Monday, March 07, 2011

أشياء لا يمكن التصويت عليها


البعض يظن أن الديمقراطية هي أن الأغلبية تستطيع أن تقرر ما بدا لها 

ولكن هذه ليست الديمقراطية - بل دكتاتورية الأغلبية أو الفاشية - وهي أبعد ما تكون عن الديمقراطية

طيب ... ما الفرق؟


فيه حاجات ما ينفعش الأغلبية تقررها - حتى لو 99% من الألمان قالوا أن الألماني المسلم مواطن درجة تانية يظل مواطن درجة أولى مثل بقية الألمان 



نفترض أن 99% من الألمان صوتوا أن الألماني المسلم حقوقه أقل من الألماني المسيحي - هذا ضد حقوق الإنسان وضد المواطنة ومبدأ المساواة - أن المواطنين جميعا سواء لا تمييز بينهم بسبب العقيدة أو اللون أو الجنس - هنا يكون التصويت نفسه باطلاً من حيث المبدأ لأنه يخالف حقوق المواطنة وحقوق الإنسان

هل تتذكرون قضية مروة الشربيني؟


نفس الشيء - لا يمكن أن تصوت الأغلبية مثلاً أنه ليس من حق المصري المسيحي أن يكون رئيسا للجمهورية


طرح الموضوع للتصويت في حد ذاته مناف لحقوق الإنسان

حتى  لو 99% من المصريين رأيهم أن المسيحي ليس له حق أن يكون رئيسا للجمهورية - يظل حقه كمصري متساو مع غيره في أنه يمكن أن يرشح نفسه للمنصب

يجوز أن يكون هناك شروطا أخرى موضوعية - مثلاً أن يحصل على تأييد عدة آلاف من الناخبين أو أن يكون أكبر من سن معين - لكن هذه شروط موضوعية للوظيفة تنطبق على الجميع بصرف النظر عن الجنس - اللون - العقيدة


الدستور يفترض فيه أن يحمي الحريات وحقوق الإنسان ...  وأحد الزملاء يسأل
ماذا لو تعارضت الحريات الموجودة في الدستور مع مبدأ الديمقراطية القائم على أختيار الاغلبية - ما العمل ؟؟؟


نقول: الديمقراطية تقوم على اختيار الأغلبية في السياسات وفي القوانين - دون المساس بحقوق الإنسان - اي أنه لا خيار للأغلبية ولا للأقلية في الحقوق والحريات - هي ثابتة - تولد مع الإنسان - ولا تحتاج لمشرع حتى يقرها - لأنها لصيقة بالإنسان في كل مكان ...




3 comments:

Anonymous said...

راااائع

Mahmoud Al-Sha'ar said...

أنت تنادي بالديموقراطية ذات المرجعية التي تحدث عنها الدكتور عبد الوهاب المسيري. أؤيدك بشدة.

Anonymous said...

لايمكن الاجماع علي امر مائه بالمائه ولاالاجماع علي شخص مائه بالمائه حتي الرسل والانبياء فلابد من الاخذ براي الاغلبيه تلك هي اعلاء مصالح الاغلبيه مع مراعاه مصالح الاقليه الغير ضاره بالمصلحه العامه فلايوجد بلد في العالم ليس بها راي وراي اخر فالحكم لمن لراي الاغلبيه ام لراي الاقليه ؟الجواب واضح

My Page on Facebook

Wael Nawara on Facebook