Saturday, November 20, 2010

Egyptian Elections, Participate or Boycott

حول المشاركة والمقاطعة في الانتخابات

لماذا قرر حزب الغد مقاطعة الانتخابات ؟ وما هي دوافع الأحزاب التي قررت المشاركة؟

حزب الغد أول ما خرج في 2004 ، أول جمعية عمومية له التي كانت في نوفمبر 2004 صوتت أن حزب الغد سوف يشارك في جميع الانتخابات المحلية والبرلمانية والشورى والشعب وحتى لو انتخابات مجلس الآباء أو حتى انتخابات الفصول التي تجرى في المدارس. وحتى اللائحة الداخلية ل حزب الغد تتضمن مواد عن مشاركة حزب الغد في الانتخابات الرئاسية ، وما الذي يحدث للرئيس من حيث أنه يجب ان يتنازل عن منصب الرئاسة لو مرشح غيره فاز، يعني تحوي اللائحة أشياء في الوقت الذي لايسمح فيه الدستور المصري ب الانتخابات الرئاسية . يعني نحن منذ البداية حزب انتخابات في الأساس، ولكن بعد تجربة 2005 والذي شهدناه فيها تغير فكرنا. نحن دخلنا الانتخابات النيابية في 2005 ومعنا سبعة نواب في مجلس الشعب ومعنا أيمن نور في مجلس الشعب والحاصل على المركز الثاني في انتخابات رئاسة الجمهورية. خرجنا من انتخابات مجلس الشعب التي كان فيها حوالي 125 مرشح خرجنا منها بدون حزب وبدون جريدة وبدون نواب، وايمن نور دخل السجن.



والفترة بين 2005 و2010 أعتقد أنه حصل تدهور كبير جدا في العملية السياسية، نحن شهدنا ماحصل من محاولة السيطرة على القضاة أثناء التعديلات الدستورية في 2007 ومحاولة حرق حزب الغد في 2008، وهناك الأحكام التي صدرت لصالح حزب الغد ولم تنفذ، ومحاولة وضع أحد المفصولين من الحزب لتولي قيادته، كل هذه الأشياء أثبتت بما لايجعل مجالا للشك أن النظام يريد أن يختار من يحكم ومن يعارض، وأن هناك نص مكتوب في مسرحية، من يمشي على هذا النص، ومن يسمع كلام المخرج، هذا يعني أن هذا الشخص في العملية السياسية سيأخذ مقاعد، ويأخذ مزايا، والذي يخرج عن النص طبعا هذا مصيره أنه سيسحب منه حزبه وجريدته ونوابه لأنه غير مسموح بالخروج عن النص.


بداية قصة الانتخابات لابد أن نعرف أن الانتخابات هي جزء صغير من العملية السياسية وهي في ذات الوقت جزء مهم جدا من العملية السياسية لأنها هي التي توثق نتائج التفاعلات السياسية، ولكنها هي جزء من العملية السياسية لأنه إذا لم تكن هناك عملية سياسية أو لعبة سياسية ذات قواعد واضحة وليس فيها حكم، فإن الفريقين لايتمتعان بأي تكافؤ يعني فريق مربوط في الأرض والفريق الآخريلعب ويشتغل براحته، ويستغل امكانات الدولة، ويستغل كل موارد الحكومة ويلتف حول القانون، وكل هذا يدل على أنه لا توجد منافسة حقيقية، والعملية السياسية تدور حول المنافسة، والانتخابات تدور حول نتائج هذه المنافسة، ونحن لاتوجد لدينا عملية سياسية من الأصل، ومع ذلك تقدمنا مع الجمعية الوطنية للتغيير وحتى الأحزاب الأخرى، وهي الأحزاب التي نعتبرها إلى حد ما تحت التأثير الحكومي، تقدمنا بمجموعة من المطالب لضمان أن تحظى العملية الانتخابية ولو بجزء صغير من النزاهة حتى مع غياب الملعب السياسي، كان رد الحكومة هو رفض كل هذه المطالب.



تقدمنا في حزب الغد بمطالب أخرى، وقلنا إنه ربما يكون من الصعب الآن تنفيذ كل هذه المطالب وهذا كان من شهرين، لأن الوقت فات. ولكن لو أن النظام حقق بعض هذه المطالب ووضع جدولا زمنيا لتحقيقها، ولتحقيق بعض المطالب الأخرى في أوقات أخرى لبذلنا مجهودا كبيرا لإقناع شركائنا في الجمعية الوطنية للتغيير وفي كافة أحزاب المعارضة بالدخول في هذه الانتخابات. رد النظام أيضا بالرفض، وهو يعيش حالة إنكار أن الانتخابات المصرية نموذج للنزاهة، أعتقد إذن أن رد الفعل الطبيعي هو المقاطعة. ولابد من وجود رد فعل ، ونحن طالبنا بمطالب عادية، واعتقد أيضا أن النظام ارتكب خطأ لأنه في ظل عدم وجود عملية سياسية أصلا لن تكون هناك انتخابات نزيهة، ولو كان النظام قد وافق على هذه المطالب، فإنه حتى الانتخابات القوية والانتخابات النزيهة 100% والانتخابات التي فيها 50 ألف مراقب محلي و50 ألف مراقب دولي فإن النتيجة لن تكون أيضا معبرة عن الناخب، لأنه لا توجد عملية سياسية في الأساس. إذن النظام مع عدم وجود عملية سياسية. ومع قصر الفترة التي تستعد فيها الأحزاب وتحضير مراقبين، النظام رفض أيضا مطالبنا. وأعتقد أن رد الفعل الطبيعي هو رفض المشاركة في هذه المسرحية، والموقف المبدأي الآن للجمعية الوطنية للتغيير هو أنه لابد من أن تكون هناك إعادة لرسم الملعب السياسي وأن توضع قواعد جديدة للمعلب السياسي، ونحن لن نلعب في ظل هذه المسرحية العبثية.


أما بالنسبة للأحزاب التي قررت المشاركة، هناك دوافع مختلفة تترواح بين أن بعض الأحزاب لديها مبررات فنية يعني بعض الأحزاب تريد أن تكون لها فرصة طبقا للدستورالحالي للمشاركة في الانتخابات الرئاسية ، وطبقا لشروط الدستور الحالي هي تريد أن يكون لها فرصة، سواء شاركت فيما بعد أم لم تشارك، ولكنها تريد أن تفتح لنفسها الاحتمالات. هناك أحزاب أخرى تحت سيطرة النظام فهي ستشارك حتى مع معرفتها ان نتيجة الانتخابات محسومة مسبقا. وهو الواقع. وقد فضحت بعض الاتفاقات في بعض الحالات التي كانت في الحقيقية مشينة جدا. وقد فضحت بالوثائق وفي كل دائرة. وبعد ذلك هذه الأحزاب لاتخجل من الذهاب في ركاب الحكومة، وفي الحقيقة هناك آخرون لديهم مبررات مشروعة مثلا بعض المبررات للمشاركة هي أننا نحن نتعرض لملاحقات واعتقالات، وعندما يكون لدينا نواب في مجلس الشعب قد يتيح لنا هذا موقف قانوني أفضل، ويتيح بعض الحماية. ونحن نتفهم هذا. ونحن لانريد أن نظهر وكأننا نتّهم المشاركين بالخيانة، وغيرالمشاركين بالوطنية. نحن متفهمين أن هناك اسبابا كثيرة، واريد أن أقول أن هذه الأسباب اسباب تكتيكية، ولكن لا أعتقد أن هناك خلاف بين المصريين جميعا، واريد أن أضيف أن المصريين قاطعوا الانتخابات النيابية والبرلمانية والرئاسية منذ ما يقرب 40 سنة، قاطعوها بنسبة 90% ، والحكومة لاتزال تحافظ على 6.5 مليون موظف لمجرد أن تشحنهم ككتلة يوم الانتخابات، وهي تعلم أنها تظلم هؤلاء، لأنه لا هي عندها شغل، ولا هذا الحجم المناسب لدولة بها 80 مليون شخص، ولكنها تستفيد منهم ككتلة تحركها يوم الانتخابات بصورة مشينة، هناك سوء استغلال للسلطة. إذن الشعب المصري قاطع الانتخابات ونحن انضممنا إليه. وأعلنا أننا رافضين لهذه اللعبة حتى يتم وضع قواعد لها.


ما النقاشات التي تجري داخل أحزاب المعارضة بخصوص المشاركة في الإنتخابات؟


أحزاب المعارضة هي في النهاية مكونة من أشخاص، وسأبدأ ب حزب الغد ، عندما طرحنا فكرة المقاطعة كان هناك قطاع غير صغير داخل الحزب ضد هذه الفكرة لحد الاستقالة، وبالفعل بعضهم استقال. وبعضهم عاد بعد ذلك إذ كان ذلك رد فعل عصبي في ذلك الوقت.


والبعض كان غاضبا جدا لأنهم شعروا أنهم حضروا أنفسهم خلال كل تلك السنوات الماضية من 2005 حتى الآن ليدخلوا الانتخابات، وهذا وضع طبيعي، هؤلاء بشر وعندهم طموحات سياسية مشروعة، وهم يريدون دخول الانتخابات، بعضهم يشعرون أن عندهم فرصة، والبعض يقول إنه يعرف أنه لن ينجح ولكن لايرد أن يخذل الناس الذين ساندوه. ولنتخيل زعيم أو قائد سياسي في مكان ما، هو لا يريد ان يخذل الناس الذين وقفوا بجانبه والمؤيدين لحزبه خلال سنوات، وهم يعتقدون أنه قادر على التعبير عن مطالبهم.


وطبعا أنا متفهم أنه داخل الأحزاب التي قررت المقاطعة هناك غضب كبير جدا، ,اريد أن أقول أيضا أنه لدينا مجموعة من الشباب استقالوا نهائيا، لأنهم أيضا كانوا معولين على مراقبة الانتخابات سواء في الدوائر أو في الإعلام. وهم أيضا شعروا بالغضب وخاصة أنهم بذلوا مجهود كبير تدربوا لمدة سنوات للذهاب للمراقبة. الحقيقة كان هناك إحباط لدى قطاع غير صغير، لكن حصل تداول عبر خمسة أو ستة اجتماعات مختلفة للهيئة العليا، وهذه اجتماعات غير رسمية، ولكن في النهاية الجميع اتفق أن الخط الاستراتيجي هو المقاطعة.


لدرجة أن حزبنا يتفهم إذا أراد بعضم المشاركة كمرشحين مستقلين، لأننا حزب نريد أن نوصل رسالة إنه لدينا مقاطعة مؤسسية. وبعض الأعضاء مصر على المشاركة، فليشارك. ونتمنى له التوفيق، ولكن في واقع الأمر أن المشهد السياسي كله يحتاج إلى إعادة نظر. في نفس الوقت، الأحزاب التي قررت المشاركة لديها فصائل تطالب بالمقاطعة، وأنا في الحقيقة أرى أن حزب الوفد كان له موقف قوي منذ البداية ضد التوريث رغم أن الوفد نفسه رسميا لم يكن مشاركا، ومع تكون الجمعية الوطنية للتغيير أصبح هناك تيار كبير جدا يؤيد الجمعية ويؤيد موقفها، ويبحث عن توافق وطني حول مطالب أوأشخاص لمرحلة انتقالية يقودون فيها عملية بناء الملعب السياسي، وحتى تستطيع الأحزاب فيما بعد أن تتنافس فيه. نحن نحتاج إلى توافق أولا حول الملعب السياسي، ويكون التنافس فيما بعد، فالجمعية العمومية ل حزب الوفد وهذا إجراء كنا نحن معولين عليه كثيرا جدا، الشباب وجيل الوسط يدعوان دعاية كبيرة جدا للمقاطعة حتى يكون هناك موقف موحد للمعارضة. حصل تيار المقاطعة على 44% وتيار المشاركة على 56% وهذا يدل على أن حزب الوفد ليس كتلة صماء وليس رئيس الحزب أورئيس الهيئة فقط من يقرر، هناك تيار داخلي، وأعتقد أن جيل الشباب وجيل الوسط سيكون لهما دور في أحزاب الوفد والتجمع وفي كل هذه الأحزاب في الفترة القادمة.


يعني داخل حزب الوفد نفسه تيار كبير، كذلك داخل جماعة الإخوان المسلمين كان هناك تيار كبير جدا يرى المقاطعة، والبعض يقول إن المقاطعة ضعف، سوف أعطي مثالا بسيطا جدا، النائب جمال حشمت وهو من النواب الذين يحظون بشعبية كبيرة جدا،ولديه فكر مميز وقادر على النجاح، وله قوة تنظيمية تمكنه من حماية صناديقه، في الانتخابات الماضية فوجئنا بأحد الرموز الأكاديمية والسياسية يترشح ضده، وكانت النتيجة مع كل التدخلات والاتفاقات والوعود والرشاوي الانتخابية التي قدمتها الحكومة لإنجاح هذا المرشح، فإنه لم يحصل غير على 5-6 آلاف صوت وحصل جمال حشمت على 25 ألف صوت، وأعلنت النتائج عكسية، رغم معرفة الجميع بالحقيقة.


إذن المقاطعة ليست ضعفا، وإنما هي مقاطعة للتزوير ومقاطعة للعبة بدون قواعد، إذن كان هناك تيار كبير يرى أن التزوير وأن تصميم الحكومة على إخراج الإخوان المسلمين من هذا المجلس والاتفاقات التي أجرتها مع أحزاب أخرى حتى تحل محلهم، هي اتفاقات مشينة، وتضعهم في موقف لن يستطيعوا فيه مهما حصلوا على أصوات أن يتخلصوا منه. هناك في الحقيقة خلل جوهري، وهذا الخلل لاحظناه أيضا في 2005، ما لاحظناه أن نتائج الفرز مختلفة عن النتائج التي تعلنها لجنة الانتخابات. إذن هناك انفصام يجعل أنه ليست هناك طريقة خاصة مع إصدار تعليمات تمنع القضاة من إعلان النتائج داخل مراكز الفرز. يعني ليست هناك حتى وسيلة، حتى لو كانت الانتخابات سليمة 100% ليست هناك وسيلة لمقارنة نتائج الفرز بنتائج الانتخابات المعلنة نهائية. هذا يعني أن أي نتائج تعلن قد تكون غير حقيقية، ليست هناك وسيلة إذن هناك خلل جوهري يجعل العملية الانتخابية والعدم سواء. ويجعل شرعية أي شخص يجلس على أي كرسي سواء رئيس الجمهورية أو أي شخص في وحدة محلية محل شك، طالما هناك هذا الخلل الجوهري الذي يفصل بين المقر الانتخابي وإعلان نتيجة الانتخابات النهائية، وهذا يجعل العملية الانتخابية و العدم سواء.


ما هي الصعوبات التي تواجهها الأحزاب المشاركة والأحزاب المقاطعة الإنتخابات؟ ماذا سيكون تأثير الإنتخابات النيابية على الإنتخابات الرئاسية في العام القادم؟


المرشح المعارض والمرشح من الحزب الوطني الحاكم يدخلان الانتخابات بنتيجة معدة سلفا، بدليل في انتخابات مجلس الشورى تم التنكيل في دائرة الجيزة بمرشح الحزب الوطني الحاكم لصالح الشخص الذي وضعته الدولة على رأس حزب الغد ، التقارير تقول إن الذين حضروا الانتخابات 7 ألاف ناخب، مرشح الحكومة عن حزب الغد حصل على 119 ألف صوت، وهو ليس من هذه الدائرة أصلا. هذه معجزة فإذا كان لدينا 7 ألاف ناخب في الأصل فكيف يحصل مرشح على 119 ألف صوت وهو ليس من الحزب الوطني ، وإذن مرشح الحزب الوطني والحزب المعارض يدخلان الانتخابات والنتائج معدة سلفا.


الأحزاب التي قررت المشاركة هي تدخل وفق نتيجة معدة سلفا بغض النظر عن أي حاجة، وحتى بصرف النظر عن الفرز. مادام هناك فيه انفصام يعني هناك فيه خلل جوهري في العملية الانتخابية، لأن النتائج تعلن واحد حصل على 5 آلاف صوت، وواحد حصل على 7 آلاف صوت، تطلع النتيجة عكسية، والذي يريد أن يشتكي بعد ذلك، فليشتكي.


إذن الأحزاب المشاركة لديها تحد كبير جدا، لأنها ستجد النتائج في النهاية قد تتغير، وقد تتغير في آخر لحظة، يعني الأحزاب التي تتصور بأن لديها اتفاقات، نحن نعرف أن النظام في آخر لحظة يجري اتفاقات أخرى، أتمنى لهم التوفيق، لأننا نريد أن يكون هناك تنويع ولو قليلا في هذه المجالس، ولكن الحقيقة هذه المجالس ليس لها دور، فالتشريعات تأتيها عبر الهاتف. وليس لها دور نقابي، وليس هناك في الدستور ما يسمح بسحب الثقة عن الحكومة، إذن هذه الأحزاب أمامها تحدي إنها ستدخل الانتخابات بنتيجة معدة سلفا، وستواجه غضبا داخليا عندما تفاجأ بأن الوعود التي حصلت عليها لم تتحقق في بعض الأماكن. وستواجه مشكلة تاريخية إنه في اللحظة التي يكون من المفروض فيها أن فصائل المعارضة أن تتوحد حول فكرة واحدة لإعادة بناء الملعب السياسي، بعض هذه الفصائل، (وأنا هنا أفرق بين الأفراد والحاجات التكتيكية والمقاطعة المؤسسية) هذه الفصائل ستجد أنه كان عليها الانضمام إلى المطالبة بإعادة بناء الملعب السياسي وكان هذا سيشكل ضغطا. ستجد فصائل المعارضة المشاركة أن أحد الصعوبات التي ستواجهها هي صعوبات مستقبلية، ستضعها في موقف أمام التاريخ وأمام ذاكرة الشعب المصري. وسيكون موقفا صعبا.


الأحزاب التي لن تشارك أيضا والجماعات التي لن تشارك لديها صعوبات كثيرة جدا، واول صعوبة منهم هي فكرة تغيير الدستور وهو أحد المطالب التي نطالب بها حتى يفتح الباب أمام مرشحين متعددين للانتخابات الرئاسية، فهذه الأحزاب تقنيا وتكتيكيا لن تستطيع المشاركة في الانتخابات الرئاسية .


هناك أيضا صعوبة أنه لن تكون لهذه الأحزاب فرصة للتلاحم مع الجماهير كما كنا نود في تلك الفترة وتستطيع هي أن تقدم برامج وتصنع كوادر: تتدرب على العملية الانتخابية وإدارة الحملات الانتخابية، كل هذه الأشياء ستكون خسارة.


ولكن على المستوى الاستراتيجي: مَن اليوم في المشهد السياسي الذي طرح نفسه أو طرحه الرأي العام لفكرة رئاسة الجمهورية، هناك خمسة أو ستة مرشحين، الرئيس مبارك، والأستاذ جمال مبارك، والأستاذ عمر سليمان، والدكتور محمد البرادعي، و الدكتور أيمن نور، و الأستاذ حمدين صباحي، الثلاثة من خارج النظام ليس لديهم حق الترشح على الإطلاق، الدكتور البرادعي ليس عضوا في أي حزب، وأعلن هو أنه لن يشارك حتى تكون هناك فرصة لكل المصريين للمشاركة طبقا لمعايير موضوعية، ومعايير معقولة، وليست مستحيلات وحاجات لايمكن تحقيقها على أرض الواقع، وتصير في الحقيقة عقبات أكثر من كونها شروطا معقولة. نحن نتفهم أن توضع شروط معقولة في أي شخص يترشح لهذا المنصب الرفيع، لكن لما يكون شخص بحجم الدكتور البرادعي لديه الخبرة الدولية والقبول الشعبي، مئات الآلاف من التوقيعات ومئات الآلاف من المشاركين يؤيدونه. وأنا اقول هذا وأنا من حزب لديه مرشح آخر، وإنما أقول هذا الكلام لأدلل، إنه لما يكون هذا الشخص غير قادر على الترشح، إذن هناك خطأ جوهري في هذه الشروط.


إذن البرادعي ليس له حق الترشح، وحمدين صباحي من حزب الكرامة مرت عليه عشر سنين وربما 12 سنة يحاول أن يحصل على موافقة لجنة يديرها الحزب الحاكم وأجهزة الدولة، وايمن نور زج به في قضية، وخرج منالانتخابات الرئاسية . بعدما سقطوه في الانتخابات البرلمانية، دخلوه السجن بعدها بشهر، وبقي هناك ثلاث سنين، خرج بعدها وأمامه عقبات قانونية تمنعه من الترشح.


إذن المرشحون الثلاثة الذين يعتبرون أنهم جاءوا من الشعب ليس لديهم فرصة أصلا تقنيا. إذن اليوم عندما نتحدث عن ان المشاركة ستعزز فرص المعارضة هذا غيرمنطقي، يجب أن ننظر للأمور نظرة واقعية، وليس نظرة نظرية، فالواقع العملي يقول إن الأشخاص المطروحين على الساحة اليوم ليس لهم حق أصلا في المشاركة.
آخر الصعوبات أو التحديات التي تواجه أحزاب المعارضة هي أنها يجب ان تخرج ببديل للمعارضة المصرية، سواء كان هذا فكرة البرلمان البديل، أو حكومة ظل أو فكرة لجنة تأسيسية لوضع مشروع دستور جديد للبلاد وطرحه للناس.الجمعية الوطنية للتغيير أثبتت أنها قادرة على نزول الشارع وجمع مئات الآلاف من التوقيعات بمفردها. وجماعةالإخوان المسلمين لاتزال جزء من الجمعية الوطنية للتغيير ، ولكن اليوم أصبحت الجمعية الوطنية بمفردها بشبابها ومواردها، نزلوا في حملات طرق أبواب واستطاعوا الحصول على مئات الآلاف من التوقيعات الموثقة برقم قومي وبمنشور على الإنترنت وهكذا.


فإذن من الممكن جدا أن نستغل اليوم هذا التفويض الشعبي الذي أعطاه قطاع كبير من المصريين، هذا لم يحدث من قبل، من أيام سعد زغلول عام 1919، استغلال هذا التفويض في الحصول على أشياء أكثر في المستقبل، مثل وضع دستور جديد وطرحه على الناس، ويناقش وينقح وليكن حتى النظام أو الحزب الحاكم أو أيا من المفكرين السياسيين جزءا ممن يطرحون أرائهم عليه، بحيث يكون مشروع بديل، والمعارضة إذا لم تتخذ إجراءات إيجابية مثل المقاطعة الإيجابية وليس فقط المقاطعة، وإنما فيما بعد تقوم بالعمل مثل ماذا يحدث في اليوم التالي لنتيجة الانتخابات، وما هو المسار الذي سنسير فيه لتحقيق هذا التغيير الذي وعدنا به الناس والذي طالبنا به أنفسنا.


ألا تقلل عدم الوحدة في المعارضة من قدرة الضغط على الحكومة؟


أريد أن أقف عند كلمة المعارضة، الحقيقة، أثبتت التجربة أن هناك عدة أنواع من المعارضة. أولا أن هذه منظومة المراد منها إدارة العملية السياسية وليس أن تكون هناك نتيجة سياسية. نحن لدينا يحدث العكس النتائج توضع أولا ثم يتم تفصيل العملية السياسية كلها حتى تخرج بهذه النتائج، يعني هناك لجنة اسمها لجنة شؤون الأحزاب على رأسها أمين عام الحزب الوطني، وأعضاؤها وزراء الداخلية، يعني حاجات كلها تابعة للنظام،هم يمنحون التراخيص لمن يرونه مناسبا، ويمنعون هذه التراخيص عمن يرونه غير مناسب وقد يخرج عن نص المسرحية المكتوب سلفا. فهم يفترضون في الشخص أن يكون مأجورا ليؤدي الدور المناط به، وإذا كان لايريد تأدية هذا الدور يطرد خارج مسرحية النظام. وهذا ما شهدناه حتى بالنسبة للأحزاب التي حصلت على تراخيص من اللجنة، يعنيحزب الغد عندما وُجد أنه يتحدث عن التغيير تم الزج بأيمن نور في السجن، وتم سحب الترخيص من الحزب، وتم إيقاف الجريدة، وتمت محاصرة الأعضاء الذين يمولون العمل في الحزب حتي يبتعدوا عن دعم الحزب، وتم حرق مقرحزب الغد في السادس من نوفمبر يوم إعلان نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية والعالم مشغول بالاحتفال بالتجربة الأميركية بانتخاب الرئيس أوباما. كان حريق المقر في وسط البلد في ميدان طلعت حرب، ليس في شارع فرعي أو مكان لايرى، وكان في وضح النهار، رأينا الهجوم على المقر والحريق الذي نتج عن ذلك، والذي كان يمكن أن يؤدي إلى وفيات أو إلى احترق القاهرة كلها لأن مقر الحزب في منطقة البيوت فيها متلاصقة.


إذن أريد أن اقول في النهاية إن هناك أنواع مختلفة للمعارضة، هناك المعارضة التي هي داخل النص، وهناك المعارضة خارج النص. وعندما نقول بأنه لاتوجد وحدة في المعارضة المصرية ونتساءل حول ذلك، هذا أمر طبيعي لأن المعارضة التي داخل النص هي في حقيقة الأمر تمشي داخل الإطار المسموح به، وهذا في النهاية أمرعادي. وحتى داخل هذه الأحزاب هناك قيادات عليها ضغوط ،ولكن داخلها أيضا تيارات قوية جدا تدفع بهذه الأحزاب وستدفع بها في النهاية لتنضم إلى تيار المعارضة المصرية غير المشاركة في هذا النص.


وأنا لا أريد أن أدخل في مسائل تتعلق بالتخوين والوطنية ، فبصرف النظر عن المواقف، عندما نجد أن إئتلاف مثل إئتلاف المعارضة المكون من الأحزاب الأربعة يطالب بنفس الضمانات التي طالبت بها الجمعية الوطنية للتغيير ، وأعلنوا عن هذه الضمانات، وعندما رفضت هذه الضمانات ماذا فعلت هذه الأحزاب قررت المشاركة، ما عدا حزب الجبهة الذي قال إن وضعا كهذا غير مضبوط، نحن طالبنا بهذه الضمانات وكان الرد سلبيا جدا، وليس أمامنا غير المقاطعة، وإلا عندما نطالب بأي ضمانات في المستقبل يصبح كلامنا في الهواء، لأننا نحن لا ننفذ ما نعلنه، يعني ليس هناك عواقب لما يحدث من تجاهل لأبسط الشروط الموضوعية من أجل أن تحدث انتخابات نزيهة.



أجرت هذة المقابلة ميشيل دن، رئيسة تحرير نشرة الإصلاح العربي، في واشنطن في 21 أكتوبر/تشرين الأوّل 2010.









Wednesday, November 17, 2010

Double Blessing

اللهم امنحنا أحد الحسنيين


حسني أو ابن حسني



حملة تأييد مزدوجة لترشح مبارك رئيساً وجمال احتياطياً


على طريقة اللهم امنحنا أحد الحسنيين - حسني أو ابن حسني - حملة تأييد مزدوجة لترشح مبارك رئيساً وجمال احتياطياً

http://bit.ly/bHjjwl


Tuesday, November 09, 2010

Post-Realism

ما بعـد الواقعـية

Post-Realism

خلال الشهور الماضية، أتيحت لي الفرصة أن ألتقي بالعديد من نواب البرلمان الأوروبي والألماني والبريطاني، والمسئولين بالمفوضية الأوروبية والخارجية الألمانية، والأحزاب الليبرالية في أوروبا، ضمن وفد من ممثلي الأحزاب الليبرالية العربية، بدعوة من مؤسسة فريدريش ناومان. وفوجئنا جميعاً أن الموضوع الذي دفع به جميع المتحدثين العرب من المغرب، والجزائر، وتونس، ومصر، والأردن، وفلسطين على طاولات المحادثات الثنائية والجماعية والمناقشات العامة والخاصة، كان موضوع القضية الفلسطينية، مع تشديد على قصور الدور الأوروبي في حل القضية، يسبقه فساد الدور الأمريكي وانحيازه التام لإسرائيل، وازدواجية المعايير الدولية، بما ينذر بكارثة إقليمية وعالمية.

وفي حديثي لأحد المسئولين الألمان، أوضحت أنه لو كان هذا اللقاء تم منذ 10 سنوات، لكانت دفة الحديث اتجهت لدور أوروبا في التنمية الاقتصادية في بلداننا، ونقل التكنولوجيا، والتحول الديمقراطي، وسبل التعاون في إطار الديبلوماسية الشعبية، وغيرها من موضوعات كانت تميز المرحلة التي أسميها مرحلة الواقعية السياسية. بدأت تلك المرحلة في نوفمبر 1973. ففي أعقاب حرب أكتوبر 1973، جلس الرئيس السادات مع كيسنجر، وصارحه برؤيته في مستقبل المنطقة، وضرورة الوصول لاتفاق سلام بين العرب وإسرائيل، وعزمه على أن تتجه مصر غرباً. وكان السادات قد طرد حوالي 15 ألف خبير سوفييتي في صيف 1972، دون أن يبعث بأية إشارة أو يجري أية مفاوضات مع الجانب الأمريكي أو الغرب حول "الثمن" الذي كانت أمريكا مستعدة حتماً لتقديمه مقابل هذا التغيير في خريطة النفوذ السياسي العالمي لقطبي الحرب الباردة في ذلك الوقت، وهو التغيير الذي شكل نقطة انقلاب حسمت نتيجة الحرب الباردة بصورة مبكرة قبل انهيار المعسكر الشرقي داخلياً في نهاية الثمانينات. ومرحلة الواقعية السياسية، تلت مرحلة الرومانسية التي ميزت سياسات مصر في الستينيات، حركتها طموحات الوحدة العربية بأحلامها الرائعة، التي استيقظنا منها على كوابيس الهزيمة المروعة، في يونيو 1967. وفي صباح 11 سبتمبر 2001، استيقظ العالم على مشاهد مفجعة، عندما ظهر طرف لم يكن مدعواً أو محسوباً في تقديرات النظام العالمي الجديد، طرف استطاع تخطي الحواجز الأمنية، والحدود الدولية، والفجوة التقنية، والجيوش النظامية، ليضرب ضربات سريعة متلاحقة، في الولايات المتحدة، ولندن، ومدريد، وشرم الشيخ، وبالي، وغيرها من مدن وعواصم العالم، فيسقط الأبرياء ضحايا للإرهاب، في رسائل دموية نارية طائرة، أوقظت العالم وأوقظتنا جميعاً من مرحلة الواقعية السياسية، لندخل في مرحلة ما بعد الواقعية Post-realism.

ما هي الواقعية السياسية؟ هي أن نطلب من العرب ألا يطمحوا في سلام عادل لأنهم لا يملكون القوة الكافية لاستحقاق هذا السلام. هي أن نطلب من الفلسطينيين أن يجلسوا على طاولة المفاوضات تحت فوهة المدافع، ويقبلوا بما يفرضه المفاوض الإسرائيلي من شروط لأنهم لا يملكون بطاقات يفاوضون بها. الواقعية بالطبع تحتم على الجانب الفلسطيني أن يعود إلى شعبه، ويحاول إقناعه بأن يقبل بتسوية تفتقر إلى العدل، باعتبار أن هذا هو "حكم القوي"، في عالم لا يعرف من العدالة إلا السيف الذي جردنا العدالة منه، ووضعناه في يد من يمتلك المدافع والأسلحة النووية والتقليدية. وبعد أن يجاهد المفاوض الفلسطيني في إقناع شعبه بالتسوية المغبنة، يعود الجانب الإسرائيلي فيرفضها، بحجة أن الواقع السياسي قد تغير على الأرض، فتبدأ المفاوضات من جديد من نقطة ما قبل الصفر، وهكذا تضيع الحقوق في مسلسل من التنازلات التي لا تنتهي.

دعونا نتصور أن يتم هذا على المستوى المحلي، عندما يقوم شخص ما بسرقة حافظة نقودك تحت تهديد السلاح، فتذهب تشكو للبوليس، فيطلب منك الضابط أن "تتفاوض" أنت الضحية الأعزل، مع الجاني المفتري المدجج بالسلاح لتطالبه بحافظتك؟ ماذا يمكنك أن تفعل؟ قد تضطر لحظتها للاستعانة بأحد البلطجية، أو تشتري أنت بنفسك قطعة سلاح، وتستغل فرصة نوم المفتري الغاصب، فتستعيد نقودك وقد تأخذ بعضاً من نقوده أيضاً، أو قد تخطف أحد أطفاله في طريق عودته من المدرسة، لتساوم به على استعادة حقوقك. أليس هذا ما يحدث اليوم في مجتمعنا عندما تعجز العدالة عن الحفاظ على حقوق المواطنين؟ ألا يلجأ البعض للبلطجة في الدولة الموازية لاستعادة حقوقهم في ظل غياب آليات العدالة؟ إن البناء الحضاري للعالم قام على فكرة "ماعت" وهي التي مثلت نظام العدالة والتوازن بين القيم العليا للإنسان في الدولة المصرية القديمة، وبدون "ماعت" يعود البشر لقيم الغابة، القيم التي تحكم عالم الحيوان، وأهمها قيمتي القوة والسرعة، وتنتهي الحضارة الإنسانية، بعد أن يصبح من حق أي شخص ما دام يملك القوة أو السرعة أو كليهما، أن يقتنص ممتلكات الآخرين، أو يعتدي عليهم، أو يقتلهم، أو حتى يأكلهم، فهذه هي طبيعة قيم الغابة.

نفس الشيء ينطبق على المستوى الدولي، فإذا لم تجد الضحية من تشكو إليه، وإذا لم يجد المعتدي من يردعه ويزجره ويأخذ الحق منه، بآليات واضحة ومعايير موضوعية، بدون ازدواجية أو محسوبية دولية، تغيب العدالة، ويصبح الحديث عن الشرعية الدولية حديث أجوف من أي معنى أو غاية، وتتوه الحدود بين الحق والباطل، ويصبح الإرهاب أداة من أدوات البلطجة الدولية، منظومة موازية، مثل الأخذ بالثأر في المجتمعات القبلية، التي تعاني من غياب آليات مجتمعية للشرعية والعدالة.

قالت إحدى السياسيات "الواقعيات": "لابد أن تعلموا أننا ملتزمون بأمن إسرائيل، وأن تعاملنا مع إسرائيل يتسم بحساسية مفرطة، وهناك ذكريات ما حدث في الحرب العالمية الثانية، التي تجعلنا عاجزين عن فعل الكثير من الأشياء التي قد تكون واجبة وصحيحة. ولابد أن يتحقق السلام من خلال التفاوض، ونحن كأوروبيين نشعر أحياناً أن إسرائيل لا ترحب بتدخلنا، وبالتالي لا نود أن "نتطفل" على القضية، ونحن نبذل أقصى ما في وسعنا في حدود هذه المعطيات." يا سيدتي، لقد تفضلتم و"تطفلتم" وتدخلتم بالفعل، عندما أصدر بلفور وزير الخارجية البريطاني وعد بلفور في 1917، ثم جاء اضطهادكم لليهود ومحارق الهولوكوست، واليوم تشعرون بالذنب، وتظنون أنه ربما علينا نحن، أن ندفع ثمن خطاياكم أنتم، ولكن الشأن الفلسطيني، لم يعد قضية محلية أو إقليمية، بل أن العالم كله يدفع الثمن الآن. ربما حدث لكم نوع من الكلال أو أصبح الموضوع كمرض مزمن يتعين علينا أن نعتاد عليه، ولكن الوضع الآن يختلف، لقد كفرت الشعوب في منطقتنا بالعدالة الدولية وأصبحت الحركات المتطرفة والمسلحة ودعاة القوة مثل حزب الله، حماس، أحمد نجاد، تتمتع بتأييد قطاعات واسعة من العرب والمسلمين في العالم كله وداخل حدودكم أنتم، حتى بن لادن نفسه، أصبحت له شعبية بفضل احتكامكم للمعايير المزدوجة، وأخشى أن حساسيتكم تجاه ما فعلتموه أنتم ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية، قد يدفع العالم نحو حرب عالمية ثالثة، بل ربما نكون الآن وسط حرب عالمية ثالثة بالفعل، ولكنها حرب غير تقليدية، حرب موازية، أنتم تحتلون العراق وأفغانستان بالقوات النظامية، ويدفع المدنيون الثمن في تفجيرات إرهابية، في لندن ونيويورك وشرم الشيخ وبالي ومدريد.

ومن أجل أن نتجنب هذه الحرب العالمية الثالثة، أو نجهضها، لابد أن نعود مرة أخرى إلى المبادئ، وهذا ما أسميه مرحلة ما بعد الواقعية. إن ما حدث وأهال عليه العالم التراب في الماضي، ظنا أنه مات وتحلل، فهو يبعث اليوم، إنه ينهض الآن، ليلاحقنا في كل مكان. لم يعد من الممكن أن نهرب من يوم الحساب، لقد أصبحت "الكارما" التي استحقتها كل دولة معلقة في رقبتها، "كل طائره في عنقه". لم تعد للجيوش وأسلحة الفيديو جيم والتحصينات الأمنية قيمة، فالعقاب يأتي من حيث لا نحتسب، أحياناً من السماء، وأحياناً في الهواء أو الماء، إن الشخص الذي يصل لدرجة من الإحباط واليأس، تجعله مستعداً لمبادلة حياته، مقابل توصيل رسالة دموية، لعالم خلا من العدل، مثل هذا الشخص قد لا تنفع معه إجراءات الأمن، لأن إجراءات الأمن تعتمد على أن الشخص سوف يأتمر بأمر رجال الأمن خوفاً على حياته، ولكن ماذا إذا هانت حياته وفقدت قيمتها أمام الظلم والفقر، وقيل له أنه سوف يصبح بطلاً شهيداً يستحق الجنة، والجنة الآن؟ عندما يصبح ذلك الشخص العادي انتحارياً تعجز أمامه كل الإجراءات والتحصينات.

هذا عن أفراد انتحاريين، ولكن ماذا إذا وصلت أنظمة انتحارية إلى الحكم في الشرق الأوسط؟ لقد اكتسبت القيم التي يتشدق بها الغرب سمعة سيئة وسط الشعوب، فالنظم المستبدة تذيق شعوبها الذل وشظف العيش، وهي تتمسح بالأنظمة الغربية وتسير في ركابها، بينما تدعي أنها تقود تلك الشعوب للجنة الغربية، والشعوب لم تر من جراء مبادرات السلام والانفتاح على الغرب سوى المزيد من الإذلال والفقر، وضياع الأراضي والحقوق، ولم تر من العالم الغربي الذي يتشدق بقيم الحرية والعدالة والشرعية الدولية، سوى النفاق الأخلاقي، والمعايير المزدوجة والتعامي عن الجرائم الإسرائيلية بسبب قوة اللوبيات اليهودية في الولايات المتحدة والعالم.

إن التخلي عن مبادئ العدالة والحق والمساواة، يهدم الأساس الأخلاقي للحضارة الإنسانية، ويفتح الباب لأن تصبح القوة الغاشمة هي أساس الاستيلاء على الحقوق واغتصابها أو استعادتها، وبهذا نطعن السلام في العالم طعنة قاتلة، ويصبح على كل شخص منا ألا ينام، فعليه أن يسهر مدججاً بالسلاح، يتمنى ألا يغفو، ولكنه حتماً سوف يغفو، وعندما يغفو أي منا، لا نعلم من أين يأتي الخطر.

إن الرومانسية وتجاهل الواقع يجعل ما نقوله هنا مجرد كلام غير قابل للتطبيق، ولذلك على العالم اليوم أن يتطرق إلى حلول خلاقة تضع آليات لتحقيق العدالة الدولية على أرض الواقع، ربما من خلال إصلاح الأمم المتحدة، أو اللجوء للتحكيم الدولي عندما تفشل المفاوضات، أو الضغط الاقتصادي على الدول التي تتسبب بسلوكياتها المستهترة في تقويض السلام العالمي.

لا يجب أن نقع ضحايا للواقعية المفرطة ونقول هذا هوالواقع. لو قال أجدادنا نفس الشيء، لظلت مصر تحت الحكم العثماني أو الانجليزي، ولظلت أوروبا تحت نير حكم امبراطوريات مستبدة، ولظل الإنسان يعيش في الغابة. فالعالم نرسمه في مخيلتنا وضمائرنا أولاً، ثم ننطلق لنبنيه ونصنعه على أرض الواقع، ولا يجب أن نتخلى عن حلمنا في عالم ينعم بالسلام، والتطلع لغد أفضل لنا ولأبنائنا، بحجة أن الواقع سيء.

هذه هي ما أسميه بمرحلة ما بعد الواقعية. وفي رأيي، هذا هو البديل عن اندلاع أو اتساع الحرب العالمية الثالثة. لأنه إذا كانت الواقعية تحتم علينا أن ننظر للأوضاع اليوم كما هي، فإن ما بعد الواقعية، تستدعي منا أن نتحسب لمخاطر المستقبل التي قد نجلبها على أنفسنا، عندما ننسى القيم الحاكمة في منظومة "ماعت".

Monday, November 08, 2010

Neo-Feudalism

الإقطاعيون الجدد:


أو رأسمالية وكلاء الدولة


تزاوج الفساد بالاستبداد

أحياناً ما يغيب عنا أن النظام الاقتصادي والنظام السياسي لأي دولة، هما وجهان لعملة واحدة، وجه يمثل الثروة، والآخر يمثل السلطة. فالنظام الاقتصادي يحدد قواعد توزيع ثروة المجتمع وموارده المشتركة، كما يحدد قواعد تقييم الجهد والقيمة المضافة لكل طائفة وفرد في المجتمع، وهو يحدد هذه القواعد طبقاً للنظام السياسي الموجود، الذي يمنح المزايا الاقتصادية للطبقة المسيطرة على السلطة أو "النخبة الحاكمة"، والطوائف القريبة منها ليضمن ولاء كل هذه العناصر في ترسيخ سلطته وتجذيرها في رحم وتربة المجتمع. ومن الناحية الأخرى، يحدد النظام السياسي قواعد توزيع السلطة، وطريقة اتخاذ القرار المجتمعي، سواء من خلال التفاعلات السياسية التي ينتج عنها تدوال السلطة من عدمه، والتشريعات التي تحدد القوانين الحاكمة، أو الشكل الإداري التنظيمي للدولة واللوائح التنفيذية، أو السياسات التي تحدد الضرائب والجمارك والموارد السيادية التي تدخل الخزانة العامة، وتوزيع هذه الموارد سواء جغرافياً أو قطاعياً، في الخدمات الاجتماعية مثل التعليم والصحة والضمان الاجتماعي، أو البنية الأساسية، أو الاستثمارات الإنمائية والحوافز التنموية، وبهذا تستطيع السلطة أن تتحكم في النظام الاقتصادي، وفي توزيع الثروة.

وفي الستينيات، عاشت مصر مرحلة رأسمالية الدولة State Capitalism حيث تملكت الدولة معظم أدوات الإنتاج، ووضع النظام يده على مقاليد النشاط الاقتصادي، من خلال "تأميم" الشركات الكبيرة والمتوسطة، وإنشاء المشروعات المملوكة للدولة، ووضع أعوان النظام على رأسها، وتوسيع دور وسلطات ونطاق المنظومة الحكومية حتى أصبحت الدولة تسيطر على 75% من الوظائف لضمان سيطرة النظام على الأرزاق، أما الـ 25% الباقية فقد سيطرت الدولة عليها أيضاً من خلال القيود واللوائح والبيروقراطية الحكومية المانعة، وبالتالي فإن النظام السياسي الذي يمثل الوجه الآخر لهذا الوضع، كان نظام الحزب الواحد، حيث استأصل النظام السياسة من المجتمع المصري كلية، فالسياسة في واقع الأمر تمثل عملية التفاوض السلمي لتقسيم هذه الأرزاق وتسوية مصالح الفئات المختلفة، وعندما يقوم نظام سلطوي باحتكار تحديد طريقة توزيع الثروة والأرزاق، فإنه لا يمكن أن يفعل ذلك إلا مع احتكار القرار السياسي ومنع التفاعلات السياسية التي يمكن أن تؤدي إلى تداول السلطة وبالتالي تغير في طريقة تقسيم وتوزيع الثروة.

ومع فشل النظام في إدارة الحياة الاقتصادية بتلك الصورة، انهارت البنية الاقتصادية للبلاد، ووصلت مصر لشفا الإفلاس، مع اتساع نزيف خسائر القطاع العام نتيجة سوء الإدارة والفساد وغياب آليات السوق والمنافسة، فقرر النظام التحول من نظام رأسمالية الدولة – إلى نظام السوق الحر – أو هذا ما أعلنه على الأقل، وصاحب ذلك تطور طبيعي على المستوى السياسي، بإعادة نظام التعددية الحزبية، على أمل أن تتفاعل تلك الأحزاب لتعبر عن مصالح مختلف فئات المجتمع، لتنتج القرار السياسي المتوازن. لكن في بدايات التطبيق، فوجئ النظام بأمرين: أولهما أن المعارضة بدأت تتسع سلطتها وأرضيتها السياسية، بما هدد تركيز السلطة في أيدي النظام وهدد أيضاً بظهور إمكانية لتداول السلطة وهو ما لم يقبله النظام. الأمر الآخر، فوجئ النظام بتمدد وتوسع القوة الرأسمالية بسرعة توازي الفراغ الاقتصادي الذي عانت منه مصر عبر عقود رأسمالية الدولة الاحتكارية، وأدرك أن هذه الرأسمالية الجديدة بدأت تشتري النفوذ والذمم والقرار من خلال العمولات والرشاوى وآليات كشوف البركة وما شابهها، وبالتالي زادت سلطتها بما يهدد بفقدان السيطرة على الأمور.

وهنا ابتدعت السلطة نظاماً اقتصادياً جديداً، أو استحضرت نظاماً قديماً - هو النظام الإقطاعي – ومعه تحولت مصر من مرحلة رأسمالية الدولة الذي تحدثنا عنه إلى مرحلة "رأسمالية وكلاء الدولة" State Agents' Capitalism حيث تحولت فيها مصر لنظام يشبه إلى حد ما النظام الإقطاعي في القرون الوسطى. أصبحت مصر مثل وكالة تمنح التوكيلات للموزعين، على شكل مجموعة من الإقطاعيات في مختلف المجالات الاقتصادية، حيث يقوم "وكلاء النظام" بالقيام بدور رأسمالية الدولة ولكن هذه المرة لصالح النظام والحكام وبالمشاركة في الريع معهم ومع كبار المسئولين بصورة مؤسسية، ولعل أهم تلك المجالات – تماماً مثل العصور الوسطى وعصور المماليك – هي الأراضي أو الإقطاعيات سواء على السواحل أو حول المدن الكبرى أو الطرق الرئيسية أو الظهير الصحراوي، علاوة على خلق احتكارات في قطاعات عديدة من خلال تحديد قائمة قصيرة من "الإقطاعيين أو الوكلاء" الذين تمنح لهم الدولة القروض أو الأراضي أو تبيعهم شركات القطاع العام فيما عرف بالخصخصة، أو تمنحهم التراخيص الحصرية في قطاعات الاتصالات أو العبارات أو الحديد والأسمنت والسيراميك والسجاد والسياحة والبث التليفزيوني الخاص، علاوة على المدن الجديدة واستصلاح الأراضي، ويقوم النظام بحمايتهم من المنافسة من خلال فرض رسوم الإغراق، أو تفصيل قوانين الاحتكار في خدمتهم، أو حمايتهم من الملاحقة القانونية الجنائية من خلال الطرمخة على القضايا وتهريب المتهمين قبل استصدار قرارات المنع من السفر أو تسخير الإعلام الحكومي للدعاية لهم. وفي المقابل انضم هؤلاء للحزب الحاكم أو فروع الحزب الحاكم في أحزاب المعارضة المدجنة. كما يضخ أعضاء هذه الشبكة المليارات من أرباح هذه الأنشطة الاحتكارية في جيوب شركائهم من العناصر الفاسدة في منظومة السلطة أو مباشرة في صندوق الولاء، الذي يمول بدوره مظاريف الولاء، وغيرها من نفقات "موازية" خارج المنظومة الرسمية.

وفي الوجه الآخر، فإن النظام السياسي المقابل لهذا النظام الاقتصادي الإقطاعي، هو النظام السياسي الإقطاعي أيضاً، حيث يتكفل كل إقطاعي أو وكيل للنظام، بحشد وشراء التأييد السياسي للنظام في حزبه أو دائرته أو مصنعه أو مدينته أو قريته، لضمان بقاء الأوضاع على ما هي عليه، وهي مقايضة مربحة للطرفين، حيث يضمن المحتكرون والإقطاعيون أن يستمروا في حصد الفوائض الفاحشة من أنشطة يضفي عليها النظام المشروعية، كما يضمن النظام إخصاء البلاد سياسياً من خلال شراء ذمم ألوف الإقطاعيين، فتنعدم فرص تداول السلطة، أو يأتي التداول بجنين مسخ هو ثمرة التناكح أو التزواج غير الشرعي بين الفساد والاستبداد. أما الخاسر الوحيد فهو الشعب المسكين – حسبنا الله ونعم الوكيل.




http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=276465&IssueID=1948




Saturday, November 06, 2010

Philippe Sarde - Deux Hommes Dans La Ville

Two Men in Town

AKA

Two Against the Law





I saw that movie around summer of 1974. I was only 12 !

The movie was called "Two against the law", Gabin/Delon. It was against Capital Punishment and how one mistake can take you to a fateful destiny, how the society does not give some a second chance.

The movie was good, makes you think on the other side of things. But the music was amazing - beautiful beyond belief - the Theme music by Philippe Sarde is just unbelievable.

I have not heard the soundtrack for 36 years - yet I have always caught myself playing it on the piano, humming it to myself - or simply playing it in my head - in so many occasions ... 36 years have passed ... yet I remembered each key and track and variation (as the theme was played in several variations within the movie - I still remember the scene of the flowing water ) ...



It is amazing Theme music - I have not heard the soundtrack for 36 years - yet I remembered each key and track and variation (as the theme was played in several variations within the movie - I still remember the scene of the flowing water ...


French movies ... with all the talent, passion, art and flair ... many years ago gave up to Hollywood movies ... language did not help either ... sad really.


My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook