Sunday, May 20, 2012

تحديث للتوقعات المرئية للانتخابات الرئاسية - موسى ومرسي وفتوح قريبين من الإعادة وحمدين يطاردهم ويقترب بقوة


نفس التوقعات لم تتغير كثيرا إلا باقتراب حمدين من الإعادة


وبهذا ... الإعادة ستكون بين 2 من 3 : موسى ومرسي وابو الفتوح - بينما يقترب حمدين من مربع الإعادة بقوة وتتصاعد أسهمه باطراد ...


هناك بلبلة كثيرة حول وصول شفيق - واقول بثقة - والله أعلم - لن يصل شفيق ...

أكرر ... لن يصل شفيق للاعادة على الإطلاق في رأيي واستطلاعات الرأي التي تقول أنه الأول يُسأل عنها من قاموا بها

طبقا لتوقعاتي لا زالت الأعادة بين 2 من المرشحين التاليين: موسى وأبو الفتوح ومرسي ويقترب من مربع الأعادة بقوة حمدين صباحي - والله أعلم

في هذه الانتخابات - من يحصل على 23% لديه فرصة جيدة ليصل للاعادة - ومربع الأعادة فيه موسى وفتوح ومرسي - وحمدين يقترب جدا من المربع ومحتاج زقة بسيطة ليحول الإرادة الشعبية لقوة انتخابية ... الناس مع حمدين ... لكن الفلوس والتنظيم وحاجات كتيرة تانية مع الإسلاميين - مرسي يؤيده الإخوان - وأبو الفتوح ويؤيده حزب النور والجماعات الإسلامية - فضلا عن قلة من الليبراليين واليساريين ...

فيه 3 أو 4 مرشحين هيكونوا قريبين جدا من بعض (20%+) ومفيش حد يقدر يعرف مين ال 2 اللي هيعيدوا لكن نقدر نخمن ال 3 أو ال 4 اللي في مربع ال 20%

مش شرط مرسي الأول - حسب سير يوم الانتخاب - لو فيه مخالفات كتير مرسي الأول - لو مفيش مرسي التالت أو الرابع

الجيش لن يتدخل في الانتخابات - بل سيقف على الحياد ربما بصورة سيصفها البعض بالسلبية لتجنب الصدامات - ونتمنى ان تقلل الجماعات من تجاوزاتها !!

الملخص : أحمي صناديقك ولجانك بنفسك من سيطرة الجماعات وبلطجية الوطني - أحشد مندوبين داخل اللجان وخارجها قدر المستطاع وعلمهم الحماية دون صدام

معظم التجاوزات ستصب في صالح مرسي وفتوح وشفيق والله أعلم

ولكن لن يصل شفيق للإعادة بأي حال

أكثر المضارين من تجاوزات يوم الانتخاب سيكون حمدين-لو ربع نشطاء الفيسبوك المؤيدين لحمدين التحموا مع الآلاف من الثوارعلى الأرض سيستطيعون دفعه للاعادة

إن لم تتطوع اليوم لحماية اللجان والصناديق بكثافة - لا تشكو غدا من التجاوزات التي ستمنع مرشحك من الوصول للاعادة ‎‫#حمدين‬‏

لو وصل حمدين أو أي مرشح مدني للإعادة
ممكن يكسب مستريح - بفرق 5 نقط أو أكتر ...

مثلاً
في استطلاع على الفيسبوك على شكل محاكي انتخابي ...
جاءت النتائج الأولية أن يصل أبو الفتوح وحمدين للإعادة - وفي الإعادة على الفيسبوك - حمدين تقدم ب 59% وأبوالفتوح جاء الثاني ب 41% في استطلاع على الفيسبوك شارك فيه  140 ألف شخص حتى كتابة هذه السطور  -


 طبعا الفيسبوك لا يعبر عن الشارع 

وقوة حملة مرسي على الأرض 100 ضعف قوة حملة حمدين وإنفاق مرسي على حملته أيضاً أكثر من 300 ضعف إنفاق حمدين

لكن تبقى الحقيقة التي لا يريد أن يعترف بها الإسلاميون - أن تأييدهم على الأرض لا يزيد عن 33% من الشعب - (لا ننسى أن ال 41% التي حصل عليها أبو الفتوح تشمل ليبراليين ويساريين)  لكن  الإسلاميين ينجحون من خلال المال والشنط والتجاوزات واستغلال الدين والسيطرة على اللجان من الداخل وتوجيه الناخبين وخلط الأعمال الخيرية بالسياسة - ينجحون من خلال هذا في مضاعفة تأييدهم ...

وبالطبع لا يمكن أن ننكر قصور الأحزاب الليبرالية واليسارية وانشغالها بالميديا والتظاهرات - والبعد عن العمل في الشارع - لابد أن يتغير هذا

في النهاية

 الآن أستطيع أن أقول أن الريس حمدين ممكن يوصل الإعادة وكمان يكسب - لو عنده متطوعين كفاية يوم الانتخاب - لو لو لو ... ‎‫

#حمدين‬‏



غياب العملية السياسية - والخيارات المرة


بمناسبة الدستور ... ناس يقولك - ما تسيب المجلس يكتب الدستور زي ما يكتبه ... مش الشعب سيستفتى عليه في النهاية؟


الكثيرون يتصورون أن الديمقراطية هي صندوق انتخابات ... وأن الاستفتاء كاف لحل كل المشاكل

لكن انتخابات أو استفتاءات على إيه؟

هذه هي فائدة العملية السياسية الصحية

أن تخلق بدائل يمكن أن يختار منها الشعب - والعملية السياسية تشمل حوارات واسعة مع مختلف طوائف الشعب - حوارات في الإعلام - حوار مجتمعي وسياسي - وتحسين للبدائل وتطوير لمشروعات الوثائق أو بنود الدستور قبل أن نضعها للاستفتاء ... منافسة بين الأحزاب والمرشحين ومناظرات ومناقشات للبرامج وتديل البرامج طبقا للمناقشات ... كل هذا قبل أن نذهب لصناديق الانتخاب

ماذا لو لم يكن لدينا عملية سياسية؟ وما هي فائدة وجود عملية سياسية؟

الاستفتاء أو الانتخاب دون عملية سياسية سليمة يؤدي لنتائج سيئة - يعني لو الخيار بين زفت وقطران والشعب اختار زفت مش العيب عليه لكن على العملية التي لم تفرز سوى هذين الخيارين وكلاهما مر

مثال آخر

نفترض أن الشعب قد كلفك بتقديم 3 بدائل لتوليد طاقة نظيفة ورخيصة يختار منها - وأنت لعبت ولم تقم بالدراسة طبقا للأصول


‏ وقدمت للشعب أنت 3 بدائل فاشلة ليختار منها - سيضطر للخيار باعتبارك أنت المختص - وسيختار بديل فاشل


 هل العيب يكون على الشعب؟ أم على عملية الدراسة والتصميم التي قمت أنت بها وهذا هو دورك كمختص؟ العيب في العملية



إذن قصور عملية سياسية عن إنتاج بدائل جيدة ليختار منها الشعب - أو عدم قدرتها على إنتاج وثائق (دستورية مثلاً) اعدت طبقا للأصول ليستفتى عليها - يجعل الشعب مضطرا للخيار بين الزفت والقطران







هل يمكن أن يتم استفتاء على الإعلان الدستوري المكمل


ممكن جدا جدا

وأنا شخصيا اقترحت هذا من قبل

تبقى حركة صياعة لو  ...

قام المجلس العسكري ياستفتاء الشعب على الإعلان الدستوري المكمل مع انتخابات الإعادة للرئيس وعندها يتحصن بموافقة الشعب

لماذا لا يمكن أن يكتب البرلمان (وحده) الإعلان الدستوري


مبدئيا - سلطة إصدار الإعلان الدستوري هي من حق المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية

لكن الآن - ولدينا برلمان منتخب - هل يصح (من باب المواءمة السياسية) أن ينفرد المجلس العسكري بكتابة الإعلان الدستوري؟

وما هي أهمية صدور إعلان دستوري الآن؟

نحتاج لإعلان دستوري لتحديد صلاحيات الرئيس - هذه الصلاحيات عادة ما يحددها الدستور - ولكن بما أن كتابة الدستور تعثرت ولن تنتهي قبل انتخاب رئيس - وجب صدور إعلان دستوري بذلك - ويمكن الاستفتاء عليه مع انتخابات الرئيس لو أراد المجلس العسكري أن يحصنه بموافقة الشعب

أما إن لم يتيسر هذا - فأفضل شيء هو محاولة الوصول لتوافق سياسي حوله  - داخل البرلمان ومع باقي القوى السياسية والثورية - ثم يصدره المجلس العسكري

أي يأتي باقتراح مشروع متوازن من البرلمان تتوافق عليه التيارات السياسية ويصدره المجلس العسكري


 الدستور هو المنشئ للسلطات - فلا يصح أن تنفرد سلطة ولو منتخبة (مثل البرلمان أو الرئيس) بوضعه لأن في هذا تضارب في المصالح

على سبيل المثال - ممكن أن يقول البرلمان - الرئيس شرفي ويضع كل السلطات في يده هو - هذا هو ما نعنيه بتضارب المصالح

وعليه
لا يمكن أن يخرج إعلان دستوري يحدد سلطات الرئيس من البرلمان لأن في هذا تضارب خطير في المصالح لكن ممكن يقترحه البرلمان متوازنا ويصدرعن العسكري

ومن هنا

ندعو البرلمان لعقد مباحثات عاجلة مع القوى السياسية وتقديم صيغة مقترحة للمجلس العسكري

من أجل مصر ... اعملوا معا




Hamdeen Ahead with 59% in early hours of 2nd Stage of Facebook Election Simulation / Opinion Poll



Source:


Warning and Background Information about this POLL

  • This Facebook Poll Results do not accurately represent Egyptian voters. 
  • The Second Stage was based on results of the first stage, where Aboul Fotouh was ahead and Hamdeen was second.
  • At the time of publishing this Blog post, 89,000 FB participants had voted in the POLL.
  • This POLL has just opened and is still on-going. This means these results may change with time.


ملاحظة : النتائج لا تعبر بدقة عن الناخب المصري بل فقط عن الذين شاركوا فيها على الفيسبوك

نتائج المرحلة الأولى للمحاكاة أظهرت أن أبو الفتوح الأول يليه حمدين صباحي وبالتالي جاءت الأعادة بين أبو الفتوح وحمدين









النتائج الأولية للمرحلة التانية من محاكاة الانتخابات الرئاسية : حمدين يتقدم ب 59% وأبو الفتوح 41% في استطلاع رأي على الفيسبوك شارك فيه 90 ألف شخص حتى الآن



المصدر :


ملاحظة : النتائج لا تعبر بدقة عن الناخب المصري بل فقط عن الذين شاركوا فيها على الفيسبوك

نتائج المرحلة الأولى للمحاكاة أظهرت أن أبو الفتوح الأول يليه حمدين صباحي وبالتالي جاءت الأعادة بين أبو الفتوح وحمدين









Saturday, May 19, 2012

أبو الفتوح في المقدمة يليه صباحي في استطلاع رأي شارك فيه 433 ألف شخص على الفيسبوك


النتائج بالطبع ليست دقيقة لأن نسبة كبيرة من الشعب المصري لا تستخدم الفيسبوك












 

حكاية العدد الأول الذي لم ينشر أبدا من جريدة الغد برئاسة تحرير إبراهيم عيسى


حكاية العدد الي لم ينشر أبداً
كان من المفترض أن يصدر العدد الأول لجريدة "الغد" يوم الأربعاء 9 فبراير 2005، برئاسة تحرير الأستاذ إبراهيم عيسى، الذي تطوع بالعمل هو وفريقه بدون أجر في رئاسة التحرير لحين أن نتدبر الموارد المالية لإصدار الجريدة. كان أيمن نور في السجن منذ رفع الحصانة عنه قبل عشرة أيام، وبالتحديد يوم 29 يناير 2005.


وقضيت مساء الاثنين 7 فبراير كله في إحدى مكاتب فصل الألوان في "دوحة ماسبيرو" بميدان الشهيد عبد المنعم رياض، حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 8 فبراير، مع إبراهيم عيسى وفريقه، للعمل على وضع اللمسات الأخيرة في العدد الأول من جريدة الغد، وهو العدد الذي تحالفت السلطة على منعه من الصدور بالضغط على قيادات داخل حزب الغد وإعادة قيادات أخرى من الخارج لإجبارهم على إيقاف هذا العدد، والإطاحة برئيس التحرير، الأستاذ إبراهيم عيسى - من الجريدة. ويقال أن السبب في منع العدد هو أن المانشيت الرئيسي كان يحمل عبارة "حتى القردة في حديقة الحيوانات تعلم أن الاستفتاءات مزورة"، ولكنني أعتقد أن الموضوع كان أعمق من ذلك، فالحكومة لم ترغب أن يتحالف قلم إبراهيم عيسى الصحفي مع قدرات وشعبية أيمن نور السياسية، وشعرت أن مثل هذا التحالف قد يكون كفيلاً بإحداث "قفلة"، ومخاطر غير مقبولة بالنسبة لبقاء النظام. ففي ديسمبر 2004، وبمجرد أن انتشر خبر أن جريدة الغد ستصدر برئاسة تحرير "إبراهيم عيسى"، قامت الحكومة بإعادة السماح بإصدار جريدة "الدستور" التي كانت قد أوقفتها لمدة 7 سنوات! وكان الهدف الواضح هو إبعاد إبراهيم عيسى عن الغد.


....... ومقالي هذا - كان من المفترض أن ينشر في ذلك العدد - الذي لم ير النور أبداً.


المسرحية


عبر عقود طويلة، نعيش مسرحية عبثية مملة، تتكون من آلاف الفصول التي تتكرر كل يوم، دون أدنى أمل في نزول الستار إيذاناً بالنهاية. وهذه المسرحية تأتي تحت مسميات عديدة، مثل "أزهى عصور الديمقراطية" و"التعددية" و"التنمية"، وغيرها من الأسماء الهلامية، التي لا تجد لها في فصول المسرحية انعكاساً ولا صدى. وهي مسرحية من تأليف وتمثيل وإخراج شخص واحد هو الحزب الوطني، الذي يحاور نفسه طوال المسرحية، في مونولوج سخيف، لا يمتع ولا يضحك، ولا يغني ولا يسمن من جوع.

الفصل الأول من المسرحية هو فصل الإنجازات، الذي يتحدث عن تطور ضخم وتنمية يشهد لها الشرق والغرب، في عالم التصريحات والمليارات، المطعمة بما تيسر من إحصائيات، ومعظمها مضلل لا يصدقه الشعب، الذي عليه – رغم المسرحية - أن يعيش في العالم الحقيقي، وهو عالم لا وجود فيه للرخاء الحكومي، حيث الأسعار ترتفع بصورة مستمرة، بينما تعاني الأجور من الأنيميا الحادة، ويعاني الجنيه من البلاجرا المزمنة، بما يدفع الموظف المسكين إلى أن يمتهن أعمالاً أخرى، أو يطلب الإكراميات مقابل تأدية الخدمات وتمرير الاستثناءات، حتى صدرت فتوى شرعية بأن تقديم الرشوة حلال. الموسيقى التصويرية لهذا الفصل هي إحدى أغاني الإشادة، الذي تؤكد أن الشعب بكامل حريته قد اختار الحزب الوطني دون غيره، لحبه الشديد في الفقر وشظف العيش. خلفية المسرح عبارة عن لوحة ضخمة وردية، دون أي تفاصيل.

الفصل الثاني من المسرحية هو فصل الريادة والتفوق، والعالم الذي يشيد بنا في كل مناسبة وبدون مناسبة، بشهادة صحيفة فرنسية مجهولة تمتدح دوماً أداء الاقتصاد المصري. وتبحث عن تلك الصحيفة الفرنسية حتى تطمئن بنفسك على الأحوال، فتجد أنها صحيفة حائط في المدرسة التجارية الفرنسية بالظاهر. وبينما يشيد العالم بأدائنا المتميز، ولا ينام الليل من فرط حلاوتنا التي هي "زايدة حتة"، باعتبار أن الجريدة (الفرنسية) تصدر الساعة (ستة)، وبينما تحسدنا الصحيفة على الريادة التي لا مثيل لها، يصطدم الشعب بالواقع المرير، والأصفار التي نحصل عليها في كل مجال بجدارة وامتياز، حتى أصبحت تلك الأصفار مثل لعنة شريرة تطاردنا باعتبارنا من سلالة الفراعنة. وطوال هذا الفصل، تسطع أدلة الريادة في خلفية المسرح، التي تزدحم بمقتطفات من الصحف القومية التي تؤكد تفوقنا الملحوظ، بشهادة الخواجات الأجانب. والموسيقى التصويرية لهذا الفصل هي أغنية تتحدث عن فضائل الاستقرار، ومثالب التغيير الذي لا يعلم أحد ماذا يمكن أن يأتي من ورائه، من باب أن "اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش".

الفصل الثالث من المسرحية هو فصل "الاستثمار"، تبدأه حكومة الحزب الوطني بالتغزل في المستثمر، وغوايته بالامتيازات والإعفاءات والوعود لجلب أمواله. وما أن يأتي المستثمر المسكين بأمواله، حتى تطالبه الحكومة بقائمة من المستندات والتراخيص والتصاريح والموافقات، فيجتهد المستثمر في الحصول عليها إعلاء للشرعية وسيادة القانون، ويصطدم أثناء ذلك بالأدراج المفتوحة ونصف المفتوحة، والقرارات العشوائية المتلاحقة، وعدم سداد مستحقاته إن كان مورداً للحكومة، ثم ينتهي الفصل بالملاحقة البوليسية عندما يتعثر المستثمر المسكين ويصيبه الإفلاس، فيسجن أو يهرب خارج البلاد، وينتهي الفصل بخلفية ضخمة، تزينها أسماء المستثمرين بعد وضعهم على قوائم ترقب الوصول، والموسيقى التصويرية تنقلب من موسيقى رومانسية حالمة في البداية، إلى موسيقى رعب، ثم تنتهي بأصوات سارينة سيارات الشرطة، وصوت لطم وشق الهدوم، ونواح المستثمر وأسرته لحظة القبض عليه.

وهناك المزيد من الفصول مثل فصل الرعاية الاجتماعية، وهو فصل فعلاً لأنه ينتهي بنهب أموال التأمينات، وفصل انتشار الخدمات الصحية، الذي ينتهي بوفاة المريض بسبب عدم توفر الدواء، وفصل التنمية البشرية وتميز التعليم الحكومي الذي ينتهي بفاصل من التلقين في أحد الدروس الخصوصية، ثم مشهد لشباب يجلس على الرصيف نتيجة للبطالة المتفشية والمحسوبية في التعيين. أما الفساد والبيروقراطية، فلا يوجد لأي منهما فصل خاص، لأنهما يتجولان في أرجاء المسرح جيئة وذهاباً طوال الوقت وأثناء كل الفصول، ثم ينزلان من على خشبة المسرح، ليقوما بتقليب المشاهدين المساكين وشق جيوبهم بالأمواس والمشارط علناً، ويضحك المشاهدون باعتبار أن هذا هو جزء من المسرحية، رغم تأكدهم من استحالة عودة أموالهم إليهم، ويتذكرون فصل توظيف الأموال اللطيف، الذي انتهى بتوزيع "الحلل" البلاستيك على المشاهدين تعويضاً لهم عن مدخراتهم، بينما ازدانت الخلفية بأسماء كبار المسئولين فيما عرف بكشوف البركة.

وأثناء فصول المسرحية، ولأن الموضوع تمثيل في تمثيل، تتظاهر الحكومة بتقديم الخدمات للشعب، من تعليم وصحة وأمن وعدل ومرافق، وتعد الشعب بتوظيف أبنائه، وتمنح موظفيها المرتبات والعلاوات. تتظاهر الحكومة بذلك، وفي المقابل، وبعد تمرس طويل، يتظاهر الشعب بأنه يسمع كلام الحكومة ويحترم قوانينها، ويمصمص شفتيه ويهز رأسه تصديقاً لتصريحاتها، وهو يعلم تمام العلم أن تلك التصريحات (فشنك)، وأن تلك القوانين واللوائح قد عفا عليها الزمن ولم تعد تصلح للتطبيق على أرض الواقع، لتستمر المعاناة الشديدة والنفاق الجماعي.

وعندما يتململ بعض المشاهدين ويعلو صوت الشعب بالشكوى، ويصاب البعض بنوبات التشنج العصبي والصرع، تلقي الحكومة على المشاهدين خطبة عصماء كتبها أحد الفطاحل من المبرراتية، فحواها أن المسرحية رائعة دون شك، وأن المؤلف قدير، والمخرج متمكن وعتيد في الفن، وأن السبب في فشل المسرحية في الواقع إنما يقع على جماهير الشعب من المشاهدين، الذين لا يفهمون الحكمة العظيمة والفلسفة الرفيعة التي تكمن وراء فصول المسرحية، ويتسببون بجهلهم في إفساد الحبكة الدرامية، وبكثرتهم وتوالدهم المستمر في استنفاد كل كراسي المسرح، رغم أن معظم صفوف المقاعد خالية ومحجوزة نظراً لدواعي الأمن، وبينما يتزاحم السواد الأعظم من الشعب وقوفاً في الممرات الخلفية الضيقة، يتنافس المحظوظون من محاسيب الحكومة على الجلوس في الصفوف الأخيرة بعد سداد "المعلوم" للمسئولين عن تخصيص المقاعد، وهؤلاء المسئولون يعملون بالطبع لحساب حكومة الحزب الوطني الرشيدة.

ومشاهدة هذه المسرحية ليست بالأمر الاختياري، بل إنها إجبارية، لأن كل المسارح الموجودة في البلاد تعرض نفس المسرحية، وإن اختلف ترتيب الفصول. ويتساءل الشعب عن موعد انتهاء المسرحية وإسدال الستار، فتطمئنه السلطة بأن هناك مسرحية جديدة قادمة في الطريق، تحت اسم "مرحلة جديدة"، أو "صحوة كبرى"، أو "فكر عصري"، وغيرها من اللافتات والأفيشات. وينتظر الشعب على مضض، ولكنه يُصدم عندما تبدأ أي من تلك المسرحيات "الجديدة"، عندما يكتشف أن الممثل واحد مهما تلون وجهه بالأصباغ والأحبار، والمضمون مكرر ممجوج، وإن اختلفت ألفاظ الحوار.

كيف نتخلص من الحصار المفروض علينا من قبل تلك المسرحية التي لا تنتهي؟ هل يمكن أن نخرج من المسرح لنتنفس هواءً نقياً لا يلوثه فساد أو احتكار أو نفاق؟ وفي نفس الوقت، كيف يتوقع المشاهدون أن تنتهي المسرحية بينما هم يصفقون في نهاية كل فصل؟ ورغم أن الشعب يصفق استعجالاً لانتهاء المسرحية، إلا أن الحزب الوطني يأخذ هذا كعلامة أكيدة تدل على أن الشعب سعيد جداً بالمسرحية ولا يطيق انتهاءها، فتصدح أصوات الجوقة بأغاني التجديد والمبايعة. ألم يحن الوقت حتى يطالب الشعب الحزب الوطني بالنزول من على خشبة المسرح ويمنح فرقته التمثيلية أجازة بدون مرتب – أو بمرتب – بشرط أن يستمتع بالراحة بعد احتكار الأداء لعقود طويلة؟

متى نرى اليوم الذي يتقاعد فيه الحزب الوطني ويترك خشبة المسرح؟

أو على الأقل، متى يكتفي الحزب الوطني بمسرح واحد، ويترك باقي المسارح للفرق الأخرى؟

Thursday, May 17, 2012

Will #Ikhwan Grab Power in the Coming Chaos? Debate Started 6 Sep 2010 Request to Join #HypatiaDebates


Will the Muslim Brothers Grab Power in the Coming Chaos? 

Debate Started 6 Sep 2010  


هل سيستولى الإخوان على الحكم في الفوضى القادمة؟

بدأت هذه المناظرة في 6 سبتمبر 2010

سجل للمشاركة في استكمال هذه المناقشة




Request to Join #HypatiaDebates

#MB
#Ikhwan
#HypatiaDebates



The Challenge of Survival : Enemy within




مشكلة البقاء: العدو داخل الأسوار

  بقلم  : وائل نوارة   المصري اليوم - نشرت ٢١/ ٩/ ٢٠١٠

رأينا كيف أدى الانتخاب العكسى، أو المقلوب، إلى تلويث قيم المجتمع وسيادة مبدأ «البقاء للأفسد»، وهو عكس المبدأ الطبيعى «البقاء للأصلح»، وأن ما ينتج عن ذلك هو أن نفشل فى تحقيق التطور الطبيعى فنتدهور بينما يتقدم من حولنا، ورأينا كيف استفحلت المشكلة على كل المستويات وفى المؤسسات كافة وليس فقط فى المجال السياسى. وفى ضوء التنافس المستمر مع المجتمعات والأمم الأخرى، نخوض نحن معركة خاسرة مقدماً، بينما تقودنا نخبة مضروبة- تضم أسوأ عناصر المجتمع- نحو هزائم وأصفار حتمية، مع تفشى حالات الفشل العام والخاص.

وبما أننا نتبنى منهج محاكاة الطبيعة البيولوجية فى التحليل، اسمحوا لى أن أستعير فكرة الجينات أو DNA، الذى يتحكم فى خصائص الكائنات الحية، ويحمل الشفرة الوراثية لكل فصيل بكل ما تعلمته الأجيال السابقة من دروس التواؤم مع البيئة من أجل البقاء. الثقافة بالنسبة للأمم والشعوب والحضارات مثل الـ DNA بالنسبة للفصائل الحية.

 وعندما أقول الثقافة Culture هنا، فأنا لا أقصد المعنى الذى يدل على الآداب والفنون والعلوم، بل أتحدث عن المفهوم الأنثروبولوجى للثقافة، وهو أقرب لفكرة «طريقة الحياة»، حيث تشير الثقافة طبقاً لهذا التعريف إلى مجموعة القيم والسلوكيات، والعادات والتقاليد، ونظم التفاعل الاجتماعى، التى يطورها ويتبناها مجتمع ما، باعتبارها تحمل فى طياتها الحل الجماعى لمشكلة البقاء، بقاء المجتمع أو الجماعة أو الأمة.

هل لدينا مشكلة فى البقاء؟ لعل الأمة المصرية من الأمم التى حباها الله بقدرة متميزة على البقاء رغم كل شىء. مر عليها المحتلون والغاصبون والجباة والبلطجية والمستبدون من كل ملة، وصمدت فى امتحان البقاء. ولكن اليوم، يشعر البعض– أو الكثيرون– منا بصورة غريزية بحلول أو قرب حلول مشكلة ضخمة تهدد بقاءنا بصورة خطيرة. الدليل على هذا نراه فى الأبحاث التى تشير إلى أن نسبة ضخمة من المصريين يفكرون فى الهجرة بصورة أو بأخرى، ونراه فى أنفسنا وفى كيف ينظر كل منا لنفسه وغده وأبنائه بقلق متزايد. لا أتحدث هنا فقط عن نزاعات حوض النيل– ومصر هى هبة النيل– وما يمكن أن تؤدى إليه، أو عن خطر أن ينفجر الشريط الأخضر الضيق بنا وبمن نحب تحت وطأة النمو السكانى والازدحام العشوائى فتتحول مصر لمقبرة بحجم الدولة، فكل هذه المصائب والكوارث هى فى الحقيقة أعراض للكارثة الحقيقية، وهى أن ثقافتنا– طريقة حياتنا– منظومة القيم التى تتحكم فى سلوكياتنا وعاداتنا وتقاليدنا ونظمنا ومؤسساتنا، لم تعد مناسبة لتحديات البيئة التى تحتضننا.

فى لحظة مصارحة مع النفس، لابد أن ندرك أن مستقبل أولادنا محاط بتهديدات تبدو خارجية، لكن منبعها فى الحقيقة داخل كل منا. الخطر يدق على الأبواب، ولكن العدو داخل الأسوار.

أبناؤنا يسافرون إلى الخارج فليتحقون بمنظومات سوية، يبدعون فيها ويتميزون وينجحون، رغم أن هروبهم من مصر علامة على أنهم لم يستطيعوا النجاح فى الوطن. ملايين المصريين الآن يتبنون الحل الفردى، سواء بالهجرة أو بالسكن فى مستعمرة مخلقة عالية الأسوار، غريبة عن البيئة المحيطة بها. على قدر نجاحنا فى الحل الفردى، لم نجرب الحل الجماعى.. أن نعمل على تغيير هذا الوضع المتردى معاً. وهو لن يتغير إلا إذا عملنا معاً على تغييره.

أتذكر تجارب كثيرة، عندما يختلف السكان فى إحدى العمارات على المشاركة فى المنافع العامة، صيانة العقار والمصاعد، كهرباء ونظافة السلم، وغيرها من أشياء بسيطة، وتتفاقم المشكلة، فتصطخب العمارة بالزبالة والقذارة، وتتدهور حالة المصاعد والمنافع العامة، وبينما يجتهد كل ساكن فى تجميل شقته من الداخل، لا يمكن أن ينفصل عن المرافق المشتركة التى تحدد فى النهاية جودة الحياة فى هذه العمارة.

هذا هو الوضع الحالى، تسرب الفساد لأساس البناء، امتلأت طرقات وممرات العمارة بالزبالة والقوارض والحشرات، تدهورت أحوال البنية الأساسية الدستورية والإدارية والتشريعية فى مصر، عجز الموهوبون عن العمل والكسب، وضعنا العوائق أمام المتميزين ليتقدمنا الفسدة، فأصبح البناء على وشك السقوط، بينما ينشغل كل منا بالتخطيط لشركته أو مؤسسته أو بيته، غير مدرك أن تدهور الوضع العام ينذر بكارثة ستنعكس– أو انعكست بالفعل- على الوضع الخاص لكل منا.

نحتاج لأن نغير بسرعة من هذا الوضع المأساوى. نحتاج لأن يصبح كل منا هو التغيير الذى ننشده. لابد أن نستعدل الأوضاع المقلوبة، أن نعمل على تقويم أو إسقاط أو مقاطعة المؤسسات التى تعمل بطريقة الانتخاب العكسى.

نحتاج أن نحترم وندعم التغيير والتطور الذى هو منهج الكون. أن نحترم الانتخاب الطبيعى الذى هو طبيعة الحياة. أن نعلم أن للسن أحكاماً، وأن صبغ الشعر وشد الجلد لا يديران عقارب الساعة للوراء. أن رتوش الفوتوشوب والتزييف والتزوير لأى صورة لا تغير الواقع.

 قد نخدع البعض باصطناع خبر أو صورة، لكننا لن نتقدم فى الواقع الملموس بمجرد ترويش الصورة على طريقة سرايا التعبيرية. لابد أن نعلم أن الإنسان هو مصدر الإبداع والثروة. وأن الموهوب هو عملة نادرة يجب أن نحافظ عليها ونستفيد من قيمتها. لابد أن ندفع بالموهوب والعامل والمتميز لأعلى المراكز فى المجتمع، ليصبح هؤلاء هم النخبة الطبيعية، فهذا ما يحمينا ويضمن مستقبل أحبائنا.

تتحدث الأم فتقول: إن كنت تبحث عن الكنز، أنا أدلك على مكانه: فى قلب كل واحد من أولادى وفى ساعديه وفى رأسه. إذا جعلت قلبه حزيناً، وقيدت ذراعيه بالسلاسل، ووطئت رأسه بحذائك، فلا تشكُ من الفاقة وسوء المآل.


My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook