الأحد، مايو 06، 2012

ما هي المشكلة عندما يكون الدين هو الوطن؟



الجو معبق برائحة إفرازات شبقية ممن يريدون ان يغتصبوا بهية - وابناؤها مغيبون يطرحونها أرضا 

فيسهل على الغاصبين أن يملكوا زمامها - والأبناء غافلون

لماذا يفعلون ما يفعلون؟

الحجة : أصل ماما شخطت فينا 

ياض منك له - كتك شخطة لما تشخبط وتلخبط كيانك وانت شحط وطويل واهبل ومش فاهم حاجة البعيد

....


في الصراع اللي احنا فيه ده مافيش ملايكة ولا شياطين - لكن فيه ناس عايزة مصلحتها ومصلحة الوطن - وناس عايزة مصلحتها ومعندهاش مفهوم الوطن أصلا

وفيه ناس نيتها طيبة في النص ... بس اتعورت مثلا بطوبة معدية من هنا أو هناك ... فدايرة تضبش ... والطيبين اللي في النص دول  هما أخطر نوع -- لأن حماسهم يسبق حسن تقديرهم -- وبراءتهم ونقاؤهم يغطي على سذاجتهم


الناس اللي عايزة مصلحة الوطن ومش مهم مصلحتها -- ما هماش جزء من الصراع أصلا - لأن الصراع على السلطة والمصالح 


وممكن يكونوا للأسف من النوع التالت - اللي مالوش مصلحة ونيته طيبة بس مش فاهم حقيقة الصراع وسهل ينضم لأي طرف حسب ظروف الخناقة

.....

ناس يقولك بس الإخوة وطنيين ...


طيب ...

أطلب من واحد فيهم أن يحلف على المصحف أنه يعترف بمصر كدولة مستقلة تقوم على المواطنة وقائمة بنفسها خارج مشروع الخلافة بتاعه؟ 

يقولك مصر دي حتة طين

الوطن هو دار الإسلام

طيب

إذا كنت لا تعترف بمصر كدولة ووطن - ما هي مشروعية مشروعك السياسي اصلاً؟

هو مشروع - بالمفاهيم السياسية الحقوقية - غير مشروع - لأنه يريد أن يستخدم تفويضاً شعبيا محدودا في إلغاء هوية الوطن ومسخها لإمارة في مشروعه الديني - وطنه هو الدين وليس مصر

التفويض السياسي الذي يحصل عليه حزب الأغلبية يتيح له الحكم وخدمة الشعب والدفاع عن الوطن - لكن لا يتيح له تغيير هوية الوطن أو إلغائها ...

لا مانع طبعا أن يسعى مثلا لتحالفات أو حتى اتحاد مع آخرين

بشرط أن يعرف في البداية مفهوم الولاء الأول - هل هو للوطن أم لغير الوطن؟

ما هي المشكلة عندما يكون الدين هو الوطن؟


أو بمعنى أدق ... عندما يكون وطن الحكام هو الدين -

عندها يصبح من يخالفهم في الدين أو المذهب أو حتى التفسير - يصبح غير مواطن وهذا هو موضع الاختلاف الحقيقي


الصراع واضح الآن : لما البلتاجي قال يوم الجمعة إن الزحف على وزارة الدفاع هو رسالة إنذار للمجلس - يتضح سبب الاضطرابات التي نعيشها الآن

الإخوة الشيوخ أرادوا أن يغيروا طبيعة الدولة لدولة برلمانية - من خلال أغلبيتهم في البرلمان - وبالتالي السيطرة على كتابة الدستور - بموجب خريطة الطريق المعيوبة والمعوجة التي رسموها للمجلس العسكري وساقوا البلاد فيها لمدة 18 شهرا - دون تقدم خطوة واحدة

وعندما فشلوا في السيطرة على لجنة الدستور  دفعوا باثنين مرشحين مرة واحدة - اصلي واستبن على منصب الرياسة (غير أن هناك 2 مرشحين آخرين كانوا أعضاء في الجماعة حتى العام الماضي وخامس يشاركهم في المشروع)  - عكس ما قالوه من قبل أنهم لن يترشحوا على منصب الرياسة

بل وصل بهم السفور أن قال أحدهم  بما معناه " ... نحن مع الجمهورية الرئاسية إن فاز فلان بالرياسة - ومع البرلمانية إن لم يفز ... " وكأن دستور البلاد يجب تفصيله حسب مقاس جماعة غير شرعية اصلا ومنحلة بحكم الدستور والقانون - لأنها تعمل في مجالات لا يمكن الجمع بينها .... فلا يمكن طبقا للقانون أن تقوم شركة بإنشاء حزب - أو يمتلك حزب شركة - أو تمتلك شركة جمعية أهلية ... فالفصل بين المجالات والسلطات ضروري لعمل الديمقراطية - ولا يجمع بين السياسة والبيزنس والنقابات والجمعيات الأهلية والدينية وهكذا  - لا يجمع بين كل هذه الأشياء سوى عصابات المافيا

ثم حاولوا السيطرة على الوزارة التي ستجري انتخابات الرياسة

وعندما فشلوا في ذلك لأن الإعلان الدستوري الذي وافقوا عليه لا يسمح لهم بذلك

أرسلوا الزحف المدمر ... ملثمين وظواهري والذي منه - وكلهم فروع والأصل واحد ومعروف ...

والرسالة  ... إما أن نحكم ونسيطر على كل السلطات - أو نعيث في البلاد الفوضى العارمة

لأنهم يعلمون أن هذه هي فرصتهم الأخيرة -- ولن يتركوها بسهولة

مش ده المهم -- كل ده مفهوم ومعروف ومالوش حل - صعب تقول لحد يغير عقيدته السياسية التي تربى عليها وقد أقسم على الطاعة والولاء لغير الوطن ...

لكن المهم ولاد الست الغلبانة يفوقوا بأه ... قبل ما يودوا أمهم في ستين داهية



ليست هناك تعليقات:

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook