Saturday, May 01, 2010

The Missing Candidates




© Wael Nawara, 2010.

Your chances of catching a fish significantly increase when you place your rod over water.

تتحسن فرصتك في الصيد جداً عندما تضع السنارة في الماء

*****************


إلى بعض المرشحين الذين


غابوا عن الجمعية العمومية


إلى بعض المرشحين الذين غابوا عن الجمعية العمومية ولم يحضروا بسبب أن أسماءهم لم تأت على قوائم منسوبة لأيمن نور ...


معظم أعضاء الجمعية العمومية الذين أعرفهم هم كوادر مثقفة لا يستخدمون القوائم - بل ينتخبون بطريقة الأولويات


***************

مثلاً - المطلوب هو اختيار 41 مرشح

***************

في أول نظرة على الأوراق يختارون من لا غنى عن وجودهم - من وجهة نظرهم طبعا - في الهيئة العليا

وليكن هؤلاء مثلا 20 مرشح

**************

ثم يعيدون النظر في الأوراق ويختارون من يستحب وجودهم في الهيئة العليا
- فيصل العدد إلى 35 مثلاً

**************

فإن تبقى بعض الأسماء - 6 أسماء في هذه الحالة - يختارون منها مرشحي المجاملة

***************


وهكذا


***************

من حق أيمن نور ومن حق أي قيادي سياسي أو مرشح آخر أن يزكي بعض المرشحين ولا يجب أن ننتظر أن يتحدد مصيرنا أو ننجح من خلال تزكية الآخرين




ولعل بعضهم لا يعلم أنني شخصياً انتخبتهم لأنني لم أعلم أنهم "مقاطعون" للجمعية وغائبون عنها

ودعوت بعض الأصدقاء الآخرين لانتخابهم من باب الدعوة وليس الإجبار

لأنني أظن أنهم كانوا إضافة إلى الهيئة العليا

وقد كتبت هذا علانية على الفيس بوك على صفحات عدد من المرشحين الآخرين الذين أرى بصورة شخصية أنه لا غنى عن وجودهم في الهيئة العليا من وجهة نظري


وهناك بعض المرشحين لم أكتب على صفحاتهم أنني أؤيدهم – مثل السيد بسيوني – لكن الجميع يعلم أنني سوف انتخبه لعطائه – بصرف النظر عن أننا نختلف أحياناً مثلما يحدث مع أي شخص


وبعض هؤلاء ممن أيدتهم أنا – مثل السيد بسيوني - ليس على وفاق مع الدكتور أيمن نور – وهذا أمر يخصهما وبالتأكيد يتغير مع الوقت


أيمن نور يزكي من وجهة نظره


وأنا أزكي من وجهة نظري


وفي النهاية

كل منا يبتغي مصلحة الحزب من وجهة نظره


وقد يبتغي البعض مصلحة انتخابية في بعض الأسماء

بأن يتفق على تأييد مرشح آخر بصورة تبادلية

وهذا أمر لا أحبه ولكن أتفهم أن يحدث في الانتخابات التنافسية

تماما مثل حكومات الائتلاف



وفي كل الأحوال

في الجمعية العمومية أمس

التصويت كان يتم بصورة انفرادية ولا يمكن أن يجبر أي شخص أي شخص آخر على اختيار أي قائمة




عدد من حضروا من الناخبين الذين يختارون بنظام القوائم لا يتجاوز الـ 70 ناخب من مجموع 253 ناخب




قمت بالاتصال ببعض هؤلاء الغائبين بالأمس ليحضروا الجمعية العمومية ويقوموا بالمشاركة والتصويت باعتبارهم مرشحين وهذا أضعف الإيمان


حتى لا يأخذ عليهم البعض في المستقبل أنهم لم يحضروا أو يصوتوا كمرشحين


لأنني كنت مهتماً بأن ينجح هؤلاء وينضموا للهيئة كقيادات مهمة وفاعلة في المجتمع السياسي والمدني والنقابي


بصرف النظر عن صداقة بعضهم مع ب ج م - أو - ش ح ا




ومع ذلك

حضور أي منهم من عدمه – مع كل تقديري لهم "ولأنصارهم" - لا يؤثر كثيراً في نصاب الجمعية العمومية التي لم يكن من الممكن أن تكتمل من أول جلسة هذه المرة لأسباب عديدة، فبالإضافة لغياب بعض المرشحين وأنصارهم من الناخبين، بل وقيام البعض بتحريض ناخبين في عدة محافظات على عدم الحضور، أو على عدم الانتخاب، فهناك أسباب أخرى مثل:

  • قرار الهيئة العليا بعدم صرف أي مبالغ مالية تحت حساب انتقالات المحافظات – بسبب الضائقة المالية التي يمر بها الحزب وعدم صرف مستحقات متراكمة تبلغ 600 ألف جنيه لدى لجنة شئون الأحزاب علاوة أن البعض يرى – وهو ما لا أؤيده – أن قيام الحزب بصرف مبالغ مالية تحت حساب الانتقالات قد يوحي بشبهة تحريك كتل انتخابية أو رشوة انتخابية للحضور في الجمعية – وعدم سداد انتقالات قد يعني أن تتحمل بعض المحافظات البعيدة حوالي 5000 جنيه لكل محافظة لنقل تشكيلاتها – وهو ما قد يكون خارج إمكانات البعض
  • الرقابة الصارمة من مجلس الحكماء على كشوف الجمعية العمومية واستبعاد العدد من اللجان نتيجة لطعون قبلها المجلس بسبب أخطاء في إجراءات تشكيلها
  • شخصية الرئيس التنفيذي للجنة الانتخاب – الذي اختار أن يلتزم بحرفية اللائحة بمنهجية لا تعرف التغاضي عن أي خطأ – وهذا يحسب له ويحسب للجمعية وربما أقول لم أر جمعية عمومية داخل أو خارج مصر بمثل هذا المنهج المتشدد – الذي أكرر أنني أحسبه للجمعية وللحزب ولمجلس الحكماء وللرئيس التنفيذي للجنة – وقد هنأتهم عليه رغم صعوبته وتسببه في مد أجل الجمعية شهر آخر حتى تكتمل بأي عدد
  • سبب آخر يتعلق بطبيعة الجمعية العمومية كما تحددها اللائحة

فالجمعية العمومية تحتوي على عدد 2500+ من المؤسسين لم يحضر منهم سوى حوالي 70 في أي جمعية عمومية عدا الأولى – حيث حضر منهم حوالي 530 ممن لهم حق التصويت رغم أن المؤتمر نفسه حضره حوالي 1200 شخص – والجمعية الأولى لها ظروفها – فلم تكن عداوة النظام قد ظهرت بهذا الشكل المستعر ضد الحزب – ولم يكن أيمن نور قد سجن بعد – وبالتالي كان هناك الآلاف ممن أرادوا الانضمام للحزب – ثم اضطروا لتركه فيما بعد يأساً أو تحت التهديد الأمني أو خوفاً من أن تتأثر مصالحهم بهذا


ولكن في الجمعيات التالية في 2005 و 2007 لم يحضر من المؤسسين سوى من 50-70 مؤسس – إضافة للمؤسسين المنضمين للتشكيلات




وهذا يحتاج لتعديل في اللائحة عملنا عليه في 2007 يتيح لأي مؤسس حضور الجمعيات العمومية بشرط أن يسجل نفسه سنوياً - في شهر يناير من كل عام ويسدد اشتراك الحزب والجمعية العمومية ليسجل اسمه في الجمعيات العمومية الخاصة بذلك العام – وعليه يمتنع انعقاد اي جمعية عمومية في الثلاث أشهر الأولى من كل عام – إلا في الأحوال الطارئة وعندها يتم الأخذ بالمؤسسين المسجلين في العام السابق علاوة على التشكيلات المعتمدة والسارية لمدة 3 اشهر على الأقل


وبالتالي يصبح عدد الجمعية العمومية في اي عام

هو مجموع المؤسسين الذين سجلوا أسماءهم في هذا العام

فلنقل مثلاً 200 مؤسس في أحد الأعوام سجلوا أنفسهم في تلك السنة

+

أعضاء التشكيلات وهيئات المكاتب المسددين

ولنقل مثلاً 800


يصبح مجموع أعضاء الجمعية العمومية

1000

في ذلك العام


بما يجعل نصاب الثمن

1000/8


أي 125 عضو


وهو سهل تحقيقه

(علماً بأن نصاب الثمن في الجمعية العمومية في حزب التجمع هو حوالي 150 وفي الوفد هو أقل من 100

بعكس

إذا أضفنا كل المؤسسين في حزب الغد


2500 مؤسسين + 800 تشكيلات


فيصبح مجموع الجمعية

3300


ويكون نصاب الثمن

3300/8


أي ما يزيد على 400 عضو


وهو ما يتطلب عملياً حضور 50% من أعضاء التشكيلات وذلك في ضوء غياب عدد كبير من المؤسسين


وهو أمر شبه مستحيل عملياً وخاصة مع تدقيق كشوف الجمعية العمومية الشديد الذي حدث هذا العام لأنها تشهد انتخابات تنافسية بين 90 مرشح لأول مرة وقام بعضهم - ومن حقه هذا - بالطعن على بعض التشكيلات التي رأى أنها غير مكتملة الشرعية




وفي النهاية أسأل من تغيبوا سؤالاً واحداً


هل من المقبول أن يشترط المرشح لحضور الجمعية العمومية أن يحصل مقدماً على تأييد زعيم الحزب؟


عندها يجب على هؤلاء المرشحين ألا يقوموا بالترشح إلا بعد الحصول على موافقة زعيم الحزب


ويصبح عندنا فقط 46 مرشح لأنه لا داع لأن يترشح غير من يرضى عنه زعيم الحزب إذا صدقنا أن جميع الناخبين لا ينتخبون إلا من يرضى عنهم زعيم الحزب



وعليهم بعد ذلك أن يأتمروا بكل أوامره في الهيئة العليا لأن عضويتهم في الهيئة العليا هي رهن رضاه عنهم

وبالتالي تفقد الهيئة العليا معناها لأنها كلها تصبح على رأي شخص واحد


ويصبح من الأفضل أن نعطي القرار بالكامل لهذا الشخص ولا نشغل أنفسنا بإجراءات مظهرية عديمة القيمة




أتمنى أن يراجع كل شخص نفسه

فالممارسة الديمقراطية ليست سهلة


ولا يمكن اختزالها في قائمة واحدة


مهما اتسعت


Friday, April 30, 2010

Torch the Opposition 2 ? o.o.o

Press Release

As we prepare for El Ghad General Assembly of tomorrow Fri 30 April, Al Youm Al Sabe newspaper website releases news of threats from regime-pro factions against El Ghad.

We have also received threats from regime-pro thugs that they will attack El Ghad HQ @ Talaat Harb tomorrow to disrupt the General Assembly similar to what they did in Nov 2008 when the Party's HQ was set on fire while members gathered inside for the General Assembly.

Party president, has today filed a police report to demand official security meaxures to protect the General Assembly and the members.


El Ghad Liberal Party - Egypt


Saturday, April 24, 2010

Shooting Demonstrators


NDP MPs Call upon the

Police to Shoot Demonstrators!

Representatives in Egypt's People's Assembly have called upon the Police to shoot demonstrators with live bullets. These statements came during a Parliamentary session in Cairo. Nachaat El Kassas and Ahmed Akrab, members of the National Democratic Party (NDP), as well as Ragab Helal Hemida, supposedly an opposition MP, said that it is acceptable to kill scores of demonstrators to safeguard the country's vital interests! The People's Assembly is Egypt's lower chamber of the Parliament.

In a joint session between Human Rights' Committee and Defense and National Security's Committee of Egypt's parliament, members of the ruling party blamed minister of Interiors for not firing at activists who demonstrated on 6th April because they are employed by foreign powers to push Egypt, according to the NDP MPs, into creative chaos, Condoleezza Rice style! Nachaat El Kassas asked, "what is this 6 April Movement? And for how much longer are we going to tolerate these illegal organizations?" Nachaat El Kassas then addressed deputy minister of interiors present at the joint session, saying: "There are 80 million Egyptians. We can tolerate losing a few rotten ones!"

The joint session hearing was originally held to question the Deputy Minister of Interiors about reports of heavy-handed handling of demonstrators and human rights abuses as police crushed the peaceful demonstration, arresting over 90 protestors and beating up activists including Ayman Nour's own son, Nour, who was besieged amongst other members of El Ghad Party including Ayman Nour himself. At one point Nour Ayman was captured by the security but release shortly after. But instead of blaming the police for violence, NDP members decided that the police was too soft in dealing with the activists!
Nachaat El Kassas continued exclaiming: "why use water canons?", asking the deputy minister to "fire at these outlaws!" according to the MP's own words!

Ragab Helal Hemida, supposedly an opposition MP, claimed that most of the demonstrators are financed by foreign money. "They (demonstrators) deceive our people with false dreams ... they want creative chaos, Condoleza Rice' style. Ministry of Interiors is to blame for not acting in full limits of the law, firing bullets at the demonstrators. Do we want to burn down an entire country but not accept a few to fall?". Ragab Helal Hemida, was once a member of El Ghad Party before being allegedly lured by the regime's security apparatus to suspend the Party's newspaper and replace Editor in Chief, Egypt's top opposition journalist, Ibrahim Eisa, with writers more loyal to the regime. Ragab Hemida then allegedly conspired to splinter El Ghad Party by creating a faction loyal to the regime which was dismissed by majority of El Ghad Party members. Ragab Hemida then won a seat in the Parliament during 2005 elections where cases of rigging and irregularities were widely reported.

These statements were met with an uproar in the Egyptian media. Realizing the gravity of the situation, even NDP top officers, were quick to denounce these statements. Ayman Nour and others filed complaints with Egypt's General Attorney against the aforementioned parliament members for instigating murder of innocent Egyptian Citizens.


The Writer is a Co-founder of El Ghad Party

First Published at Huffington Post

Monday, April 19, 2010

Boycott Meat



قاطع اللحمة




الطريقة اللي بيشتغل بيها السوق
إنك لما تلاقي السعر مش مناسب ليك
إنك تقلل من الاستهلاك شوية
طبعاً احنا كل ما يزيد سعر اللحمة نشتري برده عادي
لحد ما كيلو اللحمة وصل
30 جنيه
وبعدين 40
50
قلنا لأ بأه
مش ممكن يزيد عن كده
بأه 60
وبعدين 70

سبعين جنيه كيلو اللحمة ولا مؤاخذة؟

ليه؟

اشمعنى اللحمة بتيجي من البرازيل بالمراكب وبعشرين جنيه؟

يعني شحن وتجميد وخلافه

وتوصل هنا بعشرين جنيه؟

واحنا طبعاً راسنا وألف سيف

البلدي

وطبعاً عمو الجزار عمال يقطع في الملايين

واشي عمل شركة إنتاج سينما

والتاني قرى سياحية

طبعاً

البركة في الزباين الهبلة جداً
اللي هما احنا

اللي لما يزيد
السعر
برده يشتروا

دلوقتي يا حبيبي انتا وهو
من هنا ورايح
والله مانا واكل لحمة

لحد ما السعر ينزل ويرجع للخمسين تاني
من النهاردة مقاطع اللحمة

ولو ولادك في مرحلة النمو
الفراخ موجودة

لو زودوا سعر الفراخ

السمك موجود

لو السمك زاد

اللحمة البرازيلي أم 20 جنيه زي العسل

بس ياله منك له
عايزيني اشتري لأمكم لحمة بثمانين جنيه الكيلو؟

إخرسي يا بت
بس يا واد

مقاطعععععع اللحمة من النهاردة
لحد ما ترخص





بص أسعار اللحمة في استراليا ما بتزيدش (الخط الاحمر) يعني بتطلع وتنزل

هنا ماشاء الله أسعار اللحمة اتجاه واحد

قاطع اللحمة ولا تعبر الجزار






Friday, April 16, 2010

To be Zamalkawy

أن تكون زملكاوياً

لسنين طويلة كان مطلوب دكاترة السيكولوجي تبحث إزاي وليه فيه ناس أصلاً بتشجع الزمالك، هل من باب تعذيب الذات، أو البحث عن مواقف خارجية ترسخ وتبرر شعور داخلي بالاضطهاد، ودلوقتي بعد الماتش الحلو اللي لعبه الزمالك - الحمد لله، ممكن الناس تشجع الزمالك عادي من غير ما يكون مطلوب منها إجباري تروح لدكتور الأمراض النفسية.

:)

مبروك للزمالك الأداء الجميل

مبروك للكرة المصرية أن تتخلص من دوري الفريق الواحد (اللي هوا الأهلي)

و ... نقول مبروك للأهلي الدوري؟

Ahly vs. Zamalek, Everything is Possible




كل شيء ممكن
************

* لكل الإخوة الزملكاوية اللي نفسهم فريقهم يكسب في ماتش النهاردة. أحسن طريقة عشان فريقك يكسب النهاردة إنك تبقى أهلاوي

* لو لسه زملكاوي، ومش عاجبك الحل اللي فوق، ولسه نفسك فريقك يكسب في ماتش النهاردة. تاني أحسن طريقة عشان فريقك يكسب النهاردة إنك تتفرج على لقاء موسم 66/67 بين الفريقين حيث تفوق الزمالك بهدف أحرزه عمر النور الله يمسيه بالخير

(c) Wael Nawara, 2010

:)

Change Now




You are wet, in fact, drowning. Change Now.

Love,

Mum

6/4/2010


© Wael Nawara, 2010.

Sunday, April 11, 2010

Judge Yehia Refaei Dies




اليوم السابع | وفاة المستشار يحيى الرفاعى وتشييع الجنازة عصر اليوم



وفاة رجل عظيم

المستشار

يحي الرفاعي



اليوم السابع | وفاة المستشار يحيى الرفاعى وتشييع الجنازة عصر اليوم



المستشار العظيم يحي الرفاعي هو أحد أعظم آباء حركة التغيير في مصر.

تعلمنا على يديه الكثير وفهمنا منه مبادئ تنير لنا الطريق كلما زادت حلكة الظلام.





Judge Refaei Dies

One of the Greatest Fathers of the Change Movement in Egypt

You have taught us the essence of the law

Your words will continue to enlighten us

You shall be dearly remembered




Saturday, April 10, 2010

Political Jungle


Our Backyard



In our backyard
there is a jungle
where the animals
mate and mingle.

Trees upside down
wet weird paint.
Have you seen the clown
posing saint?

Have you heard the speech
of the monkey,
of the sucking leech
and the junkie?

In our backyard
there is a jungle.
Hear the animals'
every angle.









Comments

Eve Ryman
I love this poem - the second verse is absolutely stunning, particularly the clown posing as a saint.

In the third verse, I was concerned at first that you might be saying "drug addicts are just animals", which I thought rather lacking in compassion - but when I thought about the "sucking leech", that made me think more of drug dealers, who are of course attended by drug addicts, and I started to think you didn't mean it the way I first took it.

Excellent stuff!

Eve Ryman
It's got a nightmarish, hallucinatory quality that I really love.


Wael Nawara
Thanks Eve.
Actually come to think of it, when you first mentioned the issue of the junkie, you will not believe what came to my mind. I thought you meant the line may show lack of compassion towards animals!


Wael Nawara
But then, the whole jungle is fake. The unnatural colors give it up. The wise monkey is not really wise. The lion is scared shitless. The clown who is posing saint did not even bother to disguise.


Eve Ryman
You really made me think hard, with the third verse. The "sucking leech" is an excellent image, because it works on so many levels - drug dealers sucking the life out of their 'clients', pimps sucking the life out of prostitutes, capitalists sucking the money out of consumers, greed and exploitation in general. Really, really wonderful.


Eve Ryman
Yes, I see what you're getting at with the fakery - the upside down trees and weird, wet paint get that one across very well. Nothing in this place is as it seems.


Wael Nawara
Thanks :)
It all started on Photoshop where I was fooling around with color variations. But then I liked it. I saved a cropped part of the photo at a certain stage and decided to post it! But then Facebook prompted me for Description, and in came that foolish poem :)


Eve Ryman
Anything but foolish! Very well observed, I'd say. It evokes the city excellently - but more than that, it evokes the political landscape, too.


Wael Nawara
Indeed. Politics and power contain a great deal of addictive qualities. Most politicians unfortunately thrive on sucking energy from those around them, be it ambitious young people at the political scene, or deserted wives and families at suffering homes.


Eve Ryman
Sadly, I have to agree that this is true of the majority of politicians.

It occurs to me that what you say is true of ambition in general - so many people sacrifice their morals on the altar of their career (especially in terms of the deserted wives and families).


Wael Nawara
When I saw Lord of the Rings, I thought to myself, wearing the Ring grants powers, but it distorts one's soul beyond recognition !

Eve Ryman
Yes, the Ring is a terrifyingly accurate metaphor for power.

"Power tends to corrupt, and absolute power corrupts absolutely. Great men are almost always bad men." - Lord Acton, 1887...
Note the *almost*, though - there is hope.

Wael Nawara
And you are right about ambitions and temptations - they can, have done and will blind the wisest of men ...

There is always Hope. I think they should devise a Nobel Prize for Hope :)

Mohamed El Borhamy
very short .. very impressive .. it's meaningful versification

Wael Nawara
Thanks Borhamy !



Privatization, between Reform and Corruption

نموذج الخصخصة المصري


 

إصلاح اقتصادي أم إفساد سياسي؟

من أشنع الخطايا التي اقترفناها في مصر، هو أسلوب الخصخصة الذي أعطى لاقتصاد السوق اسماً بغيضاً وسمعة كريهة وسط الشعب المصري، بما يحتاج لأعوام طويلة لتصحيحه. من يقرأ الصحف المصرية يلمس في كل سطر كما ضخما من الريبة تجاه اقتصاد السوق، وكراهية ومقتا شديداً للعمل الحر ورجاله، "رجال الأعمال". من يقرأ الصحف المصرية لابد وأن يتصور أن سكان المحروسة هم شعب من الموظفين، يؤمنون بضرورة امتلاك الدولة لوسائل الإنتاج، وأنه عليها (أي الدولة) تشغيل قوة العمل بأكملها في القطاع العام أو الحكومي. من يطالع البرامج التليفزيونية لابد وأن يظن أن شعب مصر بأكمله يعتنق الشيوعية ولا يؤمن بالعمل الحر أو المبادرات الفردية. من يتابع الفضائح المتتالية لابد وأن يظن أن من يتصدون للعمل الحر في مصر هم طغمة فاسدة مفسدة لا هم لها سوى اختلاس قروض البنوك أو تسقيع الأراضي أو الزواج بالراقصات والمغنيات ثم قتلهن فيما بعد.

لا يوجد أبعد من ذلك عن الحقيقة:

  • رغم أن مصر بها أكثر من 6 مليون موظف يعملون لدى الحكومة، إلا أن نسبة غير بسيطة من هؤلاء يمتهنون مهناً أخرى موازية، يستكملون بها دخولهم الهزيلة. ملايين المصريين يعملون في الاقتصاد غير الرسمي، وهو بطبعه غير حكومي، اقتصاد حر.
  • ملايين آخرين يعملون في القطاع الخاص - غير الحكومي.
  • علاوة على 4 مليون مصري يعيشون بالخارج، خارج مصر وخارج المنظومة الحكومية بكل أبعادها.
  • بينما يبحث الكثير من المصريين عن الأمان في تراب الميري، إلا أن هؤلاء وغيرهم أيضاً يحلمون بأن يفتح الله عليهم أبواب الرزق من خلال "مشروع" خاص صغير، محل أدوات كهربائية أو مكتبة صغيرة، أو ميكروباص أو تاكسي يقومون بتشغيله، إلخ.

جاء برنامج الخصخصة المصري كأحد أهم أعمدة برنامج الإصلاح الهيكلي في الاقتصاد. فبعد عقد من النمو الاقتصادي عقب إعلان سياسة "الانفتاح"، بدأ الاقتصاد المصري يدخل في مرحلة من الركود، وتصاعد نزيف الخسائر لشركات القطاع العام – المملوكة للدولة – حتى وصلت الخسائر السنوية إلى 40% من الناتج القومي المحلي، وهو رقم فلكي بكل المقاييس!


 

وفي بداية حكمه، اتجه الرئيس مبارك للتراجع عن سياسة سلفه السادات الذي اغتيل وسط جيشه بينما جلس مبارك على بعد سنتيمترات قليلة منه. وجاء هذا التراجع نتيجة لتغلغل الفكر الماركسي وسط الصحفيين ورجال الإعلام و"المثقفين" المصريين، فشاع استخدام تسمية أحمد بهاء الدين "انفتاح سداح مداح" أي انفتاح بدون ضابط ولا رابط، ليعبر عما رآه البعض من تضخم "طفيلي" في ثروات البعض الآخر، رغم أن مصر مشت في مسيرة الإصلاح الاقتصادي والعودة لاقتصاد السوق بسرعة بسيطة تقترب من الصفر. وأقول "العودة" لأن مصر لم تعرف سوى اقتصاد السوق حتى منتصف الخمسينيات، عندما بدأت حكومة "الثورة" سياسة التأميمات وترسيخ سيطرة الدولة – أو النظام – على النشاط الاقتصادي تدريجياً.


 

في واقع الأمر، أن برنامج الخصخصة كان تصحيحاً لجرائم ارتكبت في حق الشعب باسم الشعب من خلال مصادرة الملكية الخاصة تحت شعار التأميم، وهو شعار مضلل، يوحي بملكية "الأمة للمنشآت، رغم أن الملكية كانت للنظام وليست للأمة وشتان بينهما، من خلال تعيين أعوانه وصنائعه ليتقلدوا مناصب الإدارة، مكافأة على ولائهم، وكأن البلد عزبة خاصة. ليسيطر عديمو الخبرة والتأهيل والموهبة الاقتصادية على إدارة مشروعات تجارية وصناعية ضخمة. جرائم أخرى جاءت تحت اسم مبادرات فاشلة من عينة مبادرة الألف مصنع، والخطط الخمسية للاقتصاد الموجه، فيما عرف بالتوجهات الاشتراكية للستينيات، بينما في التطبيق العملي، فإن تلك الإجراءات نتج عنها وضع احتكاري لرأسمالية الدولة، حيث احتكر النظام بصفته مالكاً ومديراً لتلك المؤسسات الأنشطة التجارية والصناعية والخدمية، والبنوك والتأمين والمقاولات والخدمات الصحية، مما أدى لقتل المنافسة. وفي ظل الاحتكار وغياب المنافسة، تنعدم الدوافع للتحسين والتجويد والتطوير، فانهارت الكفاءة، ومات الإبداع، وتوقفت عجلة التطوير، وضمرت بل اغتيلت روح المبادرة الفردية والجماعية.

بعد أعوام طويلة من خداع النفس والتغني بإنجازات التصنيع من الإبرة إلى الصاروخ، استيقظ النظام على شبح الإفلاس وهو يدق أبواب مصر بقوة في منتصف الثمانينات. فقد تحالفت عدة عوامل لفشل القطاع العام:

  • عمالة زائدة – بطالة مقنعة – بنسبة تصل إلى 10 أضعاف العمالة المطلوبة نتيجة لتوجهات سياسية بتشغيل الجميع بصرف النظر عن فرص العمل الحقيقية التي يتم خلقها.
  • إدارة فاشلة من أهل الثقة سواء من الضباط المتقاعدين أو غيرهم من بطانة النظام وأقارب المسئولين وأصهارهم.
  • جودة متدهورة وبعيدة عن المواصفات العالمية أو متطلبات المستهلك – ذلك لانعدام الفكر التسويقي وسيطرة فكر الإنتاج، الذي قد يناسب مرحلة النقص الحاد في العرض - بصرف النظر عن الجودة.
  • اصطدام الجودة المتدهورة بسلع مستوردة أو محلية من إنتاج مصانع القطاع الخاص ذات جودة أعلى.
  • خسائر متراكمة نتيجة للفساد وعدم قدرة المنشأة على التحكم في السعر في ظل التسعير بقرارات سيادية.
  • استشراء الفساد والمحسوبية ونهب المال العام دون محاسبة في ظل مسئولية النظام عن القرار حيث تتوه مسئولية القائمين على إدارة المؤسسات فيسهل نهب المال العام.
  • التخلف التكنولوجي.
  • ثبوت دخول العاملين وعدم تناسبها مع مستجدات السوق ومعدلات التضخم، جعل تلك الدخول هزلية ولا يمكن أن تشكل مقابلاً عادلاً للعمل الجاد، كما أن انخفاض الدخول يشجع العامل الجيد على ترك العمل ويصعب من عملية اجتذاب وتعيين المواهب الجديدة.
  • غياب الرقابة والمحاسبة والمساءلة، وعدم قدرة الإدارة على ردع أو فصل أي عامل.


 

ورغم فداحة آلام النزيف الاقتصادي والمجتمعي لسنوات طويلة، ووضوح المرض، وإدراك الكثيرين بحتمية العلاج، إلا أن مساحة المحرمات وعملية الهيكلة الذهنية نحو أقصى اليسار والتي تمت على الضمير المصري خلال فترة الستينات من خلال زيف الخطاب السياسي الرومانسي، وتدليس إعلام "الإرشاد القومي"، وتزييف الوعي من خلال أكاذيب المناهج والعملية التعليمية، جعلت المجتمع في حالة من الإنكار التي تجسدت في عبارات مثل "لا مساس بالقطاع العام" و"القطاع العام هو عماد الاقتصاد الوطني"، إلخ. وفي نفس الوقت، جاءت مقاومة الإصلاح من كل الجهات، في شهادة مؤسفة على نجاح خطة النظام في إفساد الشعب "لضمان ولاء المجتمع" من خلال ربط مصالح الملايين بوضع فاسد يسيطر فيه النظام على كل أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من خلال إفساد العلاقات والقوانين الطبيعية مثل :

  • التركيز على بناء المصانع والإنتاج الكمي (وليس أن السوق والاستهلاك يقودان الإنتاج وأهمية الجودة)
  • الحوافز تتناسب مع كم الإنتاج أو المخزون (وليس مع الأرباح أو المبيعات)
  • الولاء هو معيار التعيين والترقي (وليس أن الكفاءة هي معيار الترقي وأن رؤساء الشركات يتم تعيينهم من خلال الجمعيات العمومية بناء على تحقيق مصالح حملة الأسهم)
  • وظيفة مدى الحياة (بدلاً من ضرورة العمل حيث أن عدم العمل يؤدي إلى الفصل من العمل)
  • التعيين يتم بناء على عدد الخريجين (وليس لسد الاحتياجات الفعلية للشركات والمؤسسات)

ومع استئصال السياسة من نشاط المجتمع، وغياب المساءلة والمحاسبة، وانعدام فرص تداول السلطة أو المنافسة على الحكم، في ظل الاحتكار السياسي لحزب واحد، تغلغل الفساد في كل شيء وتسلل للعقل الجمعي المصري، فكبار الموظفين سيطروا على شركات القطاع العام واعتبروها مثل العزب لهم ولأسرهم وأصدقائهم ومحاسيبهم فيما وصفناه تحت عنوان "عزبنة الدولة"، فكان من الطبيعي أن يقاوموا الإصلاح أو الخصخصة، وبينما فسدت ثقافة العمل لدى الملايين من الموظفين الذين تعودوا على أن يتقاضوا الرواتب دون أن يعملوا – وعادة ما يعملون في مكان آخر أو يتربحون من مناصبهم بطرق مختلفة – فهؤلاء أيضاً قاوموا الخصخصة بشتى الطرق، لأنهم يعلمون جيداً أن الخصخصة ستنهي الوضع الفاسد الذي يتمتعون به – أو يعانون منه في الواقع باعتبارهم ضحايا وصلوا مع هذه المنظومة لقاع الدرك الاجتماعي والمعيشي، والشعب ككل فسدت مفاهيمه، فأضحت كل أسرة تريد أن يجد أبناؤها عملاً مضموناً – في الحكومة - بصرف النظر عما يقدمونه من قيمة مضافة للاقتصاد، وبدون البحث عن إجابة سؤال هام، عمن سوف يتعين عليه أن يسدد ثمن هذه العبثيات. وفي هذا الجو المسموم حيث فسدت المفاهيم وانعدم منطق الاقتصاد الحقيقي والقيمة المضافة، أخذت وسائل الإعلام تطنطن ضد الخصخصة بحسن أو سوء نية أو من باب النفاق الشعبوي، وتصور للجماهير أن الخصخصة ستتسبب في ارتفاع الأسعار واستيلاء الأجانب أو الفسدة على "أصول" مصر، بدلاً من أن تتناول القضية بموضوعية وتحاول أن تشارك في وضع المعايير اللازمة لصحة وعافية وشفافية عملية الخصخصة المحتومة، في حالة تجسد أعراض مرض الإنكار المزمن، ولا يفوتنا أن نلاحظ اللعنات التي صبها أحد أكبر رءوس النظام على الخصخصة في مجلس الشعب المصري في أبريل 2010، في فاصل تمثيلي متقن، رغم مشاركته الكاملة هو المنتفعين من أصدقائه ومحاسيبه في الفساد الذي منيت به عملية الخصخصة.

ومن هنا يتضح أن الفساد الأول الذي ضرب مصر، كان فساداً في المفاهيم والقيم والتوقعات، في صورة رشوة غير واقعية لجيل، على حساب معاناة الأجيال القادمة، مما جعل الشعب يتمسك بمنظومة فاشلة، ببساطة لأنه لم يخرج مسئول واحد عليه ويعترف بالخطأ والفشل واستحالة تنفيذ تلك اللا متساويات على أرض الواقع، وضرورة تصحيح الأوضاع وإصلاح الأمور.


 

وبعد استنزاف الاقتصاد المصري لسنوات طويلة في تمويل نزيف خسائر شركات القطاع العام، من خلال القروض والسحب على المكشوف وطبع البنكنوت – مما أدى لمعدلات تضخم خيالية في الثمانينات وصلت لـما يقرب من 20% سنوياً، اكتشفت القيادة العليا أن مصر على شفا الإفلاس، وأن الوضع المختل لا يمكن أن يستمر، كان على النظام أن يقبل في شهور ما رفضه لسنوات، وأن يخضع لشروط البنك الدولي وصندوق النقد، اللذين قبلا أن يقدما المساعدة في برنامج الإصلاح الاقتصادي بشرط أن يكون هناك إصلاح فعلي بصورة هيكلية، بما في ذلك ضرورة وقف نزيف الخسائر وبيع شركات القطاع العام، واستخدام الحصيلة في إعادة هيكلة الشركات الخاسرة تمهيداً لخصخصتها هي الأخرى. وقبل النظام ذلك على مضض لعدم وجود بدائل أخرى، لكنه عجز عن الاعتراف بحجم المأساة، فظل الشعب لسنوات طويلة في حالة من عدم الفهم، كما استمر العمل لعقود طويلة تحت نفس الإطار التشريعي والقانوني القديم لدستور 1971 الذي يتحدث عن القطاع العام بوصفه ركيزة الاقتصاد وعن تحالف قوى الشعب العامل وعن المدعي العام الاشتراكي الذي يراقب السلوكيات الاشتراكية ويضع الخارجين عنها تحت الحراسة!

ومن بين 316 شركة قامت الحكومة بعرضها للخصخصة في التسعينيات، تم خصخصة 133 شركة بالكامل بحلول 2003، بينما خضعت 55 شركة للخصخصة الجزئية، بحصيلة حوالي 3.2 مليار دولار. وذهب حوالي 45% من حصيلة الخصخصة إلى وزارة المالية، بينما استخدم 30% من الحصيلة في تسوية ديون شركات القطاع العام، و18% في تمويل برامج التقاعد المبكر للأعداد الفلكية من العمالة الزائدة، بينما تم استخدام 5% في إعادة هيكلة الشركات. وقد تم بيع حوالي 28% من الشركات من خلال طرح أسهم في البورصة، و26% من خلال البيع لصناديق العاملين، و24% تم تصفيتها من خلال بيع وتسييل الأصول، و22% فقط ذهبت لمستثمرين رئيسيين.


 

وعلى الجانب الإيجابي، أسهمت الخصخصة في تخليص الدولة من نزيف الخسائر وإنقاذ مصر من إفلاس أكيد كان سيؤدي حتما لمشاكل وخيمة، كما أدت عمليات طرح الشركات في البورصة إلى نقلة نوعية وكمية في البورصة المصرية، حيث ارتفع عدد الشركات المقيدة في البورصة من 700 شركة بقيمة سوقية حوالي 3.2 بليون دولار عام 1991 إلى 1100 شركة بقيمة سوقية حوالي 20 مليار دولار في عام 2003، بمعدل نمو مركب حوالي 3% سنوياً بالنسبة لعدد الشركات، وهو معدل متواضع في النهاية، ولكن بالمقارنة بالركود الذي عانته البورصة المصرية لمدة 40 عاماً، فهو نسبياً معدل جيد، بينما وصل معدل النمو في حجم القيمة السوقية إلى 16% سنوياً وهو معدل ممتاز، وتم احتواء نصف مليون فرصة عمل ضاعت في خلال عملية الخصخصة من خلال التقاعد المبكر وخلق فرص عمل في القطاع الخاص الذي تنامى نصيبه في توفير فرص العمل والناتج القومي.

أما على الجانب السلبي، فقد خسرت الحكومة الرأي العام الذي لم يفهم ضرورة البيع في ظل التأكيدات السابقة باللا مساس، وبأن القطاع العام هو عماد الاقتصاد، لأن القيادة السياسية لم تعترف بشكل صريح بأن النظام ظل يمشي في اتجاه خاطئ لعقود طويلة. كما أحاطت شبهات الفساد بالعديد من عمليات البيع، وعلى سبيل المثال:

  • بيع مصنع حديد كبير لمستثمر كان يمتلك مصنع كبير للسيراميك ومصنع صغير للحديد. وهذا المستثمر اشترى في البداية 10% فقط من أسهم الشركة المخصخصة، ويقال بتمويل من بنوك القطاع العام، ثم فجأة يصبح رئيساً لمجلس الإدارة، ويسيطر على أغلبية الأسهم في غمضة عين، ثم يحتكر صناعة الحديد في مصر، وتتزايد أسعار الحديد، ثم تقوم الدولة بفرض حواجز إجرائية مانعة ورسوم إغراق باهظة على الحديد المستورد الأرخص، حتى تمكن "صديقها" المستثمر من استغلال المستهلكين وفرض الأسعار التي تعظم من أرباحه الاحتكارية. وهذا المستثمر يتضح أنه صديق مقرب لأنجال الحكام، ثم يفسح النظام الطريق لذلك الصديق بإزاحة الحرس القديم ليصبح الصديق علاوة على ثروته قيادياً بالحزب الحاكم، ثم يصبح عضواً بمجلس الشعب، ثم مسئولاً عن صياغة قانون غسيل الأموال وقانون منع الاحتكار، ويقوم بتعديل تلك القوانين بما يناسبه، ضد إرادة الوزراء المختصين. فمثلاً كانت الصيغة المقترحة لقانون منع الاحتكار هو إعفاء المبلغ عن حالات الاحتكار من العقوبة، فأصر المستثمر المقرب على خضوع المبلغ للعقوبة – رغم أنف الوزير المختص - وهو ما فسره الكثيرون بأنه يمثل رادع وعقوبة لمن تسول له نفسه الإبلاغ عن جرائم الاحتكار، تمنعه من فضح الممارسات الاحتكارية، لتمكين المستثمر المحظوظ - وأمثاله - من التلاعب بالأسعار كما يشاء والتحكم في السوق لتكديس الأرباح الاحتكارية على ثروته التي يقال أنها وصلت لـ 40 مليار جنيه، ينفق منها بسخاء على أنشطة ولجان الحزب الحاكم، لأنه مهما كان السخاء، فلا يمثل سوى الفتات من حصيلة الأرباح الاحتكارية. كل هذه "الأقاويل" تتردد دون أن يجد الرأي العام من يخرج عليه ويوضح الأمور أو يضعها في نصابها، أو يمنع المستثمر "المقرب" من العبث في تشريعات يفترض أن تقنن أعماله، حيث أن تدخله في صياغتها يحفل بتضارب مخل في المصالح، وعوار مهين بسب التداخل في الأدوار، ومن هنا أتى تعبير "التزاوج غير الشرعي بين الفساد والاحتكارات الاقتصادية والسلطة" الذي انتشر استخدامه ليجسد الغضب الشعبي من هذه الممارسات الفاسدة.
  • العديد من عمليات البيع تضمنت أصولاً صناعية تحولت إلى أصول عقارية "بقدرة قادر"، ومن هنا استولى المستثمرون على مليارات الجنيهات من أموال الدولة من خلال الالتفاف على بنود التعاقد عبر استثناءات معيبة ومشبوهة، وكان من الأولى أن تكون هناك فقرات في التعاقد تتيح للخزانة العامة على الأقل الحصول على "جزء" من ريع تحويل تلك المصانع لثروات عقارية في غفلة من الزمن.


 

كل هذه الأمثلة، مع غياب الشفافية واستمرار المفسدين في أماكنهم يتمتعون بمقاعد الحكم وبالثروات الخرافية التي جمعوها، دون حساب أو عقاب أو مراجعة أو حتى نفي وتبرئة لهم من خلال طرح التفاصيل بصورة شفافة، أدى للسمعة السيئة لعملية الخصخصة في مصر، رغم ما أوضحناه من ضرورتها كحل اقتصادي لمعالجة فساد خطير في العلاقات وفي منطق الحياة كما سبق وأشرنا، وهو الفساد الذي ضرب الحياة الاقتصادية والاجتماعية في مصر في مقتل لعقود طويلة.


 

والدرس الذي نخرج به من هذه التجربة، هو أن الإطار السياسي هو الذي يتحكم في مدى نجاح برامج الإصلاح الاقتصادي، لأن برامج الخصخصة كما أشرنا كانت ضرورية ومطلوبة، ولكن نتيجة لقصور البنية السياسية للمجتمع، وغياب آليات الرقابة والمشاركة والشفافية والمحاسبة والمساءلة، تحولت عملية الخصخصة من عملية إصلاحية إلى منبع ضخم للفساد والإفساد، بما أدى لإفساد المفاهيم وتلويث الوعي المصري بنتيجة خاطئة، وهي أن العيب هو في الخصخصة، بينما أن العيوب الرئيسية كانت في قصور العملية السياسية وفسادها بما أدى لهذه النتائج السلبية في النهاية.


 

وهنا نتبين زيف إحدى الخرافات التي أطلقتها علينا الحكومات المتعاقبة، وهي أن الإصلاح الاقتصادي له الأولوية، وهي خرافة انتشرت في التسعينات وصدقها الكثيرون للأسف، ونعود هذه الأيام ونسمعها مجدداً في صيغ مختلفة. والأمثلة التي سقناها توضح أن الإصلاح السياسي لابد أن يسير جنباً إلى جنب مع الإصلاح الاقتصادي إن لم يسبقه، للتأكد من أن الإصلاح الاقتصادي لن يتحول "لنهب" ثم "إفساد" سياسي ثم تلويث في الوعي الجمعي وهو ما حدث في الأمثلة السابقة. لقد نمى القطاع الخاص بسرعة وزاد نصيبه في الناتج القومي من 25% إلى 75% في سنوات قليلة، لكن هذا النمو الهائل لم يواكبه تطوير مكافئ في البيئة السياسية أو التشريعية أو الإدارية أو بنود وآليات الوصول لعقد اجتماعي جديد، فأصبحنا مثل سيارة نصر 1100 نما محركها من 900 سم مكعب إلى محرك 6000 سم مكعب دون أن يتطور الشاسيه أو نظام القيادة والتحكم، بل أن الشاسيه قد استشرى فيه الصدأ، فمالت السيارة المسكينة إلى الأمام وكادت أن تتهاوى بنا جميعاً.


 


 

وائل نوارة

"نشرة الإصلاح الاقتصادي" الصادرة عن

المركز الدولي للمشروعات الخاصة

CIPE

مارس 2010

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook