Sunday, March 31, 2013

«الوطن» تكشف بعض مصادر تمويل «الإخوان» من الخارج

«الوطن» تكشف فى تحقيق استقصائى مصادر تمويل «الإخوان» من الخارج: التنظيم يعتمد فى تمويله على الجمعيات الخيرية فى سويسرا.. ويضع على رأسها شخصيات «إخوانية» غير معروفة

المستندات: «الإخوان» تدير 8 جمعيات لديها سيولة 35 مليون جنيه فى عام واحد ويتم التصرف فيها وفق قرارات المرشد 



لم يكن تتبع استثمارات وأموال تنظيم الإخوان المسلمين فى الخارج بالأمر اليسير، حيث يتبع هذا الكيان خطوات بالغة التعقيد والتشابك لإخفاء علاقته بأى من مصادر تمويله المجهولة لدى السلطات المحلية والأجنبية.ولأنها جماعة وُلدت «سرية» واستمرت «محظورة» فقد اعتادت العمل تحت وطأة المطاردة، وابتكر قادتها أساليب خاصة لإخفاء أموالهم عبر أشخاص ربما لا يعرفهم الكثيرون، ليكونوا فى مأمن عن أعين حكام الدولة التى ظلت تطاردهم وتصادر أموالهم المشكوك فيها طيلة ثمانين عاماً.
كانت جماعة الإخوان أكثر خبرة من رجال نظام مبارك فيما يتعلق بالتعامل مع الجمعيات والشركات التى تدير من خلالها أموالها حول العالم المسمّاة بجزر النعيم الضريبى وشركات الـ«أوف شور»، فأصبحت مهمة فريق تحقيقات «الوطن» أكثر صعوبة فى تتبع تمويل هذه الإمبراطورية عبر هذا التحقيق الذى استغرق 5 أشهر.
البداية
كان من البديهى أن تكون أولى خطوات تتبع تمويل تنظيم الإخوان المسلمين نابعة من الخارج، التمويل الداخلى القائم على جمع التبرعات والاشتراكات من الأعضاء البالغ عددهم 500 ألف عضو - وفق ثروت الخرباوى القيادى السابق بالتنظيم، لذا كان لزاماً التوصل إلى المنبع الرئيسى.
الخيط الأول كان يوسف ندا رجل الأعمال المصرى الحاصل على الجنسية الإيطالية، والذى كان يشغل منصب المفوض لجماعة الإخوان فى الخارج ومؤسس «بنك التقوى» الذى اتهمه الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش بتمويل هجمات 11 سبتمبر.
تشير الوثائق إلى أن يوسف ندا قد أسس «بنك التقوى» فى جزر «البهاما» إضافة إلى شركتى «ندا إنتر ناشيونال للخرسانة» و«التقوى للإدارة» وتمت تصفيتهما فى فبراير 2004.
بدأت شركة التقوى للإدارة «Al Taqwa Management Organization SA» برأس مال قيمته 100 ألف فرنك سويسرى وقت التأسيس فى يوليو 1988، وطرأت عليه عدة تغيرات حتى عام 2001 عندما بدأت السلطات الأمريكية فى وضع اسم مؤسسات «يوسف ندا» و«على غالب همت» أحد أهم شركائه - تحت الحراسة، مما دفع بالشريكين (ندا وهمت) إلى تغيير اسم الشركة من «التقوى للإدارة» إلى «ندا للإدارة» «NADA MANAGEMENT ORGANIZATION SA in liquidazione» وعملت الشركة فى مجال الاستشارات والخدمات الائتمانية وتنفيذ المشروعات وإدارة الممتلكات والوساطة العقارية.
الدراسة التى أعدها المركز الاستراتيجى والتقييم الدولى فى الولايات المتحدة أشارت إلى أن يوسف ندا قام بخرق حظر السفر المفروض عليه من قبل الأمم المتحدة عام 2002 وسافر من محل إقامته فى إيطاليا إلى سويسرا وقام بتغيير أسماء العديد من شركاته وتقدم بطلبات لتصفية شركاته الجديدة وعيّن نفسه مسئولاً عن التصفية، وهو ما تؤكده مستندات سويسرية حصلت عليها «الوطن» بالنسبة لعدد من الشركات التى تحمل اسم «التقوى».
لم تحمل الأوراق جديداً فى هذا الشأن، حيث صودرت أموال ندا «الشركة والبنك» بعد اتهامه بالتورط فى أحداث 11 سبتمبر، إلا أن الأوراق راحت تكشف بعداً أكثر أهمية، وهو خريطة تشابك العلاقات بين المؤسسين والخيوط الأولى وراء تمويل التنظيم، حيث حملت أوراق تأسيس شركات يوسف ندا عدة أسماء لأشخاص ينتمى بعضهم لتنظيم الإخوان فى دول مختلفة، كما أن بعضهم أسس جمعيات عديدة تقوم على جمع التبرعات والاشتراكات من الأعضاء للإنفاق تحت بنود ظاهرية تتمثل فى (تعميق الوعى الإسلامى والرغبة فى مساعدة الآخرين وتعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية للأعضاء وتمكين الأعضاء من الوفاء بواجباتهم تجاه أسرهم وأنفسهم).
فى تصريحات صحفية لجريدة «الوفد» فى أكتوبر 2011، كان محمد مهدى عاكف المرشد السابق للجماعة يتباهى بأن تنظيم الإخوان المسلمين منتشر فى 72 دولة حول العالم ويوجد لديهم العديد من التنظيمات فى كل هذه الدول حتى الولايات المتحدة نفسها، حيث توجد الجمعية الإسلامية الأمريكيه «MAS». تصريحات المرشد السابق تؤكد أن الإخوان فى الدول الأجنبية اعتمدوا فى تنظيمهم على جمعيات إسلامية أو دعوية ذات نشاط خيرى.
8 جمعيات خيرية أغلبها فى سويسرا تمكن فريق «الوطن» من كشف سيطرة الإخوان على مجالس إداراتها، والتى تقوم بجمع الاشتراكات والتبرعات من الأعضاء بهدف تمويل أنشطة التنظيم، لم تحصر الأوراق الخاصة بهذه الجمعيات عدد الأعضاء، لكنها ترصد بعض المبالغ التى كانت موجودة فيها وقت حصول الجريدة على المستندات بخلاف معلومات إضافية عن نشاطها ومديرها، وجاءت كالتالى:
- الجمعية الأولى تحت اسم «الجماعة الإسلامية فى «كانتون» بسويسرا «Comunità Islamica nel Canton;Ticino» تم تأسيسها عام 1992، يشغل منصب الرئيس التنفيذى لها رجل الأعمال الإيطالى من أصل سورى «على غالب همت» والذى يعد أحد قيادات الإخوان، بينما يشغل محمد محمود عبدالمعطى (مصرى الجنسية) منصب النائب، وتضم قائمة عضوية مجلس الإدارة كلاً من «محمد كرموص» تونسى يحمل الجنسية الفرنسية و«سليمان سليمان» و«فهيم المحب» ليبيين، وكان من ضمن المؤسسين «سعد أبوزيد إبراهيم» مصرى يحمل الجنسية الإيطالية، خرج من مجلس الإدارة فى 16 أبريل 2002، أعقبه خروج «أحمد نصر الدين إدريس» فى نوفمبر 2003.
الأسماء التى تظهر فى مجلس الإدارة غير معروفة لدينا، فكانت المهمة الأولى معرفة من هؤلاء وتوجهاتهم السياسية لتتكشف المفاجآت تباعاً، الدكتور «محمد كرموص» وفقاً لموقع مركز «سواسية» لحقوق الإنسان الذى أسسته جماعة الإخوان المسلمين فى 2004، يقدمه باعتباره أحد قيادات الإخوان والذى كان يشغل منصب عضو المجلس الاستشارى لمركز سواسية لحقوق الإنسان، وبالبحث عن باقى الأسماء نكتشف أن «سليمان سليمان» ليبى الجنسية هو نفسه «سليمان عبدالقادر» المراقب العام للإخوان المسلمين فى ليبيا، و«إدريس نصر الدين» رجل الأعمال الكويتى ذو الجنسية الإيطالية قد عمل قنصلاً فخرياً للكويت فى «ميلانو»، وأحد الموظفين السابقين فى مؤسسة «بن لادن» وكان أحد المتهمين فى أحداث 11 سبتمبر والتى ثبت عدم صحة تلك الاتهامات ضده خلال 2006، ويمتلك إدريس عدداً كبيراً من الشركات الاستثمارية فى بنما من بينها «COSMO BUILDING MATERIALS INC» وهى شركة مواد بناء مؤسسة فى 1995، وشركة قابضة تحت اسم
NIGERIA SHARES MANAGEMENTHOLDING INC». بخلاف 4 شركات أخرى، كلها مؤسسة فى بنما فى تواريخ ما بين 1992 وحتى 1995.
وفقاً للسجلات السويسرية فإن: الجماعة الإسلامية فى «كانتون» هى منظمة دينية غير هادفة للربح، تهدف فى الأساس إلى تعزيز الممارسات الدينية ونشر الوعى الإسلامى، وتوفير المساعدات للأعضاء والمسلمين للوفاء بواجباتهم تجاه أنفسهم وأسرهم والتعاون مع الجمعيات الإسلامية والهيئات الأخرى، وتعتمد فى تمويلها على الاشتراكات الشهرية الإلزامية التى تحددها اللجنة للأعضاء الفاعلين وغيرهم، والتبرعات والهبات، وتتشكل الجمعية إدارياً من أعضاء مؤسسين ومساهمين ولجنة تتكون من 5 إلى 7 أعضاء بخلاف الأقسام الإدارية الأخرى.
وتوضح المستندات التى تمكنت «الوطن» من الحصول عليها، أن الجمعية الإسلامية وفقاً لميزانية 2006، كان بها سيولة مالية قدرها 414٫5 ألف دولار تعادل «2٫8 مليون جنيه»، بخلاف 531٫2 ألف فرنك سويسرى تعادل «3٫8 مليون جنيه»، لتصل القيمة الإجمالية لهذه السيولة قرابة «6٫6 مليون جنيه».
الجمعية الثانية: «مركز الثقافة الاجتماعية للمسلمين فى لوزان بسويسرا» Centre Socio Culturel des;Musulmans de Lausanne تم تأسيسها فى 2002، وتعتمد فى تمويلها على اشتراكات الأعضاء وأموال الهبات والمنح والاستثمارات الأخرى وذلك وفقاً لمستندات تأسيس الجمعية فى سويسرا.
الهدف من إنشاء الجمعية هو الترويج الثقافى والدينى والاجتماعى والتعاون مع المنظمات الأخرى، وبها سيولة مالية قدرها 6٫6 مليون جنيه، ويشغل منصب الرئيس التنفيذى لها «محمد كرموص»، إلى جانب أمين الصندوق «أحمد بن رحومة» التونسى الأصل والذى يحمل الجنسية السويسرية.
الجمعية الثالثة تحت اسم «المؤسسة الثقافية الاجتماعية فى سويسرا» «FONDATION EURO-SUISSE MITHAK» أنشئت فى أبريل 2010 بهدف تحسين صورة المسلمين فى سويسرا ومساعدتهم على الاندماج فى العمل الاجتماعى وإنشاء جسور تواصل بين الشباب المسلم فى الغرب والدول المسلمة.
لم تذكر السجلات السويسرية أى معلومات عن طرق تمويل الجمعية، إلا أن ميزانية عام 2009 ذكرت أن السيولة المتاحة لديها بعد الصرف على أهدافها بلغت 192 ألف دولار بخلاف 213 ألف فرنك سويسرى «2٫8 مليون جنيه».
ووفقاً للسجلات فإن تشكيل مجلس إدارة المؤسسة يتكون من 5 أعضاء على الأقل، بخلاف مراقبى الحسابات، إلى جانب مجلس أمناء، وتكشف المستندات أيضاً أن محمد كرموص يشغل منصب رئيس مجلس الأمناء إلى جانب آخرين منهم «غريب العربى» فى منصب الرئيس التنفيذى وهو من أصل تونسى، و«فاطمة بوتيرا» تونسية أيضاًً، ولهما حق التوقيع.
الجمعية الرابعة: تحت اسم «مؤسسة التأثير الاجتماعى والثقافى» FONDATION D'OEUVRES A RAYONNEMENT SOCIOCULTURELLES FORS أنشئت فى أوائل 2010 بغرض المساهمة فى الحياة الثقافية وإلغاء الحواجز، والتبادل الثقافى، وتهدف أيضاً المنظمة إلى تقديم الإعانات للأشخاص الذين يحتاجون إلى إعانات اجتماعية وهى منظمة غير هادفة للربح وفقاً للسجلات السويسرية.
الأوراق التى حصلت عليها «الوطن» بشأن المنظمة تكشف وجود سيولة مالية لديها قيمتها تعادل 2٫8 مليون جنيه مصرى، وتدار المنظمة من خلال مجلس أمناء ومجلس تنفيذى، يشغل الدكتور «محمد كرموص» عضواً بمجلس الأمناء بينما ذكرت الأوراق أن «نادية كرموص» تشغل منصب الرئيس التنفيذى.
تكشف أوراق أعضاء الإدارة أن هناك علاقة قرابة ما بين الدكتور محمد كرموص ونادية كرموص، لكنها لم تحدد طبيعة العلاقة، ونادية كرموص كانت أحد المؤسسين فى المنظمة إلى جانب آخرين من بينهم أحمد بن رحومة الذى ورد اسمه فى السابق فى عدد من الجمعيات التى تم ذكرها لكنه تخارج من إدارة الجمعية فى مارس 2013.
الجمعية الخامسة: تحت اسم «اتحاد مسلمى سويسرا» Ligue des Musulmans de Suisse; تم تأسيسها فى يناير 2006، على يد الدكتور محمد كرموص الذى تخارج منها عام 1997 ليترك الإدارة لاثنين آخرين من تونس هما «عادل مجرى» و«طاهر جويلى».
وتكشف مستندات تأسيس الجمعية أن الهدف منها الحوار بين مختلف الثقافات والأديان، وتعتمد فى التمويل على اشتراكات الأعضاء والبالغ عددهم بحسب أوراق سرية حصلت عليها «الوطن» 10 أعضاء متطوعين و120 عضواً ناشطاً، بخلاف 500 عضو آخرين، وذكرت الأوراق أن اشتراكات الأعضاء ورسوم العضوية هى المورد الرئيسى للتمويل، فيما لم تحدد الأوراق أى موارد أخرى، بينما تكشف ميزانية العام الأول لبدء عمل المنظمة فى سويسرا أن بها سيولة مالية تصل إلى 6٫6 مليون جنيه موزعة ما بين دولار وفرنك سويسرى.
وتذكر الأوراق أنه تم نقل مقرها من مدينة «نيوشاتل»، فى عام 2008 مما دفع الإدارة فى السجل التجارى إلى حذف اسمها من السجلات لديهم وتم إدراجها فى مقر آخر.
الجمعية الخامسة: «الاتحاد الإسلامى للمعلمين» «UNION ISLAMIQUE DES ENSEIGNANTS» تأسست فى يناير 2010 على يد «محمد كرموص» وشغل منصب الأمين العام للجمعية و«عبدلله الكندرى» كويتى الجنسية، بهدف الدفاع عن الحقوق النقابية والمهنية ودعم التعاون السياسى بين جميع الدول الأعضاء، وتعتمد فى التمويل على إيرادات سنوية ناتجة عن المطبوعات التى تقدمها والمنح والهبات.
مستندٌ سويسرىٌ آخر يكشف أن ميزانية الجمعية بنهاية عام 2009 كانت تمتلك سيولة قيمتها 479 ألف دولار بخلاف 531 ألف فرنك سويسرى أى ما يعادل 7 ملايين جنيه مصرى.
الجمعية السادسة: «رابطة المنظمات الإسلامية فى زيوريخ» تم تأسيسها عام 1996 «Vereinigung der Islamischen;Organisationen in Zürich» وتعتمد على الرسوم السنوية والاشتراكات، والهدف منها بناء مركز إسلامى ومقبرة إسلامية وذلك وقت التأسيس، كما تكشف الأوراق تغيير الهدف الرئيسى للمنظمة إلى التنسيق بين المنظمات الإسلامية المحلية فى زيوريخ والمنظمات الأخرى فى سويسرا، وتقوم فى حدود قدراتها على ممارسة الشعائر الدينية، والمصالح الاجتماعية والثقافية وتجهيز المسلمين بالمعرفة اللازمة والأدوات لمواجهة المشاكل اليومية.
الجمعية تم تأسيسها على يد «إسماعيل أمين» من أصل مصرى يحمل الجنسية السويسرية و«محمود الجندى» يحمل الجنسية السويسرية وآخرين.
الجمعية السابعة: «مؤسسة الجماعة الإسلامية فى زيوريخ» Stiftung Islamische Gemeinschaft Zürich تم تأسيسها عام 1994، على يد إسماعيل أمين، و23 شخصية أخرى من بينهم «محمد منصور» و«حسن أبويوسف» يحمل الجنسية السويسرية، و«محمد إبراهيم» وهو أحد شركاء «يوسف ندا» فى شركة التقوى للإدارة والتى تم إغلاقها عام 2004، بخلاف آخرين من ليبيا وشخصيات عربية يحملون الجنسية السويسرية.
وتهدف الجمعية إلى مساعدة مسلمى زيوريخ، وتعتمد فى التمويل على رسوم الاشتراك السنوية بخلاف دعم الجمهور والتبرعات وإيرادات الأنشطة المختلفة التى تقوم بها الجمعية من إدارة مساجد ومبانٍ عقارية.
وترصد ميزانية الجمعية، التى حصلت عليها «الوطن»، أنه بنهاية عام 2006 كانت لديها سيولة مالية قيمتها 166 ألف دولار بخلاف 213 ألف فرنك سويسرى «2٫6 مليون جنيه».
الجمعية الثامنة التى نجح فريق «الوطن» فى كشف علاقتها بجماعة «الإخوان» كانت تحت اسم «الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية فى جنيف» International Islamic Charitable Organization٫ Sharq Koweït٫ succursale de Meyrin ولها فروع فى عدد من الدول العربية من بينها الكويت وتم تسجيلها فى عام 2001 فى جنيف كفرع للمركز الرئيسى الموجود الكويت. بهدف مساعدة المحتاجين من المرضى والأيتام وضحايا الكوارث والمجاعات.
وتم إدخال عدة تعديلات على الجمعية من بينها إلغاء الترخيص للفرع فى جنيف فى مارس 2010، وتضم الجمعية 31 عضو مجلس إدارة يتصدرهم من الأسماء المعروفة بانتمائها لجماعة الإخوان الشيخ «يوسف القرضاوى» - قطرى الجنسية والمصرى الأصل، إلى جانب الدكتور «زغلول النجار» و«على غالب همت» القيادى الإخوانى بجانب آخرين من الكويت وليبيا وسويسرا.
ويخلص التحقيق إلى أن الجمعيات الثمانى التى تم رصدها وتتبع ميزانياتها وسجلاتها، تظهر أن الفائض لديها مجتمعة، بعد استنفاد بنود المصروفات عن عام مالى واحد تجاوز 35 مليون جنيه مصرى، علماً بأن بعضها تم تأسيسه منذ 1996 أى ما يقارب 17 عاماً.
ومن بين الجمعيات الأخرى الشهيرة بانتمائها لجماعة الإخوان، الجمعية الإسلامية الأمريكية «MAS» والتى يرأسها الدكتور «عصام عميش» وتم تأسيسها عام 1993 وتعمل فى مجال الدعوة والتعليم والشباب وتضم نحو 1000 عضو عامل وأكثر من 100 ألف من المشاركين وتنتشر من خلال 60 فرعاً فى 35 ولاية وتنشط الجمعية من خلال هيكل إدارى يشمل عدداً من المؤسسات والأقسام من بينها مؤسسة «الحرية للعمل السياسى والحقوقى» ومؤسسة «الدعوة والتعريف بالإسلام» و«مؤسسة الخدمات الاجتماعية» و«الجامعة الإسلامية الأمريكية» و«مجلس المدارس الإسلامية» و«مؤسسة الكشافة الإسلامية» و«مركز التكوين والتنمية» و«مجلة المسلم الأمريكى».
ثروت الخرباوى القيادى الإخوانى السابق، والذى ظل داخل التنظيم لأكثر من 20 عاماً أكد لـ «الوطن «أن الجماعة تعتمد على الجمعيات الخيرية فى الخارج كأنبوبة جمع الاشتراكات الرئيسية واصفاً إياها بأنها «المنبع الرئيسى للأموال والاشتراكات والتبرعات»، غير أنه شدد على أن أموال تلك الجمعيات فى الغالب لا تأتى إلى مصر وإنما يتم تحويلها لبعض الدول الأخرى التى تحتاج قيادات الإخوان فيها إلى دعم مالى بأمر من المرشد العام فى مصر.
وقدر الخرباوى دخل الجماعة الشهرى من تبرعات الأعضاء بنحو 100 مليون جنيه قياساً على عدد الأعضاء فى مصر والبالغ نحو 500 ألف عضو، بخلاف استثمارات تصل إلى 180 مليار جنيه سنويا «تعادل ميزانيات بعض الدول العربية».
وأضاف أنه يتم استثمار بعض فائض الإنفاق فى بعض الشركات فى بعض الدول التى لا تتم فيها ملاحقة «الإخوان»، لكن محمد حبيب النائب السابق للمرشد العام لـ «الإخوان» قال إن الجماعة كان لديها استثمارات ولكن نظراً للتضييق الذى تعرضت له من قبل الجهات الأمنية تم تفكيك كل الاستثمارات وأصبحت تعتمد على الاشتراكات الشهرية وتبرعات الأعضاء، موضحاً أن كل الاستثمارات هى استثمارات تخص أفراد الجماعة، ولهم الحق فى التبرع أو تمويل الجماعة كما يرغبون دون إلزامهم بنسبة معينة أو مبلغ محدد، بخلاف الرسوم والاشتراكات السنوية فقط والتى تبلغ 8% من دخل الفرد.
وتؤكد دراسة منسوبة إلى الدكتور حسين شحاتة، الخبير الاستشارى فى المعاملات المالية، أن مصادر تمويل الجماعة تأتى من بندين رئيسيين، الأول اشتراكات الأعضاء، والثانى هو نسبة من أرباح شركات رجال الأعمال الإخوان تحت بند التبرعات، وتصل قيمتها إلى 20 مليون جنيه سنوياً - حسب الدراسة.
أوراق سويسرية أخرى تكشف شركات مؤسسة فى الخارج يتملكها رجال أعمال ينتمون للإخوان، وردت أسماؤهم داخل الجمعيات الثمانى التى تم ذكرها سالفاً، على رأسها شركة تحت اسم «Stahel Hardmeyer AG in Nachlassliquidation» تأسست فى مارس 1967، على يد حسن أبويوسف، وهو أحد أعضاء الجماعة الإسلامية التى تم ذكرها فى السابق، وآخرين، وكان رأس مال الشركة وقت التأسيس نحو 2 مليون فرنك سويسرى «تعادل 14 مليون جنيه» وتم إدخال 3 تعديلات على رأس المال كان آخرها بتاريخ 23 يونيو 1993 ليصل رأس المال الحالى إلى 18٫3 مليون فرنك سويسرى «تعادل 131 مليون جنيه مصرى».
وتعمل الشركة فى مجال تجارة الجملة والمنسوجات القطنية ولديها عدد من الشركات التابعة فى عدد من الدول منها بريطانيا وجزر العذارى البريطانية ويشغل منصب الرئيس التنفيذى شخص سويسرى يدعى «أوليفر ستاهيل».
وتوجد أيضاً شركة تحت اسم BS Altena AG تم تأسيسها فى 2010 وتعمل فى مجال العقارات طويلة الأجل، وأحد أعضاء مجلس إدارتها شخص يدعى «حسن أبويوسف» سويسرى الجنسية، الذى سيتكشف لاحقاً أنه عضو فى جمعية خيرية أخرى موجودة بسويسرا اسمها «الجماعة الإسلامية».
وتقول دراسة بحثية أعدها «دوجلاس فرح» الباحث بالمركز الاستراتيجى والتقييم الدولى بولاية فيرجينيا الأمريكية، وهو مركز يهتم بقضايا الأمن وتأثيرها على الولايات المتحدة، إن إمبراطورية المال الاقتصادية لجماعة الإخوان حول العالم تعتمد على استثمارات أفرادها، من بينهم إبراهيم كامل، مؤسس بنك دار المال الإسلامى «DMI» وله عدد من الشركات فى مدينة «ناسو» بجزر البهاما، بخلاف إحدى الشركات التى حصلت «الوطن» على مستنداتها كاملة وتسمى «sirocco aerospace international-uk-limited» وتكشف المستندات أن الشركة مؤسسة فى «جزر العذارى» البريطانية ولها مقر فى لندن تحت رقم «3239579» ووفقاً لميزانية عام 2008 فإن الشركة كانت لديها سيولة وأصول قيمتها 5٫6 مليون يورو، تعادل 48٫7 مليون جنيه مصرى، بخلاف شركة أخرى تحت اسم «Kamel Corporation SA, en liquidation» وهى الآن تحت التصفية وكان قد تم تأسيسها عام 1999، لتعمل فى مجال الاستيراد والتصدير.
وأشارت دراسة «دوجلاس» إلى أن العديد من المؤسسات الصورية والمالية المملوكة للإخوان تنتشر فى بنما وليبيريا والبرازيل بأسماء أشخاص مثل «يوسف ندا» و«نصر الدين» و«القرضاوى» و«همت غالب» والذين يقدمون أنفسهم بشكل عام كقادة فى الجماعة.
وأوضح أنه من الصعوبة أن تستطع التمييز بين الثروات الشخصية المملوكة لرجال أعمال الإخوان وبين ثروة الإخوان.
ويقول النائب السابق للمرشد العام محمد حبيب «إن الجماعة لا ترفض أى تبرع من الأشخاص المنتمين للجماعة، وإن هذه التبرعات من الممكن أن تزيد خلال الأزمات أو فترات الانتخابات البرلمانية وغيرها»، وعن فكرة المصريين فى الخارج أكد أنه يتم الحصول منهم على اشتراكات شهرية كأعضاء بالجماعة مثلهم مثل الموجودين بالداخل.
ورغم أن الأوراق التى حصل عليها فريق «الوطن» كانت تكشف العديد من الخيوط والارتباطات بين الجمعيات والشركات والأشخاص، خاصة المنتمين للإخوان حول العالم، إلا أنها لم تذكر أى عمليات تحويل أموال بين بعضهم، ووسّع «الفريق» نطاق البحث دون جدوى، خاصة أن عمليات التحويل لم ترصدها الشركات والبنوك بل وفشلت أجهزة أمنية فى النظام السابق فى كشف أى خيوط منها.
تأتى نتيجة أخيرة يفجرها الدكتور محمد حبيب، هو أن عمليات تحويل الأموال من الدول لبعضها واشتراكات الأعضاء كانت تتم عن طريق أشخاص عائدين إلى مصر يقومون بتسليم الأموال يداً بيد فى حدود المبلغ المسموح لهم الدخول به.
وكانت السلطات المصرية تسمح للمواطنين العائدين من الخارج أو المسافرين بحمل أموال نقدية قيمتها 10 آلاف دولار أو 100 ألف جنيه كحد أقصى.
الخاتمة: تكشف نهاية التحقيق أن هناك شركات عديدة تخص أفراداً من رجال الأعمال المنتمين لجماعة الإخوان وهم يقومون بتسديد الاشتراكات السنوية، إلى جانب تبرعات لصالح التنظيم، ووفقاً لما تم كشفه فى التحقيق وأكده النائب السابق للمرشد العام محمد حبيب، من أن الجماعة تقوم فى الأساس على اشتراكات أعضائها المصريين فى الداخل والخارج، ويتم تجميع الأموال فى الخارج عن طريق جمعيات خيرية، تمكنت «الوطن» من كشف 8 جمعيات منها فى سويسرا تقوم بدعم العمل فى دولها وتقوم بتوجيه الفائض لديها بحسب أوامر المرشد إلى دول أخرى وأن عمليات التحويل كانت تتم نقدياً عبر أشخاص وليس عبر بنوك أو شركات.

الوثائق


الوثائق


الوثائق


الوثائق

Saturday, March 30, 2013

إخوان جنكو للزيت وأعمال المافيا «الشرعية» -- التحرير



دلف إلى غرفة المكتب مجموعة من رجال «العائلة»، ومن مكانها فى الغرفة الصغيرة الملحقة بمكتب البيت، حيث كانت تعد كأسين لها ولزوجها، استطاعت «كاى آدامز» أن تلمح «كليمنزا»، قائد إحدى الكتائب التابعة للعصابة، وهو ينحنى فى تقديس ليقبل يد زوجها، «مايكل كورليون» ويناديه باللقب الرسمى «دون كورليون» الذى استحقه بجدارة دموية بعد اغتيالات اليوم، كزعيم للعائلة -عائلة كورليون لأعمال الجريمة المنظمة- المافيا. وخطا نحوها «آل نيرى» الحارس الشخصى الكتوم لزوجها. وقف آل نيرى للحظة عند الباب وانحنى أمامها فى احترام ظاهرى، مبطن برسالة حدية، تقصى كاى عن «أعمال» زوجها ومنظمته الإجرامية، وأغلق «آل نيرى» الشرطى السابق -يا للمفارقة- الباب الذى يفصل المكتب بالغرفة الصغيرة، التى وقعت فى ظلام دامس.
وقفت «كاى آدامز» فى الظلام. عند تلك اللحظة علمت «كاى» أنها ستعيش فى هذا الظلام طويلًا، وانغلق الباب بينها وبين حياة زوجها - الحياة التى اتضح الآن جليًّا طبيعتها الإجرامية المشبّعة بالعنف. زوجها الذى أقسم لها منذ قليل أنه لم يكن الآمر وراء موسم القتل الذى اجتاح المدينة فى ذلك اليوم - وشمل زوج أخته هو شخصيًّا، فقامت على إثر ذلك لتعد مشروبين ليلتقطا أنفاسهما ويفيقا من الاتهامات الكارثية التى ألقتها «كونى» -أخت مايكل- عليه فى نوبة اختلط فيها الحزن بالغضب الهيستيرى بعد موت زوجها على يد رجال أخيها.
وأصبح «دون كورليون» زعيم المافيا فى نيويورك والولايات المتحدة بلا منازع، بعد أن قتل جميع رؤوس عائلات المافيا الأخرى عقابًا لهم على تآمرهم ضد أخيه وأبيه وعائلته. وتجلى هذا فى إشارة رمزية، وأحد الطقوس الموحية، عندما انحنى قادة العصابة من المجرمين الأشداء يقبلون يد الدون، علامة على الخضوع المطلق لزعيم العصابة. يا للمفارقة.
عندما انغلق الباب، وقعت «كاى» والغرفة كلها فى الظلام، إيذانًا بمشهد النهاية. لكن كما علمنا من قبل، هناك مشاهد كثيرة تلى كل مشهد يدعى أنه مشهد النهاية.

الزوجة ليست آخر مَن يعلم

هل كانت «كاى آدامز» -مدرسة الأطفال القادمة من قرية صغيرة هادئة فى ولاية نيوهامبشير- حقًّا غافلة عن طبيعة حياة زوجها كما توحى الصدمة التى بدت عليها قرب نهاية الجزء الأول من فيلم «الأب الروحى»؟
وهل صدقت فعلًا ادعاءات زوجها أنه سيحول كل «أعمال» العائلة من الجريمة المنظمة إلى إطار «الشرعية» -ويترك «تجارة زيت الزيتون» فى نيويورك والساحل الشرقى- نازحًا إلى لاس فيجاس بولاية نيفادا، حيث بدأ فى شراء الفنادق وكازينوهات القمار التى أصبحت شرعية فى تلك الولاية.
وهل يمكن أن تنشأ أعمال شرعية ببنكنوت ورأسمال مخضّب بدماء الجريمة؟
هل شباب ورجال ونساء جماعة الإخوان -مثلًا- غافلون عن الطبيعة الإجرامية لمنظّمتهم؟ هل لم يعلموا بميليشياتها وجرائمها وبعضهم جزء منها يتلقّى التدريبات العسكرية؟ هل لا يعلمون بطبيعتها الأخطبوطية الدولية؟ هل هم غافلون عن ملكيتها لشبكة واسعة من الشركات المنغمسة فى غسيل الأموال؟ من أين إذن تأتى مئات الملايين التى تنفق عليهم وعلى دعم مرشحى الجماعة فى الانتخابات منذ عقود؟ وكيف يمكن تبريرها؟

الواجهة الشرعية

لم تفتقر أعمال «فيتو كورليون» الأب إلى واجهة شرعية، فقد استخدم الوالد الراحل ومؤسس عائلة كورليون تجارة زيت الزيتون المستورد من صقلية كواجهة «شرعية» لأعماله «الأخرى»، من تهريب الخمور فى أثناء فترة الحظر، إلى استغلال «النقابات» -يا للمفارقة- والابتزاز والبلطجة وجمع الإتاوات من أصحاب الأعمال -يا للمفارقة- من أجل أن تتركهم الجماعة -أقصد العصابة- وتسمح لهم بالعمل فى مناطق نفوذها. ومن شدة «تواضعه»، أو ربما لإبعاد نفسه عن الصورة، لم يطلق فيتو كورليون اسمه على شركة استيراد زيت الزيتون، بل استخدم «جنكو» أحد «إخوانه» فى العصابة -إمعانًا فى المفارقة- واحتكرت شركة «جنكو لتجارة الزيت» استيراد زيت الزيتون من صقلية وتجارة الجملة له فى الساحل الشرقى لأمريكا، من خلال سلسلة من الخبطات الاستراتيجية، التى قدّم فيها الدون «عروضًا لا يمكن رفضها» لمنافسيه، ومن «رفض» تلك العروض الكريمة، لاقى منيته واضطر ورثته لقبول عروض مخفّضة. يا للمفارقة. ما أشبه روايات المافيا بعناوين الصحف خلال التسعة أشهر الأخيرة.

شلنات وبرايز معدنية فى جيب الدون

وعلم «فيتو كورليون» فى مرحلة مبكرة، أنه فى الواقع يعمل بـ«السياسة»، وأن سلطته على أتباعه من أعضاء العصابة فى عالمه «الموازى»، لا بد أن تتكامل مع بسط سلطته على العالم الرسمى، فنشط فى «شراء الساسة» وأعضاء الكونجرس -البرلمان الأمريكى- يا للمفارقة! ولم يكتفِ بهذا، بل تغلغل -تعميقًا للمفارقة- فى النقابات، ووضع على «البايرول» رواتب سخية لبعض الفاسدين من رجال الشرطة والقضاة والصحفيين، كما شمل برعايته الأسر المحتاجة والشباب النابه فى الأحياء الفقيرة. يا للمفارقة.
ومن الأقوال التى لا تنسى، «لا بد أن تدعنا نسحب الماء من البئر - بمقابل طبعًا فلسنا شيوعيين!»، وذلك عندما طلب زعماء العصابات الأخرى من «الدون» أن يشركهم فى الاستفادة من «خدمات» الساسة والقضاة الذى يمتلئ جيب «الدون» وقبضته بهم مثل الشلنات والبرايز! يا للمفارقة.

الأومرتا - القانون الصقلى للصمت والسرية

لقد احتل العرب صقلية لقرون، وربما من هنا يأتى أصل كلمة «الأومرتا»، قانون الصمت والكتمان والسرية. «أُمرت بالسرية والكتمان» حيث يقسم أعضاء جماعة المافيا على السمع والطاعة وكتمان أسرار الجماعة. يا للمفارقة. وملخّص قانون الصمت يتجلّى فى رسالة نصّية عبر الموبايل لأحد حراس قائد من قيادات جماعة إخوانية شقيقة - فور القبض عليه: «لا تذكر اسم الشاطر. لا تذكر اسم الإخوان». ويكشف الموبايل عن عشرات الرسائل بتكليفات لنقل الأسلحة وتوجيهها للمناطق المختلفة حيث تعمل الجماعة. يا للمفارقة.

حلم الرئاسة

تتجلى عبقرية فيلم «الأب الروحى» - فى أنه قد نجح فى جذب تعاطف المشاهد العادى مع دون كورليون وجماعات المافيا. يا للمفارقة. وقبل وفاته، يظهر فيتو كورليون مع ابنه وخليفته المرتقب «مايكل كورليون»، فى مشهد أبوى مؤثّر، ويعتذر له: «لم يكن هناك متسع من الوقت. كنت أحلم أن يأتى اليوم عندما يكون هناك السيناتور كورليون، كونجرسمان كورليون، بل الرئيس كورليون، لكن لم يكن هناك متّسع من الوقت». ويربت مايكل على أبيه، قائلًا: «سنصل إلى هذا. لا تقلق. سنصل إلى هذا يا أبتاه».
ومن المفارقات، أن يتحقَّق حلم الدون كورليون بعد سنوات وعقود. ليس فى أمريكا ولا حتى فى صقلية، بل فى بلاد أخرى قريبة من صقلية.

مشهد ما بعد النهاية

لكن بعد الصعود والغنى الفاحش والسلطة المتنامية، بعد المشهد الذى يدعى أنه يصور النهاية، تتالى مشاهد وتتعاقب فى سخرية قدرية، حيث يموت الدون بعد أن تسبّب فى قتل أخيه وابنته، وتنتهى عصابته ويسقط من على كرسيه جثة هامدة، يتشممها كلب ضال عابر.
■ ■ ■
هذه رؤية مصرية -لأسطورة مافيا صقلية- وأنشطتها «الشرعية».

Thursday, March 28, 2013

الجمعية الوطنية للتغيير تطالب القوات المسلحة بكشف الحقائق كاملة بشأن محاولات اختراق الامن القومي المصري وهدم مؤسسات الدولة


 

الجمعية الوطنية للتغيير                   في 28 3 - 2013


 الجمعية الوطنية للتغيير تطالب القوات المسلحة بكشف

الحقائق كاملة بشأن محاولات إختراق الأمن القومي


        تعرب الجمعية الوطنية للتغيير عن بالغ انزعاجها من تفاقم ظاهرة تهريب نوعيات متقدمة من الأسلحة عبر الحدود في الآونة الأخيرة، والنشاط المتزايد لجماعات إرهابية مسلحة، والذي بلغ ذروته في جريمة قتل الجنود المصريين في رفح، فضلا عن حوادث متفرقة لترويع المواطنين الآمنين والسائحين في شبه جزيرة سيناء، وضبط أكثر من محاولة لتهريب كميات هائلة من الزي الرسمي لأفراد القوات المسلحة، وهو ما يؤكد وجود خطر حقيقي على الأمن القومي المصري ، يفرض على القوات المسلحة ضرورة التصدي السريع له وكشف المتورطين في محاولات اختراق الأمن القومي وإعلان جميع الحقائق كاملة على الشعب المصري.


    وترصد الجمعية الوطنية للتغيير أن هذا الاختراق يتزامن مع وقائع تهديد ممنهج وسافر للمؤسسات العامة، سعيا لتدميرها أو إعاقتها عن أداء وظائفها الحيوية، على نحو ما شهدنا في حصار المحكمة الدستورية العليا، والعدوان السافر على مدينة الإنتاج الإعلامي، وهو ما يتطلب ضرورة حمايتها من جانب القوات المسلحة، خاصة مع أداء مريب من جانب قوات الشرطة، يعزز الشكوك حول اختراق هذه القوات أو تواطؤها.

كما تجدد الجمعية الوطنية للتغيير رفضها واستنكارها لمواصلة العدوان الهمجي على نشطاء الثورة والمتظاهرين السلميين والصحفيين والإعلاميين، وإختطافهم وتعذيبهم، وملاحقتهم قضائيا من جانب نائب عام فاقد للشرعية، فضلاً عن استمرار النظام الإخواني في تحدي القضاء وشن العدوان على دولة القانون، ما يفضح سعيه المحموم لإسكات أي معارضة شعبية لسياساته الفاشلة، في محاكاة ممجوجة للممارسات القمعية للنظام السابق.


وإزاء هذا الوضع البالغ الخطورة تؤكد الجمعية أن انكشاف الأمن القومي المصري على هذا النحو غير المسبوق لا يمكن قبول التعامل معه باستخفاف من المؤسسات الأمنية المعنية، وفي مقدمتها القوات المسلحة التي تتحمل بحكم دورها ومهامها الدستورية المسئولية الأكبر في الدفاع عن أمن البلاد وحماية أرواح المواطنين وتأمين المنشآت الاستراتيجية والحيوية، ما يتطلب منها موقفا حاسما للحيلولة دون انهيار الدولة ومؤسساتها أو وقوعها في أيدي جماعات غير مسئولة أو تعريض البلاد لمخاطر الاقتتال الأهلي.

 



Tuesday, March 26, 2013

Minister of Justice Sues Al Fajr describing Resignation Letter of Chief Coroner as "Forgery"


Minister of Justice Sues Al Fajr describing Resignation Letter of Chief Coroner as "Forgery"

Chief Coroner says he has been removed from his position and threatens to sue Minister of Justice for Defaming him.

Earlier, Al Fajr newspaper had published a scanned image of an alleged Chief Coroner's resignation letter which included serious accounts of tampering with evidence and pressure exerted by Muslim Brothers on the Chief Coroner's investigations.

The alleged letter claims that MB Shreded CR's Reports & Spat on his Face:

re:
#Egypt's Chief Coroner Resigns ... #MorsiGate




Monday, March 25, 2013

الجمعية الوطنية للتغيير تدين التهديدات والتحريض من جانب رئيس الجمهورية وقيادات الإخوان




أعربت الجمعية الوطنية للتغيير عن قلقها وإنزعاجها الشديدين إزاء التصعيد الخطير في لهجة التهديدات والتحريض من جانب رئيس الجمهورية وقيادات جماعة الإخوان ضد زعماء المعارضة والصحفيين والإعلاميين..


وقال أحمد طه النقر المتحدث بإسم الجمعية الوطنية للتغيير في تصريح صحفي اليوم الاثنين إن رئيس الجمهورية وقيادات الإخوان يتحملون مسئولية التحريض على العنف الذي تجلى بالأمس امام مدينة الإنتاج الإعلامي والإعتداءات التي تعرض لها العديد من الإعلاميين وضيوف البرامج وهو إعتداء غير مبرر وغير مسبوق على حرية الصحافة والإعلام والتعبير.. 


وأضاف النقر أن التهديد والتحريض يزيدان من مخاطر الإقتتال الأهلي وإدخال البلاد في نفق مظلم ، فضلاً عن أنهما  لن يُخرجا مصر من الازمة الخطيرة وإنسداد الافق السياسي الذي تسبب فيه فشل رئيس الجمهورية في إدارة البلاد ، وكذلك عدوانه المتواصل على القضاء ودولة القانون وتخليه عن كل الوعود التي قطعها على نفسه لتحقيق التوافق والمشاركة..


وأكد النقر على أن السبيل الوحيد أمام رئيس الجمهورية لإنقاذ شرعيته المتآكلة والخروج بالبلاد من الأزمة الحالية ، هو الإستجابة الفورية لمطالب الاحزاب والقوى الوطنية والمتمثلة في إقالة النائب العام وتعديل الدستور المشوه وتشكيل حكومة إنقاذ وطني والقصاص من قتلة الشهداء..

 


Friday, March 22, 2013

تعريف الشاطر - بزيادة

فقط الشاطر بزيادة أوي جدا يمكن ان يزرع السنط ويأمل في ان يحصد مانجة فونس


Sent using BlackBerry® from mobinil

Saturday, March 09, 2013

هل الشاطر .. شاطر فعلا؟

الشاطر يغزل برجل حمار... ويتجاهل النول - وائل نوارة - التحرير

Removed from Tahrir Database

Text Below






رؤية مصرية
اشتغالة المشاركة والمقاطعة

وائل نوارة


منذ بداية الثورة، يتعرض الشعب المصري لمسلسل "مشع" من الاشتغالات الفاضية التي أدت بنا للدوران في نفس المكان، بينما تتفرغ جماعة المافيا لتستيف تشريعاتها وأوراقها وتجهيز مرشحيها واختراق جميع المجالات العامة والخاصة في الدولة، تنفيذا لخطة التمكين والأخونة والتخريد، تمهيدا لتقطيع البلاد لقطع غيار وبيعها للمستثمرين القطريين وغيرهم، مثل لوطات وكالة البلح.

وتعريف الاشتغالة، أنها ملهاة فارغة تشتت انتباه الشعب لإلهائه عن الجريمة التي تحدث أو ستحدث، فالنشال مثلاً يشتغل الضحية بأن يدفع بسيدة أو طفل في مأزق ليصطدم بالشخص المراد نشله، لتشتيت انتباهه بينما يقوم النشال باستخلاص المحفظة العمرانة بصنعة لطافة من جيوب الضحية المشغول بإنقاذ السيدة التي كسرت رجلها نتيجة للوقعة، أو الطفل الذي يبكي بعد سقوط علبة كشري من يديه نتيجة الاصطدام، أو منع رجل غاضب من ضرب صبي صغير، وهكذا.  

نفس الشيء تفعله الجماعة الإجرامية، فهي تلهي الشعب في خناقة وهمية، بينما تقوم هي بتنفيذ الخطوة التالية من مخطط نشل البلاد والسيطرة على مقدراتها ومواردها ووزارتها وآثارها وشركاتها ومؤسساتها العامة والخاصة.

ففي البداية ألقت في طريق الثوار باشتغالة استفتاء مارس، ثم الدستور أم البرلمان، ثم لغز الطرف الثالث أم الطرف الأول، تبعت ذلك بإطلاق بالونة المبادئ الدستورية أم الإرادة الشعبية، مروراً بفزورة "أمه أمريكية ولا مصرية"، ومفاضلة "تحب تعارض مرسي بالليمون أم شفيق بزيت الخروع"، وهكذا.

وعبقرية الاشتغالة تكمن في أنها فارغة، فالسيدة التي وقعت لم تنكسر رجلها ولا حاجة، وعلبة الكشري وقعت قبل ذلك عشرات المرات وتم جمعها مع حصى الطريق، والرجل يتظاهر بضرب صبي صغير هو في الحقيقة ابنه والاثنان شريكا النشال وهكذا. ونفس الشيء ينطبق على اشتغالات الجماعة، فنتيجة الاستفتاء نسخها الإعلان الدستوري ودخلنا في طريق دائري آخر، والطرف الثالث هو نفسه الطرف الأول وقوامه الناس الطيبين الذين اقتحموا السجون وأخرجوا رجال الجماعة منها، والمبادئ الدستورية هي التي تضمن سيادة الإرادة الشعبية وليس إرادة مكتب الإرشاد، والراجل الدجال أمه مصرية وفي نفس الوقت هي أمريكية، ومرسي وشفيق وجهان لعملة واحدة تمثل النظام القديم بجناحيه وطني-إخوان.

والآن، نأتي لاشتغالة مهمة تمهد للسريقة الكبرى، وهي اشتغالة "المشاركة أم المقاطعة"، حيث تطالب المعارضة بضمانات لنزاهة الانتخابات، وتصرخ الجماعة وترقع بالصوت الحياني "يا لهوي انتو بتطعنوا في شرفي ونزاهتي"، ويبدأ الرئيس في مونولوج الحوار مع أهله وعشيرته، ولا يأتي الحوار بما تريده المعارضة، فتقرر المقاطعة، ويدخل خواجة أشقر على خشبة المسرح، دليلا على أن المسرحية أو الملهاة "أمريكاني"، وفي آخر لحظة يستجيب الرئيس للوساطة المحلية والدولية، وينفذ طلبات المعارضة صورياً بينما يطلق اشتغالة أخرى مثلما فعل عند التظاهر بإلغاء الإعلان "الدستوري" قبل الاستفتاء على الدستور بأيام، وبالطبع تضطر المعارضة أو الجزء الأكبر منها للمشاركة الساعة اتناشر إلا خمسة ليلة الانتخابات، في غياب حملة انتخابية فعالة، وبعد أن يكون معظم مرشحيها قد تسربوا لحزب الجماعة أو من يدور في فلكها أو قرروا النزول مستقلين.

وتشارك الأحزاب القوية الفاهمة، أما من سيصرون على الاستمرار في المقاطعة، فهم عبارة عن زعماء بدون أحزاب ولم يكن لديهم مرشحين من الأصل أو نية للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، أو زعماء لديهم أحزاب ناشئة يديرونها من منازلهم أو من منابر الفضائيات وبالتالي لم يبذلوا أي مجهود في إعدادها بصورة احترافية للانتخابات، فخشوا أن يخوضوا المنافسة ويخرجون بنتائج هزيلة، تتناقض مع الصورة المتضخمة التي يرسمونها لأنفسهم، وهما لا بتوع انتخابات ولا حاجة من أصله، ونيتهم التقاعد من الحياة السياسية بسرعة قبل أن ينكشف أمرهم.

وهناك طبعا لمة كبيرة على الهامش، ممن يساهمون بحسن نية في نجاح عملية النشل من خلال التزييط، حيث ينخرطون في مناظرات ومساجلات حول مزايا المشاركة والمقاطعة، وتزداد المناقشات سخونة وقدد تتطور لتشابك بالأيدي، ويتصور المتنازعون والمشاهدون نتيجة لقوة المؤثرات الصوتية أنهم جزء من العملية السياسية، بينما هم لا مرشحون ولا أعضاء في أحزاب ولا يحزنون، ثم يأتي من أقصى المدينة رجل يسعى، ويصعد على خشبة المسرح، مناديا بتدخل الجيش وضرورة إشرافه على المرحلة الانتقالية، رغم أن هتافات "يسقط حكم العسكر" كانت على لسانه من لحظات وجيزة ولا زال الجرافيتي الذي يخلدها ملطوعا على كل حيطة أو باب دورة مياه في نفس المدينة.

السؤال الأول: هل دخول الانتخابات معناها التخلي عن الثورة؟ بالعكس، دخول الانتخابات مع الإعداد الجيد من أحزاب المعارضة خطوة للأمام على طريق منع الاحتكار السياسي لفصيل واحد صغير ومتطرف ومرفوض ومكروه من الشعب، لكنه فصيل كثيف التمويل، جيد التنظيم، نشيط ومجتهد، حاضر في كل مناسبة وبدون مناسبة. إذن يصبح السؤال، لماذا لم يعد الطرف الآخر نفسه للانتخابات؟ لماذا لا يستغل هذه الفرصة الذهبية حيث ضاق المصريون بهذا الفصيل المتطرف الدجال النشال، واكتشفوا ممارساته الإجرامية لأول مرة، ورفضت أغلبية عواصم المحافظات ومدنها سياساته وممارساته ودستوره في الاستفتاء الماضي، رغم عدم قيام المعارضة بواجبها في التجهيز لذلك الاستفتاء واكتفائها بالصريخ في الفضائيات وانشغل بعضها الآخر في التوسل للمجرم واسترحام قلبه عله يتوقف عن السريقة!

السؤال الثاني: هل سيتم تزوير الانتخابات في غياب الضمانات؟ احتمال راجح. لكن من يدخلون الانتخابات يعلمون جيداً أن وجود مرشحين أقوياء بعائلاتهم ومؤيديهم ووكلائهم وفريقهم الانتخابي، هو الضمانة الحقيقية لعدم التزوير، لأن المراقبين المحليين أو الدوليين وجودهم لا يمنع التزوير بل يفضحه، أما التصدي للتزوير ووأده في مهده، فهو مهمة المرشحين وأنصارهم، وبفرض حدوث التزوير، تكون هذه فرصة لفضح الجريمة وتوثيقها وملاحقتها قانونياً وسياسيا وإعلاميا، محليا ودوليا،  ومن ثم نزع  الشرعية عن الانتخابات القادمة، أما عدم خوض الانتخابات، فيسهل على الحرامي السريقة، وتحصل الجماعة على الأغلبية دون تزوير أو خروقات، علماً بأن الجماعة في أفضل حالاتها وبخروقات كثيفة حصلت على 37% فقط في الانتخابات البرلمانية الماضية، قبل قيام أحزاب واعدة موجودة اليوم مثل الدستور والمؤتمر، وفي الوقت الذي لم تكن الجماعة قد ظهرت بعد حقيقتها الإجرامية أمام الشعب.

إذن يصبح السؤال، هل مجرد الخوف من الحصول على عدد قليل من المقاعد بالنسبة لأحزاب ناشئة أعطت انطباعات متضخمة عن قوتها، يبرر أن تسلم البلاد "تسليم أهالي" للجماعة الإجرامية حتى تتم مخطط الأخونة الإجرامي؟

السؤال الثالث: هل يتدخل الجيش ويتصدى لمخططات الإخوان، ويتعلم من أخطائه التي أدت لفشل المرحلة الانتقالية الأولى، ويرسم خريطة طريق جديدة، ويجبر جماعة المافيا على الخضوع للقانون، وحل الميليشيات وتسليم الأسلحة، وغيرها من إجراءات تضمن إتمام عملية التحول الديمقراطي بصورة صحيحة؟ ألم ينقلب مرسي على الشرعية الدستورية للمرحلة الانتقالية وأطاح بالمجلس العسكري في أغسطس بالمخالفة للإطار الدستوري الذي أقسم على احترامه لحين إتمام المرحلة الانتقالية ووجود إطار دستوري جديد؟ ألم ينقلب مرسي على الدستور مرة أخرى بإعلاناته اللادستورية في نوفمبر حيث نصب نفسه حاكماً بأمره ولا راد لقراراته؟ ألم ينقلب مرسي على الدستور مرة ثالثة عندما أرسل ميليشياته تحاصر المحكمة الدستورية التي نصبته قبلها بشهور معدودة رئيساً للبلاد؟ ألم ينقلب مرسي على الدولة كلها عندما أرسل بميليشياته عند الاتحادية تقتل المتظاهرين وتعذبهم وتسحلهم؟ لماذا لم يتدخل الجيش في كل هذه المناسبات وهل يتدخل الآن؟

الإجابة: في تقديري لن يتدخل الجيش إلا في حالة نشوب مواجهات مسلحة واسعة وسقوط دماء غزيرة تنذر ببداية حرب أهلية، وقد تعلمت الجماعة وأجنحتها الإرهابية هذا الدرس جيداً بعد موقعة الاتحادية، وحرصت على إبعاد ميليشياتها عن الصورة تجنباً لإعطاء مبرراً لتدخل الجيش. إذن يصبح السؤال هو: هل تتحمل المعارضة مسئولية وصول الأمور للدرجة الكارثية التي تسوغ تدخل الجيش؟ لن أسأل هل تتحمل الجماعة وصول الأمور لتلك الدرجة الكارثية والمقامرة بإسقاط الدولة المصرية، نتيجة لأسلوب التكويش ومخطط التمكين والأخونة لجماعة تمثل أقلية متطرفة ورئيس حصل على 25% فقط في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية ولم ينجح في الثانية إلا لأنه كان يتنافس مع رمز للنظام القديم – لن أسأل لأنني أعلم أن الجماعة لا يهمها إسقاط الدولة المصرية، فهي لا تعترف أصلاً بالدولة الوطنية، وتجاربها في إسقاط وتقسيم الدول حاضرة سواء في فلسطين أو السودان. إذن، المعارضة "الوطنية"، هي التي يجب أن تتنبه رغم أنها ليست في السلطة وليست مسئولة دستورياً، لكنها مسئولة معنوياً وأدبيا ووطنياً، وتدرك أن الطرف الآخر يمكن أن يقبل بشق الطفل نصفين، لأن تخريب البلد يسمح بتخريدها وبيعها قطع غيار وهو هدف أصيل لجماعة المافيا التجارية ظهرت معالمه واضحة لكل ذي عين.

ويأتي السؤال الأهم: ما هي خطة المعارضة؟ وهل تقبل أن تخاطر بمستقبل الوطن وهي تعلم أن الاحتياطي النقدي السائل من العملات الأجنبية قد نفذ بالفعل، وبالتالي ستكون هناك مشاكل رهيبة نتيجة لنقص السلع الأساسية المستوردة ومنها قمح الخبز والوقود وغيرها، فضلاً عن مستلزمات التشغيل والإنتاج للاقتصاد، وهو ما يمكن أن يؤدي لتوقف العجلة الاقتصادية تماماً. وهل الحفاظ على صورة وهمية متضخمة للذات يستحق تعريض البلاد لهذه المخاطر بحجج واهية؟


ربنا يدي كل واحد على قد نيته.


رؤية مصرية
الخروج من الأزمة قبل انهيار الدولة

وائل نوارة


ينظر الكثيرون حولهم، فيجدون العمارات شاهقة والسيارات فارهة، والشوارع عامرة والتليفونات ناطقة، والأسواق مزدحمة والبنوك بنقود العملاء متخمة، والعيش في المخبز والخضار في السوق، وحوادث السطو والسرقة محدودة نسبياً، وأعمال العنف محصورة في أماكن قليلة، بينما الحياة الطبيعية تأخذ مجراها في كل مكان آخر، وبالتالي يشعرون بالأمان، ويأخذون وجود الدولة المصرية كأمر مسلم به. وليس الهدف هنا تخويف القارئ أو خلق فزاعة جديدة من انهيار الدولة، ولكن التنبيه ودراسة المخاطر التي تحيط بالدولة المصرية في هذه اللحظة.

الدولة، عبارة عن مجتمع منظم يعيش على رقعة أرض محددة تحت قيادة سياسية موحدة. والسبب الوظيفي لظهور الدولة، هو تقديم خدمات حياتية لأفراد المجتمع، يعجز أي منهم عن أن يحصل عليها وحده أو يصعب عليه ذلك، مثل الطرق والكباري والأمن الداخلي والخارجي وهكذا. ومن أجل تقديم هذه الخدمات الجماعية، تحتوي الدولة على مجموعة من المنظومات التي تعمل وتتفاعل وتتشابك لتشكل معاً منظومة متكاملة، فكل من هذه المنظومات تمثل عموداً يقوم عليه بنيان الدولة، وتأتي الحكومة لتدير هذه المنظومات وتتحقق من حسن عملها وتطور منها، وتتخذ القرارات والسياسات والتشريعات التي تحدد شكل وطريقة عمل هذه المنظومات، والموارد المخصصة لكل منها، وآليات ومصادر تمويلها.

وللإنصاف، دخلت الدولة المصرية في حالة ضعف وتحلل منذ عقود عديدة، ظهر في قصور وظيفي لأداء هذه المنظومات، مثل الأمن والتعليم والصحة، والنقل الداخلي والإسكان والتراخيص، والتشريع والأمن والعدل والسياسة والإعلام ... إلخ، ونتيجة لهذا القصور والفشل في أداء هذه الوظائف الحياتية، ظهرت المنظومات الموازية (مثل الدروس الخصوصية – والعلاج الخاص – والميكروباص – وشركات الأمن الخاصة والبلطجة، والجماعات والحركات السياسية غير الرسمية، والمدونات والشبكات الاجتماعية، ... إلخ)، وتشابكت هذه المنظومات الموازية وتفاعلت بدورها مع بعضها البعض، حتى تكون ما أطلقنا عليه "الدولة الموازية" في سلسلة من المقالات نشرت في الفترة من 2002 وإلى 2006. ويمكن القول بأن ثورة يناير كانت تعبيراً عن لحظة تقلصت فيها سلطة الدولة الرسمية مقابل تعاظم سلطة الدولة الموازية، فسقطت الدولة الرسمية بقرار من دولة موازية في ميدان التحرير وباقي ميادين الثورة، التي حلت محل مجلس الشعب بل وجزء من السلطة التنفيذية.   

وصاحب الفترة الأولى للثورة المزيد من التصدع في أعمدة الدولة، فقد انهار جهاز الأمن الداخلي بالكامل، وحملت القوات المسلحة عبئاً جسيما للحفاظ على ما تبقى من تماسك بنيان الدولة، في مواجهة انفجار القدر المضغوط، حيث خرجت كل طوائف الشعب المقهورة تعبر عن غضب كان مكتوما لسنوات وعقود، فالبعض يطالب بزيادة مبررة في الرواتب، والبعض الآخر يطالب بإسقاط الديون أسوة بغيره، وآخرون يطالبون بتغيير الهياكل والقيادات الفاسدة وهم محقون، ومتطرفون يطالبون بتطبيق رؤيتهم المتشددة في التشريع، وإخوان كاميليا يطالبون بكاميليا، وهكذا. وفي نفس الوقت، قام عدد مؤثر من أصحاب الأعمال بتصفية أو تقليص أعمالهم خوفاً من المحاسبة أو الانتقام، وبعضهم نجح في تحويل أرصدته لخارج مصر، كل هذا في الوقت الذي كانت فيها أعمدة الدولة بالفعل في حالة سيئة ومهترئة، وفي حاجة لتدخل إصلاحي سريع بالتنكيس والتقوية أو إعادة البناء والهيكلة، وهو ما لم يتم. وفي نفس الوقت، سعت جماعة الإخوان المسلمين للهيمنة على المشهد السياسي بعد الثورة، وأقنعت المجلس العسكري بقصة وهمية عن قدرتها على التحكم في مسار الحراك الثوري، فانفردت برسم خريطة التحول الديمقراطي التي فصلتها لمصلحتها الخاصة باستخدام نظرية الروافع المتتالية. وتتلخص نظرية الروافع المتتالية في تحويل التأييد الشعبي المحدود للجماعة والذي بلغ في انتخابات مجلس الشعب حوالي 37% - في غياب قوة كانت أساسية في المشهد السياسي السابق وهي الحزب الوطني المنحل – حيث نجح الإخوان في تحويل هذه النسبة إلى سيطرة بنسبة 100% على الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، من خلال أن تفوض خريطة الطريق البرلمان في اختيار أعضاء التأسيسية – مع رفض وضع أي معايير للاختيار، فأصبح هذا يعني أن أي تيار أو تحالف سياسي يملك 51% من مقاعد البرلمان، يستطيع أن يختار 100% من أعضاء اللجنة التأسيسية.

ثم جاءت الانتخابات الرئاسية وظهر بوضوح أن التيار الطائفي لا تزيد شعبيته عن 25% أو على الأكثر 33% من الأصوات رغم بذخه الشديد في الإنفاق، وأصبح السؤال، كيف سيستطيع الإخوان والسلفيون وحدهم أن يحكموا البلاد وهم أقلية متطرفة وبعيدة عن الوسطية المصرية، وخاصة في مرحلة من المفترض أنها انتقالية، يتم وضع أسس العملية السياسية فيها. ومن أجل أن يفوز مرسي في الانتخابات، سعى لتكوين جبهة من القوى الثورية لتؤيده في المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وفي المقابل، قدم عدة وعود، مها إعادة تشكيل التأسيسية بصورة متوازنة. ولكن بعد فوزه، تنكر مرسي لتعهداته، وزاد عليها بأن انقلب على الإطار الدستوري الذي أقسم على احترامه، مرة في قرارات أغسطس، والأخرى في قرارات نوفمبر التي أشعلت الغضب ضده، وقامت ميليشيات التيار الطائفي بحصار المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامي، وصولاً لأحداث الاتحادية التي نزلت فيها ميليشيات الإخوان وقتلت وجرحت وعذبت أكثر من ألف مصري ومصرية، وتم التعذيب في المساجد القريبة من وداخل القصر الجمهوري نفسه. وبقيام الإخوان باستخدام هذه الميليشيات في قتل مصريين، انهار ما بقي من دولة القانون وتخضبت أيدي الجماعة بدماء المصريين، وأصبحت البلاد في حالة حرب أهلية. فطبقاً لتعريف ماكس ويبر فإن أحد خواص الدولة أنها تحتكر العنف المشروع من خلال الشرطة والجيش، فجاءت ممارسات الإخوان لتهدم ركنا جديداً من أركان الدولة.

أما المقوم الأساسي للدولة، وهو بمثابة صبة الأساسات التي ترتكز عليها باقي الأعمدة، فهو وجود مفهوم موحد يتبناه أهلها للتعايش السلمي المشترك الذي يوثقه في العادة إعلان للمبادئ والحقوق أو دستور، وعندما طرح مرسي مسودة دستور غير توافقي للاستفتاء عليه، وهو الدستور الذي يصفه برهامي بأنه يضع قيودا كاملة على الحريات لم توجد من قبل في أي دستور مصري، فقد نسف هذا الأساس، حيث صوت 57% من أهل القاهرة عاصمة البلاد ضده، ولكن هذا الدستور مرر بنسبة 63% في استفتاء حفل بالتجاوزات، ولم يمكن تمريره سوى بالاعتماد على المناطق البعيدة عن أعين الإعلام ورقابة المجتمع المدني أو التي تعاني من سوء الخدمات التعليمية أو الأماكن التي لم تصل إليها الأحزاب الجديدة بعد. وفي كل الأحوال، فقد قسم هذا الدستور المصريين بدلاً من أن يوحدهم، ضارباً أساس الدولة المصرية في مقتل.

ومع غياب وجود توافق وطني حول الدستور وقواعد العملية السياسية، والرفض الشعبي لمحاولات جماعة الإخوان الهيمنة على البلاد و"أخونة" مفاصل الدولة، تصاعدت الاحتجاجات وأصبح النظام السياسي مهدداً بالانهيار في أي لحظة، مما أدى بالطبع لآثار اقتصادية خطيرة، فقد تراجعت حركة السياحة والاستثمار، وتراجعت العملة الوطنية لأدنى مستوى لها على الإطلاق، مع تصاعد عجز الموازنة والدين العام لأرقام غير مسبوقة في تاريخ مصر، وأصبحت مصر على شفا الإفلاس، وقيل أن الحكومة قد تعجز عن سداد رواتب موظفيها أو قد تضطر "لطبع نقود وهمية" مما يؤدي لموجة غلاء. وعندما تنصل مرسي من وعوده مرة أخرى بتعديل الدستور، علاوة على غياب أي تحقيقات في وقائع الاتحادية، اندلعت الاحتجاجات في ذكرى الثورة، وتأزمت الأمور لدرجة كارثية وخاصة في السويس وبورسعيد مع سقوط خمسين شهيداً وآلاف الجرحى، وفرض حالة الطوارئ وحظر التجول، الذي لم يمكن تطبيقه وتحداه شعب مدن القناة، وبهذا انهار عمود آخر، وهو هيبة الدولة. 

إذن تصدعت أعمدة الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمن والقضاء واحترام القانون والدستور بل وهيبة الدولة نفسها – مع وجود مخاوف نتيجة لتصريح وزير الدفاع تتعلق بتماسك الجيش نفسه، وهو خط الدفاع الأخير للدولة المصرية، التي تقترب بسرعة من نقطة اللاعودة. ومع استمرار حالة الاحتراب السياسي وانتشار الميليشيات والأسلحة، والتربص بين التيار الطائفي وباقي التيارات، مما يضع على هذه الأعمدة المزيد من الأحمال وبالتالي يضاعف من مخاطر انهيار الدولة ككل.

كيف نخرج من هذه الأزمة؟

مفتاح حل كل هذه الأزمات هو تصميم المبنى وأساساته، أي الدستور وقواعد اللعبة السياسية، ولابد من الوصول لحل سياسي بسرعة يتضمن تعديل الدستور ورسم خريطة طريق لمرحلة انتقالية جديدة، وإلا قد ينهار النظام السياسي مما قد ينتج عنه انهيارات في أعمدة أخرى تتهاوى بصورة متتالية مثل قطع الدومينو. وبالطبع انهيار النظم السياسي قد يؤدي للمزيد من العنف بين الأنصار الغاضبين من الطرفين، كما سيرسخ حالة التربص على فرض استطاعة الطرف الآخر أن يشكل مجلس رئاسي أو سلطة انتقالية. أما إذا أصرت السلطة على الاستمرار في هذا الوضع المستقر، تكون كمن يحاول أن يجعل خروفا يقف على رجل واحدة بدلاً من أربعة أرجل، وهو وضع غير مستقر ويجعل الخروف في النهاية يسقط سقوطاً مدوياً.



رؤية مصرية  
الشاطر يغزل برجل حمار ... ويتجاهل النول


هل الشاطر شاطر؟

أمثالنا المصرية عبقرية، تحمل حكمة آلاف السنين وأسرار الحياة والبقاء - رغم المصاعب والتحديات - على الطريقة المصرية. وأحيانا تجد مثلين عكس بعض، والاثنان صحيحان كل في سياقه. أحد هذه الأمثال هو "الشاطرة تغزل برجل حمار"، الذي يدعو الإنسان للاجتهاد في أداء المهمة بما هو متاح، والابتعاد عن أسلوب التكاسل والتعلل بعدم وجود الأدوات أو الظروف المناسبة. ولكن ... ماذا إذا أصر الشاطر على أن يغزل برجل حمار ورفض استخدام النول بل مصنع أنوال كامل؟ ماذا إذا أصر الرئيس أو رئيس الرئيس على أن يقوم بحل مشكلة سياسية بهراوات عساكر الأمن المركزي – وعندما فشل أسلوبه استدعى الجيش، حتى وصلت الأمور لنشوب اشتباكات بين الجيش والشرطة! هل هنا يكون الشاطر "شاطر"؟

المجـد لقاهـري الحصبة ...

زمان كان الناس لا يجزعون من الأمراض ويبالغون في احتياطات حماية الأطفال منها مثل الآن، على أساس تشجيع الأطفال على توليد مناعة ذاتية ضد هذه الأمراض في سن مبكرة. ومن أغرب العادات كانت "حفلة الحصبة"! فعندما يصاب أحد الأطفال بالحصبة، وبدلاً من عزله عن باقي الأطفال تجنباً للعدوى، تقام حفلة الحصبة حيث يدعى أقاربه وجيرانه وأصدقاءه من الأطفال لتصيبهم العدوى والمرض حتى يكونوا مناعة ضد المرض فلا يصيبهم في الكبر. وأتذكر أنه في عام 2006 في أحد المناسبات الاجتماعية، قابلت أحد الأصدقاء "السابقين" وكان عضوا في الحزب الوطني من تيار "الفكر الجديد" الذي اخترق للأسف جمعية "لشباب الأعمال" كنت أحد مؤسسيها، ونتيجة لموقفي المعلن في حركة كفاية وحزب الغد، وكنت وقتها سكرتير عام الحزب المناهض لنظام مبارك وخطط التمديد والتوريث، أي أحد المسئولين عن تنظيم المظاهرات والاحتجاجات والحملات الاحتجاجية وأحد الأسماء غير المرغوب فيها أمنياً، انقطعت العلاقات تقريبا بيننا وأصبحت أتجنبه لأن مجرد السلام معي كان "تهمة". ولكن في هذه المناسبة وجدت أنه هو الذي توجه ناحيتي وبادأني الحديث عن خطورة ما نفعله بحسن نية، وأنه كله يصب في مصلحة الإخوان المسلمين، وكيف أن الإخوان مثل السرطان الذي يهدد مستقبل مصر ووحدتها. وكان ردي أن الإخوان لم يتوغلوا سياسيا ونقابيا ومجتمعيا إلا مع الاستبداد والقمع، ومنحنى صعودهم مرتبط بمنحنى صعود الحزب الوطني، وكيف أن الحزب الحاكم يجتهد لإضعاف واختراق وتفتيت أحزاب المعارضة الوسطية والوطنية، حتى يظل الخيار ما بين الحزب والوطني والإخوان، وصفقة الـ 88 كرسي رائحتها كانت لا زالت تقرف الأنوف. فالحزب الوطني والإخوان كانا وجهين لعملة واحدة وهي الاستبداد، ومفهوم أنه مع سقوط نظام مبارك سيصعد الإخوان للحكم ويحاولون الاستيلاء على مقدرات البلاد، ولكن وصولهم للحكم سيكون بمثابة الحصبة التي لابد أن تصاب بها الشعوب في مرحلة مبكرة من مسيرتها نحو الديمقراطية، أما تجنبها بالقمع والإجراءات الحمائية، فهو قفز على المراحل وضد الطبيعة، بل لابد أن يرى الشعب حكم الدجالين باسم الدين حتى يعلم في النهاية جوهر حكمة "الدين لله والوطن للجميع" بصورة عملية. نأمل من الله أن يشفينا من الحصبة في أسرع وقت وبأقل خسائر.

ائتلاف بلا خراف: صفعة جامعية على وجه المرشدير

وتأكيداً لهذا الحوار، نشاهد كل يوم كيف يثور أهل المحافظات المختلفة على حكم المرشدير. والمرشدير هو خليط بين مرشد ومشير، فهو مرشد لجماعة سرية إجرامية، لديها ميليشيات عسكرية، وبالتالي فهو بمثابة المشير والقائد العام لهذه الميليشيات، وهدفه المعلن أن يأخذ البلاد للوراء – مرشدير للخلف – حتى تتحكم الجماعة في ثرواتها ومقدراتها باسم الدين. وبعد الصفعة النسائية على وجه الجماعة، والصفعة القاهرية التي أوضحت أن "مصر" - وهذا هو اسم القاهرة لدى عموم أهل المحروسة - ترفض الجماعة ورفضت دستورها الأخرق بنسبة 57% رغم التزوير والتحايل، جاءت الصفعة الطلابية الجامعية على وجه المرشدير مدوية، فقد حقق الشباب البسيط من المستقلين والمعارضين، دون تمويل أو تنظيم سري ولا سحر ولا شعوذة، انتصاراً ساحقاً في معظم الكليات والجامعات على شباب الجماعة، واستخدم بعضهم شعارات طريفة، تندروا بها على انصياع شباب الجماعة وانسياقهم الأعمى وراء ضلالات قياداتهم، وكان أحد هذه الشعارات: "ائتلاف بلا خراف"!

أفضل استخدام لأصنام العجوة

وكما نطالب شباب الجماعة بالتحرر من ضلالات وهلاوس المرشدير والشاطر اللي بيغزل برجل حمار متجاهلاً النول والآليات الحديثة، نلاحظ أيضاً أن بعض الشباب من التيارات الأخرى قد صنع أصناما من العجوة لقيادات محترمة ولكنهم في النهاية بشر، يخطئ ويصيب. وتستطيع أن تشم رائحة العجوة عندما يبادرك أحد عشاقها بسؤال من نوع: "لكن هل لاحظت أن الزعيم الفلاني كل كلامه بيطلع صح في الآخر؟"، أو "مش واخد بالك إن فلان ده هو اللي بدأ مسيرة التغيير من سنة ونص وخمسة؟"، وغيرها من أساطير كاذبة وهلاوس وترهات لابد من التعامل معها بالأسلوب السليم. الوصفة: ضع ملعقة زبدة كبيرة في الطاسة، وأضف إليها "بيضتين مطقوشتين"، ضع صنم العجوة في الطاسة بعد تقطيعه مكعبات متوسطة الحجم في الطاسة، رش قرفة، مع التقليب المستمر حتى النضج وبالهنا والشفا.

المجـد لقاهـري الأتيكيفوبيا:

الإتيكيفوبيا Atychiphobia هي رهاب الفشل، وهي خوف مرضي (من المرض والعيا ربنا يكفيكم الشر) من الفشل، وهوس بتجنب الهزيمة، يجعل الشخص المريض يتجنب العمل والنشاط الطبيعي خوفاً من الفشل، فالمريض يبدأ بالتفكير في آلام الفشل قبل أن يفكر في أي منافع قد تنتج من المحاولة، ويبدأ يشعر بهذه الآلام وتتمثل له صورته بعد أن فشل، ونظرات الناس له، وتهكمهم عليه، وصورته التي ستتشوه، وتاريخه الذي سينتهي نهاية فاشلة، وتتضخم هذه المخاوف في قلبه، فتصيبه بشلل معنوي وعجز عن الانخراط في الأنشطة الطبيعية مثل الآخرين. وهؤلاء تجدهم في حياتك كل يوم، تراهم انسحابيين وسلبيين ومتجنبين لأي عمل يستشعرون فيه مخاطرة الفشل أو الهزيمة. ومن المفارقات أن ما يفعلونه هو نبوءة تسعى لتحقيق نفسها، فهم بالفعل ينهزمون ويعانون من هذه الآلام بصورة دورية، فالشخص يمكن أيضاً أن ينهزم نتيجة أنه لا يريد أبداً أن ينهزم، فبينما هو يتجنب أي احتمال للهزيمة من خلال تجنب مخاطر دخول المعركة، ينهزم "بردو" بالانسحاب عادي جداً. وهنا تكون النصيحة ... لا تمشي وراء الأتيكيفوبيك ولا تخلي الأتيكيفوبيك يمشي وراك.

إنهاء حرب التخالف وتجنب عصر الاضمحلال:

حكم المحكمة الإدارية بوقف الانتخابات، يعطي للإخوان والقوى السياسية فرصة للخروج من وضع كارثي. فالإخوان هم أقلية صغيرة ومتطرفة وبعيدة عن التيار الوسطي المصري، ومهما كان حجم تمويلهم وأسلحتهم ومخازنهم السلعية، لن يستطيعوا أن يقهروا الشعب المصري، وما يفعلونه الآن نتيجته سيئة جداً ستعاني منها الجماعة نفسها إذا استمرت في طريق العناد، وستكون النهاية أسوأ من أي كابوس يتخيله المرشدير والشاطر، والحل الذي تعلمه أي أقلية ناجحة هو الائتلاف مع الآخرين والمشاركة في الحكم وليس الانفراد. وفي نفس الوقت، لابد أن تفكر المعارضة بصورة احترازية، فجماعة المافيا لا يهمها سقوط مصر شرطة وجيشاً وهيكلا إداريا للدولة بل لعلها تتمناه، حتى تستطيع هي أن تنشر ميليشياتها وتتحكم في مقدرات البلاد. ولهذا لابد من العمل بكل الوسائل للخروج من "حرب التخالف"، حيث لا يتفق الأطراف على ملعب مشترك للصراع السياسي بقواعد متفق عليها، فنجد كل طرف يشد في ناحية، واحد ماسك رجل، والتاني بيشد إيد، والتالت بيشد شعر الست المسكينة، وتتخلع أوصال البلاد نتيجة لحرب التخالف ونكون جميعا من الخاسرين. اللي بيحب أكتر بيخاف أكتر على اللي بيحبه، وعندما حكم القاضي بشق الطفل نصفين، ظهرت الأم الحقيقية ورفضت هذا الحكم "العادل"، وأصرت على تسليم ابنها للسيدة الأخرى، فعلم القاضي من هي الأم الحقيقية. لقد دخلت مصر في عصور الاضمحلال عدة مرات، بين الدولتين القديمة والوسطى، والوسطى والحديثة وهكذا. ويتميز عصر الاضمحلال بضعف الحكومة المركزية وإفلاسها، وتبدأ الأقاليم (المحافظات) في الإعلان عن استقلالها الذاتي، وتشح السلع في الأسواق، ومعها يتسع نطاق السلب والنهب، وتنهار سطوة القانون، ثم تنهار الدولة. هل يذكرك هذا بأي مشهد معاصر؟

دعاء ختامي:

ما علاقة كل هذا الكلام الفارغ ببعضه؟ كيف أدى استخدام رجل الحمار في الغزل إلى كل هذا؟

اللهم خلصنا من الأحمق الذي يصر على أن يغزل برجل حمار، واشف المريض برهاب الهزيمة، واجعله يتعلم من تجربة الطلبة وحفلات الحصبة. اللهم اطعم مريديه العجوة بالبيض، وجنبهم المشي وراءه إن هو أصر على الأتيكيفوبيا، حتى نتجنب أن تدخل مصر في عصر الاضمحلال، في وردية حراستنا القصيرة لأرض الأم. آمين. قادر وكريم.




My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook