Saturday, January 26, 2013

نيرون : سيمفونية الموت - في الذكرى ال 61 لحريق القاهرة 26 يناير 1952



الرجل يحرق بيته ويتمشى حوله يعزف الأكورديون


صوت قرقعة الخشب المشتعل تضبط الإيقاع مع أنغام الخلفية 


رائحة الخشب المحروق  ...


تختلط بدخان تحميص عارضة ملعب المدرسة على لهيب النيران


ومن بعيد

تظهر المدرسة التي نهبت وتوقفت عن تعليم الأطفال كيف يزرعون الحب


لتصبح المدرسة المهجورة مجرد خلفية لمشهد المأساة العبثية


ثم تسمع أحد الزعماء يتساءل في راديو قريب

وما ذنب النباتات؟












شارع يوسف الجندي - 26 يناير 2013


حريق ضخم بمخزن خلف فندق الماسة وراء المنصة - الفندق تابع للقوات المسلحة


من 61 سنة بالتمام والكمال كان حريق القاهرة

ومن سنتين قامت ثورة 25 يناير 2011




A Wing for Tommy: Words Misunderstood - Slice of the Pie

Beware of the one who says he is not after a slice of the pie, for he often wants the whole pie for himself ...

#PowerGames

wn

احترس ممن يقول أنه لا يريد جزءا من الكعكة - فهو في الأغلب يريد الكعكة كلها .... 

Sent using BlackBerry® from mobinil

اختر ما يناسبك من سيناريوهات المستقبل

لو رأينا سيناريوهات المستقبل، هل يمكن أن نختار أحدها ونسلك الطريق الذي يأخذنا له؟ أم أننا اخترنا بطبيعتنا المحددة أحد المسارات  منذ زمن طويل ولا يمكن أن نحيد عنه الآن، وقدرنا أن نلتقي بالنهاية المحتومة؟


السيناريو الأول: تتحول الثورة للعنف ويسقط النظام ولكن!


بدأت مجموعات من الشباب الملثم في تصعيد العنف ضد قوات الأمن، وأعلنت أن الفوضى هي نتيجة لغياب العدل والقصاص، وهجمت على المحلات والمنشآت الحيوية، وقطعت الطرق والكباري السكك الحديدية ومترو الأنفاق، وبدأت هذه الجماعات الفوضوية تستولى على الأتوبيسات وسيارات الأمن المركزي وتهاجم بها محابس ورموز السلطة، مثل التليفزيون وقصور الرئاسة والوزارات السيادية، بينما انسحبت معظم الحركات السلمية ووقفت بعض القوى السياسية في مؤخرة الأحداث تنتظر ما ستسفر عنه المصادمات، ربما تفرز موازين جديدة للقوى تعضد موقفها السياسي والتنظيمي الضعيف، أو عل المواجهات تفرز فراغاً في السلطة يتقدمون بسرعة من المؤخرة لاستغلاله. وانسحب أفراد الشعب المتعاطفون مع الثورة عندما رأوا أنهم ينجرون لمصادمات تنخذ المبادأة بالعنف سبيلاً لها، أما الحركات السلمية، فقد تركت كلها تقريبا الميدان باستثناء خدمات الإسعاف والمساعدات الحقوقية لمن يلقى القبض عليهم.

ولعدة أيام استمرت المواجهات الدامية وحروب الشوارع وامتدت لتشمل رقعة واسعة غير محددة، حيث كانت تأتي الضربات من مجموعات صغيرة في أماكن متفرقة، مثل أقسام الشرطة ومقرات الحزب الحاكم وجماعته، وأعلن الحزب الحاكم أن الشرطة متواطئة مع الفوضويين، رغم أن الشرطة كانت من أكثر المتضررين من الأحداث أفراداً وعتاداً ومنشآت، وبدأت الجماعات الجهادية تخرج بأسلحتها، لتتسع رقعة المواجهات وتتعقد، تارة بين الشرطة والفوضويين، وتارة بين الفوضويين والجماعات الجهادية، وفي معظم الأحيان بين الشرطة وبين أطراف متعددة، أو بين أطراف غير محددة بعضها البعض.

وتدريجيا انهارت قدرة الشرطة على مواجهة الأحداث، وبدأت بعض المنشآت الحيوية ومحطات الكهرباء والمياه والقناطر ووسائل الإعلام تتساقط في أيدي مسلحين متعددي الانتماءات، وأعلنت القوات المسلحة أن الوضع على وشك الانفلات بالكامل فنزلت بكامل ثقلها مدعومة بمطالبات من القوى السياسية محليا ودوليا وسط تأييد شعبي واسع، وأعلنت الأحكام العرفية، ونجح الجيش في أيام قليلة في استعادة السيطرة على بعض المنشآت الهامة، وقلت حدة الاشتباكات إلى حد ما مع عودة اللجان الشعبية وتعاونها مع الجيش.

قرر الجيش إلغاء الدستور الجديد سبب المصائب، وعودة العمل بدستور 1971 بعد تعديله، ودعى القوى السياسية للحوار حول تشكيل مجلس رئاسي مدني عسكري، لإنقاذ البلاد من الفوضى، وبعد أيام من مناقشات عقيمة، انسحبت القوى الدينية من الحوار، وأعلنت أن الجيش يحابي القوى السياسية المدنية، وأنه لا بديل عن عودة الشرعية والرئيس المنتخب والدستور الذي أقره الشعب، وعندما رفض الجيش تلك المطالب بحجة أنها لا تتفق مع معطيات الواقع المعقد، الذي يستدعي تشكيل جبهة سياسية واسعة تشمل قوى أخرى خلاف الإسلاميين للوصول للسلام الاجتماعي، أعلنت الجماعات الدينية تكفير قيادات الجيش، وأنهم قد خضعوا لابتزاز بني علمان ومن يساندهم من القوى الغربية، وأعلنوا الجهاد المسلح ضد الدولة الكافرة التي ترفض تطبيق شرع الله.

ومع ذلك تشكل المجلس المدني العسكري بمشاركة بعض الرموز الدينية، ولكن الجماعات الجهادية بدأت في شن هجمات متتالية على قوات الجيش والشرطة والمنشآت الحيوية، وأعلنت انفصال سيناء وقيام إمارة إسلامية بها، واستغلت إسرائيل الفرصة وبدأت تخترق الحدود المصرية بصورة منتظمة بحجة الدفاع عن نفسها وحماية حدودها، مهددة باحتلال سيناء لأي نقطة تراها مناسبة للدفاع عن أمنها الاستراتيجي إذا لم تنجح السلطة المصرية في استعادة السيطرة على شبه الجزيرة في خلال مهلة محددة.

واستمر الوضع المأساوي غير المستقر لسنوات عديدة، وازدادت المعاناة وشحت السلع الأساسية وانهار الأمن والخدمات بصورة غير مسبوقة، ووقفت الدولة المصرية الحديثة مترنحة على حافة الانهيار.

السيناريو 2: تتحول الثورة للعنف ولكنها تفشل ويولد نظام جديد متوحش


مع قيام المجموعات الفوضوية بمهاجمة الجيش والشرطة والمنشآت الحيوية، طالب الجيش القوى السياسية المعارضة بسحب تنظيماتها من الشارع وإدانة العنف، ولكن في الواقع لم تكن هناك سيطرة حقيقية للمعارضة على الأحداث، فأعلن الجيش أن المعارضة لم تستجب لنداء العقل، وأنها تغامر بإشعال حرب أهلية تهدد المصالح العليا للبلاد، وأعلن الجيش أنه نتيجة لهذا سيتدخل لحماية الشرعية التي اختارها الشعب، وأعلن الرئيس الأحكام العرفية، وأصدر النائب العام الأمر بالقبض على قيادات القوى السياسية المعارضة والحركات الشبابية والإعلاميين المحرضين، وفوض الرئيس القوات المسلحة في اتخاذ ما تراه مناسباً لاستعادة السيطرة على الأوضاع، وحظت هذه القرارات بتأييد واسع من الشعب الذي ضج من غياب السلع الأساسية. فرض الجيش حظر تجول طويل وأعلن التعامل بحزم مع أي محاولة لخرق حظر التجول أو تكدير الأمن، وتم بالفعل إطلاق نيران حية على بعض من خرقوا حظر التجول ليكونوا عبرة لغيرهم، ولكن هذا أدى لتعاظم الغضب ضد الجيش والدولة لدى الجماعات الثورية التي تحول معظمها للعنف ملتحقاً بصفوف الفوضويين، وتصاعدت وتيرة الصدامات العنيفة، ولكن الجيش نجح في استعادة السيطرة على زمام الأمور تدريجياً بتكلفة باهظة من الأرواح والاعتقالات، ثم أخذ في تأمين جميع المصالح والمنشآت والإعلام بصورة مباشرة، وبالتالي بدأت قبضة السلطة المدنية تتقلص، ثم بدأ الجيش في القبض على العناصر الفوضوية والجهادية والكشف عن تسليحها، وألقى بعشرات الآلاف في السجون وتم إعدام المئات ممن أعلن تورطهم في حمل السلاح أو القيام بأعمال عنف وتخريب، ولكن الجماعة لم ترض بخروج السلطة من يدها بهذه الطريقة، حيث أصبحت سلطات الرئيس تقريباً شرفية ومراسمية، وأصبحت كل السلطات في يد الجيش، الذي تواجد ضباطه في كل موقع ومنشأة ومصلحة لحمايتها، ولكن الجيش نجح في احتواء هذا الغضب من خلال إعطاء الجماعة بعض مساحات السلطة والاقتصاد، فرضيت بذلك إلى حين، مضمرة الانقلاب على الجيش في أقرب فرصة، واستمرت البلاد في وضع غير مستقر، وتراجعت الحريات والديمقراطية لأسوأ مستوى لها في البلاد على مر قرن ونصف.

السيناريو 3: تبقى الثورة سلمية وتسعى القوى السياسية للتوافق وتنجح في بناء نظام جديد 


أعلنت قيادات المعارضة أن هدفها هو إسقاط دستور الجماعة بصورة سلمية وحذرت من العنف، وشكلت مجموعات كثيفة من الثوار للحيلولة بين الجماعات الفوضوية وبين التصادم مع الشرطة، وأعلنت قيادات شباب الثوار أن اللجوء للعنف هو بمثابة شهادة وفاة للثورة، لأن الشعب سيلفظ جر البلاد للفوضى، ونجحت تنظيمات المعارضة السلمية في جذب أعداد كبيرة من المؤيدين في الميدان، وأصبحت الجماعات الفوضوية معزولة وانكشف صغر حجمها وتأثيرها الضعيف، وبدأ أعضاؤها ينسلون منها واحداً بعد الآخر لينضموا للتنظيمات الثورية السلمية أو يؤيدونها ويمشون وراءها. وحاصر الثوار قصر الاتحادية، وبعد عدة أيام وضغوط من وراء الستار من جهات متعددة، أعلن الرئيس إلغاء العمل بالدستور المعيوب، والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، وفوض رئيس المحكمة الدستورية العليا في رئاسة البلاد بصورة مؤقتة، وتم تشكيل لجنة بتمثيل متوازن من كافة أطياف الشعب لوضع مسودة لدستور الثورة، وقام تيار إصلاحي من شباب الجماعة بالإطاحة بالقيادات "التي شاخت" وأعلنوا حل تنظيمات الجماعة السرية وميليشياتها العسكرية وتصفية شركاتها، وأسس البعض الآخر جمعيات دعوية وأقسموا على الابتعاد عن السياسة بشكل كامل، مكتفين بوجود أحزاب سياسية تمثلهم دون تداخل بين السياسة والعمل الدعوي، وأعلن حزبهم بعد إعادة تشكيله أنه لن يسعى للحصول على الأغلبية في البرلمان القادم، وأنه سيكتفي بالمنافسة على ثلث المقاعد، حتى لا يحصد سلطة أكبر من تمثيله الحقيقي في المجتمع، وحتى لا يصبح تفوقه التنظيمي واللوجيستي سبباً لهلاكه، مع إعطاء دور أكبر لشباب الثوار والمرأة والمسيحيين والعمال والفلاحين وأهل البدو والنوبة بجانب الخبراء والعلماء والمفكرين، وبدأت البلاد لأول مرة تتنسم عبير السلام الاجتماعي، وبدا أن الصراع السياسي الطويل قد أقنع جميع القوى والطوائف أنه لا يمكن التخلص من أي طرف، وأن حصول أي حزب أو جماعة على نصيب أكبر من حجمه الحقيقي هو عبء عليه وليس ميزة، وأن المشاركة في المسئولية بين الجميع عقب ثورة عظيمة، هو الحل الوحيد لبناء نظام جديد يتسع للجميع ويسمح بالخروج من الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتفاقمة. وفي خلال شهور قليلة، بدأت وطأة المشاكل والأزمات والكوارث تخف تدريجياً، ثم بدأت مصر تحصد ثمار الاستقرار السياسي اقتصادياً واجتماعيا، ولم ترض بعض القوى الإقليمية والدولية عن هذا الوضع الجديد، وبدأت تحيك المؤامرات لوضع بذور الفرقة بين المصريين من جديد، خشية من القومة الهائلة للعملاق المصري من سباته العميق. 

خاتمة

والآن، أي سيناريو نختار؟ وهل يمكن أن نقوم بعمل فلاش باك من السيناريو المطلوب ونشرع في تنفيذه اليوم؟

                                                                    

كتب هذا المقال مساء 24 يناير 2013 وتم إرساله لجريدة التحرير صباح الجمعة 25 يناير

Monday, January 21, 2013

وثيقة الاسكندرية للحقوق





تم إعداد هذا الإعلان يوم السبت الموافق 8 ديسمبر 2012

للإطلاع علي الوثيقه

https://www.facebook.com/alexbillofrights


إعلان الإسكندرية للحقوق المدنية
=================

منذ بزوغ فجر الثورة المصرية و التى كان دستورها يتلخص فى شعارها العبقرى(عيش-حرية-عدالة إجتماعية) و استلهاماً من تاريخ مصر الحضارى الذى قدم للعالم فكرة "الضمير" و إنطلاقاً من شراكتنا مع جميع البشر فى هذا العالم فنحن نعد هذا الإعلان مدخلاً لبناء مصر مجتمعاً أكثر حرية,أكثر عدالة و أكثر إنسانية.

اولاً: جميع المصريين أحرار متساوون فى الحقوق و الواجبات و الحريات أمام الدستور و القانون دون تمييز على أساس الجنس أو العرق أو الدين أو العقيدة أو اللغة أو الطبقة.

ثانياً: للمواطن المصرى الحق فى الحياة و السلامة الشخصية و الإقامة و حرية التنقل و هى حقوق طبيعية و أصيلة,و على الدولة صيانة هذه الحقوق و حماية المواطنين من الإيذاء البدنى أو التهجير القسرى

ثالثاً: حماية النيل و الثروات الطبيعية و الممتلكات العامة و الاثار و عدم التفريط فيها صوناً لحق الأجيال القادمة فى هذة الثروات و الممتلكات.

رابعاً: للمرأة المصرية نفس أهلية الرجل و تتمتع بنفس الحقوق و الواجبات و لا يجوز إجبارها على الزواج أو حرمانها من العمل أو التعليم و يُحظر إستغلالها جنسياً,و تلتزم الدولة برعاية المرأة المعيلة بما يكفل لها الحياة اللائقة.

خامساً: حرية الإعتقاد و ممارسة الشعائر الدينية و بناء دور العبادة حقوق طبيعية لكل مواطن بدون تمييز أو إخلال بحقوق الغير.

سادساً: لكل طفل مصرى الحق فى التعليم و الرعاية الصحية و الترفية و على الدولة رعاية أطفال الشوارع و اليتامى بما يضمن لهم نفس الحقوق و تجريم عمالة الأطفال و إستغلالهم جنسياً.

سابعاً: حرية الرأى والتعبير و الممارسة السياسية و تداول المعلومات,و التجمع و الإحتجاج السلميين,حقوق طبيعية,و للمواطنين الحرية الكاملة فى تكوين الأحزاب و النقابات و الجمعيات و المنظمات شريطة ألا تحرض على عنف أو كراهية باسم دين أو قومية أو طبقة.

ثامناً: للمواطن المصرى المعاق و المسن نفس الحقوق و الواجبات التى يتمتع بها باقى المواطنين,و تلتزم الدولة بتوفير الرعاية الشاملة و ظروف الحياة اللائقة لهم.
تاسعاً: للمواطن المصرى الحق فى تعليم متطور و سكن و عمل لائقين و غذاء و بيئة امنين و رعاية صحية متميزة.

عاشراً: للمواطن المصرى الحق فى الحصول على اجر أو معاش أو إعانة بطالة تضمن لة و لأسرتة الإحتياجات الأساسية من غذاء وسكن و علاج و تعليم للأبناء,و له الحق فى الحصول على الخدمات و الإحتياجات الأساسية دون إهدار لكرامته أو وقته.

Sunday, January 20, 2013

الانفراد بالسلطة والتكويش وراء النحس الإخواني "الدكر" - التحرير



احترنا فى تفسير السلسلة المتلاحقة والمتسارعة للكوارث التى تلاحق مصر تحت حكم الإخوان، حيث يسقط الضحايا الأبرياء فى حوادث قطارات وسفن وانهيار عقارات واشتعال حرائق بصورة متكررة أسبوعيا، ثم تطورت الأمور لتصبح الكوارث يومية، مع انضمام الأعاصير والزلازل إلى جبهة معارضى الجماعة، ثم تفاقم النحس بصورة غير مسبوقة، حيث بدأت الكوارث تقع بمعدل كل ساعة، وأحيانا عدة كوارث فى أثناء الساعة الواحدة، وأصبح الواحد يستيقظ قلقا بعد نوم سويعات، يتساءل عن عدد الضحايا الذين سقطوا من لحظة ما نام، ويتحسس رأسه ويقرص خده ليتأكد إن كان هو شخصيا ما زال حيا يرزق، أم انهار البيت على رأسه، أو خرم أحد القطارات على مُلّة السرير فى غرفة نومه ظنا أنها أحد قضبان السكة الحديد، وذلك فى أثناء بحث القطار عن سيمافور شارد جنب الكومودينو، أو مزلقان تايه ناحية التسريحة.
ومع تزامن الكوارث مع زيارات وتشريفات كبار وصغار مسؤولى الجماعة ومندوبيها، أصبح المحافظون والمواطنون يخشون من زيارة مسؤولى الإخوان لمواقعهم، بل أشيع أن بعض الدول الأجنبية بدأت فى إلغاء زيارات إخوانية كانت مقررة لبلادهم لتفادى النحس الإخوانى الدكر، مع رفع حالة التأهب والاستعداد لأقصى درجة. ومع فشل الحكومة والوزارات المختلفة فى تفادى هذه الكوارث أو التخفيف من حدتها المتصاعدة بالوسائل التقليدية، بدأ البعض يقترح بجدية استحداث جهاز حكومى جديد متخصص فى طرد الأرواح الشريرة التى لبست البلد من ساعة ما مسكها اللى ما يتسموش، سواء عن طريق حفلات الزار، أو باستخدام السحر الشعبى والرقية الشرعية، مع ما تيسر من البخور بالمستكة والحبهان والحشيش الأفغانى، مع إضافة قشر الليمون طبعا من أطنان بقايا الليمون المعصور.
ورغم عدم إيمان الكثيرين بالنحس والتطير، فإن هناك تفسيرا علميا مبسطا و«محصنا» لكل هذه الحوادث وارتباطها بالجماعة الملعونة. لقد خلق الله الكون ووضع فيه قوانين فيزيائية تجسد التناغم بين قوى الطبيعة، وشاءت حكمة المولى عز وجل، أن تعاقب الطبيعة كل من يحاول أن يهدم هذا التناغم أو يتجاهل قوانينها التى هى آية من آيات الله فى الكون وفى الآفاق. مثال بسيط: لو تجاهلت قانون الجاذبية، وحاولت أن تغير مسار مياه نهر، لتصعد من الأرض الواطية لا مؤاخذة للأرض العالية، ستتكبد مشقة شديدة، بينما لو سايرت النهر واستفدت من قوة اندفاعه يمكنك أن تستخدمها فى النقل وتوليد الطاقة والرى وهكذا، ومن هنا نطق الأجداد بحكمة عظيمة تجسد إرادة الله: الميه مش بتمشى فى العالى.
نفس الشىء فى العلاقات الإنسانية والاجتماعية والسياسية. نفترض أن أحد الأحزاب مثلا له شعبية 20% أو 25%، لكنه قرر أن يسرق بلدا بالكامل عن طريق الصفقات السياسية المشبوهة والحيل والتلاعب مثلا فى تشكيل الجمعية التأسيسية، كما نبهتنا اعترافات الشيخ برهامى كرم الله وجهه. ماذا سيحدث آنذاك؟ يتنبه أصحاب البلد أن تيارا صغيرا منهم، يريد أن يسيطر وحده على مقدرات بلدهم ويغزو دولتهم من خلال «تمكين» تنظيم عصابى «شاطر» من مفاصل السلطة ومفاتيح الثروة، واغتصاب جسد البلاد وقتل روحها بالتلاعب فى جيناتها الثقافية. وينتج عن هذا بالطبع أن تقاوم البلد وتفلفص محاولة أن تنجو من الاغتصاب خصوصا مع قبح أفراد هذه العصابة الذين يشبهون أبا لهب وأبا جهل وباقى الكفار فى أفلام فجر الإسلام، مع تميزهم بالغلظة وسوء الأخلاق والكذب والنفاق والجشع ونقض العهود والحنث باليمين وتحليل الحرام وتحريم الحلال، حسبما تكون مصلحة جماعتهم التى يكادون يعبدونها من دون الله، حيث بدأت الجماعة كوسيلة دعوية لغاية نبيلة، ثم تحول تنظيم الجماعة نفسه لمعبد وغاية فى حد ذاته، وتناسى أفراد العصابة الغاية الأولى.
هل يمكن أن تلوم البلد على رفضها هذا الاغتصاب وإصرارها على مقاومة هذا الغزو الفيروسى أو السرطانى الشرير؟ بالطبع لا. ما نتيجة المقاومة؟ حمى شديدة، حيث تتزاحم كريات الدم البيضاء وأجسام المناعة وتتسابق فى مهاجمة الفيروس أو الخلايا المصابة بالسرطان والعياذ بالله، وبالتالى يصاب بعض الخلايا السليمة مع الخلايا المصابة فى سبيل دحر الغزاة، فترتفع درجة الحرارة وينشغل الجسد بالمقاومة. ماذا إذا كان هذا الجسد فى الأصل يعانى من أمراض أخرى مزمنة؟ أو كان يحتاج إلى عملية جراحية عاجلة؟ قد يضطر الجراح أن يؤجل العملية حتى تستقر حالة الجسد وتنخفض درجة حرارته، وقد يتسبب تأخير العملية فى مضاعفات سلبية تحل على الجسد، لكن ما باليد حيلة، فالجسد مشغول بمقاومة الغزو كأولوية أولى.
هل يمكن أن ينتصر الفيروس أو الورم، وهو تركيبته الجينية مستوردة أو محورة ومختلفة عن الجسد الأصلى؟ عادة لا. قد ينجح الفيروس أو السرطان فى أن يخدع خلايا الجسم ويغزوها بالكامل، ولكن فى نفس اللحظة التى يعلن فيها انتصاره النهائى والحاسم، يموت الجسم، ويموت معه الورم السرطانى، لأن خلايا الورم تحتاج إلى عائل مكون من خلايا سليمة، ولأن خلايا الورم فى حد ذاتها ليست بجسد صحى سليم، بل هى مجرد خلايا سرطانية دخيلة.
نفس الشىء فى السياسة. عندما تحاول جماعة واحدة أن تنصب على باقى الشعب وتغير من هويته، تكون النتيجة الطبيعية أن يتصدى لها الشعب بمختلف الوسائل، وبالتالى يحتدم الصراع، وبدلا من استغلال موارد البلاد والطاقات الخلاقة لشعبها فى إصلاح المرافق المهترئة، والشبكات المتهالكة، والمنظومات الفاسدة، ينشغل أهل البلاد فى الدفاع عن هويتهم وحقوقهم وحرياتهم المسلوبة بـ«قيود كاملة لم توجد من قبل فى أى دستور مصرى»، وصد عدوان جماعات الأمر بالمنكر، والتصدى لبلطجة ميليشيات جماعات الشر، والإضراب احتجاجا على غياب العدالة والعدوان على القضاء والنيابة، والتخطيط للاحتجاجات والتظاهرات والعصيان المدنى لرفض محاولات الهيمنة وتغيير الهوية وسرقة الأرض والعرض.
وتمر الشهور والسنوات، وجماعة الشر لا تفكر إلا فى التمكين لنفسها وسلب ما ليس لها، وبالتالى تستمر المصادمات والصراعات، وتتوقف عمليات الإصلاح والتحديث والإحلال والتبديل، فتتفكك وصلات القطارات وتتعطل أجهزة التحكم عن بعد لغياب الصيانة، وتتدهور أحوال مرافق الدولة يوما بعد يوم، وتتآكل هوامش الأمان، وتتضاعف مخاطر الانهيارات والحوادث والكوارث الطبيعية، ويصبح وقوع الحوادث بصورة يومية أو شبه يومية حتمية إحصائية، بل إن الغريب والاستثناء يصبح أن تمر ساعة واحدة دون حوادث. هذا هو النحس الدكر.
هناك فرق كبير بين النحس وبين البركة.
ما هى البركة؟ هى عكس النحس. البركة هى أن ترضى بنصيبك بل تتنازل عن جزء منه، فيزيد ما عندك! هى أن تتحسن الأمور بصورة غير متوقعة نتيجة وجود نفوس راضية ووجوه مبتسمة وناس تدعو لك بالتوفيق وتعمل على أن يأتى لك هذا التوفيق. البركة هى أن تجد العون من آخرين قد لا تعرفهم، فيساعدونك على تحقيق هدفك أو الهدف المشترك.
البركة تأتى من طاعة الله والتسليم بقوانينه وتعاليمه. إذا كان لك 25% من بيت على المشاع ولإخوتك ملكية باقى الأنصبة، احرص على أن تشاركهم فى ريع العقار والقرارات التى تمس البيت. أما إذا احتلت عليهم للاستيلاء على أنصبتهم، فلا عجب بعد ذلك إن امتنع أحدهم عن إصلاح عمود أو كمرة، لأنه ذاهب ومهاجر بعيدا عنك وعن جشعك. وعندما يقع البيت وينهار فوق دماغك، فلا تشكوَنَّ من النحس. فقد جلبته على نفسك.

Monday, January 14, 2013

#كاذبون_بسم_الدين: كشف حساب للكاذبون الجزء الأول #أفلام ممنوعة

مسارات متوازية: الثورة على الطريقة المصرية -- التحرير


فى اجتماع بعيادة الدكتور عبد الجليل مصطفى صباح الأحد 6 فبراير 2011 بحضور عدد من قيادات الجمعية الوطنية للتغيير وشباب الثورة، سادت قناعة بأن النصر فى هذه الثورة لن يكون دائما بالضربة القاضية، ولكن بمزيج من معارك نكسبها بالضربة القاضية وأخرى ننتصر فيها بالنقاط، وهو ما تنبأ بالمسارات المعقدة التى ستأخذها الثورة قبل تحقيق أهدافها. فبعد 12 يوما من الثورة، وصلنا إلى نقطة تجلت فيها بوضوح طبيعة الثورة وعقيدة الشعب المصرى فى ما يتعلق بها. فالشعب المصرى كعادته أوضح أنه لا يحب الدم ولا يتسامح مع من يقود البلاد إلى أوضاع تفتح صنابير الدماء أو تؤدى إلى فوضى شاملة تنهار معها الخدمات الأساسية لفترة طويلة، فتتوقف معها مثلا البنوك والمواصلات وإمدادات الوقود والخبز والسلع الأساسية والأدوية والخدمات الصحية، وقد تنتج عنها حربا أهلية ومعاناة واسعة مثل التى شهدناها لسنوات فى الصومال ودول إفريقية عديدة.
فمصر، بخلاف دول أخرى، هى دولة كثيفة السكان -وتحديات استمرار الحياة الطبيعية أو شبه الطبيعية فيها تستدعى استمرار عمل آلاف الأنظمة الرسمية والموازية بصورة تفاعلية ومتداخلة بدرجة عالية التعقيد. صحيح أن كثيرا من هذه النظم «ذاتى التنظيم» self-organized، وينتمى إلى الدولة الموازية والاقتصاد غير الرسمى، لكنه يعتمد بصورة أو بأخرى على أنظمة رسمية، وانهيار الأنظمة الرسمية بالكامل لعدة أسابيع، سيؤدى إلى تحور الأنظمة الموازية وزيادة تكلفتها بصورة تجعل من الصعب على ملايين المصريين الحصول على الخدمات الأساسية منها، فيشح الخبز والطعام وتبدأ أعمال العنف والسلب والنهب لمجرد الحصول على الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للحياة.
وكانت قد وصلتنا تحذيرات متشابهة ومتكررة من الإخوان المسلمين وبعض الشباب ممن التقوا النائب الجديد آنذاك عمر سليمان خلال اليومين السابقين، بأن عدم القبول بخطته (خطة مبارك) التى تضمنت تغييرات محدودة، مع بقاء مبارك حتى انتهاء مدته الرئاسية الخامسة فى شهر سبتمبر! وتعهد سليمان بعدم ترشح مبارك أو نجله فى الانتخابات التالية. وكان التحذير هو أن الاستمرار فى رفض الحوار مع سليمان إلا بعد رحيل مبارك، سينتج عنه انقلاب عسكرى فى نهاية الأسبوع (بحلول 11 فبراير) وهو ما حدث بالفعل. وكان الموقف المبدئى الذى اتخذته الجمعية الوطنية للتغيير والبرلمان الشعبى (الموازى) وخالفه الإخوان المسلمون وبعض الشباب الذين ذهبوا فرادى، هو رفض الحوار إلا بعد رحيل مبارك.
وكان تقديرى الشخصى أن بقاء مبارك لعدة أشهر يحمل مخاطر كبيرة جدا على الثورة والثوار، وأن وصول الجيش إلى السلطة سيكون مؤقتا، فكتبت يوم 10 فبراير 2011 «لا نخشى من انقلاب عسكرى» لأن الثورة قامت بالفعل وأن تدخل الجيش سيكون «لتفعيل الإرادة الشعبية» التى أفصحت عن نفسها يوم 25 يناير وما تلاه، وأننا لا نخشى أن يمسك الجيش بالسلطة ولا يعطيها إلى المدنيين، لأن معادلة توازن القوى بين السلطة والشعب قد تغيرت فى مصر إلى الأبد، ولأن الشعب هتف «لا دينية ولا عسكرية.. عايزينها دولة مدنية». وكان تقديرى أيضا، أنه حتى لو قررت الجمعية الوطنية للتغيير أو أى جهة أخرى التحاور مع عمر سليمان فإن نتائج هذا الحوار لن تلزم الثورة أو من فى الميدان، وبالتالى فمن الأجدى الاستماع إلى «العقل الجمعى» للثورة والتفاعل معه على موجة الفكر الثورى لا الانتهازى، بعيدا عن صفقات الإخوان وسعيهم إلى الحصول على أكبر قدر من المكاسب من الثورة التى التحقوا بها بعد 4 أيام!
الثورة على الطريقة المصرية إذن كانت فى رأيى «سلمية» من جانب الثوار والشعب، أما من سقطوا من ضحايا فكانوا نتيجة لعنف السلطة وليس عنف الثوار، إلا فى حالات محدودة أغلبها هى حالات دفاع عن النفس أو كرد فعل محدود لعنف مبالغ فيه من جانب السلطة. وهذه «السلمية» وعدم القبول بمخاطر تعريض البلاد لحرب أهلية أو فوضى أو معاناة شديدة، ظهرت مرات كثيرة فى خلال عامى الثورة، منها مثلا فى أحداث وزارة الدفاع فى مايو 2012، حيث امتنع كثير من الثوار عن الانضمام إلى الصدامات فى مواجهة الجيش فى محيط العباسية، وعارض الشعب بشدة هذه التظاهرات ليس تأييدا للمجلس العسكرى بقدر ما هو حفاظ على الجيش كركن مهم فى الدولة المصرية. وظهرت عقيدة الثورة المصرية أيضا فى نتيجة انتخابات الرئاسة، حيث دعم عاصرو الليمون من مؤيدى الثورة مرشح الإخوان د.مرسى حتى لا يعود النظام القديم بأى صورة، كما صوت لمرسى قطاع خشى على الوطن من مخاطر رد فعل الإخوان المسلمين الذين هددوا علنا «بتوليع البلد» حال فوز شفيق، أما معظم من أيدوا شفيق فقد أيدوه لنفس السبب السابق تقريبا من وجهة نظر أخرى، وهو أنهم يخشون من استمرار الفوضى ويريدون استعادة الاستقرار، وبالطبع لا يريدون قيام ديكتاتورية دينية على أيدى الإخوان وأذرعهم.
ورغم الطبيعة السلمية للثورة التى أدعيها أنا، فإن هذه اللوحة السلمية ملطخة بالدماء فى كل أنحائها لأسباب عديدة منها ما يتعلق بطول مسار الثورة نفسه. فالثورة هى حالة من المشاعر والأحاسيس الملتهبة، التى قد تهدأ مع الزمن بطبيعة الأمور، قبل أن تتحقق أهدافها. وفى لحظات عتمة يظهر أن الإجهاد قد طال الجميع، وأن الاستمرار غير مجدٍ وضرب من الانتحار، وتتعالى الدعوات بالقبول بالفتات التى تلقيه السلطة فى طريق الثورة، ويضطر البعض إلى أن يعودوا إلى أعمالهم ومشاغلهم، ويبدو وكأن جذوة الثورة ستنطفأ.
وهنا يظهر الشهيد بريشة عملاقة يغمسها فى دمه الطاهر ويلطخ بها مشهد الثورة، ليوقد نيران تلهب المشاعر، توقظ الثورة فى نفوس الشعب، ويسقط الجرحى والشهداء من جديد، لأن الشهيد لا يرضى أن يذهب دمه هدرا، فيزور أرواحا أطهر من فينا كلما كادت نار الثورة أن تخبو فى النفوس.
فوقود الثورة «السلمية» إذن هو دماء الشهيد الذى يرقد تحت الثرى، و«عيون» الشهيد الحى الذى يمشى بيننا، مهما ادعينا غير ذلك.
اتضحت طبيعة الثورة «كمعركة طويلة بالنقاط» مرات أخرى فى أثناء الموجة الثالثة من الثورة وفى أحداث الاتحادية، عندما استمرت المظاهرات المليونية لعدة أسابيع رغم أن الإخوان ظنوا أن الثورة قد خمدت تماما، حتى اضطر مرسى لإلغاء القرارات التى سميت زيفا بالإعلان الدستورى جزئيا، فهدأت حدة الثورة بعد أن كادت تطيح بمرسى وإخوانه، ورغم إصرار مرسى على طرح «دستور» برهامى المعيب على الشعب فى الاستفتاء، فضل الشعب أن يرضى بمكسب جزئى ويؤجل باقى المطالب والحساب إلى جولة أخرى، بعد أن رأى عزم الإخوان المسلمين والجماعات الأخرى التى تعتبر كأذرع عسكرية للإخوان علاوة على ميليشيات الإخوان أنفسهم، على إراقة الدماء ودفع البلاد إلى حرب أهلية كما هددوا بذلك فى الفضائيات، رغم اتضاح صغر حجم وتأثير تلك الجماعات فى المواجهات التى اندلعت فى مختلف المحافظات وفى أحداث الاتحادية والإسكندرية، إلا أن المعلومات حول قيام تلك الجماعات بتخزين كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والصواريخ العابرة للمدن والمضادة للطائرات والدبابات، ضخم من خطر تلك الجماعات الإرهابية مهما كانت صغيرة حجما. وبعد أيام شارك نحو 30% من الناخبين فى الاستفتاء، وأصرت الكتلة المؤيدة للثورة على رفض الدستور فى الصناديق كما رفضوه فى الميادين والتظاهرات، ومرة أخرى تتضح الطبيعة المركبة للثورة Hybrid Revolution وضرورة الالتزام بالنفس الطويل للنجاح فى الوصول إلى أهدافها.
والآن المرحلة القادمة لا تقل تعقيدا وتركيبا عما مضى. فعلى المسار الثورى، تحشد قوى الثورة لموجة من الاحتجاجات تبدأ يوم الجمعة 25 يناير بعد أقل من أسبوعين، لإسقاط دستور الإخوان الذى يضع «قيودا كاملة (على الحقوق والحريات) لم توجد من قبل فى أى دستور مصرى» على حد اعتراف برهامى نفسه، بينما تستعد قوى سياسية مؤيدة للثورة لدخول انتخابات مجلس النواب فى خلال أسابيع قليلة. فالمسار الأول يضغط لإصلاح العملية السياسية، والمسار الثانى يشارك فى العملية السياسية رغم عوارها وفسادها. ولعل الإخوان يدركون أنهم فى سباق مع الزمن، حيث يحاول مرسى أن ينصب حوارا وطنيا لتعديل دستور أُقر منذ أيام قليلة ولم تجف أحباره بعد، ونجد أحد المشاركين فى الحوار من حلفاء الإخوان أنفسهم يقول إن هناك 160 مادة فى الدستور تحتاج إلى تعديل، أى أن أكثر من ثلثى مواد الدستور الذى مُرر منذ أيام قليلة وقال عنه الإخوان وحلفاؤهم إنه أفضل دساتير العالم قاطبة معيبة، والآن يسعون إلى تغييره بسرعة فى محاولة لاحتواء ثورة الغضب القادمة، وتتعجب لماذا مرروا هذا الكائن المشوه بتكلفة ألف شهيد وجريح ومليارات ضاعت فى الاستفتاء وعشرات المليارات ضاعت فى خسائر للاقتصاد المصرى وانهيار العملة الوطنية، وشهور بل سنوات ضاعت من عمر الوطن كان يمكن أن نستخدمها فى بناء نهضة حقيقية بعد أعظم ثورة شعبية شهدها التاريخ، لولا أن جماعة صغيرة تصر على اختطاف الوطن مدعومة بالبترودولارات ودواعى الحفاظ على المصالح الصهيوأمريكية فى المنطقة.
فى هذه المرحلة القادمة نذكر أنفسنا بحلم الشهيد. «عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية، مساواة، مواطنة، ديمقراطية، ودولة مدنية». وهذا الحلم لن يتحقق إلا بأن نسير فى هذه المسارات المتوازية، ونكسب ما نستطيعه من المعارك بالضربة القاضية ولكن نستعد لأن النصر فى معظم الجولات سيكون بالنقاط. الهدف الأول هو أن نقيم نظاما ديمقراطيا حقيقيا يُمثل فيه الشعب، فيرى نفسه عندما ينظر فى وجوه النواب والنائبات، والوزراء والوزيرات، أما عندما تنظر فترى فقط السحنة البرهامية مع احترامنا لأصحابها، تعلم أن هناك فصيلا واحدا يهيمن وحده على قرارات وتشريعات وسياسات ومقدرات وثروات الوطن، مستعينا بأموال البترودولار التى يعتذر أصحابها الآن عن ضخها فى جيوب وسيالات مشايخ الإفك وقنوات التكفير.
فى هذه المرحلة نذكر أنفسنا بواجبنا نحو الشهيد. أن نتمسك بحلمه البسيط، والنبيل، والمشروع، والممكن. حلم مصر قوية متقدمة يعيش فيها شعبها بكرامة وعزة. نذكر أنفسنا أننا لا بد أن نستمر فى السير فى هذه المسارات المتعددة معا. لأن هذه هى طبيعة التغيير على الطريقة المصرية.

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook