Saturday, February 25, 2023

 

إخوان علي بابا – بداية ونهاية

 

وائل نوارة

 

من حوالي شهر، تحت عنوان "علي بابا والأربعين حرامي – مشهد ما بعد النهاية"، نشرت على صفحات التحرير، الجزء الأول من إحدى حكايات الراوي، ولكن من ألسنة متواترة وأعين مغايرة، متتبعاً مشهد ما بعد النهاية التقليدية. فبعد أن قامت ثورة الشباب ووصلوا لمغارة الأربعين حرامي، تمتم علي بابا بأن دخول المغارة يحتاج لشفرة خاصة، أشبه بالفوازير، لكن لكل فزورة حل، والسمسم هو الحل - في هذه الحالة. الله أكبر ولله الحمد، افتح يا سمسم، وتنفتح المغارة ويدخل علي بابا الكهف محمولاً على الأعناق وسط تهليل إخوانه، ويزعق الإخوان المندسون وسط جموع الشباب بأن علي بابا وهو ولي من أولياء الله وشيخ طريقة له الطاعة على أتباعه، وهو الأحق بولاية البلد بعد ما خلصهم بربانيته من شرور عصابة الأربعين حرامي، ولكن علي بابا يظهر الزهد والورع، ويترفع عن المنصب، ويرشح لهم كبديل "عتريس" أحد أتباعه المتفقهين الذي اصطفاه ورباه منذ الصغر، وأنه كشيخه يحله من عهد الطاعة له، ويقبل الشباب بعتريس بعد أن درات أكواب شراب الليمون عليهم في احتفال عظيم، ويذهل عتريس وتغرورق عيناه بدموع العرفان، ويجلس على مقعد الوالي في تواضع ويفتح صدره للشباب، ويعدهم بإصلاح الأحوال، وأنه لن ينفرد برأي أو قرار، بل سيضعون معاً كتاباً يكون بمثابة دستور للحكم وللبلد، يحدد الحقوق والواجبات، والوزارة والقضاء، وتدابير بيت المال والمحتسبة الرقباء. وبعد الاحتفال صرف أعوان علي بابا الشباب بلطف، ووعدوهم بأن الأمور سوف تنصلح في خلال 100 يوم، وليس عليهم سوى الانتظار والصبر الجميل.

 

وما أن أغلقت عليه أبواب المغارة، حتى حفر علي بابا أرضها بسرعة واستخرج صناديق الذهب والمجوهرات المدفونة، حيث أخذ إخوانه يشاركون كل تاجر أو صانع أو قهوجي، تماماً كما كان الوضع من قبل، وبدأوا في إنشاء سلاسل لدكاكين البقالة والثياب ومستلزمات الحرائر والجواري، وجلابيب وسراويل الرجال والخصيان، ثم بدأ يضع أعوانه في كل مناصب البلد، ويمسك بمفاتيح أسوارها، وعين أحد أتباعه كبيراً للرواة حتى يسيطر على الحكايات، وأمر أن تُطفأ أنوار المدينة بعد العشاء، ونشر المخابيل والمتطرفين يهاجمون الشباب وكل صاحب رأي أو نقد بالعصي والسيوف والنبال والبلي، بحجة أنهم يسيئون الأدب في حق ولاة الأمر أو يخرجون عن تقاليد السلف الصالح. واطمأن علي بابا وطمأن عتريس وإخوانهما، بأن البلد قد دانت لهم، متناسياً ما حدث للوالي المخلوع حينما سقط وسط أعوانه وجنوده.

 

وبدأ عتريس في ممارسة عمله كوال للبلد، ويهمس له الناصحون أن يقدر حجم المسئولية الجديدة، وأن يشكر الله بأن يتقيه فيها، وأن يوجه اهتمامه لمصالح أهل البلد، ويسهر على خدمتهم، وينشئ ديوانا للمظالم، يستمع فيه لكل صاحب شكوى أو مظلمة، ويهتم بأمر الشباب الذين مكنوه من كرسيه، ويسمع للحكماء والعلماء ويأخذهم كمستشارين، يسألهم في كل كبيرة وصغيرة، حتى لا يثور الشباب مرة أخرى إن وجدوه مثلاً يحابي إخوانه ويضعهم في أماكن ليسوا أهلاً لها. والحق أن عتريس أعجب لوهلة بالفكرة، وفي ليلة صفاء، أكثر من الدعاء، ونام بعد أن صلى العشاء، طالباً البشارة. وجاءته في المنام رؤيا عظيمة، حيث تمثل له في المنام يوسف الصديق عليه السلام، وذكره بصور من حياته كلها، منذ نشأته البسيطة، وأهله الطيبين في محلة صغيرة خارج أسوار المدينة، إلى اليوم الذي عطف فيه علي بابا عليه وهو بعد صبي طري العظام، فاتخذه عتريس أباً ومرشداً روحياً له، وكان علي بابا له تفاهمات وصفقات مع الوالي المخلوع لا يعلم بأمرها إلا المقربون، فتوسط له حتى ابتُعث ليأخذ العلم عن الخوارزمي في بيت الحكمة ببغداد، وبعد ذلك كيف عاد، وأصبح صاحب عمود، ثم كيف طالته وشايا الكياد، حتى ألقي به في غياهب السجن، ثم كيف أفرج عنه في فورة حماس الشباب، ليصبح واليا على البلاد. وأخبره الصديق أن الله قد من عليه بهذه النعم كابتلاء واختبار، فهل يقدر النعمة، ويرعى البلاد والعباد، أم يخضع لمطالب علي بابا وجماعته وجشعهم الذي لا سقف له ولا يشبعون، بعد ما علم من قبائحهم ودخائلهم وصُدم فيهم حين شب عن الطوق وبدأ يعرف حقيقتهم الإجرامية؟

 

استيقظ عتريس من النوم سعيداً راضي القلب، فقد أنعم الله عليه برؤيا ظهر فيها الحق ناصعاً أبلج، والباطل مظلماً لجلج. فكر عتريس في حل يجعله يتبع ما رأى، دون أن يغامر بإغضاب علي بابا وجماعته، بما يعنيه ذلك من مخاطر، أبسطها أن يؤلبوا عليه الناس إن هم رأوا منه تقاعساً عن تحقيق مطامعهم. وهداه تفكيره لأن يبدأ بتوازنات بين مصالح علي بابا وعصابته ليتقي شرهم، وبين مصالح باقي أهل البلد، ووضع بالفعل الحكماء والعلماء في معيته، كمستشارين له، وقلل من لقاءاته بعلي بابا وإخوانه، متعللاً بأن ذلك كفيل بذر الرماد في العيون، حتى لا يتنبه أهل البلد فيثورون، عليهم جميعاً.

 

وطالبه الشباب بأن يفي بوعده في كتاب يسجل الحقوق لكل ذي حق، فجلس معهم واستمع لهم وطلب منهم ومن مستشاريه أن يقترحوا عليه ما يرون. اقترح الشباب أن يشكل عتريس مجلساً يمثَل فيها أهل البلد وطوائفها وصناعها وروابطها وكل محلة قريبة أو بعيدة، ليسطر هؤلاء هذا الكتاب، فأعجبته الفكرة ووعدهم بالقيام على تنفيذها. واجتهد ومستشاروه في اختيار أعضاء المجلس المنشود، ولكن يوم اجتماع المجلس فوجئ عتريس والشباب بتبديل الأسماء، وبأن كل أعضاء المجلس من إخوان علي بابا، باستثناءات شكلية غير مؤثرة، لدرجة أن سأل سائل، ولكن أين تمثيل الشيعة في مجلس البلد؟ فقام أحد الموالين لعلي بابا وهو سني المذهب وقال: أنا أمثل الشيعة في المجلس! وفوجئ الشباب بأن رئيس المجلس لديه نص أعده علي بابا سلفاً، قام الرئيس بتمريره على أعضاء المجلس بعد منتصف الليل وأهل البلد نيام، حتى لا يشعر أحد بالجريمة، وهو نص يضع كل الصلاحيات في أيدي علي بابا، حيث عهد إليه بتفسير الأحكام الشرعية، هو ولجنة يختارها، مع تهميش دور قاضي القضاة والمحتسبة، ليصبحوا ألعوبة بين أصابع علي بابا، الذي أصبح له سلطة تعيينهم وصرفهم، مع تشكيل عدة مجالس صورية يسيطر علي بابا عليها جميعا من خلال أعوانه. وجد الشباب علي بابا وقد أصبح الحاكم الفعلي للبلد، وأن كلمته أضحت دستوراً وسيفاً فوق الرقاب، فغضبوا وذكروا عتريس باتفاقهم الذي لم تمض عليه شهور، فحاول عتريس ملاطفتهم بكلام مؤثر عن الأخلاق والدين والحب، الذي يجعل المجتمع كله يحتضن بعضه البعض دون قانون مكتوب، ولكن الشباب رفضوا حديثه وأمهلوه للغد كإنذار أخير.

 

تخفى عتريس في ملابس سوداء، ووضع لثاماً على وجهه، وخرج من الباب الخلفي للقصر مع أخلص حراسه متوجهاً لمغارة علي بابا في جبل المقطم. استقبله علي بابا بترحاب وهدوء، ووضع أمامه صحن فاكهة ضخم، واستحلفه أن يأكل قبل أي كلام، فهو قلق على صحته، وربت على خده كأب محب، وبعد أن أكل سأله عما يشغله. أجابه عتريس بمخاوفه وتهديدات الشباب بمحاصرة قصره إن هو أخلف وعده وحنث بقسمه معهم، فتظاهر علي بابا بالاهتمام وجاراه في الحديث، سائلاً عتريس ما الذي ينصح بعمله في هذا المأزق الصعب. أجاب عتريس بما رآه، ويتلخص في أن يبدأوا جميعاً بداية جديدة، بعد أن أغدق الله عليهم من عطاياه ونعمائه، ويتخذوا الشرف والأمانة والعدل طريقا لهم، وينبذوا أساليب الماضي بما فيها من تعاملات سرية مشبوهة وخطايا وآثام سترها الله بفضله. ضحك علي بابا وقرص أذنه بحب قائلاً، لا عجب أنني اخترتك لهذا المنصب بدلاً من أبي لهب "الكشر"، إنك فعلاً لمخلص وهذا ما جعل الشباب يصدقونك، لكن كيف يا ولدي ننبذ الماضي، أليس هذا الماضي الذي تراه الآن مشيناً لجلج، هو ما صنع منك رجلاً وعالماً ثم والياً على البلاد، ألم تعلم أن تجارتنا وأساليبنا السرية التي تخجلك الآن، هي التي أوصلتك لما أنت فيه، وأن جماعتنا المسلحة والمتطرفين المخابيل الذين اليوم تتحرج من أفعالهم، هم من يحمون كرسيك ويصدون معارضيك، فإن كنت ترغب صادقاً في التوبة، فاخلع عنك ثياب الأبهة واترك القصر والسلطة، وتعالى نبدأ معاً من جديد. ما رأيك؟

 

صمت عتريس يفكر. وما زال يفكر ويفكر. لكن ما رأيك أنت؟ وبماذا تشير على عتريس أن يفعل؟

 

من أرشيف 2012

7 ديسمبر 2012

نشرت في التحرير ثم ضاع السيرفر!

رؤية مصرية



علي بابا والاربعـين حرامي – مشهد ما بعـد النهاية

وائل نوارة

في عصور ما قبل التاريخ المكتوب، ولدت القصص والحكاوي، وظهر القصاص والراوي، ولاحظ الرواة أن أحدهم كان دائما ما يعود لمنزله محملاً بأفخاد الغزلان بينما الباقون يحصلون على الفروة والحوافر، وربما الرأس بعد نزع اللسان في أفضل الحالات، فحاروا في سر غريمهم المحظوظ، وقرروا أن يقوموا بإجراء أول بحث تسويقي في التاريخ لدراسة المنافسين. اختبأ أحدهم وراء الصخور بجوار تجويف يكشف ما بداخل كهف زعيم القبيلة، وراقب ما يحدث. الحكايات عادية جداً، لكنه لاحظ أن زوجات زعيم القبيلة الأربعة وأولادهن العشرين، يجلسون على الأرض مأخوذين بل مسحورين، بينما يتربع صاحبنا الراوي المحظوظ على صخرة أمامهم، ويتمايل وهو يحكي الروايات المليئة بالمغامرات الخطيرة في مواجهة الوحوش الضارية، ويتمهل وهو يصف الموقف المرعب حينما تحيط الأسود والنمور السائمة، بالفتاة الجميلة النائمة، وتستعد لالتهامها، ويسكت قليلاً ثم يزعق فجأة فيرتجف المستمعون خوفاً من أن تكون صرخته صدى لصرخة الفتاة عندما تهجم عليها الوحوش المفترسة، لكن هيهات، فالصيحة الحيوانية هي للبطل الزعيم، يلقي من خلالها الرعب في قلوب أشرس الوحوش، في ظهور مفاجئ في اللحظة الأخيرة، حيث يطير الزعيم المنقذ فوق رءوس الوحوش متعلقاً بإحدى يديه بأغصان الأشجار، بينما تلتقط ذراعه الأخرى الفتاة الجميلة لينقذها، ويقفز بها في النهر العميق ويعود بها للقرية، فتفتن به وتقع أسيرة لحبه، ويصر أهلها على تزويجها له، حيث يعيشان منذ تلك اللحظة معا وإلى ما شاء الله في سعادة مقيمة، وينجبان الأطفال الأصحاء الذين يصبح كل منهم زعيماً لقبيلة ضخمة! وما أن يسدل الراوي ستار النهاية، حتى تنتفض المستمعات والمستمعين في نشوة وجذل، وتصفق الفتيات بأيديهن الصغيرة في فرح، ويطالبن بالمزيد، بينما تنهال الخيرات على الراوي من زوجات الزعيم. هكذا اكتشف الرواة أن الزبون يحب النهايات السعيدة، رغم أن النهايات في العادة حزينة بطبيعة الحياة المتقلبة، لكن المستمع دائماً على حق، وفخذة الغزالة غالباً أطيب من لحم الرأس.

لكن، ماذا حدث في الواقع بعد مشهد النهاية؟ النهاية السعيدة ما هي إلا مشهد مؤقت، ولا نعلم في الحقيقة كيف عاش الزعيم مع الفتاة الجميلة، وهل كان مثلاً بصباصاً لبنات الكهوف المجاورة، فاشتعلت غيرة الزوجة الجميلة وأطلقت عليه ثعباناً ساماً وهو نائم في الليل ليقبض روحه؟ أم تربصت به وبها الوحوش بعد ذلك الموقف المهين والتهمت أول أولادهما، فجن الزعيم لفقدان وريثه الذكر وحطم رأسها بحجر كان في متناول يده وقت أن صدمه الحادث، ثم انتبه لفعلته الشنعاء، فطفق يبكيهما معاً، وهام على وجهه في الغابات والفيافي يطلب الموت هرباً من الذكريات الدامية؟

خذ عندك مثلاً، قصة علي بابا وعصابة الأربعين حرامي، الذين عاثوا في الأرض فساداً وكونوا أول لجنة سياسات في التاريخ مهمتها تقليب أهل البلد ونهب ثرواتهم إلى أن كنزوا الذهب والفضة والمجوهرات من حصيلة السلب والنهب والقروض وتخصيص أراضي البلد السخنة والساقعة والانفراد بالأحكار المتعددة، وخزنوا ثروتهم في مغارة قريبة من النهر العظيم، لا تفتح إلا بشفرة خاصة. ولأن الراوي يحتاج لبطل نزيه ومنزه عن الطمع والشر لتكتمل الحبكة ويحصل على مكافأته من السميعة فتة بالفخذة، يصنع من علي بابا بطلاً، ويغفل مثلاً أن يذكر أن علي بابا نفسه زعيم عصابة سرية، تشفط أموال الهبات والتبرعات وصناديق رابطات الصناع والحرفيين، ويتعامى الراوي عن وصف العلاقات الممتدة، والتفاهمات والصفقات التي ميزت التعاون بين العصابة وعلي بابا وإخوانه، وأنهم حصلوا من قبل في إحدى المناسبات – مثلاً - على 88 جرة مترعة بالخيرات نظير مساعدتهم العصابة في وأد إحدى انتفاضات أهل البلد. ويشتد ظلم العصابة وطغيانها، وينجحون في إسكات كل معارض وشراء كل راوي وإفساد كل مسئول، حتى استحالت العيشة مراراً. وفي أحد الأيام كما هو متوقع، يفيض الكيل بأهل البلد، عندما يقوم أحد الزبانية بتهشيم رأس شاب من فتيان البلد دون سبب، سوى أنه تجرأ وعارض بعض التصرفات الإجرامية لأحد العسس الموالين لزعيم العصابة. يثور شباب البلد ويتوجهون نحو المغارة يوم عيد العسس، مطالبين برءوس مجرمي العصابة وزعيمهم. ويعلم علي بابا بالكارثة، فيتبرأ منها علناً، ويبعث ببعض إخوانه ليطيبوا خاطر الشباب المحتجين، متعللاً بأن وقوفه علنا معهم يفسد خطتهم، وفي نفس الوقت يبعث أسرع خيوله، برسول وكتاب مختوم فيه 10 نقاط، ينصح من خلالها زعيم العصابة بأن ينحني للموجة، ويقوم ببعض الترضيات الشكلية، لوأد الفتنة وتنفيس غضب الشباب، حتى تعود الأمور لسابق عهدها. ويرفض الزعيم العنيد اي حلول وسط، محتمياً بعصابته والعسس الموالين له، ولكن في لحظة، تنهار مقاومة العسس، ويبدأ أعوان زعيم العصابة في التساقط أو الهرب ناجين بأنفسهم، ويصبح الطريق مفتوحاً أمام الشباب لاقتحام المغارة. وفجأة يظهر علي بابا وكأن الأرض انشقت عنه، وينتشر إخوانه في الميدان، يحاولون ركوب الموجة بأي صورة. أما علي بابا، فيتمتم بأن دخول المغارة يحتاج لشفرة خاصة، أشبه بالفوازير، لكن لكل فزورة حل، والسمسم هو الحل في هذه الحالة.

وتنفتح المغارة ويدخل علي بابا وإخوانه، وينسدل ستار النهاية بينما يدخل علي بابا الكهف محمولاً على الأعناق وسط تهليل أنصاره، وتدخل بجواره الست مرجانة، ليعيشا في تبات ونبات، ويزعق إخوان علي بابا المندسين وسط الجموع بأن أحد أعوان علي بابا هو الأحق بولاية البلد، ويصرفون الشباب، ويعدونهم بأن الأمور سوف تنصلح في خلال 100 يوم، وليس عليهم سوى الانتظار والصبر الجميل.  وتنتهي الحكاية من وجهة نظر الراوي الذي لم يدخر وسعاً في تنقية القصة من أي قبائح قد تزعزع الوضع البطولي لعلي بابا وجماعته.

 

ماذا بعض مشهد النهاية؟ تقول بعض البرديات العتيقة أن علي بابا ما أن أغلق عليه أبواب المغارة، حتى حفر أرضها بسرعة واستخرج صناديق الذهب والمجوهرات المدفونة، حيث أخذ إخوانه يشاركون كل تاجر أو صانع أو قهوجي، تماماً كما كان الوضع من قبل، وبدأوا في إنشاء سلاسل لدكاكين البقالة والثياب ومستلزمات الحرائر والجواري، وجلابيب وسراويل الرجال والخصيان، ثم بدأ يضع أعوانه في كل مناصب البلد، ويمسك بمفاتيح أسوارها، وعين أحد أتباعه كبيراً للرواة حتى يسيطر على الحكايات، وأمر أن تطفأ أنوار المدينة بعد العشاء، ونشر المخابيل والمتطرفين يهاجمون الشباب وكل صاحب رأي أو نقد بالعصي والسيوف، بحجة أنهم يسيئون الأدب في حق ولاة الأمر أو يخرجون عن تقاليد السلف الصالح.

يقول البعض أن الأمور لم تختلف كثيراً أو قليلاً في عهد علي بابا عن عصر عصابة الأربعين حرامي، بينما يمجد آخرون علي بابا ويبرئونه من أي إثم، ويذكرون له فضله في إزاحة العصابة، متعللين بأن ما حصل عليه من ثروات كان للعصابة المفترية، لكن كبار السن يتذكرون يوم أن كانت هذه الأموال والأراضي والثروات ملك أهل البلد، قبل أن تنهبها العصابتين. أما علي بابا، فمطمئن بأن البلد قد دانت له ولإخوانه، ويطرب لمديح الراوي الذي اكتراه بنفسه، بل يبدأ جشعه في إغرائه بالتطلع لبسط نفوذه على البلدان والممالك والأقطار المجاورة، متناسياً ما حدث لسلفه حينما سقط وسط أعوانه وجنوده، وانمحت من ذاكرة علي بابا فورة الشباب وصحوة الشعب الذي لم يعد يطيق الظلم، متوهماً أن هذا هو المشهد الأخير.

 



من أرشيف 2012

31-10-2012

نشرت في التحرير ثم ضاع السيرفر!

رؤية مصرية

 

كيف تسرق بلداً وتسجلها في الهيصة

رؤية مصرية - وائل نوارة

أعتذر عن قطع سلسلة مقالات مصر 2030 هذا الأسبوع – فقد رأيت أنه من الواجب أن أعلق على هذه الموضوع الطريف.

 

السرقة عيب وحرام لكنها يومياً بتحصل وأكتر مما نتخيل وأحياناً في أشياء بسيطة غير ملحوظة، وأحياناً في حاجات كبيرة ولكنها غير ملحوظة برضو. القصة إن فيه فيللا في شارعنا في مصر الجديدة بينا وبينها بيت واحد. كان يملكها شخص غير متزوج يلبس نضارة شمس غامقة لا نعرف عنه أي شيء سوى إن اسمه عمو اللوا. غالباً هو كان لواءا متقاعدا في الجيش أو المخابرات، وكان عنده عربية فيات 1100 بيضاء في أوائل السبعينات – أيام ما كان الشارع كله فيه حوالي 3 عربيات – كان لازم نتجنبهم ونختار حتة فاضية في الشارع واحنا بنخطط الأسفلت بالجير أو الطوب الأحمر علشان نقسم ونلعب كورة. في التمانينات أتوفى اللوا وعرفنا إنه انتقل لرحمة الله لأنه اختفى من الشارع وبعد شوية جت ست محترمة شيك كبيرة في السن وشبهه – تقريباً أخته - واتنقلت تسكن في الفيللا حيث كان المجلس المفضل لها في البلكونة. في التسعينات أتوفت هي كمان بدليل انها اختفت – الله يرحمهم هما الاتنين. فضلت الفيللا مقفولة فترة، نعدي عليها ونترحم على اللوا وأخته. وفجأة السنة اللي فاتت بعد الثورة بأسابيع، لقينا واحد حارس كشر بدقن طويلة مشعثة، قاعد جوا الفيللا نفسها ومشغل التليفزيون بصوت عالي وكدا، عامل حس يعني بيقول نحن هنا. بعد كام أسبوع فجأة الفيللا اتهدت، وبعدين الأرض اتباعت بيقولوا لواحد من قطر، والمشتري الجديد بيطلع رخصة علشان يبني بدل الفيللا اللي كانت دور واحد أرضي – عمارة من 8 أدوار.

 

هناك أشخاص حرفتهم الأساسية أن يمروا على الشوارع في الأحياء القديمة يرصدون الفيللات القديمة المغلقة. وكل فترة، يعثرون على فيللا أو قصر مغلق لفترة طويلة، يتقصون عن شأنه، وأحياناً يعلمون أن اصحابه متوفين ولا ورثة لهم، أو أن ورثتهم يعيشون بالخارج مثلاً، فيأخذون الخطوة التالية. يصطنعون عقد بيع ابتدائي بإمضاء مزيف من المتوفي لأحدهم. ثم يستأجرون أحد البلطجية ويكلفونه بأن يقتحم الفيللا ويعيش فيها لعدة أسابيع أو أشهر ويبدأون في إرسال بعض الخطابات والمراسلات باسم المشتري المزيف لإثبات سكنه بالمكان. وقد يقوم المشتري الجديد بتحرير عقد إيجار مؤقت لأحد أعوانه، ويقوم الأخير بإثبات تاريخ لهذا العقد في "الشهر العقاري"، ثم يقوم مثلاً بتغيير اسم المشترك في شركة الكهرباء أو الغاز وهكذا. وبعد فترة يبيع المشتري الفيللا والأرض لمشتري آخر بعقد "صحيح" حتى تنطمس معالم الجريمة ويصبح المالك الجديد محصناً من أي سوء لأنه هو نفسه اشترى الفيللا والأرض بعقد "صحيح" من شخص موجود وحي – لكن المشكلة بالطبع أن البائع لا يملك الفيللا ولا الأرض – ولكن مع وضع اليد على الحيازة وغياب الورثة أو ابتعادهم عن الصورة – تكتمل أركان الجريمة مع عدم وجود نزاع أو استشكال من أي صاحب شأن في كل هذه الإجراءات المزيفة.

 

نفس الشيء حدث معنا في الثمانينات في الأسكندرية. ذهبنا لشقة المصيف كما تعودنا في شهر يونيو وهي إيجار دائم قديم باسم والد أحد أصدقائنا. ودخلنا الشارع في المندرة ولكننا لم نتعرف على العمارة. العمارة لا زالت موجودة على الناصية ولكن لونها تغير وبوابتها انتقلت من الشارع العمودي على البحر لشارع موازي للبحر، حيث أن العمارة على الناصية، وتوجد بوابة حديد مغلقة بجنزير وقفل ثقيل. وبعد حيرة ومكالمات وبحث، تأكدنا وتأكد صديقنا أنها نفس العمارة فدخلنا نستطلع الأمر. وجدنا شقة أسرته بابها مفتوح ولا يوجد بداخلها أي أثاث أو أجهزة، وبها سلم نقاشين وبعض جرادل الطلاء وآثار تشطيب جديد. في الصباح جاء من ادعى أنه المالك، شخص ملتحي يكثر من استخدام العبارات الدينية ويقسم أنه اشترى العمارة خالية من السكان وأن أوراقه سليمة، وأننا معاً ضحية لنصب من "طرف ثالث" باع له العمارة، لكن بما أن العمارة تحت حيازته – بوضع اليد – فعوضنا على الله – وخاصة أن صديقي "مجرد مستأجر" على حد كلامه – أما هو، فقد دفع الملايين في العمارة كلها وتسلمها خالية دون أثاث أو أجهزة على حد وصفه وبالتالي فهو أولى بالحيازة. استغرقت القضية حوالي 10 سنوات حتى حصل والد صديقي مرة أخرى على شقته المؤجرة، قبل وفاته بسنوات قليلة.

 

نفس الشيء حدث بعد الثورة. جاءت جماعة سرية ذات أنشطة معروفة في غسيل الأموال وجمع التبرعات من شيوخ الخليج وتوظيف وتسفير المجاهدين والبطاطين، والسطو على النقابات وشفط أموالها في تمويل معارض السلع المعمرة التي يديرها أحد أشطر رجالها، ومجموعة أخرى من الأنشطة المحلية والدولية المتعددة باسم أشخاص هم واجهة لهذه الجماعة السرطانية الأشبه بالمافيا، التي ليس لها أي كيان قانوني ولا تخضع لأي رقابة من أي نوع. وتدير الجماعة علاوة على الشركات والميليشيات بعض الجمعيات "الخيرية" في القرى التي تتلقى على حسها التبرعات، مع ما تيسر من لجان "الإغاثة" النشطة في توزيع البطاطين والسرنجات والأسبرين في أفغانستان والصومال وبعض البؤر الإرهابية ومعاقل القرصنة.

 

في الهيصة، زحفت الجماعة على الفيللا، وأدعت أمام الجيران والثوار والإعلام مشاركتها في الثورة، وأقسمت أنها جماعة وطنية تحمل الخير ولم تشارك في أي شر أو فساد هو يخص النظام القديم وحده، وأنها لم تكن جزءاً من ذلك النظام القديم ولم يكن لها 88 كرسي في البرلمان ولا حاجة. أما أمام رموز النظام القديم فقد ادعت العكس تماماً، ذهبت الجماعة أولاً لنائب الرئيس المخلوع بعد يومين من انضمامها للثورة، وأكدت أنها عارضت الثورة في البداية ولم تنضم لها إلا من أجل احتواء الأوضاع، وأقسمت أنها على استعداد للانسحاب من الميدان لتصفية الثورة بمجرد الإشارة لها بذلك، مقابل بعض المكاسب السياسية المتواضعة للجماعة. ولكن الجماعة والنائب فوجئوا بنجاح الثورة واختفاء المخلوع من الصورة، فتوجهت الجماعة مباشرة للمجلس العسكري، ودللت على ولائها للنظام بجلوسها المبكر مع النائب واستعدادها المعلن للانسحاب من الميدان وأحاديث قياداتها في الفضائيات التي قبلت بخطة المخلوع بالبقاء في السلطة لمدة ستة أشهر، وأكدت للمجلس سيطرتها على الميدان واحتواءها للثورة، وأقسمت له على الإخلاص والتعاون والنصح الأمين، ورشحت له مجموعة من الرجال "الثقات" تكتب التعديلات الدستورية بما يرضي الله. وقامت المجموعة بكتابة التعديلات تحت إرشاد الجماعة، بصورة تضمن أن تتم الانتخابات البرلمانية قبل كتابة الدستور، بحيث تسيطر الجماعة على البرلمان قبل قيام أي أحزاب جديدة، وبالتالي تهيمن على تشكيل تأسيسية الدستور، وتكتب العقد الاجتماعي الذي "يسجل" ملكيتها للأرض، ويمكنها من مفاتيح الفيللا، ويجعل الدولة ملكية خالصة لجماعة غير شرعية، لا تمثل نصف في المائة من الشعب. السرقة معروفة ومنتشرة، لكن المذهل والشاطر هو من يسرق السريقة ثم يقوم بتسجيلها في الشهر العقاري رسمياً لنفسه وعصابته.

 

من أرشيف 2012

24 أكتوبر 2012

نشرت في جريدة التحرير ثم ضاع السيرفير!



Thursday, August 13, 2015

The Art of Trading in Blood

حمزة زوبع يعترف:طالبنا عناصرنا بالتصعيد فى اعتصام رابعة للوصول لنقطة تفاوض 






Egypt: Competing for Corpses




موسم الإتجار بالجثث!






Friday, July 10, 2015

من خان الثورة المصرية؟

نقلا عن المونيتور

من خان الثورة المصرية؟

قبل بضعة أيام، تحاملت الناشطة شاهندة مقلد، 76 عاماً، على مرضها الذي أقعدها في الفراش وتوجّهت إلى نقابة المحامين حيث وقّعت توكيلاً تدعم فيه ترشّح المشير (السابق) عبد الفتاح السيسي للرئاسة في مصر. فبموجب القانون، يجب أن يحصل المرشّح على ما لا يقل عن 25 ألف توكيل، على أساس ألف توكيل على الأقل من كل واحدة من 15 محافظة من إجمالي 27 محافظة في مصر.

ما إن انتشر خبر دعم مقلد للسيسي حتى تعرّضت لهجوم عنيف عبر شبكات التواصل الاجتماعي واتّهمها بعض الناشطين بأنها تواصل الانحدار وتلطّخ تاريخها كله. فردّت مقلد بانتقاد الناشطين النخبويين الذين يتاجرون "بدماء الشهداء" في حين أنه لا أقدام لهم كي يقفوا في الشارع وسط المصريين.

لا تزال مقلد تناضل حتى يومنا هذا من أجل ما تؤمن به. فقد طلبت في كانون الثاني/يناير الماضي بعزل وزير الداخلية محمد ابراهيم، وشجبت التعذيب والممارسات الهمجية التي تلجأ إليها الشرطة في التعامل مع المعتقلين. والأسبوع الماضي، دعمت مقلد الاعتصام الذي نفّذته مجموعة من النساء أمام القصر الرئاسي للمطالبة بالإفراج عن الناشطَين أحمد دومة وأحمد ماهر، اللذين حُكِم عليهما بالسجن ثلاث سنوات بتهمة انتهاك قانون التظاهر. لكن على الرغم من معارضتها بعض ممارسات الحكومة المؤقّتة، تحلّت بالشجاعة الكافية للتغريد خارج سربها المعهود والإعلان في أواخر العام الماضي أن غالبية المصريين يتطلّعون إلى أن يكون السيسي الرئيس القادم للبلاد. وعملاً بقناعاتها، قرّرت دعمه بدلاً من حمدين صباحي، صديقها القديم وزميل عمرها في المعارضة اليسارية.

في العام 1997، ظهرت مقلد، إلى جانب ثلاث صديقات لها، وداد متري وصافيناز كاظم وأمينة رشيد، في فيلم وثائقي كندي نال استحساناً كبيراً بعنوان "أربع نساء من مصر". خلال عهد مرسي، أثارت الصورة الشهيرة التي تظهر فيها شاهندة أمام القصر الرئاسي في 5 كانون الأول/ديسمبر 2012 فيما يضغط أحد قادة/بلطجية الإخوان، وهو من المعاونين المقرّبين لمرسي، بيده بقوّة على فمها لإسكاتها - غضب عدد كبير من المصريين، ونزل الآلاف إلى الشارع للتظاهر بعدما ألهبت هذه الصورة مشاعرهم. وعنون روبرت ماكي من مدوّنة The Lede عبر صحيفة "نيويورك تايمز" تلك الصورة بـ"صدام الحضارات داخل مصر يظهر جلياً في لقطة فيديو واحدة".

مقلد بطلة مصرية ولطالما كانت رمزاً للثورة/الثورات في مصر. فقد شاركت في تأسيس كل الحركات المعارضة تقريباً التي تشكّلت في العقود القليلة الماضية، لا سيما "كفاية" و"الجمعية الوطنية للتغيير" و"مصريات من أجل التغيير". وتطول اللائحة. يمكن اعتبار مشوارها السياسي بأنه "مسيرة بطول عمرها نحو التحرير" كما ورد في عنوان الترجمة الإنجليزية لمقال بقلم رضوان آدم نُشِر في شباط/فبراير 2012، بعد عام من ثورة كانون الثاني/يناير في مصر. وقد روى آدم كيف ذهب تشي غيفارا وجمال عبد الناصر إلى قرية كمشيش لتقديم التحية إلى المرأة الشابة التي تجرّأت على الانتفاضة في وجه الإقطاع وفقدت زوجها الذي اغتيل في النضال، وكذلك تقديم التحية إلى رفاقها الفلاحين.

منذ ذلك الوقت، حملت مقلد لواء قضية الفلاحين الفقراء. أتذكر أنني دعيت إلى حدث إطلاق "اتحاد الفلاحين" الذي أسّستْه مقلد قبل أشهر من ثورة كانون الثاني/يناير 2011. إنها ببساطة بطلةٌ في نظر عدد كبير من الأشخاص. لا يعني هذا أنها لا تخطئ أبداً. لكن التلميح بأنها خانت الثورة وباعت دماء الشهداء من أجل تحقيق مصالح خاصة، ينطوي على سخف وينمّ عن جهل وتعال أخلاقي زائف.

ليست مقلد الناشطة الوحيدة التي طُرِدت من "النادي الثوري" الحصري الذي يقوم على إدارته عدد قليل من الناشطين المتشدّدين الذين نصّبوا أنفسهم أوصياء على الثورة. فبحسب الثوّار "المأفورين"، تطول لائحة الأعضاء المقصيّين وتضم، صدّق أو لا تصدق، عبد الجليل مصطفى، المنسق العام السابق لحركة "كفاية" و"الجمعية الوطنية للتغيير"؛ وابراهيم عيسى، الصحافي المعروف الذي حوكِم واضطُهد في عهد حسني مبارك؛ وكمال خليل، القائد الرمز لكل الانتفاضات والتظاهرات والاحتجاجات المهمة تقريباً؛ وأحمد فؤاد نجم، الشاعر الثوري الذي اضطهدته جميع الأنظمة المتعاقبة منذ الستينيات؛ وصلاح عدلي، أحد زعماء التيار الشيوعي؛ وبهاء الدين شعبان، المنسق العام "للجمعية الوطنية للتغيير" ومؤسس "الحزب الاشتراكي المصري".

لقد أصيب عدد كبير من الناشطين والثوّار بخيبة أمل وإحباط شديدين من الموجة الشعبية التي انقلبت ضد خطابهم المتعالي. لعل أحمد شقير، الناشط عبر "تويتر"، نقل بطريقة بليغة هذا الشعور بالعزلة والغربة في كلمات قليلة معدودة: "لا تنتظروا أحداً"، في تعبير عن الوحدة واليأس وضياع الإيمان وفقدان الثقة. والألم الشديد الناجم عن كل هذه المشاعر لا يضاهيه سوى الشعور الحزين بالارتياح الذي يروادك عندما تتوقف عن وضع آمال كبيرة – أو صغيرة – على الآخرين، ونتيجةً لذلك تشعر بالارتياح لأنه لن يخيب ظنّك أبداً من جديد.

هل ذهب كل شيء هباءً؟ دماء الشهداء والآمال الكبيرة التي عُقدِت على الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية؟ الشباب، لا سيما أولئك الذين شاركوا في الانتفاضة التي استمرّت 18 يوماً وأنهت 30 عاماً من حكم مبارك، والذين استكملوا مسيرة الثورة في مئات من الاعتصامات والمسيرات التي انطلقت في أيام الجمع اللاحقة، أولئك الشباب بالذات يتشككون في أنفسهم وفي حقيقة الثورة التي ظنوا أنهم قاموا بها من أجل إنقاذ الوطن، إلى أن أخبرتهم وسائل الإعلام لاحقاً بأنها كانت نكسة ومؤامرة على البلاد. يحسد بعضهم الشهداء الذين ماتوا بحدّ السلاح ميتة شريفة مكلّلة بالمجد، تاركين وراءهم الثوّار يذبحون، بحد سيف "تلم" يصرخ بصمت رحيل الميكروفونات، في عتمة ظلال تتنامى مع انسحاب أضواء الكاميرات من الميادين، واحتضار الاهتمام الإعلامي.

ليس عدلاً أن نطلب من الثوّار أن يكونوا "حكماء" ومتروّين في حساباتهم. فهذا مخالف لطبيعة الثورات. فلا يمكنهم أن يكونوا براغماتيين وحذرين، وأن يواجهوا في الوقت نفسه المدرّعات والجحافل الأمنية بصدور عارية. لكن هل السبب بالفعل صغر السن والسعي وراء المثالية بحماسة زائدة؟ هل المحرك الرئيسي هو وعود قطعوها لرفاق نزفوا بين أذرعهم بينما يراقبون بهلع نور الحياة ينسحب من عيونهم التي ذبلت قبل الأوان؟ في حالات كثيرة، أجيب بنعم. هذا هو السبب. إلا أن المحرك للبعض الآخر قد يكون شيئاً آخر. عضوية نادٍ حصري يزداد حصريةً مع طرد أعضاء منه بتهمة خيانة الثورة. بل ربما يتعلق الأمر ب"أنا" جماعية متوحشة، تفتح فاها بصورة دائمة لالتهام المزيد من الأوثان المحطمة، تتغذى بنهم على صور ممزقة وملطخة، لمن كانوا يُعتبَرون يوماً رموزاً عظيمة وأبطالاً مناضلين. على الأرجح أن المرء يشعر بالتفوق الأخلاقي والرضا عن النفس عندما تُلصَق بجميع الباقين تهمة الخيانة.

كان الأمر سهلاً في البداية. يكفي تشويه سمعة الفلول، أي المسؤولين والمعاونين الكبار في نظام مبارك. ثم توسّع تصنيف الفلول ليشمل كل من كان عضواً في "الحزب الوطني الديمقراطي". وتوسّع أكثر ليشمل كل من كانت له يوماً علاقة بشخص على ارتباط بنظام مبارك أو حتى صافحه. ولاحقاً طال التصنيف كل من صوّت لأحمد شفيق أو عمرو موسى في الانتخابات الرئاسية في العام 2012.


وبما أن تلك الأنا وحش نهم يحتاج إلى إطعامه باستمرار، لم يعد باق ليشبعه سوى لحم الناشطين أنفسهم، وهكذا لم يتبقَ سوى حفنة متناقصة من الثوار الذين ينتمون إلى ذلك النادي الحصري، والذي يتناجون في السر بوجود دوائر أصغر، يميز فيها البعض بين "الثوّار الحقيقيين" بعلامة الجودة الأصلية، وآخرين من متوسطي الجودة "ثوار نص نص"!


في نهاية المطاف، تبقى قلّة قليلة تتظاهر عند سلالم نقابة الصحفيين في وسط القاهرة، ويلتقط كل واحد صورة ذاتية لنفسه في خياله، فيما يُبدي إعجابه بقدرته على التظاهر بتجاهل كاميرا غير موجودة في الأصل.

يُصدر المصريون صوتاً فريداً من نوعه يدخل من بين الأسنان الأمامية بعد أن يمر بالكاد عبر الشفتَين. يمصمص النشطاء شفاههم في أسف زائف واشمئزاز وتعال، فيما يتبادلون الروايات عن أولئك الذين خانوا الثورة وباعوا دماء الشهداء. لكن لا يسعك في تلك اللحظة سوى أن تتساءل:

من خان الثورة المصرية - في حقيقة الأمر؟


وائل نوارة
كاتب عمود
Wael Nawara is an Egyptian writer and activist. He is also the co-founder of Al Dostor Party, the National Association for Change and El Ghad Party. Formerly president of the Arab Alliance for Freedom and Democracy, he was a visiting fellow at the Institute of Politics, Kennedy School of Government, Harvard University.

 
    
Original Al-Monitor Translations

Türkçe okuyun
Read in English

http://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2014/04/egypt-revolution-betrayed-activists-sisi.html#ixzz3fUlN50h7

Sunday, May 10, 2015

Mesra = Mes Ra = Sons of Ra? Possible Ancient Origins for "New" Names ... مصر Misr !

The Origins of "Mesra" مصر ... Today's Name of Egypt


According to Wikipedia:

The English name Egypt is derived from the Ancient Greek Aígyptos (Αἴγυπτος), via Middle French Egypte and Latin Aegyptus. It is reflected in early Greek Linear B tablets as a-ku-pi-ti-yo. The adjective aigýpti-, aigýptios was borrowed into Coptic asgyptios, and from there into Arabic as qubṭī, back formed into قبط qubṭ, whence English Copt. The Greek forms were borrowed from Late Egyptian (Amarna) Hikuptah "Memphis", a corruption of the earlier Egyptian name Hwt-ka-Ptah (ḥwt-k-ptḥ), meaning "home of the ka (soul) of Ptah", the name of a temple to the god Ptah at Memphis. Strabo attributed the word to a folk etymology in which Aígyptos (Αἴγυπτος) evolved as a compound from Aigaiou huptiōs (Aἰγαίου ὑπτίως), meaning "below the Aegean".

Miṣr (IPA: [mi̠sˤr] or Egyptian Arabic pronunciation: [mesˤɾ]Arabicمِصر‎) is the Classical Quranic Arabic and modern official name of Egypt, while Maṣr (IPA: [mɑsˤɾ]Egyptian Arabicمَصر) is the local pronunciation in Egyptian Arabic. The name is of Semitic origin, directly cognate with other Semitic words for Egypt such as the Hebrew מִצְרַיִם (Mitzráyim). The word originally connoted "metropolis" or "civilization" and means "country", or "frontier-land".

The ancient Egyptian name of the country was km.t, which means black ground or black soil, referring to the fertile black soils of the Nile flood plains, distinct from the deshret (dšṛt), or "red land" of the desert. This name is commonly vocalised as Kemet, but was probably pronounced [kuːmat] in ancient Egyptian. The name is realised as kēme and kēmə in the Coptic stage of the Egyptian language, and appeared in early Greek as Χημία (Khēmía). Another name was t-mry "land of the riverbank". The names of Upper and Lower Egypt were Ta-Sheme'aw (t-šmw) "sedgeland" and Ta-Mehew (t mḥw) "northland", respectively.

Mizraim (Hebrewמִצְרַיִם / מִצְרָיִםModern Mitzráyim Tiberian Miṣrāyim / Miṣráyim ; cf. Arabic مصرMiṣr) is the Hebrew and Aramaic name for the land of Egypt, with the dual suffix -āyim, perhaps referring to the "two Egypts": Upper Egypt and Lower Egypt.

Notes:
  • King of Egypt was often known as King of the Two Lands (+ Kosh and beyond).
  • The Hebrews could likely have got the name (Mizraim) from an older Egyptian origin and then made it sound like something that is meaningful for them!


*************

Notes:

  • Until today, Egyptians call their capital (Cairo or Al Qahera) "Masr" or "Misr" - i.e., the same name they call the whole country. The Capital is located in the joining of the two lands (the Valley and the Delta) - very close to Memphis as well as Heliopolis (Oun - Sun City - close to Ein Shams - Eye of the Sun) - which was a center for the worship of Ra - the Sun God.


*************

However, we know that the 12th month in the Ancient Egyptian Calendar is Mesra! This is the month of the flood! The flood is when the dead land awakens with life and thus reborn. There is a proverb which says: "In Mesra, the water runs even in the driest of creeks!"
 مسرى تجرى فيه كل ترعة عسرة

This calendar is still used as the Coptic calendar - used by the church and by many Egyptian farmers till today - since it is strongly related to agricultural seasons and Nile cycle.

But what does Mesra means?

According to Wikipedia,

Mesori, also known as Mesra, is the twelfth month of the Coptic calendar. It lies between August 7 and September 5 of the Gregorian calendar. The month of Mesori is also the fourth month of the Season of 'Shemu' (Harvest) in Ancient Egypt, where the Egyptians harvest their crops throughout Egypt. The name of the month of Mesori comes from Mes-en-ra, an Ancient Egyptian word that means Birth of the Sun (Ra).

Ramses (the regnal name of many great Egyptian kings) means "begotten by Ra" (the sun god) or perhaps "son of Ra". And if we just reverse the order it becomes very close to : Mes-Ra, again ... birth of Ra or sons of Ra. This is of course just an attempt to see if the word "Mesra" had some meaning in the ancient tongue.

There are theories which traces the meaning of the word "Mesra" in the languages of the people who lived East of Egypt such the Akkadians, people from Levantines, Hebrews and so on. From Egypt's page on Wikipedia, the Akkadian "mi-iṣ-ru" ("miṣru") related to miṣru/miṣirru/miṣaru, meaning "border" or "frontier". The Neo-Assyrian Empire used the derived termMu-ṣur. In trying to trace it back to Ancient Egyptian language, they use the word mdr or mjr meaning fortress in the sense that an Eastern fortress was the symbol of Egypt's border for the people who lived to the east. 

https://en.wikipedia.org/wiki/Egypt

Dr. Taha Abdel Alim
https://web.archive.org/web/20150103090138/http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=122160&eid=2452
 


**************

So, it could also be seen that Mesra could mean Sons of Ra - or people of Ra.

So, Mesra ... could simply refer to Sons of Ra or Nation of Ra.

*************

What about Cairo - Al Qahera?


Cairo (/ˈkr/ kye-roh Arabicالقاهرة‎; is the capital of Egypt and the largest city in the Middle-East and second-largest in Africa after Lagos. Its metropolitan area is the 13th largest in the world. Located near the Nile Delta, it was founded in 969 CE. Nicknamed "the city of a thousand minarets" for its preponderance of Islamic architecture, Cairo has long been a center of the region's political and cultural life. Cairo was founded by Jawhar al-Siqilli "The Sicilian", of the Fatimid dynasty, in the 10th century CE, but the land composing the present-day city was the site of national capitals whose remnants remain visible in parts of Old Cairo. Cairo is also associated with Ancient Egypt as it is close to the ancient cities of Memphis,Giza and Fustat which are near the Great Sphinx and the pyramids of Giza.

Cairo ... Khere-Ohe?

Egyptians today often refer to Cairo as Maṣr ([mɑsˤɾ]مصر), the Egyptian Arabic pronunciation of the name for Egypt itself, emphasizing the city's continued role in Egyptian influence. Its official name is القاهرة al-Qāhirah , means literally: "the Defeater", in reference to the fact that the planet Mars ("Al Najm Al Qahir") was rising at the time when the city was founded as well as, "the Vanquisher"; "the Conqueror"; Egyptian Arabic pronunciation: [elqɑ(ː)ˈheɾɑ], "the Defeater" or, " "the Victorious" (al-Qahira) in reference to the much awaited Caliph al-Mu'izz li Din Allah who arrived from the old Fatimid capital of Mahdia in 973 to the city. The Egyptian name for Cairo is said to be: Khere-Ohe, meaning: "The Place of Combat", supposedly, in reference to a battle which took place between the Gods Seth and Horus. Sometimes the city is informally also referred to as كايرو Kayro [ˈkæjɾo]. It is also called Umm al-Dunya, meaning "the mother of the world".

**************

Under every layer in Egypt, lies yet another layer!


So, Cairo, Al Qahera ... could be just a distorted way of pronouncing Khere-Ohe ... it is more plausible that Umm Al-Dunya (Mother of the World) ... has its name from an older origin ... and that the Fatimid ruler decided to find a name which had a favorable meaning in Arabic and also sounded like what people used to call their city. It could even be Ka Hwt Ra (The spirit home of Ra?)

So, the concept that Cairo was built a 1,000 years ago, is actually a lie! In reality, it has been the center of Egypt since the Old Kingdom at least (5000 years!)  - whether Memphis, Oun / Iunu / Heliopolis or Babylon . Even when  the capital moved to Thebes, Oun /Heliopolis remained an important center for Sun traditions (which undoubtedly included astronomy and calendar related calculations and mathematics). Moreover, the name is probably not new either. 


**************
#EgyptRemembers


Saturday, May 09, 2015

An Attempt at Demystifying Egyptian Alchemy

·         What is this we hear about Ancient Egyptians being Great Magicians ?
·         Were they?
·         What was their magic?
·         Did they possess para-natural or “metaphysical” skills?
·         Was it all about spells and potions and magic words?
·         Did they actually have the secret of turning cheap metals into Gold?

********************

For over forty centuries in Egypt, Math, Engineering, Astronomy, Chemistry, Physics, Medicine, Technology, Arts, Music & Philosophy were developed inside Temples with a great deal of Mystery and Secrecy.

Priests used their exclusive knowledge in performing what would appear as miracles to those who knew nothing of the secrets of such scientific and technological advances.

They also used such knowledge & Technology to make exclusive products worth its weight in GOLD, turning cheap sands into impressive glassware, cheap impure metal ore into weapons and tools of great value.

Those admitted into the priesthood / academia had to prove their worthiness and commitment and purity, and complex Rituals, special words, scented fumes, even music and dances accompanying delivery of such miracles. The rituals made those miracles seem connected to the religion and the mysterious para-natural forces. Of course, they were just using physics and chemistry and natural laws of the universe, only known to them at the time.

Thus they were known to turn dirt and cheap metals to GOLD. Of course, there existed myths, and there flourished some magical arts amongst the public which frauds and reject priests would perform imitated tricks to the public utilizing illusion, psychological deception, etc.

Many of the Greek and Greco-Egyptian scientists managed to get into scholar affiliations to the temples during the period 330 BC to Approx 400 AD and they documented a good deal of that knowledge and further developed cohesive theoretical frameworks for some branches of those sciences. Much of the exclusive knowledge, however, was never transferred to later generations. With the banning of Egyptian Language and scripts by the decree of 391, Egyptian Language was lost and soon forgotten.

Some scrolls containing remains of such knowledge were passed down from Greeks and Romans to Europeans, and during the dark ages, this idea of turning cheap metals into Gold became very popular amongst kings, nobility, adventurers and frauds alike. Because the Egyptian Hieroglyphs meant nothing to them, they would think that the symbols themselves had some magical powers, while such scrolls may had contained a step-by-step procedure to produce a certain chemical in the lab but because of such obscurity, it would appear as some magical script Abracadabra sort of thing.



The manner in which religion, philosophy, science and technology were intertwined in those procedures gave rise to such spiritual link and enhanced the para-natural appearance of the memory of the Egyptian Alchemy.


***************************
In Summary


·         How the Egyptian language was lost for 15 centuries: The word "hieroglyph" comes from the Greek hieros (sacred) & glyphos (words or signs)
·         Ancient Egyptians called the Hieroglyphs 'mdju netjer' = Divine Scripture or "words of the gods"
·         Egyptians believe in the power of the words and the names ...
·         Earliest Hieroglyphs were discovered on bone, ivory, pottery & clay impressions discovered in a pre-dynastic tomb in Abydos dated 3400 BC.
·         391AD: Christian Byzantine Emperor banned Egyptian religions, temples & Hieroglyphs & started to persecute followers of Egyptian religions
·         When Theodosius 1 closed the temples - he terminated a 4000 year old tradition & the language & knowledge of ancient Egypt was lost!
·         Philosophy of Isis continued until around the 6th century (in Philae - far to the south - away from persecution)... & secretly thereafter
·         Well into this day - around the world - in different forms of the revived traditions
·         But when the language was the lost - the vast ancient knowledge became almost encrypted!
·         Some knowledge was passed on - through the Greeks and Arabs - but a lot was lost
·         The rumor was that the ancient scrolls contained the secret knowledge of turning dirt and cheap metal into gold!
·         The physical act of burning thousands & thousands of scrolls in Alexandria Library + banning of the language = sealed & encrypted the knowledge
·         The library may have suffered several fires or acts of destruction over many years. Possible occasions for the partial or complete destruction of the Library of Alexandria include a fire set by Julius Caesar in 48 BC, an attack by Aurelian in the AD 270s, and the decree of Coptic Pope Theophilus in AD 391.
·         The turning of dirt into gold was only metaphoric: Manufacturing products & medicines from basic ingredients which were exchanged for gold
·         Ancient Egypt is commonly referred to as 'km.t' - hence the arts of Chemistry (& more mystical / fraudulent Alchemy) ... acquired the name
·         The whole fraudulent tradition around Alchemy centered around this rumor which was only metaphoric: Egyptian Monks could turn dirt into gold
·         The technology was lost in the temples - and only unintelligible scrolls could be found - because of the lost language ...
·         The scrolls did contain the secrets of making products, ointments and medications - but no one could decrypt the knowledge within
·         k.mt itself means black land or black soil ... possibly enforcing the link between Alchemy and the rumor of turning dirt into gold
·         To make things worse-Egyptian monks mixed technology with spirituality - they would utter some prayers as they made their "magical" products
·         Ancient monks/technologists would utter prayers as they made "magical" products -as to bless their work - as most Egyptians do till this day
·         The whole thing became obscured with the loss of the language ... and hence Abracadabra bogus traditions emerged
·         I actually think that what the Ancients used their exclusive knowledge of Chemistry, Physics, Technology, Astronomy, etc., in making things which appeared “magical” to others … including kings and nobility.
·         It is said (Source is Socrates Scholasticus and others) that a Bishop "Cyril" was behind the killing of Hypatia of Alexandria ... on the hands of a Christian mob ...
·         Death of Hypatia in 415 AD, marked the end of an era of science, art, knowledge and enlightenment - and entry into savagery and dark ages
·         For 8 centuries ... and beyond ... human civilization limbed - mostly backwardly ...
·         To date humanity has yet to heal from that set back
·         The old traditions were not as "Pagan" nor idiotic as they were made to sound ..
·         If anything, they revered the natural forces and the balance, equilibrium and harmony which must exist between man and nature - if man was to survive - that is
·         In essence - the ancient traditions looked at physics and spirituality as if they were mere facets of the same grand scheme of things.



According to Wikipedia, Egyptian magic, Heka activates (Ka) - the soul which embodied personality.

Heka (/ˈhɛkə/EgyptianḤkȝ; also spelt Hike) was the deification of magic in ancient Egypt, his name being the Egyptian word for "magic". According to Egyptian writing (Coffin text, spell 261), Heka existed "before duality had yet come into being." The term "Heka" was also used for the practice of magical ritual. The Coptic word "hik" is derived from the Ancient Egyptian.
Heka literally means activating the Ka, the aspect of the soul which embodied personality. Egyptians thought activating the power of the soul was how magic worked. "Heka" also implied great power and influence, particularly in the case of drawing upon the Ka of the gods. Heka acted together with Hu, the principle of divine utterance, and Sia, the concept of divine omniscience, to create the basis of creative power both in the mortal world and the world of the gods.
As the one who activates Ka, Heka was also said to be the son of Atum, the creator of things in general, or occasionally the son of Khnum, who created specific individual Ba (another aspect of the soul). As the son of Khnum, his mother was said to be Menhit.


#EgyptRemembers





My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook