعد الحكم، ولا تساعد على تجميد الواقع الجميل الذي لابد أن نحرص عليه.

أما هنا، فلدينا الحكم الحقيقية الراسخة، مثل "ذكاء المرء يحسب عليه"، و"الرجل المناسب يأتي بواسطة من الرجل المناسب"، و"القهر يولد الطاعة"، و"الشعب لابد أن يُضرب على دماغه"، و"الخلود هو سنة الحياة"، و"اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش"، و"الملف الأسود ينفع يوم العصيان"، مما أدى "لاحتضار المواهب"، و"تمكين أهل الثقة والولاء"، وهجرة المهارات والعقول، وتفشي الإحساس بالظلم والمعاناة من الاكتئاب، وتدهور كل أوجه الحياة، والحمد لله على كل حال.

ونتيجة للتمسك بالسلطة والكراسي الذي نراه في كل مجالات الحياة من صحافة وإعلام ووزارات وهيئات وحكومات، فقد سادت ثقافة مقاومة التغيير بصورة مرضية، حتى أصبح لفظ "التغيير" من الألفاظ القبيحة التي لا يجب التفوه بها باعتبارها سُبة بذيئة وغريبة عن تقاليدنا الأصيلة، وليس أدل على ذلك من اللاءات الثلاثة التي أسعدنا بها المؤتمر الأخير.

ولترسيخ التجميد ومقاومة التغيير، استخدمت النخبة الحاكمة مجموعة من السياسات التلقائية من الإخصاء والإقصاء، والتعقيم والتقليم، والتشكيل والتنكيل، والطرد العكسي والإعدام المعنوي، لضمان تشكيل أجيال تتميز بالمسايرة والامتثال والطاعة والخضوع.

ويأتي الإخصاء بضرب كل من يجرؤ على الاعتراض بصورة تهدد حالة التجميد، بينما ينتشر التقليم للبراعم التي يشي نشاطها المحدود بإمكانية أن تخرج عن الطوع يوماً ما، ثم يأتي التعقيم لتطهير البيئة من أية أفكار أو سلوكيات تدعو للتغيير وتهدد بقاء الأحوال على ما هي عليه. وبالإضافة لأجهزة للرقابة، فقد نجح النظام في غرس مفاهيم الرقابة الداخلية في كل مسئول سواء عن مؤسسة إعلامية أو أكاديمية أو ثقافية، فنجد هؤلاء المسئولين يقومون بالحذف التلقائي لأية أفكار أو عبارات قد تهدد بقاء الوضع على ما هو عليه، فتعطل المسيرة المهنية لأي كاتب أو باحث أو عالم يشتبه في عدم توافق اتجاهاته مع رغبات "المؤسسة".

وتأتي السياسات التعليمية والإعلامية لترسخ تشكيل أفراد المجتمع في قوالب محددة يتعلمون من خلالها أن هناك حدوداً لا يمكن تخطيها حتى في التفكير، فتجد الواحد من هؤلاء إن اشتط في فكره "استعاذ بالله من الشيطان الرجيم"، وتذكر أولاده أو أسر العاملين لديه، بل أن القلم نفسه قد يصيبه شلل رعاش حينما يقترب من التعبير عن الأفكار المخالفة لمبادئ المسايرة والامتثال. وخطورة التشكيل هو أنه يقضي على أجيال بكاملها ويقهرها من الداخل، ويلغي لديها القدرة على التفكير الحر والإبداع، ومن هنا نجد أن المناهج التعليمية ترسخ النفاق والاستظهار والحفظ، ومسايرة الوضع العام والتهليل للحكام والإنجازات التي لا تحدث على أرض الواقع، بينما نجد الصفحات الأولى في الصحف تقوم أيضاً بدورها في عملية غسيل المخ اللازمة لتشكيل أجيال مغيبة عن الوعي وغير قادرة على اكتشاف البديل، فيصبح الواقع المُر بالنسبة لها وكأنه قدر محتوم لا يمكن الفكاك منه.

أما ما يتعلق بعملية الإقصاء أو الطرد العكسي، فنجد أنها تعمل عكس آليات الانتخاب الطبيعي. والأخيرة هي خاصية من خصائص التطور البيولوجي والمجتمعي – وهي نفس فكرة البقاء للأصلح. وقد أدت سياسة تجميد "المؤسسة" ومحاربة التغيير وتكريس الأوضاع على ما هي عليه واتباع سياسات الإخصاء والتعقيم والتشكيل والإقصاء إلى بزوغ هذه الظاهرة الفريدة التي تعمل بمثابة "الانتخاب المقلوب"، فالمجتمع يطرد أفضل عناصره لصالح تكريس الواقع ومنع الارتقاء الداخلي للعناصر الأفضل، ومع منع تلك العناصر من الصعود لأعلى لا يصبح أمامها من سبيل سوى التحرك أفقياً للخروج من المنظومة والالتحاق بمنظومة أخرى تسمح لها بالصعود لأعلى، مثل فقاعات الغاز التي تحاول أن تجد طريقها إلى سطح الماء، وفي حالات أخرى، تعمل هذه العناصر المقهورة على هدم المجتمع ومحاربة النجاح.

وفي مثل هذه البيئة الفاسدة فإن معيار الانتخاب لأعلى ليس فقط هو الولاء، بل أيضاً الضعف واختيار العناصر الفاسدة التي يمكن إزاحتها عند اللزوم بإبراز "ملفات سوداء"، ثم استخدام إعلام الدولة في عمليات الإعدام المعنوي. وبالتالي فلا تسمح الطبقات العليا بصعود عناصر قادرة على إزاحتها فتحاربها وتطردها من المنظومة، وهذه ظاهرة خطيرة بدأت أول ما بدأت في رفض التغيير والرغبة في الخلود في المقاعد، والتي نجدها حولنا في كل مؤسسات الدولة، فجاءت نتيجتها المؤسفة في تفشي ظاهرة الانتخاب المقلوب، التي تغربل المجتمع لتسمح فقط لعناصر ذات قدرات محدودة في الارتقاء لأعلى، مما يضعف المجتمع ككل فضلاً عن أنه يهدم مبادئ العدالة ويحارب طبيعة الأشياء، وهذا ما نسميه بالتصفية البشرية كبديل عن التنمية البشرية.

فعندما يكون المطلوب هو النفاق الإعلامي، فمن الطبيعي أن من يصل لأعلى المناصب الإعلامية يكون هو أكبر المنافقين، وعندما يكون الهدف هو تزييف الانتخابات لتكريس سيطرة حزب ما على الحكم لأطول فترة ممكنة، فمن الطبيعي أن الذي يصل لأعلى المناصب الحزبية هو أعظم المزيفين ... وهكذا.

مع فساد الأهداف تفسد عملية الانتخاب الطبيعي لتعكس هذا الفساد، ومن هنا يظهر أن الفساد لا يقتصر على الرشوة أو المحسوبية أو غيرهما من الظواهر التقليدية، بل إن الفساد يتسع ليضرب جذوره في أعماق المجتمع ويلوث ضمير الأمة، ويفسد طبيعة التعاملات ومنطق الأشياء، ويشوه القيم والسلوكيات، والأهداف والمرجعيات، والنفوس والممارسات.

كيف وصلنا لهذه الحالة؟ والأهم، كيف نخرج منها؟ هذا ما يتعين علينا أن نحاول بحثه في مقالات قادمة بإذن الله.
*****

وائل نوارة
نشرت في
المصري اليوم
16 أكتوبر
2004

Tuesday, August 05, 2008

Permission to Leave
A Note from the Archive

شكرٌ للعطاء

وإذن بالانصراف بسلام

للأستاذ وجيله


وائل نوارة - من أرشيف عام 2003


فاجأنا "الأستاذ" باستئذان جميل يغلبه التواضع، يطلب فيه "الانصراف" ويستعرض التقرير الختامي. ورغم يقين، بأن الفكر ليس له أن يتقاعد، فقد وقفت أتأمل المعاني العميقة وراء هذا الاستئذان، وطافت صور الماضي شخوصه وأشباحه بالوجدان، فشعرت بما يشبه الحنين .. والحسرة .. والأمل.

الحنين لطموحات أطلقها الأستاذ وجيله ومن معه، لماض رأينا أحلامه جميلة رائعة، حتى صحونا على كوابيسه قبيحة مروعة.

الحسرة على شباب غاب، وكهولة ذبلت، وأحلام ضاعت. ولعلني لا أرغب الآن في إفساد هذه المناسبة، باستعراض رسمي، للحساب الختامي، للأستاذ وجيله، ربما لأن الحساب هو من حق أجيال قادمة. وربما، لأنني أتهيب من قسوة الحساب ومرارته. إن نحن انغمسنا فيه الآن، والطريق لا زال وعراً، فقد تزداد ملامحه غموضاً، تتخفى عن قلوبنا وضمائرنا، وأخشى ما أخشاه، أن نضيع فيه، إن نحن ضيعنا طاقاتنا في الحساب والعتاب. أكره أن نبدأ في تناول معاول الهدم والخطر على الأبواب، بدلاً من تركيز كل جهودنا في البناء وتعويض ما فات، تصحيح ما فسد، وفعل ما كان يجب –بل وكان من الممكن- فعله، وتعامى عنه الجميع، سواء من يُحسبون على جيل الأستاذ، أو من هتفوا منا أو من غيرنا لذلك الجيل، أو من قعدوا ساكتين عن الفعل أو الهتاف أو حتى الكلام.

جلسنا نتحدث عن الماضي الجليل
وتبخترت خيوط من الدخان متكاسلة
توقفت الرياح وتباطأت أذرع الطواحين
وزحفت أمواج اليأس متسللة

وجاء صوت من بعيد
يذكرنا بما يجب ولم نفعله
تظاهرنا بالصمم حتى
خبا المصباح فلم نشعله
.... .... .... .... ....
.... .... .... .... ....
.... .... .... .... ....

والأمل، في أن الأستاذ عندما بدأ بالاستئذان، فقد يكون في هذا إيذان، ببدء موجات لطلب الغفران، يترك فيها جيل بأكمله الراية التي توقفت الرياح عن دفعها، ويسلمها لجيل أوشك على الغرق في يأس الكهولة ومتاهة النسيان. نسيان ما يجب أن يكون ولم نفعله.

مصالحة قومية ودعوة للعفو العام
إن الحدث قد يبدو صغيراً، ولكن هذا "الاستئذان" ذا دلالة تاريخية، تفصل بين عصرين، زمن راح، نودعه بمشاعر متناقضة، وزمن آت، ولابد أن يأتي. لابد أن يأتي على أيدينا أو أيدي أولادنا سواء شئنا أم أبينا. في ظل هذا الحدث، انتابتني موجات من الحب والمسامحة، والغفران.

أيها الأستاذ، أقول لكم بكل الحب، لقد عشقنا جيلكم، وإن لم نعشه أو نعه تماماً، أحببناكم حبنا لآبائنا وإن تعددت خطاياهم. أعجبنا بالشجاعة وروح الفروسية بل والرومانسية. مُلئنا زهواً، وتناقشنا لساعات طويلة لغواً، بل وهتفنا في الشرفات حتى دميت حناجرنا الصغيرة – ولا يُعقل أن تتوقعوا أنها للآن صغيرة.

أيها الأستاذ، أقول لجيلكم بكل الصدق، إننا نسامحكم، لأننا نعلم الآن أنكم بشر، ولستم آلهة أو أنبياءً منزهين، كما روج بل وزين بعضكم لبعض.

إننا نشكركم على عطائكم، ونغفر لكم ما قدمتم من ذنب، لأنكم آباؤنا، ونحب أن نعتقد في حسن نواياكم وصدق مقاصدكم.

وفي حمية هذه المصالحة القومية، القلبية بل والتاريخية، نعرض عليكم عرضاً كريماً.

اذهبوا بسلام عليكم السلام. دعونا نعيد البناء على أسس جديدة. إنه عرض خاص لفترة محدودة، قد لا يطول العمر بنا أو بكم – أطال الله في أعماركم – لاقتناصه.

إننا نعرض عليكم هذا الغفران والعفو العام – إن سمحتم لنا – شريطة أن تذهبوا الآن، وقبل فوات الأوان، بما يمثله ضياع الفرصة التاريخية من خطر داهم، علينا وعلى أبنائنا، أحفادكم الأعزاء.

لا نريدكم أن تظهروا على الشاشات، لتحاولوا –عبثـاً- أن تتطهروا من خطايا أو تصححوا ما فات، فلا يمكنكم أنتم في الواقع التصحيح إلا بالذهاب. لا تغامروا بتصفية حسابات، لندفع نحن ثمن المغامرة، فيفلس من يفلس، وينتحر من عجز عن ستر أولاده يوم بدء الدراسة، يأتي خالقه وقد خسر الدنيا وربما الآخرة، يطلب الغفران ممن يملك الرحمة والمغفرة، ويشكو ربه ظلم من ظلوا في مقاعدهم لعقود طويلة، بعد انتهاء العمر الافتراضي.

لقد استنفدت مؤسساتكم مرات الرسوب، وتجعدت وجوهكم مهما حاولتم تجميلها أو صبغها. لقد ضحى جيل أتى من بعدكم بعمره، ليرفع رايات الوطن تحت إمرتكم، ويمسح عاراً أصاب الوطن من جراء رومانسية سياستكم، فحرك ذلك الجيل المنسي عقارب الزمان، وأمسك بمفاتيح المكان، ووضعها بين أيديكم، في إعزاز وانتظر ... ولكنكم عجزتم عن فتح أبواب المستقبل لذلك الجيل المأسوف على شبابه، ولنا ومن يأتي من بعدنا، فكان ما كان.

في أحد الأيام
صحا الصبي مبكراً
ونظر حوله متذكراً
فلم يعجبه ما يرى
وهز رأسه مستنكراً
استفزه العجز .. الفشل .. الظلم والطغيان

قام الفتى قومة هائلة
حطم المقاعد والأصنام
واقتحم الحصون والألغام
ورفع الجباه والأعلام
وحرك عقارب الزمان
وأمسك بمفاتيح المكان
ووضعها بين يديّ الأب
في إعزاز وانتظر

ثم رنا إليّه متعجباً
.... .... .... .... ....
.... .... .... .... ....

.......
.......

الغـد
أيها الأستاذ المحبوب، يا من أنت في عمر أبي، نرجوكم ونتوسل إليكم أن تستمتعوا بالراحة والدعة والسكينة، التي تستحقونها بجدارة بعد جهاد طويل. نود أن ندعو الله لكم بالخير والرحمة، كما يجب أن يفعل كل ابن بار، ولكن ... رحمة بنا وبمستقبلنا، افرجوا عن مستقبل أولادنا الذي لا نستطيع أن نفرط فيه، مهما كان من إعزازنا لكم، ببساطة لأننا لا نمتلكه.

أيها الأب المبجل لا تستمع، لوساوس الخلود أو تنخدع، فاليوم آتٍ آت، بل لعله قد أتى بالفعل. لقد أضعتم الماضي، ثم أدرتم الحاضر بعقل الماضي، أما الغد، فلا يرضيكم ولا يرضي الله أن تحتكروه. لا لضعف منكم أو عدم كفاءة – سامحنا الله، ولكن لكي ينفض الوطن الحبيب عن نفسه أكفان الموتى، وينهض من تلك الحفرة العميقة، لتُبعث من جديد هذه الأمة العريقة، كما يجب أن يكون.

لا نريد أن تظلوا في مقاعدكم حتى تصيبكم الشيخوخة بما لا يليق بمهابتكم أو ينال من وقاركم. نريدكم آباءً مبجلين، وأجداداً محبوبين، يسعدون عندما يرون الأبناء وقد شبوا عن الطوق، يديرون حياتهم بأنفسهم، يخطئون ويصيبون، ولكنهم يتحملون مسئولية أنفسهم، وبيوتهم وأبنائهم، حتى يشب هؤلاء عن الطوق بدورهم، لتستمر دورة الحياة، كما أراد لها الله أن تكون. نود أن ندعو لكم وأن تدعوا لنا، كما يفعل كل الآباء والأجداد، والأبناء والأحفاد.

علمتمونا أن الجسد الحي يغير خلاياه في كل لحظة، ويجدد دماءه أثناء النوم واليقظة، وأن الجسد الميت فقط هو الذي يتوقف عن التجدد، ليبدأ في التعفن والتحلل، وهذا ما لا تقبلون به للوطن الحبيب، الذي أيضاً علمتمونا تقديسه بعد الله سبحانه.

هل يرضيكم أن يأتي الغد ليجد وجوهاً عابسة، وأيد مرتعشة، وعيوناً انطفأ بريقها ؟ بل هل تظنون أن الغد سوف يأتي إن لم يجد وجوه الصبيان ترحب به بروح الأمل والعزيمة، وملاحة الصبايا تضحك له وتحتفي به ؟ أي غدٍ يكون ذلك ؟ بل أنه بكل أسف يكون بقايا كوابيس الماضي، تستشري كالسرطان فتغزو الحاضر، ثم تتجمل لتوهم الشباب أنه المستقبل. ويهز الشباب رأسه في أدب وأسف وحسرة، فما تعود أن يهزأ بالآباء مهما تجاوزوا.

نرجوكم، اتركوا لنا بريقاً من أمل، لأن الحياة بدونه تؤلم أكثر من الموت، مهما اشتدت قسوة الهراوات. نرجوكم، كفوا عن التعلل بحرج الأوضاع والحاجة لحكمة الكبار. حرج الأوضاع من صنعكم، بل لعله نتيجة لسوء حظكم، الأمران سيان، ولكن من حقنا أن نجرب حظنا في عتبة أخرى.

لماذا الحياة ؟
وماذا يفيد الأمل والشفاه
تنوء بقيد أحنى الجباه
ونحن غفاة

لماذا الزمان
يضِنُ علينا بالصبيان ؟
بحلم يعيد بهاء المكان
ومجداً كان ؟

وكيف الغداة ؟
إذا ما فقد الصبي صباه
وضاع بليل عرض الفتاة
(فرتقناه)

لمَ يا زمان ؟
تحجب عن قلوبنا الفتيان
أبطالاً توقظ الأوطان
والسلطان

وفي الأرحام
بقايا بويضات من ألف عام
صبايا ضحايا عقم الكلام
وظلم الظلام

و ... ... ..
" أثناء غث الكلام .. عجز الظلام والأصنام .. .. ضاق بالألم اللجام
ولدت فصيلة الأقزام .. نشأت تأله الحكام .. وترمم العظام
بدأت تمسك بالزمام .. أخذت تثقب الأرحام والأقلام.. حتى مات الكلام "
(ونحن نيام)
.... .... .... .... ....
.... .... .... .... ....

اذهبوا الآن بسلام، عليكم السلام. ها نحن قد منحنا الإذن. ويبقى عليكم أن تفوا بالوعد.

وائل نوارة
2003
*******************
أعيد نشر هذا المقال الآن - بمناسبة تدوينة للكاتب محمد التهامي التي عرضتها الزميلة مروة رخا بعنوان: "هقولك أفكارك ؟ و أنت تكتب!"، التي تتحدث عن جيل الدكاترة الذين يرفضون أن يفكر الشباب أو يقوموا بتدوين نتاج أفكارهم، أنشر هذا المقال الذي كتبته عام 2003 بمناسبة اعتزال "الأستاذ"، وأذكره بأننا رحبنا باعتزاله وشكرناه على عطائه وشيعناه بكل حب واحترام وتجلة، لكنه يصر على العودة ولا يحتمل البعد عن الأضواء.
*******************

الأبيات مأخوذة بتصرف، عن ديوان "البحث عن الصبي" - وائل نوارة

Thought Monopoly
- Thought Police

في

احتكار

الافتكار



قرأت تدوينة للكاتب محمد التهامي عرضتها الزميلة مروة رخا بعنوان: "هقولك أفكارك ؟ و أنت تكتب!"، التي تتحدث عن جيل الدكاترة الذين يرفضون أن يفكر الشباب أو يقوموا بتدوين نتاج أفكارهم ونشرها في المدونات أو على الإنترنت، وأن ذلك الجيل يرى أنه كان ينبغي على هذا الشباب أن يأخذ الأفكار من الخبراء وأعضاء المجالس وينشرها – بدلاً من أن يتجرأ وينشر الأفكار بصورة عشوائية بعيداً عن أهل "الخبرة الفكرية"!


وقد سمعنا من قبل بعض قيادات الأحزاب "المعارضة" التي تصف مثلاً شباب الفيس بوك بأنهم "عيال لاسعين"، أو أنهم من "القلة المندسة"، أو أنهم "مترفون ومنحرفون". باختصار هناك جيل بالكامل، بل فصيل مكون من جناحين متكاملين، يظن أنه يملك الحقيقة المطلقة، وأن التفكير هو "مهنة" حصرية، مقتصرة على "المفكرين" العظام من الذين اختصتهم الحكومة بالأضواء الإعلامية، والمساحات الصحفية، ومقاعد رئاسة التحرير والتبرير، سواء في الصحف القومية، أو المجالس والمصاطب القومية، أو القنوات التليفزيونية والإذاعية الحكومية، أو هيئة الكتب ووزارة الثقافة الحكومية، وغيرها من هيئات تابعة للجنة الإرشاد القومي، وماكينة البروباجندا الخاصة بالنظام.


ومن نافل القول أن نذكر الجميع، بأن مثل هذه الأجهزة والهيئات القومية، هي من عينة صحافة عيش السرايا، يتبوأها ويجلس على كراسيها ويمسك بنواصيها، ويحتفظ بمفاتيحها، ويصطنع طفاشاتها، ويسطو على خزائنها، مجموعة مميزة من العقداء والعمداء والمخبرين في "جهاز مكافحة الفكر"، ومهمتهم الرئيسية هي التأكد من أن "الفكر" الموجود أو المتاح للنشر في وسائل الإعلام، هو فكر يتوافق مع قيم الطاعة والولاء ومسايرة النظام، وأنه يحتفي بالتوريث والتمديد، ويقدس تجميد الأوضاع لمدد غير محددة، ويجتهد في فنون تحنيط القيادات، وشد جلدهم وصبغ شعرهم وإظهارهم في صور الشباب الأولى باعتبار أنه ليس للزمن تاثير عليهم فهم أبداً مخلدون. أما الفكر الشرير الضار، الذي قد ينادي بالتغيير أو التجديد، أو يتجرأ على الإبداع، أو يتمرد على الأوضاع، وهي الأوضاع المنيلة القائمة، فوأده والتصدي له ودفنه، هي من أولى مهام قيادات شرطة مكافحة الفكر، حيث يفخر الواحد منهم بأن الكاتب الفلاني لم يظهر له مقال في الصحف مثلاً لمدة عشر سنوات نتيجة لاجتهاده في اضطهاده، أو أن الصحيفة الفلانية قد أغلقت لمدة 8 سنوات بناء على تعليماته، أو أن المفكر العلاني قد توفي تليفزيونياً منذ 15 سنة ولم يعد حتى لتسجيلاته القديمة أثر في أرشيف التليفزيون، والفضل ينسب ليقظة العقيد أو العميد أو المخبر حبيب السرايا وعاشق عيش السرايا وشربات عيش السرايا.


ومثل هؤلاء المخبرين بكل تأكيد، هم سقط المتاع في سوق الكانتو الملحق ظلماً بالفكر أو الثقافة أو الإعلام، رغم أنهم يتميزون بقدر غير محدود من السماجة وانعدام الموهبة، مع حقد دفين وعداء سافر معلن وواضح ضد صاحب أي موهبة أو رأي، ولكنهم والحق يقال، لديهم رصيد لا ينتهي من الولاء للنظام، وقدرة غير محدودة على النفاق وتبديل المواقف طبقاً لاتجاه الريح الآتية من السرايا، مهما كانت رائحتها.


ومثل هؤلاء تماماً مثل من يصرخون ويتشنجون في غضب بمجرد أن تتكلم في أي شيء له شبهة علاقة بالدين، فعندها ينتفض الواحد منهم للدفاع عن الدين ويقف بصلابة ضد كفار قريش الذي تمثلهم أنت، وينهيك عن التجرأ بالحديث في أي شيء له علاقة بالدين، باعتبار أن هذا هو شأن المختصين والكهنة وحملة المباخر، باعتبار أن التفكر والاجتهاد هو مهنة حصرية مقصورة أيضاً على طبقة معينة اختصها الله بالعلم والحقيقة دون غيرها، من خلال وصلة إلهية حصرية دي إس إل لا يمكن للعامة أن يشتركوا فيها إلا بعد اجتياز اختبارات عديدة، وإزالة أجزاء معينة من أدمغتهم وبرمجة الأجزاء الباقية حتى تطمئن المؤسسة الدينية إلى أن هؤلاء قادرون على مهام الحفظ والنقل دون إعمال الفكر أو العقل فيما يعرض لها من مشاكل ومعضلات في القرن الواحد والعشرين، فيصبح عليهم أن "يجتهدوا" في البحث عن الفتاوى والاجتهادات ذات الصلة بتلك المعضلات المعاصرة، في كتابات المجتهدين الغابرة، التي تعود إلى القرن الثالث أو الرابع الهجري، أو تلفيق مثل تلك الصلة إن لم تتيسر.


فالفصيل الرافض للفكر كما رأينا، يتكون من جناحين أو قسمين يتكاملان ويتناغمان ويتآمران على الفكر، قسم يتبع النظام وولاؤه لجهاز محاربة الفكر ووزارات الإرشاد القومي، والقسم الآخر يتبع التيارات الدينية وولاؤه لدولة الخلافة ومكتب الإرشاد الديني.

وبين هؤلاء وهؤلاء، ضاع الوطن أو كاد، لأن قواعد العالم الذي نعيش فيه اليوم، تضع جل القيمة المضافة تحت بند الفكر، فالأصول المادية، والموارد الطبيعية والخامات الأولية وحتى العمالة اليدوية، لم يعد لها نفس الوزن الاقتصادي، بل أصبح معظم القيمة المضافة يأتي من نتاج الفكر، سواء في البحوث والتطوير، أو براءات الاختراع، أو من خلال صناعة العلامات التجارية وتسويق البراندات، وهي كلها أنشطة فكرية تحتكرها دول العالم المتقدم، والدول التي اجتهدت في اللحاق بها، بينما تعاني دول العالم الثالث من انعدام أو ندرة هذه الأنشطة الفكرية، نتيجة لانقراض فصيل المفكرين، وضمور عضلات التفكير وهي المخ، تحت تأثير الغسيل المستمر، أو الهيستريا الدينية، وبالتالي فإن نصيب شعوبها من كعكة الاقتصاد العالمي هو نصيب ضئيل لا يسمن ولا يغني من جوع، ومن هنا يأتي الفقر المدقع الذي ترتع فيه هذه الدول.


والعدو الأول لهذه الدول بناء على هذا التحليل، ليس في الحقيقة هو الصهيونية العالمية ولا الإمبريالية الاستعمارية ولا المؤامرات الغربية ولا الإرهاب، وليس العولمة أو ثقب الأوزون، بل أن العدو الأول هو "أجهزة مكافحة الفكر" اللصيقة بالنظم الشمولية، والوجه الآخر لها وهي مؤسسات الهستيريا الدينية في تلك الدول. فمكافحة الفكر والموهبة تبدأ بصورة منظمة "سيستماتيك" منذ السنوات الأولى لكل مواطن وتستمر لحين تحقيق الهدف بنجاح وهو اسئصال الفكر، ربنا يكفيك "شر الفكر". ومن لا ينجح النظام الشمولي أو الهيستيريا الدينية في غسل مخه وبرمجته، يتم طرده خارج المنظومة والمجتمع، فيهاجر غير مأسوف عليه إلى مجتمعات ودول أخرى، يساهم في نهضتها وتقدمها، في نزيف مستمر للعقول، نفرح به كالبلهاء باعتبار أن العاملين بالخارج والمهاجرين يبعثون بجزء من تحويلاتهم بالعملة الصعبة لأهلهم في مصر، أو ينفقون جزءاً من دخولهم في شراء أصول عقارية في مصر، وبهذا يضيفون للاقتصاد القومي ما يشكرون عليه، خاصة أنهم لاقوا الاضطهاد والأمرين من قبل من قبل الجهاز القومي لمكافحة الفكر، ولكننا لا ندرك مدى الخسارة الفادحة، والفرصة الضائعة الناتجة عن هجرة هذه العقول والمواهب، التي تضيف 7 طبقات وأستك من المزايا التنافسية لبلاد أخرى في عالم لا يعرف سوى القوة والمنافسة الشرسة.


ومؤخراً، بدأت الدولة الموازية تجد حلاً لهذه المصيبة، فقد بدأت المنتديات الفكرية والثقافية والمحاورات والمساجلات تظهر وتنمو على استحياء في الفيسبوك، وسبقتها بعض المدونات التي بدأت تعمل بمثابة "إعلام مواز" وصحف موازية، تسجل الأحداث وتنشر الأخبار الممنوعة أو المعتم عليها، ووجهات نظر أصحابها، ومع التنوع الواسع في النقل والنشر والاتجاهات والانحيازات الفكرية، يستطيع القارئ أو المتصفح أن يكون صورة شخصية عن الواقع، هي أفضل بكثير من الصورة الحكومية الرسمية المعتمدة لشكل الواقع، وهي صورة نعلم جميعاً أنها زائفة وبايتة وقديمة، تماماً مثل صور الحكام والزعماء وأزواجهم، التي تصف الواقع طبعاً ولكن في الثمانينات، أو تشد جلد الواقع وتجتهد في صبغ شعره أو تنعيم بشرته أو حقن خدوده بحقن الشباب الوهمية، بينما يعاني الواقع من الشيخوخة والتكلس الفكري والفشل العضوي!


وطبعاً هذا لم يرق للقائمين على الفكر والثقافة، وأولياء أمر الشعب الغرير العبيط، ولله الأمر من قبل ومن بعد. فصرخ هؤلاء جميعاً في صوت واحد، لا وألف لا للفيس بوك والمدونات، التي تفسد أخلاق الشعب وتفتح أعينه على مصائب ومفاسد الحرية والديمقراطية، فجاء مثلاً مشروع قانون تكميم الفضائيات والفيس بوك ليعالج هذا الخلل في السيطرة على مخ الشعب قبل انفلات الأمور خارج نطاق السيطرة، ونلاحظ أن التيارات الدينية على الفيس بوك مثلاً رحبت بمشروع القانون لأنه يتيح السيطرة على الفكر المدني والتقدمي والليبرالي، وحتى نتخلص من "قروبات التنصير" و"العلمانية والإلحاد والانحلال والماسونية والصهيونية العالمية"!


وهنا لابد أن نرد على هؤلاء وهؤلاء. أقول لجيل "الحكماء والخبراء"، وأقول لفصيل "محاربة الفكر" سواء في جناحه المكون من العقداء والعمداء والمخبرين التابعين لشرطة الإرشاد القومي، أو الدعاة النصابين التابعين لشرطة الإرشاد الديني، أقول لهم جميعاً: "لن تستطيعوا تعقيم الفكر أو إخصاء العقول. لقد خرج المارد من القمقم. قيودكم ودوجماتكم هي حدود لكم أنتم ولكنها لا تلزمنا ولن تقيدنا. الفكر ليس حكراً عليكم. خبرتكم بكل أسف لم تفدنا في شيء والدليل هو تدهور أوضاعنا إلى الحضيض في نوبة ولايتكم على مدى نصف قرن." وهنا أنا أتحدث إلى من يمثلون النظام، ومن يدعون أنهم يمثلون المعارضة للنظام من التيارات الدينية، لأننا نعلم جيداً أنهما وجهان لعملة واحدة، عملة رديئة لا يمكن قبولها إلا في ظل احتكار الحقيقة، عملة سقطت سقوطاً مدوياً في الأسواق العالمية كلها، عملة لا يمكن استمرارها لأنها تدور عكس اتجاه عقارب الزمن، عملة مكانها على أفضل تقدير وبمنتهى المجاملة، في متحف العملات التاريخية، أو متحف الفصائل المنقرضة.

وائل نوارة
أغسطس 2008

**************
Original Note:

Feudal System - State Capitalism

عزبنة الدولة

خلال الخمسين عاماً الأخيرة، تعرضت "الدولة" لحالة من "الحكمنة" ثم "العزبنة". فمنذ بداية الستينات، قررت الحكومة أن تسيطر كل أوجه الحياة في مصر، "فأممت" أو في الواقع "حكومت" أو "حكمنت" كل شيء وكل نشاط. والحكمنة تختلف تماماً عن الحوكمة. فالأخيرة تشير إلى ترسيخ مبادئ الإفصاح والشفافية وقواعد الرقابة والمساءلة، للوصول إلى الحكم الرشيد للمؤسسات. أما الحكمنة فهي مرادف للقرصنة، وتشير إلى نوع من أنواع البلطجة الحكومية المقننة والمنسوبة ظلماً إلى الأمة في تعبير "التأميم"، والأمة منها براء. وكما سنرى فالحكمنة عكس الحوكمة في كل شيء وإن اتفقت معها في بعض الحروف.

في البداية تأتي الدولة "فتلقح جثتها" على صاحب العمل أو المبادرة وتتحرش بمشروعه أو مؤسسته، ثم تجبره على "طلب" الانضمام إلى الشركة القابضة الفلانية أو القطاع الإنتاجي العلاني، وتعطيه تعويضات هزلية عن قيمة هذا "الانضمام التطوعي"، وتحوله إلى موظف في المؤسسة التي بناها، ثم تطرده بعد قليل، وفي النهاية تتركه "ليموء" في الشارع. والحكمنة كلمة جامعة مانعة، تدل على سيطرة الحكومة على حياة الناس من قبل ومن بعد، فكل حرف من حروف "الحكمنة"، يشير لحكمة بالغة أو معنى نبيل، فالحاء والكاف يدلان على احتكار الحكومة لكل نشاط، والميم تشير إلى الموت الذي أصاب الدولة من جراء ذلك، والنون تشير إلى "نبوت الفتوة" الذي هو الحكومة وبطشها، والبلطجة التي تمارسها بارتياح تام ودون أي تأنيب ضمير، فهي تمرر القوانين تحت جنح الظلام لتضفي الشرعية على تسلطها وقرصنتها، وتعطي غطاءً أخلاقياً لموظفي عموم الجباية ليردوا به على أي متظلم "أنا لا أضع هذا المال في جيبي، هو يذهب لخير البلد والخزانة العامة."

تجد الحكومة مشروعاً ناجحاً يدر على صاحبه دخلاً يكفيه شر سؤال الناس والحكومة، فتستكثر عليه أن يعيش في كرامة دون أن يحتاج التذلل للحكومة، فتأممه، أو تفرض عليه الضرائب الباهظة حتى يفلس، أو تتهمه بتوظيف الأموال ثم تخضعه للحراسة، أو تلاحقه لسداد قروض بنكية وهي "تأكل عليه" مستحقاته بالمليارات، أو تجعله هدفاً للإعدام المعنوي بتسريب الشرائط الجنسية، أو تلفيق التهم الكيدية، إلى أن تنهار أعماله، فتشعر الحكومة براحة وسعادة بالغة وترى ثمرة نجاحها في حماية الشعب من المستغلين. ولم يقتصر هذا على الأنشطة الاقتصادية، بل امتد للقطاعات الثقافية والاجتماعية والتعليمية والصحية وغيرها.

وعندما أممت الدولة كل شيء و"طفشت" كل صاحب مبادرة أو موهبة أو مهارة، فوجئت أن لديها مجموعة ضخمة من "الخرابات المؤسسية". ففي غياب الإحساس بالتملك تحولت الشركات والجمعيات إلى خرابات ومجمعات. لم تكمن المشكلة فقط في ضياع مفهوم التملك بمعناه القانوني، ولكن الأخطر هو اندثار الشعور بامتلاك جزء من الحلم وبعض لبنات من البناء. ومع اختفاء الفكر الإداري وروح المبادرة والإبداع، وجدت الحكومة أن حصيلة أعوام القرصنة هو أسطول ضخم من السفن "الخربانة" و"المنقورة" ومعظمها على وشك الغرق. نعم، الدفاتر المحاسبية تحتوي على "أصول" موجودة، من مبان ومكاتب وخطوط إنتاج ومخازن على الورق، ولكنها جميعاً خالية من الروح ولا تمثل "أصولاً ذات قيمة سوقية أو قدرة على أن تدر أرباحاً مستقبلية" بالمفهوم الاقتصادي.

ومع هذا الخراب، وجدت الدولة نفسها في وضع فريد. فلديها كيان ضخم، ولكنه "مخوخ" من الداخل، لا يوجد من يديره أو يتحمل مسئوليته، فعهدت بهذه المهمة لمجموعة من المحاسيب وأهل الثقة، سواء من ضباط "الحركة" المباركة أو زملائهم أو تلاميذهم أو من يدينون لهم بالولاء، وفيما بعد اعتمدت على رجال "التنظيم الطليعي"، ثم أعضاء لجان حزب الحاكم الأوفياء والملتزمين بقانون الصمت "الأومرتا"، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

ولأن تلك المؤسسات والمصالح أصبحت خرابات جرداء، ذبل الزرع فيها وجف الضرع وتبخر الماء، فقد عجزت الحكومة أن تعطي المقابل أو الراتب "المناسب" للقائمين على تلك المصالح أو العاملين فيها، فوقع بينهما تراض تمخض عن اتفاق غير مكتوب، هو عبارة عن امتياز وترخيص بالاستغلال، استغلال المواطنين طبعاً وسرقتهم و"تقليبهم"، وفرض العمولات الفاحشة والإتاوات والرشاوى الباهظة عليهم إن هم أرادوا التعامل مع المؤسسة أو التعاقد معها بيعاً أو شراءً أو استئجاراً أو توريداً من أي نوع، هذا بالنسبة للمؤسسات الاقتصادية.

أما الهيئات الحكومية المتحكمة في شئون البلاد وحياة العباد، والمسئولة عن الترخيص لأي نشاط، سواء عقاري أو تجاري أو صناعي، أو حتى تراخيص القيادة والسيارات وتراخيص التصدير أو الاستيراد، أو التحرك أو السفر أو التصريح لأي نشاط من أي نوع، فحدث ولا حرج عن المشارط والأمواس والأدراج نصف المفتوحة، والإتاوات والسرقة بالإكراه وتحت تهديد سلاح "توقيف الحال"، والذي تفضلت الحكومات المتعاقبة مشكورة بوضعه في أيدي هؤلاء الموظفين العموميين عن طريق طبقات ورقع متتالية من القوانين واللوائح التي تمنع وتجرم كل شيء، وتجعل الالتزام بالقانون أمراً شبه مستحيل حتى في أي نشاط بسيط وطبيعي. وبين تلك الطبقات والرقع، تأتي بعناية الثغرات والحفر، والبثور والدمامل والبؤر، التي تتيح للموظف العام أن "يمشي الحال" بعد توقيفه. ولكي "يمشي الحال" مرة أخرى فهو يحتاج إلى تشجيع كبير، وتصفيق وزق وشاي وسجائر، فضلاً عن حافز مادي ضروري لتسليك الطرق الواقفة، وفك العكوسات والأعمال الشريرة، ويعمل بمثابة "المشاية" أو "العصاية" التي يتعكز عليها هذا الحال هو والسيد المسئول.

وهكذا سار الأمر، فمع كل شهر يحصل فيه الموظف على راتب هزلي لا يتناسب مع ظروف الحياة، يتسلم مع إذن القبض تصريحاً ضمنياً يسمح له باستكمال دخله عن طريق الرشوة. ثم صدرت فتوى شرعية تحلل تقديم الرشوة في ظروف معينة، وأصبح الأمر "عال العال".

أعطت الحكومة لعمالها ترخيصاً ضمنياً غير مكتوب بالاستغلال، ينص على أنه "يحق لكل مسئول استخدام سلطته العمومية لاستكمال دخله الحكومي الهزيل عن طريق استغلال الشعب وفرض الإكراميات والرشاوى والإتاوات عليه، وهذا الترخيص لن يعترف به في حالة ضبط الموظف متلبساً، وسوف تنكر الحكومة أي وجود لهذا الترخيص في تلك الحالة."

ولشرح مفهوم "العزبنة"، فقد قسمت الحكومة الدولة إلى مجموعة من العزب والإقطاعيات، ومنحت كل واحد من كبار الموظفين صكاً بملكية إحدى تلك العزب أو بإدارة إحدى تلك الإقطاعيات مع تمتعه بحق الانتفاع. وينص الصك على أنه "يحق لكل مدير مصلحة أن يستخدم المصلحة وأصولها من أجهزة وسيارات حكومية ومصايف وخلافه في أغراضه الشخصية والعائلية، كما يمكن له استخدام مرءوسيه في أعمال التنظيف وشراء لوازم البيت والطهي ورعاية الأطفال وإعطاء مجموعات التقوية لهم. ويمكن التجديد للمسئول حتى يبقى في موقعه بدون حق أقصى والأعمار بيد الله، ويمكن للمدير أن يورث إدارة الشركة أو المصلحة لأولاده، بشرط أن يتجاوزوا سن الثلاثين، وأن يأتي التوريث من خلال ثني ولي القواعد الإدارية، ويمكن في حالات الضرورة القصوى اللجوء لتكسير تلك القواعد في الخفاء وبشرط عدم إحداث ضجيج أو رذاذ أو رائحة كريهة. والحكومة تشجع قيام سوق مقايضة لتبادل المناصب والخدمات بين كبار الموظفين، للأخذ في الاعتبار تباين مؤهلات الأبناء الأحباء وميولهم، وتنوع احتياجات الأقارب وأهل "المدام" لدى المصالح الحكومية المختلفة، مما يحتاج لتعاون المسئولين عنها تحقيقاً للمصلحة المشتركة. كما يحق للمسئول أن يستعين بأولاده في التصدي للمسئولية العامة عن طريق تشجيعهم على مساعدته في العمل، بأن يشرعوا في تكوين الشركات التي تقوم بالتوريد للمصلحة عن طريق الأمر المباشر ودون حد أقصى للقيمة. وفي حالات سوء الحظ قد يتعرض المسئول للملاحقة القانونية إذا قامت حملة إعلامية ضده لفترة تزيد عن 3 أسابيع من النشر المتوالي في الصحف، وهنا سوف تنكر الحكومة أي وجود لهذا الصك، ومع ذلك، فسوف يلقى كبش الفداء كل رعاية في سجون الخمسة نجوم."

ومع انتشار الحكمنة و العزبنة، لم يجد الشعب المسكين أمامه سوى "الحسبنة". حسبنا الله ونعم الوكيل.

Reform Which Nasser Seeks

الإصلاح

من وجهة نظر

عبد الناصر



خلال السنوات الماضية، تصاعدت الأصوات المطالبة بالإصلاح، حتى بدأت الكلمة تفقد معناها، مثل كل الكلمات التي أفرطنا في استخدامها دون جدوى، حتى أضحت خالية من أي معنى أو غاية. وجاء مؤتمر "الحزب الوطني" ليفرض على الشعب "أولويات" انتقائية للإصلاح، ليس طبعاً من ضمنها الإصلاح السياسي والدستوري، فالحزب الوطني الذي يريد تجميد الأوضاع إلى آخر قطرة دم في شرعية النظام، يختزل "الإصلاح" في تخفيضات جمركية وضريبية، حتى أصبحت الصورة مشوشة أمام الكثيرين. لماذا تصر المعارضة على الإصلاح الدستوري؟ ألا يجب أن يأتي الإصلاح الاقتصادي في قائمة الأولويات، حتى يجد الشعب ما يقيم به أوده؟ كيف يمكن أن يؤدي الإصلاح الدستوري المنشود إلى رفع المعاناة عن الشعب بما ينعكس إيجاباً على مصالح المواطن البسيط فيشعر بتحسن مستوى معيشته وانفراج شئون حياته اليومية؟

عبد الناصر الذي أتحدث عنه، ليس الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بل هو مجرد شاب مصري بسيط من الفيوم، تخرج من إحدى الكليات ولم يجد عملاً، فاشترى قطعة أرض في الواحات البحرية بهدف استصلاحها وزراعتها بالأعشاب الطبية وتصديرها للخارج. ومن المعروف أن الزرع يحتاج إلى الماء، وبحث الأخ عبد الناصر عن الماء، فوجد بئراً حكومياً، تكبدت الحكومة مليون جنيهاً في حفره، فاتخذ مثل غيره من المزارعين الإجراءات المطلوبة لاستخدام حصة من ماء هذه البئر في استصلاح وري أرضه. وبعد فترة قصيرة، ونتيجة لإهمال الأجهزة الحكومية المسئولة وتقاعسها عن صيانة البئر، توقف البئر عن إمداد المزارعين بالماء. تقدم عبد الناصر بالشكوى تلو الشكوى، لكل الجهات المسئولة وغير المسئولة، بل وعرض أن يقوم بإصلاح بئر الحكومة من ماله الخاص، ولكن لا حياة لمن تنادي. ماذا يفعل عبد الناصر وغيره من المزارعين، الذين استدانوا من القريب والغريب ليستصلحوا الأرض ويتعيشوا على ثمرها؟

عندما عجز عبد الناصر عن "إصلاح" حال البئر الحكومي، حاول أن يحفر بئراً في "أرضه هو"، ووجد أن عليه الحصول على ترخيص بحفر البئر أولاً. بدأ عبد الناصر في إجراءات الحصول على الترخيص وعلم أن صدور الترخيص يستغرق حوالي 18 شهراً مع الرأفة، وهي الرأفة المشروطة "بحسن السير والسلوك"، وهذا "الحسن" يستلزم امتلاء المحفظة بالأوراق المالية قبل "السير والسلوك" في أروقة الهيئات الحكومية المسئولة عن إصدار التراخيص.

وهنا، اكتشف عبد الناصر مفارقة زمنية تعكس تبايناً رياضياً بين مفهوم الزمن في قوانين الطبيعة وعلوم الأحياء، ومفهوم الزمن عند الحكومة السنية. فقد رفضت الأشجار والنباتات الانتظار دون ماء لمدة 18 شهراً وهي المدة اللازمة لصدور الترخيص. حاول عبد الناصر أن يقنع الزرع بأن عصيان الحكومة في مصر يؤدي لأوخم العواقب، فهبت نسمة رياح جعلت الزرع يشيح بوجهه عنه. وقعت الخصيمة بين عبد الناصر والزرع، غضب الزرع وبدأ يذبل، واصفرت أوراقه وبدأت في التساقط. حاول عبد الناصر مجدداً مع ممثلي الحكومة السنية في الواحات المنسية، فضحكوا منه ومن جهله وسلامة نيته. "هل تتصور يا عبد الناصر أن تتغير لوائح الحكومة من أجلك، فيصدر الترخيص بحفر بئر بعد عدة أيام بدلاً من عدة سنوات؟ هل أنت عبيط يا رجل؟ استعذ بالله من الشيطان الرجيم وعد إلى مزرعتك."

عاد عبد الناصر إلى المزرعة مستسلماً لتسلط الحكومة الجبارة وخلد إلى النوم. وفي صباح اليوم التالي، استيقظ عبد الناصر ليجد بئراً محفوراً في أرضه، والزرع قد ارتوى واستعاد نضارته. وهنا تتباين الحكايات. فعبد الناصر يتهم الزرع بأنه هو الذي تجرأ على عصيان أوامر الحكومة وقام بحفر البئر ليلاً، وشاويش النقطة يتهم عبد الناصر بالتآمر للاعتداء على مخزون المياه الجوفي للصحراء الغربية، كما اقترح البعض أن الأرواح قد سكنت عبد الناصر ليلاً ودفعته لحفر البئر رغماً عنه. وفي كل الأحوال، اضطر عبد الناصر لسداد غرامة مالية ضخمة ويواجه الآن عقوبة السجن بسبب محاولته الآثمة لري زرعه قبل أن يذبل.

الإصلاح من وجهة نظر عبد الناصر، أن يتطابق مفهوم الزمن عند الحكومة مع مفهوم الزمن المعروف في قوانين الطبيعة والأحياء أو يقترب منه. الإصلاح من وجهة نظر عبد الناصر هو أن تساعده الحكومة على ري أرضه وتصدير الأعشاب الطبية، وإن لم تستطع مساعدته فلتصمت وتكفيه آذاها. الإصلاح في وجهة نظر عبد الناصر أن يشعر بالمساواة بينه وبين الكثيرين من محاسيب الحكومة الذين يحصلون على الأراضي والماء دون سعي أو عناء. هذا هو الإصلاح من وجهة نظر عبد الناصر. وهو إصلاح بسيط، ولكنه يحتاج لدستور جديد، دستور يعظم من قيمة المبادرة الفردية، ويلزم الدولة بتقديم الرعاية لكل صاحب مبادرة أو مشروع، مثل كل الدول الأخرى التي سبقتنا، دستور يرسخ روح "السماح" وليس "المنع"، ضرورة "التيسير" وليس "التجريم والعقاب"، مبدأ "افتراض الصدق" وليس "افتراض التآمر"، دستور يتيح محاسبة المسئولين عندما يتعسفون في استخدام السلطة، من أصغر خفير وإلى أكبر موظف في الدولة. هذا هو الدستور الذي يتمناه عبد الناصر.

BO of War

Confessing to a
Hate Crime

OK, I have to confess to a hate crime. I hate mosquitoes. In fact, not only do I hate mosquitoes. I loathe mosquitoes, flies, ticks, bugs, flees and all blood-sucking insects. I do not mind ants or spiders, simply because they are not vampires. I hate mosquitoes so much, I remember that I once spent an entire vacation in a hotel in Sukhna fighting mosquitoes all night. The death toll was in the hundreds. But on that vacation, I made a significant discovery about my enemy.

I have made a discovery about mosquitoes. I have no idea why mosquitoes prefer my blood type more than anyone else I have ever met. I will be in a large gathering of people, and I am always the one to get most of the bites and swells. And once I start feeling them, and start going after them, mosquitoes disappear from the radar. I have discovered that mosquitoes disappear when they "feel" that I am chasing them.

Seriously, mosquitoes only attack me when I am numb busy doing other things. As soon as I become alert it seems my body sends out a certain odor, probably a WAR odor, supposedly some smell which should warn other animals that I am serious coming after them but unfortunately mosquitoes use this as an early warning and they totally disappear.

When and why did mother nature cause mosquitoes to develop these early warning systems? Evolution. Sometimes you gotta admit it sucks. Viruses, bacteria, insects and pests have gone through evolution like all living beings and only the best stayed with us. Only the ones which went through the tricky paths of evolution managed to make it and survive. The dumb ones had to go. So, it is official. Whenever I am chasing mosquitoes, my body gives out some odor which can be used as an insect-repellent! But of course I can not spend all my life chasing mosquitoes, although I have spend many nights using the "mechanical" resistance techniques. But eventually, I have to go back to writing, watching the night movies or whatever it is which sends me into a relaxed mood, which seems to invite mosquitoes back to land on my skin and act Dracula on me. Have you actually noticed this happening to you too? I guess biologists have to do some research on my War BO possibly to come up with a powerful repellent.

But meanwhile, here I am, having to sniff some other odor, of an electrically-heated repellent which probably causes asthma and possibly lung cancer.

Friday, August 01, 2008

A Modern Time Fable

The Story of

The Facebook Wall

A Modern Time Fable

By:
Wael Nawara



















Once upon a time
A time when the great clock blinked
Then dozed off
And took a short nap
A fraud of a monk
Presided over the Temple


He wanted to prove his loyalty
To his Master the King
And his Mistress, the Queen
Who, undeservingly,
appointed him to that high post


He searched for what could bring joy to his master's heart
And asked everyone
And in his search he learned
And observed
That what really pleases his masters beyond belief
Is when his master sees his pictures
And pictures of the queen
And the crown prince
Carved on the Stones of Great Temples
Painted on the Walls of every building


And when he hears his words
Resounding in every corner of the Kingdom
Being revered like holy gospel
And specially when the limited accomplishments
achieved during his reign
Are blown out, inflated,
into gigantic miracles and unprecedented victories


So, the Monk set out an enormous campaign
to build walls, temples and statues
Glorifying his master and the Royal Family
Carrying his pictures
Reciting his words


But the people observed that things
were getting from bad to worse
The hardships were becoming insurmountable
Bread became scarce
And Maat laws were no longer enforced
Except when a poor man is punished
for stealing bread from the wealthy or powerful


So, the People of the Two Lands,
decided to go to the King
To raise their grievances to his royal ears




But the bad monk and his assistants
Stood in their way
And scolded them
And the Monk announced
That the Two Lands never had before witnessed
Such a great and just king
And that his reign was but a journey
of successive achievements and victories


The people were very frustrated
But were determined that their complaints must be heard
So, they decided to build a wall facing the palace of the King
Where they could write their grievances
Complaints
Demands
And stories
Which tell of what had happened
And what did not
but should have

And soon the wall facing the palace
became full of writings of every sort
It became like a giant book
So, the people called it
The Facebook!


The Monk was enraged
He wanted to demolish the wall on the spot
So that no one could see the people's complaints
Many of which were incriminating corruption
within the very walls of the temple
Upon which he undeservedly presided


But the Monk could not knock down the wall
without causing an angry uproar
Because Egyptians glorified any wall with writings or symbols on it
For they considered the hieroglyphs
and the written word
A sacred and holy gift from the Gods


So, the Monk, devised an evil plan
to achieve his ignoble purpose
Where he claimed that the Great God himself
came to him in a vision while he was asleep
And informed him of an evil plot drawn
by the enemies of Egypt

Where by they use agitators and protestors
to drive the lands into upheaval
Thus causing chaos and facilitating the enemies' conquest

And that the Great God in his wisdom
Told him that he must set up a competent commission
With many watchful eyes
And with the power to overlook any writings
or signs of any kind
Specially those scribed on the Facebook



*******************


So, what will the people do?
Will they let the Monk get away with this evil scheme
Which threatens to deprive them
of the only means to express themselves?

Or will the remove the fraudulent Monk,
banish him from his office
And demand that the King must listen to their plea
and restore justice in throught the land?

***********************


Only the people can write the end of that story
Only you can make a happy ending
Oh … how we missed happy endings
We have not had a happy ending in decades

Surely we must deserve one now

But only those who work for it
Can ever get it !




For in the Land of Egypt
You can have a free lunch
but then you can never be free
until you earn such freedom

********************
Participate in drafting
a happy ending to that sad story

**********************************************




Top Picture From:
Mystery of the Empty Tomb
Picture Designed and Painted By: Yousef Ragheb
Courtesy, Horizon Interactive Studios
(c) 2001, Horizon Interactive Studios.

**************************

Bottom Picture
from the following blog


**************************

Captain de Sade Trial on Facebook


محاكمة شعبية

للنقيب المتهم بضرب

وسحل شباب الغد

و 6 إبريل


من مذكرات

أحمد نصار
التي يصف فيها
ما حدث من النقيب

عبد العزيز مهابة
مباحث أمن الدولة بالأسكندرية

يوم 23 يوليو 2008

النقيب عبد العزيز وهو ايضا احد ظباط امن الدوله بالاسكندريه الذى قام بالقبض علينا بطريقه بشعه ونحن على رصيف بحر سيدى بشر نغنى اغانى وطنيه يحتفل بعضنا بذكرى 23 يوليو ، حيث هجم هو ومخبريه علينا وهددونا بالامواس واعتدوا علينا وامرونا ان ننام على وجوهنا على رصيف البحر وكنا ننام فوق بعضنا البعض فتذكرنا جميعا ما حدث للاخوة العراقيين من تعذيب على ايدى قوات الاحتلال الامريكى بسجن ابو غريب بالعراق ، ثم امر
هذا الضابط السادى مخبريه ان يضعوا ارجلهم على
رقابنا واجسادنا وقام بتمزيق علم مصر والبصق عليه قائلا طظ فى مصر ، ثم وجدته يسال"
احمد عراقى
فييييييييييييييين؟"


مش عارف مين ابن الناس الطيبه اللى قاله اهو فهجم عليا وضربنى بجزمته فى وجهى ضربه
قويه ولكنى لم اهتز ، ثم اخذ يضرب اخر ويقول له
عاملى بطل يا احمد يا ماهر والغلبان
اللى بيضرب يقوله مش انا احمد ماهر والله ما
انا، ثم تم اقتيادنا جميعا الى قسم الرمل اول حيث تم الاعتداء علينا بالضرب والسب من قبل النقيب عبد العزيز الذى جعلنا
نقف اكثر من 7 ساعات وجوهنا للحائط رافضين
اعطائنا الماء


قد نفهم - بصعوبة - أن ضباط أمن الدولة يؤدون واجبهم ويطيعون الأوامر بتحجيم نشطاء الحركة الوطنية المصرية واعتقالهم


وهؤلاء نقول لهم


اسم الجهاز الذي تعملون به هو

جهاز مباحث أمن الدولة

وليس أمن النظام

ووظيفتكم هي
حماية أمن الدولة

لا تحويل الدولة إلى دولة بوليسية

دولة أمن


وهذا كله كوم
وعلى جنب لوحده




ولكن أن يصل الأمر بأحد
الضباط
أن يتلذذ بضرب
وسحل وتعذيب وإهانة شباب وشابات مصر



هنا نقول



قف مكانك

نحن لا نسدد راتبك المتضخم
من قوت أولادنا
كي تعذب أو تهين أولادنا


وإذا ثبت ما يقال في حقك
فمكانك وراء القضبان
مثل اي مجرم معتدي


أو في المصحة العقلية
مثل اي مريض سادي


ولن ينفعك وزير أو رئيس



إلى كل شرطي
أو مسئول

يظن أن منصبه
يحميه من الملاحقة
القانونية


نقول له




فكر مرة أخرى

اطلب استشارة قانونية ودية من أحد أصدقائك المحامين
لأنك أنت على ما يبدو قد نسيت القانون الذي كان من المفترض أن تتعلمه
ووطأت بحذائك الدستور الذي أقسمت وأقسم رئيسك ورؤساؤه على احترامه




العدالة سوف تصل إليك
وستجلب العار


على نفسك وعلى أبنائك وأهلك
لأنك استمرأت إذلال أهلك
وبهذه الجريمة سوف تهلك


***************************



ادع كل أصدقائك للمشاركة في هذه المحاكمة الشعبية
والمطالبة بتقديم هذا الضابط لمحاكمة جنائية



http://www.facebook.com/group.php?gid=20682357511



*****************************



ارسل هذه الرسالة لكل أصدقائك
انشرها في
الجروبات التي أنت مشترك فيها


Tuesday, July 22, 2008

The Sex Files -
Emotional Deficit






Two-thirds of Men
Harass Women in Egypt
While Four out of Five
Male Workers are Harassed
By Female Co-workers
in Australia!

Time for some
"Cultural" Exchange?

By:
Wael Nawara





CAIRO (Reuters - Thu Jul 17, 2008 - Cynthia Johnston): -
Nearly two-thirds of Egyptian men admit to having sexually harassed women in Egypt according to a survey carried out by the Egyptian Center for Women's Rights.

Meanwhile, only two weeks ago, another survey showed, according to Inga Gilchrist (http://www.news.com.au/), that four out of five male workers in Australia said they'd been harassed by a female colleague, according to study for a British employment law firm Peninsula.


Sex-Starved Men?
The Egyptian survey showed that a majority say women themselves are to blame for their maltreatment for wearing "indecent" outfits. The forms of harassment reported by Egyptian men, include touching or ogling women, shouting sexually explicit remarks, and exposing their genitals (!) to women, despite the socially conservative nature of this traditional Muslim society. The behavior could have repercussions on Egypt's tourism industry, a major foreign income earner, with 98 percent of foreign women saying they had experienced harassment in the country, the survey which included more than 2,000 Egyptian men and women and 109 foreign women, said.

Less than two years ago, Egyptian bloggers reported an incident where a large mob of young males set up a sexual trap in downtown Cairo on the first day of the Eid. Almost every passing woman would be surrounded, grabbed and molested. Whether wearing Neqab, Hegab or uncovered, Egyptian and foreign women were assaulted indiscriminately. Shop owners and taxi drivers tried to protect the women from the mob by taking them inside their stores or vehicles and lock the doors, while the mobs tried to break in.

Reversed Fortunes
The situation seems to be quite the opposite down under. The British survey on Australian workplace showed that men were too afraid to complain about harassment. Aussie law firm Holding Redlich's senior associate, Fiona Knowles, said bosses were more likely to tell a man he was lucky to be ogled and hassled. One Australian man got a $10,000 payout after a Victorian tribunal found his bosses had dry-humped him and grabbed his genitals. Two-thirds of the 2300 men questioned in the British study also said that sexual banter was inappropriate at work. A separate poll of 1600 employers found bosses wouldn't take a complaint of sexual harassment as seriously if it were from a male worker! David Price of Peninsula said the balance had shifted and women now aimed sexual banter at men. "Not everyone's happy with these type of jokes and the situation is a growing problem for employers," he said.

Emotional Deficit
While the trends seem to be totally the opposite between Egypt and Australia, I suspect the reasons are similar. Emotional Deficit. For several decades, the Egyptian society was being Islamized, making the chances of having a natural and healthy pre-marriage boy-girl relationship ever diminishing. Marriage itself, it would seem is becoming more unaffordable than ever. The average age for marriage in Egypt for men has consistently increased. It is normal to see someone who is thirty years old who still has a few years to go before he can afford to provide the extensive requirements for marriage. In many cases, a young male in Egypt had to travel to the Gulf and work for a few years "building his fortune" يكون نفسه to be able to afford the hefty burdens of marriage. Knowing that boys probably reach puberty at the age of 13 or 14, this means that a male in Egypt will spend some twenty years suffering from this emotional and "physical" deficit.

In Australia, on the other hand, the rising percentage of women in white-collar jobs, probably makes the corporate workplace more dominated by women. I guess someone has to research this further, but I think it is basic supply and demand. Market forces at work. Men who are "available", "interested" and "interesting" seem to have become a rare commodity in Australia. Always with an eye for opportunities whenever a market "gap", or a "hole" is identified, I would strongly recommend the Egyptian and Australian governments to work something out in the form of some "cultural exchange" program, where young and highly eligible Egyptian men are sent to Australia. In exchange, interested Aussie women are imported into the streets of Cairo where they will have the time of their lives with the abundance of sex-starved men! A bad joke? Time to get serious.


The Parallel State:
According to the theory of the "Parallel State"**, whenever a formal economic, social, cultural or legal subsystem fails to deliver the basic needs of the people, mother nature steps in. People have collectively demonstrated a remarkable genius in devising parallel sub-systems to fill that gap, hole or deficit. Marriage becomes unaffordable, young couples resort to "civil marriage" or "Gawaz 3orfi". The taxi fare meter stuck at 60 piasters (a piaster is a coin we used to have in the past, which is about 1/100th of a pound) since 1980's, passengers and drivers have a widely accepted tariff scheme for all possible destinations and journeys, in addition to the people's invention of the "micro-bus".


A few years ago, when the government insisted on enforcing a ridiculously unrealistic exchange rate for the dollar, well, people developed their own rates and "grey" markets. In education, private tuition prospers in every direction, private schools, universities, books, lessons (doroos khososeya), IGCSE, IB & AD Centers. Courts don't work? You have thugs to bring back your money, checks or stolen land or apartment. The police doesn't care? You hire your own body guards or security officers, thank you very much. Government hospitals threaten to prematurely send you to your grave, you tip the nurses and everything will be fine, and you can always go for the five-star hospitals or the mosque clinics. Fixed rent for old apartment too low? There is "key-hold money" (Khelew Regl). And so on and on. This is the Parallel State at work and natural laws at their finest. And as these individual subsystems interact, they get interlocked in a huge web of "grey" or "shadow" subsystems, thus forming the "Parallel State", the "Shadow State".


The same goes for these emotional deficits. You want to call the abusers criminals and send them to jail, fine. So do I. This may be a part of the solution. But ultimately, on the long-term, we must learn to stop fighting nature. Accept nature. Young men and women have basic emotional and physical needs. These needs create demand which must be addressed with social solutions. Must be channeled in socially acceptable channels, affordable solutions and feasible means. The tightening moral code introduced by the Islamists only threatens to develop an explosive situation at home. There has been many reports and TV shows describing a similar situation at Saudi Arabia, where percentage of homosexuality is on the rise. Incest and other perverted forms of relationships seem to be increasing at alarmin rates. Why do we have to deny nature and see perfectly normal relations indecent is beyond me. You ignore the laws of mother-nature and you will be inviting the parallel state to devise its own solution.


And while informal or "grey" subsystems usually seem to do the job and fulfill the need, the "gap" or the unmet demand with varying degrees of success, black "subsystems" also exist as a by-product of an emerging realization that the formal state is no longer relevant. Law and Order collapse as respect for legislations diminish. Black subsystems come in the form of illegal and immoral solutions and short-cuts. Pribes, illegal permits and criminal activity spreads as respect for the law decays. If "civil marriage" or "Gawaz 3orfi" is a "grey solution" to mostly unaffordable "formal" marriage, sexual assault and molestation is a "black" and criminal behavior adopted by those who are unable to satisfy or control "that" deficit through the "grey solution", namely the "civil marriage".



I do not want anyone to think that I am an apologist on behalf of the abusers. I am not. I am with tightening the punishment, but we have to realize that few, if any, seem to be reporting or filing police complaints against the abusers. So, the long-term solution in my opinion will be, to relax or ease the tight restrictions on boy-girl relationships. Let us go back to our normal selves. Again, I am not promoting total dropping of our customs, traditions or values in favor of becoming widely permissive. I am only suggesting that we, as a society, loosen the tight screws a bit to help release some of the pressure, in order to avoid explosion of an already flammable situation.




And of course, as another solution, you are welcome to go and work in Australia.








**The Parallel State






Saturday, July 19, 2008

Secular America Votes

Too Secular to Win?




"I do not trust him (Obama) he is a Muslim ..."An average woman interviewed on the CNN declared.


Many million Americans will not vote for Obama for the same reason, which is riduculous since Obama is NOT a Muslim. But he seems like a Muslim, enough. He could be a Muslim. His father may have been a Muslim. How ridiculous is that?


Could anyone have said:

I do not trust him ... he is a Jew ... or he is a Catholic?


No. Not today. That would be suicidal.


25 years ago ... Ronald Reagan, while a president, was visiting a school in Oregon, Orlando ... at the end of his speech to students he said something like: "Go home and read you bible".


The media took him for a roller coaster ride.


America had been discovering and affirming its secular voice in the previous decades ...

So, what happened?


Why isn't America so secular anymore?


It is a different world today ... that's for sure ... America had grown more religious? Possibly. The world had grown a lot more religious. I am pretty sure that the Arab-Israeli conflict had something to do with it.


Israel is a Modern Theocracy. Secular Zionists decided to use the Religious sentiments to make their enterprise possible. That came with a price. The reaction to that was an Islamist resistance movement which decidedly used the same sentiment ... religion ... a different religion ... Is it really that different ...?


Jewish lobbies also used the right-wing Christian sentiments in the US. Resurrection of Jesus required building of the Jewish Temple ... and Israel was the pre-cursor for that. So they thought ... or rather, so they thought "The Book" said ...


It is the Armageddon with flying bloody colors ... a self-fulfilling prophecy ... which exists in Islamic, Jewish and Christian religious thought.


Satellite TV came ... and with it the Religious Industry in the US and elsewhere flourished. With Religious Celebreties ... movie-star-like Charisma ... they own their channels or programs ... and they own their private planes ... and raise millions of dollars in donations ... they play on fear and frustration ... and they spread hatred and suspicion.

We have those modern "Breachers" here too in Egypt and the region ... the Movie-Star, Talk-Show religious figures ...


Obama commented on that once ... and McCain used that slip of the tongue ...


You go into these small towns in Pennsylvania and, like a lot of small towns in the Midwest, the jobs have been gone now for 25 years and nothing's replaced them. And they fell through the Clinton administration, and the Bush administration, and each successive administration has said that somehow these communities are gonna regenerate and they have not.

And it's not surprising then they get bitter, they cling to guns or religion or antipathy toward people who aren't like them or anti-immigrant sentiment or anti-trade sentiment as a way to explain their frustrations.


Obama today has to say ... "I pray to Jesus Christ, our Savior ... " to stand a winning chance surely with recommendations from his campaign advisors. Obama, has to put up a show of Christian faith before the voters, to stand a chance. When did people stop thinking that a person's religion is their own business?


Discrimpination has always existed. Only against different people.


What is the world coming to?


Where is Secular America?


Can Obama, if he ever wins, try to help change that? Help pick our world from these trends of rising religious-mania ... starting with the US?


But will he ever win?


My 13-year-old daughter thought that America was not ready for a Woman president (Hillary) or a Black president (Obama) ... although she is a democract at heart (genetic disorder she inheritted from me) ...


Do we have to catch the measles to get immunity?


Can't we just get the vaccination?

*************************

Photo Adapted from

http://neoconexpress.blogspot.com

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook