الأحد، مايو 20، 2012

غياب العملية السياسية - والخيارات المرة


بمناسبة الدستور ... ناس يقولك - ما تسيب المجلس يكتب الدستور زي ما يكتبه ... مش الشعب سيستفتى عليه في النهاية؟


الكثيرون يتصورون أن الديمقراطية هي صندوق انتخابات ... وأن الاستفتاء كاف لحل كل المشاكل

لكن انتخابات أو استفتاءات على إيه؟

هذه هي فائدة العملية السياسية الصحية

أن تخلق بدائل يمكن أن يختار منها الشعب - والعملية السياسية تشمل حوارات واسعة مع مختلف طوائف الشعب - حوارات في الإعلام - حوار مجتمعي وسياسي - وتحسين للبدائل وتطوير لمشروعات الوثائق أو بنود الدستور قبل أن نضعها للاستفتاء ... منافسة بين الأحزاب والمرشحين ومناظرات ومناقشات للبرامج وتديل البرامج طبقا للمناقشات ... كل هذا قبل أن نذهب لصناديق الانتخاب

ماذا لو لم يكن لدينا عملية سياسية؟ وما هي فائدة وجود عملية سياسية؟

الاستفتاء أو الانتخاب دون عملية سياسية سليمة يؤدي لنتائج سيئة - يعني لو الخيار بين زفت وقطران والشعب اختار زفت مش العيب عليه لكن على العملية التي لم تفرز سوى هذين الخيارين وكلاهما مر

مثال آخر

نفترض أن الشعب قد كلفك بتقديم 3 بدائل لتوليد طاقة نظيفة ورخيصة يختار منها - وأنت لعبت ولم تقم بالدراسة طبقا للأصول


‏ وقدمت للشعب أنت 3 بدائل فاشلة ليختار منها - سيضطر للخيار باعتبارك أنت المختص - وسيختار بديل فاشل


 هل العيب يكون على الشعب؟ أم على عملية الدراسة والتصميم التي قمت أنت بها وهذا هو دورك كمختص؟ العيب في العملية



إذن قصور عملية سياسية عن إنتاج بدائل جيدة ليختار منها الشعب - أو عدم قدرتها على إنتاج وثائق (دستورية مثلاً) اعدت طبقا للأصول ليستفتى عليها - يجعل الشعب مضطرا للخيار بين الزفت والقطران







ليست هناك تعليقات:

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook